واشنطن – أعلن البيت الأبيض، امس الثلاثاء، عن التزام السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة.

وقال في بيان: “أعلن الرئيس دونالد ترامب، في السعودية التزام المملكة باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وبناء علاقات اقتصادية متينة تدوم لأجيال قادمة”.

وأضاف: “تأكيدًا على التزامنا بتعزيز شراكتنا الدفاعية والأمنية، وقّعت الولايات المتحدة والسعودية أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ بقيمة تقارب 142 مليار دولار، لتزويد المملكة بأحدث معدات وخدمات القتال من أكثر من 12 شركة دفاعية أمريكية”.

وأوضح البيان أن “الصفقات المُعلنة تعزز أمننا في مجال الطاقة وصناعة الدفاع وريادتنا التكنولوجية وإمكانية الوصول إلى البنية التحتية العالمية والمعادن الحيوية”.

وأكد أن “السعودية تظل أكبر شريك لنا في المبيعات العسكرية الخارجية، حيث تُقدر قيمة الصفقات النشطة بأكثر من 129 مليار دولار”.

وقال البيت الأبيض إن الصفقات الموقعة تمثل “إنجازا تاريخيا وتحوليا لكلا البلدين، وتمثل حقبة ذهبية جديدة من الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية”.

وشدد على التزام الولايات المتحدة والسعودية بتعميق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

وفي وقت سابق اليوم، وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد وترامب، “وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية” بين البلدين.

جاء ذلك ضمن سلسلة اتفاقات ثنائية وقعها البلدان على هامش قمة عقدها ترامب وابن سلمان في قصر اليمامة الرياض، وشملت مجالات عدة بينها الطاقة والدفاع، حسب قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية.

وتأتي زيارة ترامب الراهنة، في ولايته الثانية، ضمن أول جولة له بالشرق الأوسط منذ تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتمتد بين 13 و16 مايو/ أيار الجاري، وتشمل أيضا قطر والإمارات، بحسب بيان سابق للخارجية الأمريكية.

وسبق أن زار ترامب، في ولايته الأولى (2017-2021)، السعودية عام 2017، والتقى الملك سلمان بن عبد العزيز، وشارك في قمة بالرياض.

والأربعاء، سينضم ترامب إلى قادة دول مجلس التعاون في القمة الخليجية-الأمريكية الخامسة من نوعها في الرياض، حسب إعلام سعودي.

ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية ست دول هي السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين، وأُسس في 25 مايو/ أيار 1981، ومقره بالرياض.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يبرر تأكيد ترامب تدمير نووي إيران

واشنطن- خرج البيت الأبيض عن المألوف وأصدر بيانا استثنائيا، استشهد فيه بتعليقات كبار المسؤولين الأميركيين السياسيين والعسكريين، إضافة لرئيس الأركان الإسرائيلي ومنظمات دولية ومراكز بحثية، لتبرير ما كرره الرئيس دونالد ترامب من تدمير كامل للمنشآت النووية الإيرانية نتيجة للقصف الجوي الأميركي.

جاء ذلك على العكس من تقديرات جهات عديدة بأن القصف أخّر البرنامج النووي الإيراني لأشهر فقط، ولكنه لم يعطله.

وكانت الولايات المتحدة قد انضمت إلى إسرائيل في حربها على إيران فجر السبت الماضي عندما أمر ترامب القاذفات الأميركية بتدمير ثلاثة مواقع نووية رئيسية. وفي خطاب تلفزيوني قصير، أعلن ترامب أن العملية "نجاح عسكري مذهل"، وقال إن هذه المواقع "تم طمسها بالكامل".

تشكيك

وقلل من شأن تقارير استخباراتية أولية تشير إلى أن الهجمات أعادت جهود إيران النووية فقط إلى الوراء لبضعة أشهر. وعاد للتشكيك في تقييم أولي مسرب لوكالة استخبارات وزارة الدفاع (دي آي إيه) قلل من حجم الضرر الناجم عن هذه الضربات، واصفا إياه بأنه "غير حاسم".

وزعم تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" أن الضربات لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني ولم تؤخر تطوره إلا بضعة أشهر. رد ترامب "أنت تعلم أن لديهم رجالا يدخلون إلى هناك بعد الضربة، وقالوا إنها محيت تماما"، ملمحا إلى أن إسرائيل أرسلت عملاء إلى الموقع بعد الهجمات.

