ظننت أن زلزالاً ضرب طهران.. شمخاني عن محاولة اغتياله: لا أستطيع البوح بالسبب.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق الانتخابات القمة العربية أحمد الشرع نيجيرفان بارزاني سجن الحلة محافظة البصرة الدفاع بابل بغداد دهوك اقليم كوردستان اربيل المياه السليمانية اربيل بغداد انخفاض اسعار الذهب اسعار النفط أمريكا إيران اليمن سوريا دمشق دوري نجوم العراق كرة القدم العراق أهلي جدة النصر الكورد الفيليون مندلي احمد الحمد كتاب محسن بني ويس العراق الحمى النزفية غبار طقس الموصل يوم الشهيد الفيلي خانقين الانتخابات العراقية اسرائيل ايران علي شمخاني

إقرأ أيضاً:

محاولة عن غسان أبو ستة

لا يسعني التفكير بسيرة غسان أبو ستة خارج معنى البطولة، مهما بدت صفة «البطل» شاقة عليه، كما هي شاقة وقاسية، بل وجائرة في المجمل على أي فلسطيني آخر في هذا الكوكب. يكفي أن نتذكر تلك الليلة الدموية التي خرج فيها بردائه الطبي الأزرق أمام وسائل الإعلام؛ ليبثَّ للعالم شهادته، وشهادة رفاقه، ومرضاه عن مجزرة المستشفى المعمداني التي ذبحت فيها الوحشية الصهيونية قرابة 500 فلسطيني دفعة واحدة ودون رفَّة جفن.

غير أن الطبيب بطل هذه القصة لا يلتحق بثورةٍ كما يليق بأطباء الأغوار والخنادق والجبهات المصنفين من صنفه، بل يرث عالمًا مفككًا بلا مشروع وطني جامع، ليس إلا عالمًا موعودًا بقتل أكثر، في إبادة مُعلنة مقصودةٍ ومقسَّطة. فقد صادفت فترة تخرجه طبيبًا من جامعة غلاسكو الاسكتلندية عام 1993 بدايةَ مرحلة أوسلو التي أعلنت انتحار المشروع الوطني الفلسطيني، بعد عقد من اقتلاع ثورة الشعب الفلسطيني من بيروت -القلعة الأخيرة-، وطردها بحرًا إلى المتاه والمجهول.

كانت نشأته في الكويت وسط عائلة مُسيسة سببًا أساسيًا لتربيته المسكونة بشؤون العمل الوطني والسياسي الذي شكَّلت بيروت بؤرته بعد الخروج من الأردن. إذ كيف لمن خُلق فلسطينيًا أن يعتزل السياسة، حتى لو كان في آخر الدنيا؟! عمه عبدالله المقتول خلال معارك «أيلول الأسود» مع الجيش الأردني كان واحدًا من قادة ثورة الثلاثينيات ضد الإنجليز، ثم واحدًا من أبرز رجال المرحلة التالية الذين كرَّسوا خبرة الثلاثينيات في تنظيم العمل الفدائي بعد النكبة، ولاحقًا بعد هزيمة 1967. كما يتذكر غسان بوفاءٍ كبير علاقة الصداقة التي جمعت عائلته بالمناضل السوري هاني الهندي أحد مؤسسي حركة القوميين العرب رفقة جورج حبش ووديع حداد، ذاك الذي قدِم إلى الكويت مبتور الذراع إثر نجاته من محاولة اغتيال نفذها الموساد في قبرص، وكان مصدر إلهام وكتبٍ بالنسبة لغسان الباحث عن فلسطينه البعيدة.

حاول أبوه صرفَه عن السياسة بتوجيهه لدراسة الطب. غضب منه حينما فكَّر الفتى في السفر إلى بريطانيا؛ ليدرس شهادة الفلسفة والسياسية والاقتصاد (PPE). لكنه لم يكن ليعلم أن ابنه سيجد في الطب أداة أكثر نجاعة للاشتباك السياسي. كان ذهابه لدراسة الطب في غلاسكو بداية لانفصاله عن مرحلة الكويت، قبل وقت قصير من الغزو العراقي الذي ترك آثاره الوخيمة على الوجود الفلسطيني في البلاد إثر موقف منظمة التحرير الفلسطينية من الغزو. هناك انضم غسان أبو ستة لجمعية العون الطبي للفلسطينيين (MAP)، ونظَّم المحاضرات؛ للتعريف بقضية شعبه في ذروة الانتفاضة الأولى، وجمع مع رفاقه التبرعات؛ لإنشاء العيادات في الأرض المحتلة، وجنوب لبنان.

