خبير سياسي: تحرك المدمرة الأميركية رسالة ردع محسوبة وخطر التصعيد قائم
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
في تصعيد جديد يعكس احتدام المواجهة الإقليمية ومخاطر الانفجار في الخليج، اقتربت مدمرة أمريكية من المياه الإقليمية الإيرانية في بحر عمان، ما دفع مروحية إيرانية لإصدار تحذير مباشر، قابله تهديد أمريكي باستهدافها، قبل أن يتدخل الدفاع الجوي الإيراني برسالة وصفت بـ”الحاسمة”.
التحرك العسكري يأتي في وقت تتصاعد فيه وتيرة التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، بالتوازي مع توتر نووي متجدد، وهجمات إسرائيلية عنيفة طالت إيران خلال حرب دامية استمرت 12 يومًا.
وبينما تؤكد إيران أن برنامجها النووي “لا يقهر ”، يلوح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإعادة استهداف المنشآت النووية إذا لزم الأمر، وسط تحذيرات من أن أي احتكاك غير محسوب قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع لا تبدو أي من الأطراف مستعدة لها بالكامل.
سعيد الزغبي: تحرك المدمرة الأميركية قرب إيران رسالة ردع لا تهدف إلى المواجهة المباشرةقال الدكتور سعيد الزغبي، الباحث والمحلل السياسي، إن اقتراب المدمرة الأميركية USS Fitzgerald من مناطق قريبة من المياه الإيرانية يحمل في طياته رسائل ردع واضحة، تهدف إلى التأكيد على الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، دون السعي نحو مواجهة مفتوحة.
وأوضح الزغبي في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد أن “الهدف الأبرز لهذا التحرك هو إرسال رسالة مباشرة إلى إيران وحلفائها مفادها أن واشنطن مستعدة للتدخل عند الضرورة، لكن دون أن تكون هي المبادِرة بالتصعيد”عمى.
وأضاف أن التموضع الأميركي المدروس قرب مناطق تعتبرها طهران حساسة، يندرج ضمن إطار “البقاء داخل حدود الردع المقبول”، حيث يسمح بالتحرك ما لم يتم تجاوزه، وهو ما يشير إلى استخدام الوجود البحري كوسيلة ضغط محسوبة.
وأشار إلى أن التوتر تصاعد في الآونة الأخيرة مع تداول تقارير عن تهديد البحرية الأميركية بطرد طائرة هليكوبتر إيرانية اقتربت من المدمرة، وهو ما عزز من فعالية الرسالة الأميركية دون الحاجة لاشتباك مباشر، على حد قوله.
وأكد الزغبي أن العقيدة العسكرية الأميركية تعتمد منذ سنوات على مبدأ “الردع عبر الحضور”، أي الاكتفاء بالوجود العسكري والتهديدات المحددة دون الدخول الفعلي في معارك، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تسعى بالضرورة للاشتباك، لكنها ترفع تكلفة أي تحرك من الجانب الإيراني.
وأضاف: “السيناريو الأقرب يتمثل في اقترابات واستفزازات متبادلة، قد تُفهم أحيانًا كأعمال عدائية، ما يفتح الباب أمام اشتباك غير مقصود إذا لم يتم ضبطه”.
وعلق الزغبي على التحذيرات الإيرانية المتكررة، قائلًا إن “طهران أبلغت المدمرة الأميركية مرارًا بضرورة الانسحاب، فيما أعلنت أن الأخيرة غادرت تحت مراقبة منظومات دفاع إيرانية، وهو ما يكشف أن كل طرف يستخدم أدواته لإرسال رسائل متبادلة، لكن في الوقت نفسه يرفع منسوب التوتر في منطقة مشتعلة بالأساس”.
وتابع أن وجود قاعدة بحرينية أميركية وانتشار مدمرات مضادة للصواريخ في المتوسط يعزز من القدرات الأميركية الإقليمية، لكنه أيضًا يضيف عنصرًا محفزًا للصدام، وأردف: “نحن أمام مشهد مركب من تحركات محسوبة واستفزازات متبادلة، قد تؤدي إلى مواجهة حقيقية حتى لو لم يكن ذلك مقصودًا من أي من الطرفين”.
واختتم الزغبي بالتحذير من أن التحركات الأميركية البحرية في الخليج تُنظر إليها في طهران باعتبارها امتدادًا للدعم الأميركي لإسرائيل، وتفسر في إطار الضغط المستمر على إيران.
وأضاف: “رغم أن التحرك الأميركي يأتي ضمن ردع بحري محسوب، إلا أنه يحمل في طياته خطر التصعيد، وإذا لم يتم ضبط حدود الاشتباك، فإن المنطقة قد تكون على أعتاب كارثة لا أحد يريدها، لكنها قد تقع نتيجة حسابات خاطئة”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران أمريكا الولايات المتحدة الأمريكية المدمرة الأمريكية الحرب في طهران المدمرة الأمیرکیة
إقرأ أيضاً:
ليو شو: التصعيد المتزايد من طوكيو وواشنطن غيّر من طبيعة المشهد
قال الدكتور ليو شو، نائب مدير معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، إن التوتر القائم حالياً بين بكين من جهة واليابان والولايات المتحدة من جهة أخرى، يرتبط مباشرة بالمناورات العسكرية الأخيرة التي تنفذها الصين في محيط تايوان.
العمليات العسكرية الصينيةوأوضح أن التطورات خلال الأسبوعين الماضيين تكشف أن العمليات العسكرية الصينية كانت تلقى تفهّمًا نسبيًا، لكن "التصعيد المتزايد من طوكيو وواشنطن" غيّر من طبيعة المشهد.
وأضاف ليو شو، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن الصين تعمل وفق سياستها الثابتة المعروفة، والتي تقوم على اتفاقيات سابقة بين بكين وتايبيه، لافتاً إلى أن المناورات الجارية "لا تُعد أعمالاً حربية بالمعنى المباشر"، لكنها تأتي كرد فعل طبيعي على تصريحات ومواقف صدرت مؤخراً عن مسؤولين يابانيين وأمريكيين.
موجة جديدة من التوتراتوأشار إلى أن المتحدثين الرسميين من الجانبين الصيني والأمريكي عقدوا محادثات خلال الفترة الماضية، إلا أن التدريبات الأخيرة أثارت موجة جديدة من التوترات في المنطقة.
المناورات الصينيةوأكد نائب مدير المعهد أن المناورات الصينية "لا تستهدف دولة بعينها"، لكنها تحمل رسالة واضحة مفادها أن بكين تتمسك بسيادتها وبمبدأ "الصين الواحدة"، وأن أي محاولات للتشكيك في هذا المبدأ أو تهديده ستُقابل بردّ محسوب.
وأضاف أن الصين تنظر إلى هذه التدريبات باعتبارها جزءاً من إجراءات الدفاع عن السيادة، وليست خطوة هجومية تستهدف إشعال مواجهة مباشرة.
وأشار ليو شو إلى أن الرسائل التي تبعث بها بكين من خلال هذه المناورات موجهة بالأساس إلى اليابان والولايات المتحدة، في ظل ما يعتبره صانع القرار الصيني تدخلاً متزايداً في ملف تايوان.
وشدد على أن الصين تريد التأكيد بأن "هناك صيناً واحدة وسياسة واحدة"، وأن الحفاظ على هذه القاعدة يمثل أساس الاستقرار في المنطقة، محذراً من أن أي مساس بها قد يدفع الأمور نحو مزيد من التوتر.