تأزيم الأزمات وتعقيد المشكلات
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لكل بلد من بلدان العالم ازماته ومشاكله الداخلية، ولكل شعب من شعوب الأرض أساليبه وأدواته في التصدي لها والتعامل معها بحكمة وروية تمهيدا لاحتوائها وتذليلها والتغلب عليها. لكننا في العراق نختلف تماما عن بقية الشعوب والامم، فكلما تصاعد دخان مشاكلنا هرع الكثيرون إلى تأجيجها وصب الزيت على مواقدها، ثم يأتي دور الإعلام المأزوم لتأزيم الموقف وتعقيده، يأتي بعد ذلك دور المتصيدين والمنتفعين والانتهازين والمنافقين لخلط الأوراق وتوزيع الاتهامات جزافا على الناس دونما دليل.
لدينا الآن عشرات البؤر الإعلامية والسياسية المتخصصة بافتعال الأزمات وتصنيعها، وإطلاقها في الجو على شكل فقاعات تتفجر هنا أو هناك، وقد تتضخم فتصبح اكبر حجما كلما اقترب موعد الانتخابات. .
انظروا كيف تتحول المشاكل (المفتعلة وغير المفتعلة) إلى مادة نقاشية تشغل الرأي العام، فيتحدث بها وعنها الجاهل والمتعلم. الكبير والصغير. مثال على ذلك: أزمة تنظيم الملاحة في خور عبدالله التي ولدت عام 2013، وصوّت عليها البرلمان عام 2013، وصادق عليها مجلس الوزراء عام 2013. ودعمتها وزارة الخارجية عام 2013. لكن هذه الأزمة توسعت وتمددت. ثم زحفت وظلت تزحف حتى عادت علينا عام 2025 بعد اعتراض المحكمة العليا عليها، لكننا وبدلاً من التحرك إلى الأمام كقوة وطنية فاعلة ومؤثرة، فوجئنا بسيل من الاتهامات الجارفة التي شملت القاصي والداني. وفوجئنا بهجمات وطعنات منسقة ومقصودة، يراد منها التدليس والتشويش والاساءة لبعض المستهدفين، ثم تحوّل الأمر إلى ساحة تسقيطية طالت شريحة واسعة من المجتمع، وظهرت علينا دفعات غير متجانسة من المتطفلين على البحار والمحيطات، من الذين لم يركبوا زورقا ولا سفينة، ولا يجيدون السباحة في النهر، ولم يعبروا جسرا، ولم يقودوا قاربا من قوارب النزهة. بينما اختفى خبراء وزارة الخارجية، وخبراء وزارة النقل، وخبراء مديرية المساحة العسكرية، وخبراء القوة البحرية، وخبراء الهيئة البحرية العراقية العليا. واختفى معهم الخبراء الذين شاركوا في لجان المفاوضات مع الكويت. اختفوا كلهم ولم تتحاور معهم الفضائيات. وصرنا نحن خبراء البحر والملاحة مهمشين تماما، بعدما صارت الساحة مفتوحة لمن هب ودب، فتساوت (القرعة وأم الشعر)، ولم تعد هنالك أية فوارق بين المتخصص وغير المتخصص، وبين المتعلم والجاهل. .
ختاما: لن يتنازل العراق عن سيادته الكاملة في خور عبدالله ولا في شط العرب مهما طال الزمن ومهما تفاقمت الأزمات. وما ضاع حق وراءه مطالب. .
وللحديث بقية. . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات عام 2013
إقرأ أيضاً:
بمشاركة ليبيا.. البرلمان العربي يضع خارطة طريق لمواجهة الأزمات وتعزيز التكامل
اختتمت بالعاصمة المصرية القاهرة، أعمال اجتماعات اللجان الأربع الدائمة بالبرلمان العربي، بمشاركة أعضاء مجلس النواب عبدالسلام نصية، وأحلام اللافي، وحسن البرغوثي، وأبو صلاح شلبي، وذلك في إطار التحضير للجلسة الختامية الخامسة من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الرابع، المقررة اليوم السبت 28 يونيو الجاري بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وشهدت لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي مناقشة تقرير حول آخر التطورات السياسية والأمنية في العالم العربي، بالإضافة إلى مذكرة بشأن إعداد رؤية برلمانية لتفعيل الدبلوماسية الوقائية كأداة لنزع فتيل الأزمات ومنع نشوب الصراعات، كما تم استعراض تقرير اللجنة حول نشاطها خلال دور الانعقاد الحالي.
وفي السياق ذاته، ناقشت لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب، برئاسة الدكتورة أحلام اللافي، تقرير اللجنة الفرعية حول ريادة الأعمال الاجتماعية في العالم العربي، إلى جانب رؤية لتطوير التعليم الإلكتروني.
كما بحثت اللجنة الترتيبات المتعلقة بعقد ورشة عمل حول آليات حماية ورعاية الفئات المتضررة في مناطق النزاعات، بالإضافة إلى الترتيب لعقد ندوة خاصة بحماية الآثار في الدول العربية.
واستعرضت لجنة الشؤون الاقتصادية سبل تعزيز العلاقات مع المؤسسات والمنظمات الاقتصادية الإقليمية والدولية، إلى جانب مذكرة إعداد استراتيجية عربية لدعم الاقتصاد الأزرق في الدول العربية.
كما ناقشت لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان المسودة النهائية لمشروع قانون مكافحة الهجرة غير المشروعة في العالم العربي، والمسودة الأولى لرؤية برلمانية لحماية حقوق المستهلك في ظل التحديات التي تفرضها العولمة.
وتأتي هذه الاجتماعات ضمن جهود البرلمان العربي لإعداد مخرجات تشريعية ورؤى استراتيجية تدعم العمل العربي المشترك وتعزز الاستجابة البرلمانية للتحديات الراهنة في مختلف المجالات.