جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-09@20:44:09 GMT

التينة

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

التينة

 

 

عائشة بنت أحمد بن سويدان البلوشية

 

"يُحكى أن رجلًا أراد أن يُهدي الحجاج بن يوسف الثقفي تينًا قبل أوانه ليأخذ منه جائزة، فلما صار بباب قصره، أقبل الشرطي ومعه طائفة من اللصوص وقطاع الطرق، وقد هرب منهم واحد، فأخذ الشرطي صاحب التين عوضًا عنه!،

ولما عرضهم على الحجاج، أمر بضرب أعناقهم، فصاح صاحب التين قائلًا: لست منهم، فقال له: ما شأنك؟ فقص عليه القصة.

فقال الحجاج: لا حول ولا قوة إلا بالله، كاد الملعون يهلك ظلمًا، ثم قال للرجل: ما تريد من الجائزة؟ فقال له: أيها الأمير، أريد فأسًا، فقال له الحجاج: وما تصنع بها؟ فقال: أقطع شجرة التين التي عرفتني بك. فضحك الحجاج، ثم أمر له بمال!"، القصة نقلًا عن كتاب "غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح" للمقدسي.

حضرتني هذه القصة وأنا أشاهد بسعادة غامرة تقريرًا في نشرة أخبار الخامسة بقناة عُمان حول انتشار زراعة التين بكميات تجارية في بعض محافظات سلطنة عمان، وكنت أتابع باهتمام حديث المواطنين عن هذا الإنتاج وتجاربهم الحثيثة لتنويع الأصناف المختلفة من التين.

رغم أن التين كان هو الرابط بين القصة والتقرير الإخباري، إلا أن الشيء بالشيء يذكر.

دائمًا لدى كل منا شخص يترقب حضوره ورؤيته، ويتشبث بتلابيب الحديث حتى لا يتنهي الحوار أو النقاش معه، وذلك لما يتمتع به من دماثة الخلق وطيب الحديث، وتحس بالثراء المعنوي والسمعي في وجوده حتى قبل أن ينطق، شخص تصر دومًا على ري الأشجار المثمرة على جانبي طريق الوصال حتى لا ينقطع حديثه، تتمنى لو أن عقرب الزمن ينسى الحركة لتتوقف تلك اللحظة إلى الأبد. ولكن في الجانب الآخر من منَّا لم يبحث عن فأس في يوم ما ليقطع شجرة التين التي عرفته على شخصية ما؟ شخصية تنثر سلبيتها بسخاء لمن وعلى من حولها، لا يزيدك وجوده إلا أذى وسُمِّيَّة، من منَّا لم يضع يده متحسسًا ندبة الجرح الغائر في ظهره ليذكر نفسه بتجربة سيئة مع شخص ما، شخص لا يُؤتمن على شيء، حتى الكلمة لديه لا تصان، بل يتحين الفرص لتوجيه الضربة القاتلة.

وقد ترغب في أن تحمل فأسا لتقطع به كلمة انطلقت من فمك فأحرقت الأخضر واليابس، وآلمت وجرحت وأثارت وفرقت وأصابت في مقتل، بحجج كثيرة منها: (هذا أسلوبي في النقاش)، أو (أنا ما أقدر أخلي شيء في قلبي)، أو (أنا واضح وصريح) وغيرها الكثير والكثير من المُبررات الواهية، وبعد أن تشتعل النار وينتشر الحريق ويطال شررها ثيابك، وتسود بها جدران بيتك، تجلس مُحدثًا نفسك: ليتني ما قلتها، وهذه الشجرة لن تبحث عن فأس وحسب حينها؛ بل ستحفر الأرض مجتثًا جذورها، ولكنك نسيت أو تناسيت أن الله تعالى قال -جل قائلًا عليمًا- في سورة إبراهيم: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةࣲ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارࣲ(26)}، لن تجد جذورا لهذه الكلمة، بل عليك أن تراجع نفسك وأن تلجم لسانك لأنك إن لم تفعل فلا تلومنَّه لأنه خانك.

وقد يبحث عن فأس ذلك الذي غرس عادة مؤذية أو خطرة أو منفرة واتخذها عادة ملازمة له، كالكذب أو التعاطي أو السرقة وغيرها من العادات نسأل الله أن يسلمنا وأبناءنا وجميع المسلمين والمسلمات منها، أو حتى تلك العادات التي قد يراها البعض بسيطة بحجة أن الولد أو البنت لازال طفلا وسيتعلم عندما يكبر، كقلة احترام الكبير، أو رفع الصوت والتلفظ بالألفاظ النابية، ولا يلقي بالاً بأن من شب على شيء شاب عليه، فهذه نباتات ضارة يجب أن ندع الفأس جانبا، ثم تقتلع وتهيئة التربة لغرس عادة جديدة مفيدة وصالحة لدينه ودنياه وعاقبة أمره.