وبعد رفض قطاع كبير من داعميه فكرة القيام بهجوم أميركي على إيران، واعتبروا أن هذه حرب إسرائيلية لا يجب تورط واشنطن فيها خوفا من حرب طويلة الأجل مثلما حدث في العراق وأفغانستان، قفز ترامب وأنصاره للاحتفاء بما صوروه كأكبر انتصار في السياسة الخارجية في ولايته الثانية حتى الآن.

وأرجع لنفسه الفضل في تدمير البرنامج النووي الإيراني وتمكين إسرائيل من الإضرار بقدرات طهران العسكرية، خاصة الصواريخ الباليستية، وكل ذلك دون رد فعل سلبي للولايات المتحدة ودون الانجرار إلى حرب أوسع. لكن مدى ضخامة ما صوّره ترامب كانتصار كبير على المدى المتوسط والطويل لا يزال سؤالا مفتوحا، إذ لا يزال من غير الواضح مقدار ما تم تدميره بالفعل.

إعلان

ويصر الرئيس الأميركي على أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان "تم طمسها بالكامل". في المقابل، تقول طهران إن معظم قدراتها على التخصيب نجت من الهجمات، وإن مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، الذي يبلغ وزنه 400 كيلوغرام -وهو ما يكفي نظريا لتصنيع 10 رؤوس نووية- تم نقله مسبقا إلى مواقع آمنة.

وفي الوقت الذي شكك فيه الخبراء المحايدون من التقييم المبكر والمتسرع للضربات الأميركية، لا يعرف أحد يقينا ما الذي تبقى بالضبط من البرنامج النووي الإيراني. ويتفق الخبراء على أن مزيج الضربات الإسرائيلية، التي أعقبتها الضربات الأميركية، قد ألحقت أضرارا كبيرة بقدرات طهران النووية.

تقرير استخباراتي أمريكي يدحض رواية ترمب بشأن نتيجة ضرب المنشآت النووية في إيران.. ما أبرز انتقادات الأمريكيين للهجوم؟ pic.twitter.com/1gUcRclejF

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 25, 2025

عدم يقين

وفي منشور على موقع المجلس الأطلسي، تحدثت تريسا جينوف، الخبيرة بالمجلس والمسؤولة السابقة في شؤون الأمن الدولي في البنتاغون في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، عن حالة عدم اليقين بشأن وضع اليورانيوم المخصب الذي كان موجودا في منشأة فوردو.

وتشير التقارير إلى أن طهران ربما تكون قد أزالت المواد النووية من فوردو وأخفتها في أماكن أخرى في البلاد. وأضافت جينوف أن ادعاء إيران أنها نقلت اليورانيوم "قد يكون حقيقيا، أو قد يكون إستراتيجية لإبقاء الأمور غامضة. أعتقد أنه يمكننا أن نفترض أن الضرر قد وقع، لكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا، وقد لا نعرف أبدا مداه تماما".

وشمل بيان البيت الأبيض استشهادات بما قاله كبار مسؤولي إدارة ترامب بدءا بالرئيس نفسه. وتضمن قول ترامب "تحالفت قناة الأخبار الكاذبة سي إن إن مع صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة للتقليل من شأن واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ". وأكد أن المنشآت النووية الإيرانية "دمرت بالكامل".

عاجل | ويتكوف لفوكس نيوز: فوردو كان آخر مفاعل تخصيب وألقينا عليه 12 قنبلة خارقة للتحصينات ولا شك أننا دمرناه تماما pic.twitter.com/9tnOigBi9C

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 25, 2025

كما استشهد البيت الأبيض بما قاله مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف من أن "الشخص الذي سرب معلومات استخباراتية أميركية بشأن الضربات في إيران ارتكب خيانة ويجب أن يعاقب".

أما وزير الدفاع بيت هيغسيث، فقد قال إنه "بناء على كل ما رأيناه، قضت حملة القصف على قدرة طهران على صنع أسلحة نووية. أصابت قنابلنا الضخمة المكان الصحيح تماما في كل هدف وعملت بشكل مثالي. تأثير تلك القنابل مدفون تحت جبل من الأنقاض في إيران. لذا فإن أي شخص يقول إن القنابل لم تكن مدمرة يحاول فقط تقويض الرئيس والمهمة الناجحة".

