كيف يمكن قراءة تصريحات ترامب بشأن وقف الضربات على الحوثيين في اليمن؟ (رصد)
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
لاقت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المفاجئة بشأن إيقاف الضربات على جماعة الحوثي في اليمن، تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين.
وقال ترامب في تصريحات إعلامية "سنتوقف فورا عن الضربات الجوية في اليمن، بعد زعمه إعلان جماعة الحوثي البارحة بأنها لم تعد تريد القتال"، واصفا تلك المزاعم بأنها "أخبار جيدة".
وذكر ترامب أن الحوثيين أبلغوا الولايات المتحدة بأنهم "لم يعودوا يريدون القتال". وقال: "سنوقف القصف. لقد استسلموا، لكن الأهم من ذلك أننا سنأخذهم على كلمتهم. يقولون إنهم لن يفجروا السفن بعد الآن".
وأضاف: "أقبل كلمة الحوثيين بأنهم سيوقفون هجماتهم وقررنا وقف قصفنا بشكل فوري"، مشيرا إلى أن الحوثيين لا يريدون القتال بعد الآن
وأردف ترامب: "الحوثيون قالوا لنا رجاء توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف عن استهداف السفن" مضيفا: "لم نتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين لكنهم طلبوا وقف القصف".
وتأتي تصريحات ترامب المفاجئة، في الوقت الذي يواصل فيه الطيران الأمريكي غاراته العنيفة ضد جماعة الحوثي في اليمن منذ منتصف مارس الماضي.
وفي السياق كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية، عن تلقي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)تعليمات بوقف هجماتها ضد الحوثيين في اليمن، بعد وساطة عمانية بين واشنطن والحوثيين الأسبوع الماضي.
ونقلت الشبكة عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله إن الجيش الأمريكي تلقى تعليمات بوقف الضربات ضد الحوثيين، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة محادثات بين واشنطن والحوثيين بوساطة عمانية الأسبوع الماضي بقيادة المبعوث الأمريكي "ويتكوف".
بدورها وزارة الخارجية العمانية أكدت عقد اتفاق بين واشنطن وجماعة الحوثي على وقف إطلاق النار "بما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي" في البحر الأحمر وباب المندب، وفي المستقبل لن يستهدف أي منها الأخر".
وفي أول تعليق لجماعة الحوثي على تلك التصريحات قال عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي "ما رفضنا استمراره بفلسطين لن نقبل بتمريره في اليمن".
وأضاف "بإعلان ترمب وقف عدوان امريكا على اليمن سيتم تقييمه ميدانيا أولا، وهو انتصار يفصل الاسناد الامريكي للكيان المؤقت وفشل لنتنياهو وعليه أن يقدم استقالته".
الحوثي سيخرج أقوى
وفي الشأن ذاته يقول الكاتب الصحافي عامر الدميني " إذا خرج الحوثي من هذه معافى، ونجا من حرب واشنطن، فلن يكون الأمر كما كان من قبل".
وأضاف "حرب أمريكا في اليمن ضد الحوثيين تمثل ذروة الفعل الدولي في وجههم، وإذا انتهت بدون نتيجة فهذا يعني مكسب لهم، وشرعنة لوجودهم".
وتساءل الدميني قائلا: بعد حرب أمريكا من سيحارب بمثل قوتها ونفوذها ووزنها؟ مضيفا "نحن ندخل منعطف جديد في الوضع باليمن، وسيكون له تأثيره الكبير على مختلف المسارات".
خطاب تكتيكي
الصحافي مارب الورد، يرى أن تصريحات ترامب أقرب إلى خطاب تكتيكي موجه لدوافع داخلية وخارجية، لا يستند إلى معطيات ميدانية حقيقية، خاصة في ظل استمرار الحوثيين في إظهار التحدي والإصرار على مواقفهم حتى الآن.
وعلى ضوء ذلك، طرح الورد عدة تفسيرات محتملة منها: غياب التأكيد الحوثي، وعدم وجود إعلان رسمي من الحوثيين يؤكد ما قاله ترامب، يقوّض مصداقية التصريح، وقد يشير إلى أن الرئيس الأميركي إمّا أساء تفسير قنوات تواصل خلفية، أو بالغ في التقدير لأهداف سياسية داخلية وخارجية.
وقال إن سياق التصريح وتوقيته: يؤكد أن التصريح جاء قبيل زيارة ترامب إلى الخليج، مما يوحي برسالة مزدوجة. داخليًا، يسعى إلى الظهور بمظهر الرئيس القوي الذي ينجح في نزع فتيل الأزمات دون الانخراط في حروب طويلة. وخارجيا، قد يكون التصريح محاولة للضغط على حلفاء واشنطن في المنطقة أو تحضير لمطالب سياسية أو مالية.
واعتبر الصحفي الورد ذلك ورقة تفاوضية ومناورة سياسية، وقال قد لا يكون التصريح مبنيا على وقائع، بل مجرد مناورة تهدف إلى فتح قنوات خلفية أو اختبار ردود الفعل، سواء من الحوثيين أو من خصوم الولايات المتحدة في المنطقة، ويعزز هذا الاحتمال الحديث عن "استسلام" غير موثق.