 

-----------------------------------------------

 

توقيع:

"فاض السدر يبغا نفاض // وما أروم أنفضه على ثيابي.

عب أنا زير ألايع فأر؟ // حشا عليّ وعلى ثيابي''

من فن الميدان، لقائله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«خطة شيطانية من الأب».. القصة الكاملة لفيديو خطف طفل من والدته في الجيزة

انتشر خلال الساعات الأخيرة الماضية، مقطع فيديو لسيدة تسير وسط الشارع ويفاجئها شخص من داخل "توك توك"، ويختطف نجلها، ثم تهرع السيدة خلفه لإنقاذ طفلها.

تفاصيل الواقعة

وكشفت الأجهزة الأمنية، أن هذه الواقعة حدثت في منطقة الوراق في شهر يناير الماضي، وأنه كان هناك خلافات زوجية وراء حدوثها حيث قام والد الطفل بأخذه من يد والدته.

وفي كواليس الواقعة، قالت والدة الطفل إن هذا الفيديو قديم، وحدث في شارع 10 بمنطقة الوراق أثناء اصطحابها نجلها للحضانة، حيث فوجئت بمن يختطفه من بين يديها لتلاحقه ويساعدها الأهالي في الشارع، حتى شاهدت زوجها داخل التوك توك ونجحت في النهاية بمساعدة الأهالي في استعادة نجلها بعدما تمكنوا من إيقاف التوك توك وتسليم الطفل لها.

تحرير محضر بالواقعة

وأشارت والدة الطفل، إلى أنها حررت محضرا بالواقعة حينها، خاصة بعدما تعدى زوجها عليها بالضرب وتسبب في كسر ذراعها وأكدت بالمحضر أنه لم يطلب رؤية ابنه ولا ينفق عليه ولا تعلم سبب إقدامه على خطف الطفل بتلك الطريقة وحققت النيابة في الواقعة وصدر حكم ضد زوجها.

فيما كشفت وزارة الداخلية، ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بإحدى الحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي تضمن قيام قائد توك توك وآخر بخطف أحد الأطفال حال سيره بصحبة والدته بالجيزة.

الفيديو قديم

وبالفحص تبين أن الواقعة قديمة خلال شهر يناير المنقضي، وبسؤال السيدة الظاهرة بمقطع الفيديو مقيمة بدائرة قسم شرطة الوراق أقرت بأن الشخص الظاهر بذات المقطع «زوجها» وأنه حال سيرها وبصحبتها أنجالها فوجئت بحضوره ومحاولته جذب أحدهم على النحو المشار إليه بالمقطع وذلك على إثر خلافات زوجية بينهما، ونشبت بينهما مشاجرة تعدى خلالها عليها بالضرب، وتم ضبطه فى حينه وصدر حكم غيابى ضده عقب انتهاء التحقيقات بالحبس والغرامة.

عقب تقنين الإجراءات تم استهداف المذكور وأمكن ضبطه تنفيذًا للحكم الصادر ضده، كما تم ضبط مركبة التوك توك الظاهرة بمقطع الفيديو وقائدها، وكذا القائم على نشر الفيديو (مقيم بمحافظة الإسكندرية)، وبمواجهته أقر بعلمه بكونه قديم وقيامه بنشر المقطع لرفع نسب المشاهدات على صفحته وتحقيق أرباح مادية.

اقرأ أيضاًقبل ما تنزل من البيت.. تفاصيل الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة والجيزة

وصلت لـ 500 ألف جنيه.. "المرور" تطرح التزايد على لوحة سيارة مميزة

الدم بقا ميه.. مقتل مسنة على يد حفيدتها بالشرقية

مقالات مشابهة

  • فرصة للمراهقين الراغبين في الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.. ما القصة؟
  • كنز بقيمة 100 مليار دولار أسفل 5 صحاري .. ما القصة؟
  • «خطة شيطانية من الأب».. القصة الكاملة لفيديو خطف طفل من والدته في الجيزة
  • أكبر كنز .. 100 مليار دولار تحت هذه الصحاري| ما القصة؟
  • كيف يؤثر صوتك على فرصك في العمل والعلاقات؟
  • تعليم مكة يطلق مسابقة القصة القصيرة "بأقلامهم"
  • القصة الكاملة لتعدي مشرفة باص بالضرب على 4 طلاب في المقطم
  • نجل راندا البحيري يكشف تعرض والدته للظلم.. ما القصة؟
  • السعد من عين التينة: فخورون بكوننا أول مؤسسة تمويلية تعود إلى لبنان
  • حكم حج الحامل والمرضع.. دار الإفتاء تجيب