وأضاف "بالنظر إلى 30 ألف رطل من المتفجرات، وقدرة تلك الذخائر، فقد كان الدمار كبيرا تحت فوردو. أي تقييم يخبرك بخلاف ذلك هو تكهن بدوافع أخرى".

من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين "تشير التقييمات الأولية إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار ودمار شديدين للغاية. شاركت أكثر من 125 طائرة أميركية في هذه المهمة، بما في ذلك قاذفات الشبح "بي-2"، ورحلات متعددة لمقاتلات الجيل الرابع والخامس، وعشرات طائرات التزود بالوقود الجوي، وغواصة صواريخ موجهة، ومجموعة كاملة من طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، والمئات من المتخصصين في الصيانة والتشغيل".

إعلان تراجع مؤقت

في حين اعتبرت مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد أن "العملية كانت بمثابة نجاح باهر. تم توجيه صواريخنا بدقة متناهية، مما أدى إلى القضاء على القدرات الإيرانية الرئيسية اللازمة لتجميع سلاح نووي بسرعة".

ويخشى خبراء أن تدفع الضربات الأميركية الإسرائيلية لإقناع القيادات بأن الطريقة الوحيدة لتجنب التعرض للقصف هي أن تصبح غير قابلة للقصف. ومن الناحية الإستراتيجية، هذا يجعل الانتصار التكتيكي الأميركي الإسرائيلي (تراجع البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر) قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

واعتبرت آراد عسل الخبيرة بالمركز العربي بواشنطن، في حديث للجزيرة نت، أن "حقيقة أن الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، والذي يُظهر أنه لم يتراجع إلا بضعة أشهر، هو دليل آخر على أن أفضل طريق لحل القضية النووية مع طهران بالنسبة لواشنطن هو الطريق الدبلوماسي وليس الخيار العسكري".

في حين تحدثت باربرا سلافين خبيرة الشؤون الإيرانية بمعهد ستيمسون بواشنطن، للجزيرة نت عن أن "الضربات العسكرية الأميركية قد تدفع إلى تراجع برنامج إيران النووي مؤقتا، لكنها لا تحل الخلافات الأساسية بين واشنطن وطهران، وإسرائيل وإيران".

وتوضح "من دون إحراز تقدم بشأن الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط -وخاصة القضية الفلسطينية- لن يكون هناك سلام طويل الأمد في المنطقة".

أما ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي، وهو جهة بحثية مختصة بالقضايا العسكرية، فقد أشار في حديث للجزيرة نت إلى أن "الإستراتيجيين الأميركيين يحتاجون إلى تحليل تقييمات أضرار الهجمات، وتحديد الخطوات التالية، إذا استدعت الضرورة لضمان عدم احتفاظ إيران بالقدرة على تطوير سلاح نووي".

وبرأيه، يشمل ذلك تحديد مسار عمل دبلوماسي لتحفيز إيران على عدم القيام بذلك، أو اللجوء مجددا للعمل العسكري بعد زوال المحرمات المفروضة على استخدام القوة.

مقالات مشابهة

  • هل سعى ترامب لمساعدة إيران على بناء برنامج نووي سلمي بـ30 مليار دولار؟
  • ترامب: اتفاق قريب لإنهاء حرب غزة واحتفال مرتقب في البيت الأبيض
  • ترامب ينفي تسليم 30 مليار دولار إلى إيران.. عراقجي: إهاناتك للمرشد لن تمر دون   
  • بشرط عدم التخصيب.. أمريكا تدرس تمويل إيران بـ 30 مليار دولار لإنشاء برنامج نووي مدني
  • عاجل. البيت الأبيض: تصريحات خامنئي غايتها "حفظ ماء الوجه"
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة الأمريكية لن تنخرط في حروب بلا نهاية
  • "البنتاغون": الولايات المتحدة تخطط لإنفاق 60 مليار دولار على تطوير الثالوث النووي
  • "دادي إز هوم".. البيت الأبيض يرحب بعودة ترامب "الأب"
  • البيت الأبيض يبرر تأكيد ترامب تدمير نووي إيران
  • البيت الأبيض ينفي نقل إيران لليورانيوم قبل الضربات النووية