بقلم : حسين الذكر ..

جاء في مذكرات فاطمة طباطبائي زوجة السيد احمد الخميني الذي مات عام 1995 بصورة مفاجئة مع ما كان يمثله من امانة سر للثورة وحرب الخليج الأولى 80-1988 : ( في ليلة تهديد الرئيس ريغان بضرب ايران عام 1980 والقضاء على نظام الحكم الجديد خيم قلق وارتقاب لما سيحدث وقد سالت الامام الخميني عما نفعله في تلك الليلة ، فأجاب : ( اخلدوا للنوم بامان .

. لن يحدث شيء ) .. في الصباح .. اعلن البنتاغون عن فشل عملية طبس وعدم تمكن القوات الامريكية من اطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في طهران بعد سقوط عدد من الطائرات الامريكية المهاجمة .. وقد دفنت تلك الحادثة في بطون اسرار البيت الأبيض مع ما لها من أثر على سير الاحداث الشرق أوسطية عامة والإيرانية خاصة .
ستون يوم هي مهلة الرئيس الأمريكي ترامب للقيادة الإيرانية برسالة شهيرة متخمة بالمؤثرات الهيتشكوكية اشعلت نذر مواجهة قد تفتح الباب على حرب كونية ثالثة بما لها من اخطار محدقة كنتيجة حتمية لذروة السلاح المعروض على الطاولة او ذلك الذي لم يعلن عنه بعد .
فحوى الرسالة التي عرضت بوسائل الاعلام بشكل فيما وصلت ايران بشكل آخر .. ركز مضمونها على نقطتين أساسية ( ترغيبية وتهديدية ) جاء فيها :-
الأولى :- أمريكا مستعدة لرفع العقوبات وتمكين الاقتصاد الإيراني وفتح أبواب التعاون لمصلحة الشعبين .
الثانية :- إذا رفضتم المفاوضات فإن الرد سيكون حاسمًا سريعًا.
ثم ختمت بجمل تقرا من زوايا ومعان مختلفة : ( السلام ليس ضعفًا وإنما هو خيار الأقوياء والشعب الإيراني شعب عظيم يستحق مستقبلاً أفضل فإذا كنتم مستعدين للتفاوض نحن مستعدون أيضًا والا فانكم تفوتون فرصة عظيمة) . الملاحظة الأهم بين ثنايا الخطاب انه لم يغلق الباب ولم يضع تهديدا او شروطا وهذا ما بينته الرسالة الامريكية التوضيحية اللاحقة التي نقلت عبر مسقط .
قطعا هذه ليست اول رسالة من رؤساء أمريكا الى قيادة ايران في عهد الثورة .. فالرئيس ترامب من ذات رحم الاسلاف فكرا ومنهجية ولغة واهداف لا يختلف عن أي رئيس امريكي سابق من الناحية الاستراتيجية – باقل تقدير – كما ان القيادة الإيرانية هي ذاتها منذ 1979 حتى اليوم لم يتغير شيء على مستوى الخطاب والمنهجية والاهداف والاستراتيجية ( خمينية كانت او خامنئية ) ..
هذه الرسوم البيانية الواضحة تجعلنا امام مشهد لا جديد فيه الا بالاخراج والسيناريو وان المفاوضات من ناحية عملية قد بدات على مسارين الأول استعراضي للقوة والردع المتبادل بين الطرفين فغارات إسرائيل على لبنان وغزة وما حدث في سوريا ومجزرة الساحل والقصف اليمني الأمريكي المتبادل والكشف عن مدن الصواريخ الإيرانية وسلاح البلازما والنشاط الدبلوماسي مع متهيكلات المشهد السياسي العراقي فضلا عن الرد الإيراني الرسمي المعلن على الرسالة .. وغيره الكثير تعد من اذرع الحوار الأمريكي الإيراني غير المعلن .. اما الثاني فله قنواته وادواته ولغته التي تمثل وجهة نظر الطرفين بما لا يختلف كثيرا عما دار وسيدور منذ ثمانينات القرن المنصرم حتى اليوم .
ثمة رؤية ميتافيزيقية بعيدة جدا عن العولمة ومقتضياتها .. فبعض الروحانيين في اميركا والغرب يتحدثون عن المعركة الأخيرة التي سترسم خارطة إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات بما مدون في التورات وتفسير الواح العهد القديم .. يقابلها صوت بعض العارفين الاسلاميين عن قرب علامات آخر الزمان بما يجعل العالم على وقع صفيح نووي ساخن لم يستقم الا بمعجزة السماء الموعودة وانتظار رسالتها المهدوية القادمة .
الفقرة الأخيرة تبدوا على انها ( ما ورائيات او طوباويات او تخيلات او مجرد خزعبلات ) .. الا ان شرح وزير خارجية أمريكا للتهديدات الترامبية بانها تعني كل الخيارات مطروحة على الطاولة .. فيما سربت القيادة الإيرانية ردا مشابه يتحدث عن ايران ما بعد بعد النووي يجعل العالم فعلا على شفى تلك الحفرة ولو من زاوية نظرية .
في آخر فلسفات الانسان بعد كل تطور تقنيات العالم التي جعلت من الكرة الأرضية قرية صغيرة فشلت بها العولمة واذرعها المادية ذريعا بإيجاد حلول جذرية لازمات الانسان جعل كل الفلسفات على خط نقدي واحد ما كان منها لذلك البدوي الذي عرف ربه من آثار فضلات ماشيته .. او تلك العقول الفيزيائية العبقرية التي أعلنت انها بلغت من العلم ما ينسف النظريات والمتبنيات المختبرية التي لم تجد لها إجابة وتفسير مقنع .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ما قصة المسيرة الإيرانية شاهد 101 التي سقطت في العاصمة الأردنية؟

