متابعات ـ تاق برس    قال وزير الخارجية السوداني على يوسف الشريف انه ” يجب ترسيخ مبدأ التعامل مع ظاهرتي الهجرة ومكافحة الهجرة غير الشرعية من منطلق حتمية تبني رؤية ومقاربة شاملة ترتكز علي التعاون المتكافئ، ومراعاة الجوانب الأمنية والتنموية للهجرة ومخاطبة جذور المشكلة “. وشارك يوسف  أعمال الاجتماع الوزاري الثاني لـ”عملية الخرطوم” لمكافحة تهريب المهاجرين والإتجار في البشر، الذي تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة وشدد على التزام الدولة السودانية بتهيئة المناخ المناسب لإعادة المواطنين إلى منازلهم وتوفير الخدمات الأساسية اللازمة.

وجدد يوسف، حرص السودان على اضطلاع العملية باهدافها كإحدى آليات متابعة قضايا الهجرة وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمجابهة التحديات ، واثنى وزير الخارجية  الوزيرللجهود دول الجوار في استضافة المواطنين السودانيين الذين غادروا لظروف الحرب. واستعرض الوزير مجالات  التنسيق الإقليمي والدولي اللازمة لمخاطبة القضية،  وسبل تحديث عمل الآلية، كذلك فرص تقوية الأجندة الدولية سيما المرتبطة بمبدأ تقاسم الأعباء والمسئوليات لتعزيز صمود المجتمعات المستضيفة للمهاجرين. ونوه الى التزام السودان بمواصلة جهوده  في مكافحة  الهجرة غير  الشرعية، وتبني مقاربات تستند على المنظور التنموي ومعالجة  الأسباب الجذرية، وتعزيز العمل الجماعي ، معبرا عن امتنان السودان لجهود الدول أعضاء العملية في استئناف عضويته بعد اكثر من ثلاث أعوام من عدم المشاركة . وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذى إستضافته مصر اليوم، المفوض الأوروبي للشئون الداخلية والهجرة، والقائم بالاعمال بمفوضية الاتحاد الافريقي لشئون الصحة والشئون الانسانية والتنمية والاجتماعية، والسيد مدير  عام المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة. وشهد المؤتمر الوزاري تسليم رئاسة العملية من جمهورية مصر العربية إلى الجمهورية الفرنسية. الجدير بالذكر أن اجتماعات عملية الخرطوم قد اختتمت أعمالها اليوم على المستوى الوزاري ، وامس على مستوى الخبراء وكبار المسؤولين ، وناقشت إعلان القاهرة الوزاري وخطة القاهرة التي أجيزت من قبل المؤتمر الوزاري اليوم . وزير الخارجية السوداني

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: وزير الخارجية السوداني وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

يوسف عبد المنان يكتب: شطحات الحكيم

كان محمد مختار ولد أحمد الصوفي، الغارق في فلسفة محيي الدين بن عربي، يحدّث الناس في مدينة واذيبو بموريتانيا كل عام عن رؤاه المنامية. يدّعي حيناً أنه إلتقى الرسول ﷺ، وأحياناً يزعم أن أبا هريرة حدّثه بكذا وكذا. حتى نهضت جماعة سلفية فقطعت رأسه، بدعوى أنه رجل فتنة يتقول على السلف الصالح بمزاعم لا يسندها دليل من كتاب أو سنة.

وللإمام أبي حامد الغزالي شطحات في التصوف جعلت البعض يتهمه بالجنون واختلال العقل، فيما تم تكفير نصر حامد أبو زيد من قبل فقهاء الأزهر الشريف بعد صدور كتابه الشهير “التفسير التأويلي للقرآن الكريم”، بحجة أنه متخصص في اللغة العربية وليس له دراية بعلم التفسير.
واليوم، يخرج علينا محمد هاشم الحكيم بزوبعة جديدة، يثير بها الغبار في عاصفة البحر، مدعياً رؤيا منامية رأى فيها الرسول ﷺ يأمره أن يبلغ الفريق البرهان بالتفاوض مع قوات الدعم السريع لإنهاء الحرب في السودان.