تقليل التصعيد لصالح أولويات أخرى: من المحتمل أن يكون هدف ترامب من هذا الإعلان هو تهدئة جبهة اليمن مؤقتا، للتركيز على ملفات استراتيجية أخرى، مثل المواجهة مع إيران أو التفرغ لصراعات كبرى كالصراع مع الصين، وفق الصحفي الورد.
الحوثي دمر اليمن وحافظ على بقائه
عضو هيئة التشاور عبدالملك المخلافي، كتب "بعد أن استكمل الحوثي تدمير البنية التحتية للشعب اليمني ومكتسباته باستجلاب العدوان عليها، قام بالاتفاق مع الأمريكي وهو مبتهج بما حققه، دمر اليمن وحافظ على بقائه".
وقال إن "لم تتضافر جهود الشعب وقواه مع قيادته للقضاء على هذا الوباء سيكون له أثر أكثر من أثر الطاعون والأوبئة الأخرى".
صفقة إقليمية ودولية
الباحث عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات، غرد بالقول "قبل الصفقة الكبيرة التي ستتزامن مع زيارته للمنطقة، ترامب يعلن إيقاف الهجمات على الحوثيين، بعد استسلامهم".
وقال "ستوكل المهمة لإسرائيل في حال قام الحوثيون بهجمات على سفن في البحر الأحمر، وهي المهمة القذرة التي لا تريد واشنطن القيام بها، لأنها ستستهدف مقدرات مدنية مثل المطارات والموانئ".
وتابع "ضمنت واشنطن إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، إضافة إلى أن الهجمات أعطت الأمريكان فرصة اختراق معلوماتي عن هيكلة وسلاح الجماعة وقدراتها العسكرية".
ويرى الباحث محمد أنه في حال كان هناك صفقة إقليمية ودولية، تحقق لواشنطن هدف إضعاف الدور الصيني المتنامي، لا يستبعد دعم الولايات المتحدة للعملية البرية، التي أصبحت ناضجة بعد إيقاف الإمدادات وإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، كما لا يستبعد أن تنتهي قصة الحوثيين بضربة على إيران يقابلها استسلام كامل من الحوثيين والخروج من السيطرة على الدولة اليمنية".
وقال "إلى ذلك الحين قد تشهد الحكومة المعترف بها دوليا تغيرات كبيرة في بنيتها وبنية قيادة المجلس الرئاسي الذي فشل فشلا ذريعا في استغلال الفرص المتاحة".
استعادة النفس القتالي
سيف مثنى مسؤول المناصرة في الكونغرس الأمريكي، فقد كتب "توقف الحوثي عن استهداف السفن الأمريكية ولو مؤقتا، ليس له إلا سببين لا ثالث لهما: الإضرار البالغة التي أصابت الجماعة من الضربات الأمريكية، استعادة النَفَس القتالي ومحاولة تحييد أمريكا".
حفظ ماء الوجه
أما الباحث معن دماج، فقال "الآن مع ما يمكن تسميته بوقف إطلاق النار، يكون الحوثي قد خسر بهذه المعركة خسائر لا يمكن تعويضها سياسيا وعسكريا واقتصاديا ودوليا خارجيا".
وأضاف "قبوله بإيقاف الحرب من دون أي مقابل وبعيدا عن كل الشعارات التي رفعها سيجعله يخسر خسائر لا يمكن تعويضها داخليا".
تعمد تدمير اليمن وبنيته التحتية
في حين تساءل الإعلامي بشير الحارثي بالقول: لماذا لم يتوقف الحوثي قبل أن تُدمَّر موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومصنع باجل واليوم مصنع عمران ومطار صنعاء ومحطات الكهرباء؟
وقال : أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن الحوثي تعمّد تدمير مقدرات اليمن وبنيتها التحتية عمداً لا لشيء إلا ليبيع وهْم محاربة أمريكا وإسرائيل؟
وأضاف "شعارٌ أجوف يتاجر به هو وجماعته القادمة من غبار التاريخ لا لرفع شأن الوطن بل لجره إلى الهاوية ومستنقع الدم والمقابر وتقديمه قرباناً لمشروع ظلامي كهنوتي امتهن الخراب والدمار نهجاً لتدمير اليمن وتاريخه وهويته".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا ترامب الحوثي البحر الأحمر فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإيكونوميست: اتفاق ترامب مع الحوثيين يعزز قبضتهم على اليمن
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: الإيكونوميست
على مدار سبعة أسابيع، قصف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، الحوثيين، المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران، أكثر من ألف مرة. كان هذا ضعف عدد الضربات التي شنها سلفه في أكثر من عام. ثم توقف القصف بشكل غير متوقع. في 6 مايو، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي، ذكر السيد ترامب بشكل عرضي أنه توصل إلى صفقة مع الحوثيين. وأوضح “سنوقف الضربات”، مقابل وقف هجمات الحوثيين على السفن. ” يضمن حرية الملاحة للشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر”، غرد وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، الذي توسط في الاتفاقية، بعد فترة وجيزة.