تردد على المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتأمل كيف حوَّلت حرب المخيمات المجتمع الفلسطيني فيها «من مجتمع لاجئ مسيَّس وثوري إلى كتلة اقتصادية مهمَّشة لا ترجو سوى الخلاص والعيش وتدبير الحال». وخاض قبيل تخرجه تجربته المهمة في العراق خلال مرحلة الحصار التي أعقبت حرب الخليج؛ حيث زار المحافظات العراقية مع مجموعة من الطلاب الحقوقيين من جامعة هارفارد؛ وذلك لإجراء دراسة مسح ميدانية عن معدل وفيات الأطفال، وتدمير القطاع الصحي، والبنية التحتية.

أما غزة -بُقعة العناد العاصية والمستعصية- فستناديه دائمًا في كل حروبها القادمة بعد انسحاب الاحتلال منها عام 2005. وكان الطبيبُ المقاتل هناك دائمًا شاهدًا ومشهودًا بين الجرحى والشهداء. دخل إلى القطاع بعد 12 يومًا من بدء حرب الإبادة في وقت عجزت فيه دول ومنظمات عن المبادرة بتحريك أي ساكن. بقي هناك لأكثر من 40 يومًا ملتزمًا بمهمة الحياة والإحياء تحت شبح الموت المجاني. وبعد العملية الإرهابية التي فجَّرت أجهزة البيجر في عناصر «حزب الله» وجدناه حاضرًا في لبنان.

هكذا وجد غسان أبو ستة في ممارسة الطب ساحة من نوع جديد للنضال والاشتباك مع السياسة. وجد في طب النزاعات بوجه خاص مهنة سياسية قادرة على النفاذ إلى الصلب الاجتماعي للشعب، مهنة يمكنها أن تقود عملية التعبئة في سياق الصراع مع الاحتلال. وأهميته بالنسبة لنا تتجاوز حدود دوره كطبيب في الحروب إلى مهمة أدق وأشمل اختارها لنفسه بعناية؛ وهي قراءة الحرب الاستعمارية على بلادنا والتأريخ لها بالاعتماد على بصمات الأسلحة الفتاكة، وعلاماتها التي تخلفها في أجساد الشهداء والجرحى. فالجسد كالأرض؛ ساحة حرب موازية. والجروح والحروق على الأجساد هي وثائق سياسية كما يذكرنا أبو ستة دائمًا. وأن تكون طبيبًا يقلّب الجسد الفلسطيني المهتوك بين يديه يعني أن تدرك أن الجرح ليس في الجسد وحده، بل في التاريخ، في الخرائط، وفي كذبة العدالة التي تسوِّقها إمبراطورية القتل الأمريكية، والمنظمات التابعة لها.

غسان أبو ستة قُدوة...

سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • شمخاني يتحدث لحظاته تحت الأنقاض.. ماذا توقع في البداية؟
  • صليت وسط الأنقاض.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حدث عندما استهدافته غارة إسرائيلية
  • شمخاني يؤكد عِلم إيران أنها ستتعرض للهجوم ووضعها خطة لمواجهته
  • شمخاني يظهر علناً في طهران بعد شائعات استشهاده
  • محاولة عن غسان أبو ستة
  • «الوطني للأرصاد» يسجل زلزالاً بقوة 6.6 درجة جنوب المحيط الأطلسي
  • شاهد أول ظهور لـ علي شمخاني بعد أنباء مقتله خلال العدوان الإسرائيلي ضد إيران
  • هكذا علّق البيت الأبيض على رسالة خامنئي.. وكاتس يتحدث عن اغتياله
  • مراسل القاهرة الإخبارية: أتحدث الآن وأنا جائع ولا أستطيع توفير طعامي لأيام طويلة