هديل غبّون، عمّان، الأردن (CNN)--   قال الخبير العسكري الأردني نضال أبوزيد، في حديث خاص لـCNN بالعربية، إن الطائرة المسيّرة التي سقطت في منطقة أم أذينة وسط العاصمة الأردنية، عمّان، من طراز "شاهد 101" كما تم الإعلان عنها، تعد واحدة من "الطائرات الانقضاضية التي طورتها إيران في 2021، وبلغت حمولتها قرابة 10 كغم من المتفجرات."

وأضاف أبوزيد أن "شاهد 101 تتميز بكونها تعمل بالطاقة الكهربائية ولا تولّد حرارة أو موجات يمكن التقاطها عبر الرادارات التقليدية، ما يجعل اكتشافها واعتراضها أكثر صعوبة".

 وتابع أن هذه الطائرة "لا توجه إلكترونيًا بشكل مباشر، وهو ما يزيد من تعقيد آلية التصدي لها".

وبين أبوزيد أن الطائرة ذاتها "استخدمت سابقا مرتين، الأولى كانت من قبل حزب الله اللبناني على شمال إسرائيل مع بداية الحرب على غزة في 2023 وتحديدا ضد مصنع تابع لشركة رافائيل للصناعات العسكرية، حيث تحمل الطائرة رأسا متفجرا متوسط الحجم بقدرات انقضاضية عالية".

كيف وصلت إلى الأراضي الأردنية؟

وأثار سقوط هذه المسيّرة في منطقة مأهولة جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعلنت القوات المسلحة الأردنية على لسان مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، أنها كانت تحمل رأسا متفجرا لكنه لم ينفجر، وكشف عن طرازها، وسبب سقوطها الذي قال إنه يعود لعطل فني فيها.

وتعتبر حادثة سقوط مسيرات كاملة على مواقع مأهولة هي الثالثة في البلاد، وفقا للمسؤول العسكري، من بين 30 مسيّرة سقطت بالكامل على الأراضي الأردنية، منذ بدء التصعيد العسكري في المنطقة.

ورجّح الخبير أبو زيد أن يكون السبب التشويش الإلكتروني الذي أعلنت إسرائيل، الاثنين، أنها قامت به لإسقاط المسيرات الإيرانية.

 وأضاف: "قد تكون موجات التشويش قد أثرت على مسار هذه الطائرة وسقوطها داخل الأراضي الأردنية بالرغم من أنها غير موجهة إلكترونيا"، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تعلن عن تفاصيل التقنيات التي تستخدمها.

 وأشار أبوزيد إلى أن إسرائيل بدأت مؤخرا باستخدام منظومة جديدة تعرف بـ "الشعاع الحديدي"، تم تطويره بواسطة شركة رافائيل.

 وأضاف: "هذه المنظومة تستخدم بأقل كلفة، وتغطي استنزاف منظومات الدفاع الجوي والنقص في الصواريخ الاعتراضية." 

وأضاف: "هذا السلاح مستنسخ عن نموذج بريطاني، ويعتمد على استخدام شعاع ليزر يعترض الطائرات المسيّرة، وبتكلفة مالية لا تتجاوز 15 دولارا للطلقة الليزرية الواحدة، ما يشير إلى أن تقنيات وتكتيكات اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية تتطور".