أشياء كثيرة تفسر تغيير مسار السيد ترامب. كانت تكلفة الحملة، التي قدرت بمليار دولار، باهظة. فشلت الهجمات في ردع الحوثيين. وهددوا بتأجيج الصراع في الوقت الذي كان فيه الرئيس متجها إلى الشرق الأوسط لتعزيز السلام. وكان الإيرانيون قد علقوا المفاوضات بشأن برنامجهم النووي بعد أن حذر بيت هيغسيث وزير الدفاع الأمريكي إيران من أنها “ستدفع” مقابل “دعمها الفتاك” للحوثيين. في 4 أيار/مايو، اخترق أحد صواريخ الحوثيين دفاعات إسرائيل وأصاب ضواحي مطارها الرئيسي في تل أبيب. وردا على ذلك، دمرت إسرائيل الحديدة وهو ميناء يمني ومطار العاصمة وثلاث طائرات مدنية ومصنعين كبيرين للإسمنت. بدا أن الشرق الأوسط القديم، الذي حرض أمريكا وإسرائيل ضد إيران ووكلائها، قد عاد.
والمستفيد المباشر من الانفراج الواضح هو إيران. بعد أن أوقف مشكلة الحوثيين، يبدو السيد ترامب أقرب من أي وقت مضى إلى صفقة مع آيات الله. وسرعان ما أعلنت إيران أنها ستستأنف جولة رابعة من المحادثات في غضون أيام. ويقال إن مسودة اتفاق يجري تداولها يمكن أن تشهد استعادة الجمهورية الإسلامية وأمريكا للعلاقات الدبلوماسية بعد 45 عاما. وإذا تحقق ذلك، فستقوم الفرق الفنية بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات منخفضة إلى الأبد. قبل رحلته إلى الخليج في 13 مايو، وعد ترامب بالفعل عن “إعلان كبير جدا” قادم. “الأمور تتحرك بسرعة كبيرة”، يقول مراقب على اتصال بكل من الإيرانيين والأمريكيين.
الحوثيون يصرخون أيضا. قال السيد ترامب إنهم استسلموا. يصر الحوثيون على أن أمريكا دُفعت قسراً على التراجع. لقد ألحقت الضربات الأمريكية أضرارا بترسانة الصواريخ بعيدة المدى للحوثيين ولكنها لم تقضي عليها. لا يزالون أقوى قوة في اليمن. لقد سقط قادة حماس وحزب الله، وهما العضوان الآخران في “محور المقاومة” الإيراني. عبد الملك الحوثي هو آخر رجل في المنظمة. “لم نكن نتوقع أن يستسلم ترامب للحوثيين ويمنحهم النصر مجانا”، يقول عبد الغني الإرياني، المحلل اليمني.
يأتي ذلك فيما الآخرون يحسبون خسائرهم. ويترك الاتفاق 25 مليون يمني تحت نير الحوثيين. أدى عقد من الضربات الجوية التي بدأت مع السعوديين إلى شل البنية التحتية. يفرض الحوثيون ضرائب باهظة، لكنهم لا يظهرون اهتماما يذكر بتقديم الخدمات. بدلا من ذلك، يركزون على تعزيز قواتهم، وإحكام قبضتهم وتلقين السكان العقيدة الدينية وخطاب الكراهية. “إنهم أسوأ من طالبان”، يقول زائر يمني إلى العاصمة صنعاء.
كما أن منافسي الحوثيين في اليمن أذكياء أيضا. كان البعض يأمل في أنه تحت الضغط الأمريكي قد تنضم الجماعة أخيرا إلى اتفاق لتقاسم السلطة وتسمح للحكومة المعترف بها دوليا بالعودة إلى العاصمة. كان آخرون يأملون في استغلال زحف المهمة الأمريكية وإعادة شن هجوم بري. الآن يخشون أن يكون الحوثيون هم الذين يتقدمون. لا يمكن لأي من القوات اليمنية الأخرى أن تضاهي الجماعة المتمردة. وزادت قوتهم 12 ضعفا لتصل إلى 350 ألفا منذ عام 2015، وفقا للأمم المتحدة، بعد عام من استيلائهم على صنعاء. وعلى عكس خصومهم اليمنيين، فهم منضبطون ومستعدون للقتال. ويستعد الحوثيون لشن هجمات حقول النفط بالقرب من مأرب وشبوة، كما يقول مراقبون يمنيون.
الأكثر إثارة للدهشة هو تخلي السيد ترامب عن إسرائيل. أطلق حملته في مارس عندما استأنف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل. لكن الاتفاق لا يفعل شيئا لتقييد ضربات الحوثيين ضد حليف أمريكا. ويقول الحوثيون إنهم سيستمرون في إطلاق النار على إسرائيل طالما استمرت إسرائيل في حصارها على غزة. قد يكون ذلك علامة على إحباط السيد ترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أو تصميمه على تأمين صفقة مع إيران. في كلتا الحالتين، تبدو إسرائيل خارج الحلقة بشكل غير عادي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةIt is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...
رسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...