لكن الرؤى المنامية – كما هو معلوم في الشرع – لا يُحتج بها في الأحكام، ولا يُعتد بها بعد وفاة الرسول ﷺ. فلم نسمع أن أحداً من العشرة المبشرين بالجنة حدثنا عن رؤيا من هذا النوع، رغم أنهم كانوا أولى بها، خصوصاً بعد وفاة النبي واندلاع حروب الردة التي خاضها الخليفة أبو بكر الصديق.

واليوم، تُنسب الرؤى إلى شيوخ أمثال محمد هاشم الحكيم، الذي نُشرت له صور مع سفراء “شياطين العرب” – ممن أشعلوا فتيل حرب آل دقلو – مما يضعه في موضع الاتهام بمولاة طرف على حساب آخر. وليته لم يوالِ الفئة الباغية، التي أجمعت أغلب فتاوى أهل العلم في السودان على بغيها.

ولو سُلّم برؤية الشيخ المنامية، فغداً سيخرج شيخ آخر من زريبة البرعي، وثالث من الكريدة، وكل منهم يدّعي أن الرسول حدّثه في المنام عن أمور مشتبهات. ولأصبح السودان دولة تُحكم من شيوخ المنامات، حتى وإن خالفت صحيح الحديث أو نصوص القرآن القطعية.

ثم كيف للشيخ أن يتيقّن أن من رأى في المنام هو الرسول ﷺ؟ أليس من المحتمل أن من تمثل له كان شيطاناً أو حتى أحد شخوص السياسة؟ ربما كان عبد الله حمدوك أو خالد سلك، تمثّل له بهيئة بشر سوي!

وفي هذا السياق، لا ننسى ما أبدع فيه الدكتور أحمد الطيب زين العابدين في روايته “دروب قرماش”، حيث قرّب صورة الصراع بين أهل الظاهر والباطن في حبكة روائية بارعة. فقد روى قصة الفكي “قرماش” الذي ادّعى علاج الناس وجلب المطر ودفع الشر عنهم، فتبعه جمع من أهل القرى المحيطة بالجنينة. ثم جاء رجل خطب فيهم وشكك في صدق الفكي، وطلب منه أن يجريا اختباراً أمام الناس: أن يُذبح ثور، ويُعطى كل واحد منهما قدحاً من اللحم، ويحمي كلٌّ قدحه بطريقته.

الفكي كتب محاياته، والرجل دسّ في جيبه روث مرفعين (ضبع)، ووضع قدحه في غرب القرية، بينما وضع الفكي قدحه شرقها. وفي الصباح هجمت الكلاب على قدح الفكي وأتت عليه، بينما لم تقترب من قدح الرجل الآخر بسبب الرائحة الكريهة. فطُرد الفكي قرماش من القرية، وأفصح الرجل للناس عن حيلته حتى لا يظنوا فيه كرامة أو كرامات.

وعليه، فإن على الأخ محمد هاشم الحكيم أن يعلن للناس من يقف وراء هذه المزاعم المنامية. فربما يأتي غداً من يقول إنه رأى الرسول ﷺ، وأمره بأن تُعقد مفاوضات في المنامة، أو أن يُصدر إعلان مبادئ جديد أوحاه له الرسول في منامه. وهكذا، يصبح مستقبل السودان مرتهناً لأحلام ومزاعم لا حجة فيها ولا يقين.

يوسف عبد المنان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يوسف عبد المنان يكتب: شطحات الحكيم
  • الخدمات النيابية: فئات مغرضة تهدد المواطنين المتجاوزين بهدم منازلهم
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون بالكويت.. صور
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري الخليجي في دورته الـ 164
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري الخليجي في دورته الـ164 بالكويت
  • وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الوزاري الخليجي
  • وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الوزاري الخليجي في دورته الـ 164
  • وزير الخارجية السوداني يبلغ مسؤول مصري موقف السودان من إعلان حكومة موازية
  • يوجّـه السيد رئيـس الوزراء د.كـــامـل إدريــس كلمة إلى الشعب السوداني عند الساعة الثالثة من مساء اليوم
  • كامل إدريس رئيس وزراء السودان يقدم تعهدات في أول إجتماع مع أعضاء مجلس السيادة