منظومة دفاعية جديدة

ورأى أبوزيد أن "عمليات الاستنزاف  الكبيرة التي أصابت منظومة الدفاع الجوية الإسرائيلية خاصة منظومة حيتس التي تقدر تكلفة الصاروخ الواحد فيها بنحو 3 مليون دولار، قد استعيض عنها بمنظومة الشعاع الحديدي، وكذلك منظومة جديدة تعرف بباراك 8".

وذكر أن "باراك 8 ليست منظومة دفاع جوي بريّة بل منظومة بحرية يتم تركيبها على قوارب بحرية من نوع كورفيت، تستخدم صاروخا باهظ الكلفة يعرف بصاروخ لارد".

وتابع أن "الاعتماد على منظومات بحرية مثل باراك 8، يأتي في سياق محاولة التخفيف من الضغط على منظومات الدفاع الجوي الأرضية".

وبشأن الرأس المتفجر في "شاهد 101"، قال أبوزيد إن "حجمه كبير نوعا ما، ويتميز بالخاصية الانقضاضية العالية"، وأضاف:" مسيرات شاهد وشاهد 101، استخدمها الإيرانيون في الموجات رقم 16 و 17 و 18 وفي هذه الموجة وهي رقم 20، مما يشير إلى أن الجانب الإيراني أيضا، بدأ يعتمد بشكل كبير على الطائرات الانقضاضية لتنفيذ أهدافه ضد إسرائيل".

وذكر أن مما يعزز فرضيات استنزاف الصواريخ الإيرانية، توجّه "إيران للاستعاضة عن الصواريخ ذات التكلفة العالية مثل الصواريخ البالستية، التي تتراوح تكلفتها من 800 ألف دولار إلى مليون دولار، نحو استخدام هذا النوع من المسّيرات الانقضاضية، التي لا تتجاوز تكلفتها بضع مئات من الدولارات."

لماذا الاختراقات للأجواء الأردنية ؟

وفيما تحدثت مصادر صحفية مؤخرا، عن اختراق الأجواء الأردنية على شكل موجات مسيرات ممنهجة قادمة من إيران رغم تعهد مسؤولين في النظام الإيراني بتجنبها، يفسّر الخبير أبوزيد أسباب هذه الاختراقات على مدار الأيام الماضية، حيث قال: "غالبية الصواريخ الإيرانية الموجهة والتي تخترق أجواءنا الأردنية هي صواريخ بالستية، لأن هذا النوع من الصواريخ لا يمكن التحكم بمساراتها، كما في الصواريخ الجوالة (كروز)".

وأضاف: "الصواريخ البالستية توجه عبر الأجواء الأردنية، لأن تطير عبر مسار منحني يصل إلى قمته في الغلاف الجوي، ثم يسقط نحو هدفه، ولذلك تم اختيار الأجواء الأردنية لأنها أقرب طريق لها، أما الصواريخ (كروز) فيمكن التحكم بمسارها، من خلال مثلا إطلاقها من شمال العراق إلى سوريا".

إسرائيلإيرانالأردنالجيش الأردنيالجيش الإسرائيليالجيش الإيرانيالحكومة الأردنيةالحكومة الإسرائيليةالحكومة الإيرانيةنشر الاثنين، 23 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • ما قصة المسيرة الإيرانية شاهد 101 التي سقطت في العاصمة الأردنية؟
  • مفتي عمان يهنئ ايران بفشل العدوان الأمريكي ويثمن وقفة مغاويراليمن
  • البرلمان الإيراني يعلن موافقته على اخطر قرار في تاريخ ايران
  • الموسوي: ايران الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد لتمثل قلعة المقاومة
  • ايران تطالب بعقد جلسة فورية لمجلس الأمن عقب العدوان الأمريكي
  • ادانات دولية واسعة لجريمة العدوان الأمريكي على ايران
  • العراق: لم يتمّ تأشير وجود تلوث إشعاعي جراء الضربات الامريكية للمنشآت النووية الإيرانية
  • الخارجية الإيرانية: الصمت أمام العدوان الأمريكي يعرض العالم لخطر شامل
  • بعد العدوان الأمريكي على ايران ..بيان هام لأنصار الله
  • تقرير يكشف المساعدة الامريكية لإسرائيل في صد الهجمات الإيرانية