شاهد دفاع مثير في محاكمة الإنقاذ
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
كنتُ قديمًا في بداياتي المتعثرة لكتابة القصة القصيرة، وأنا بين نومٍ متقطع وصحوٍ متكاسل، أكتب القصة في رأسي كاملة: عنوانها وبعض العبارات التي أتخيلها. وبعد تمام الصحو، أجد أن الكثير من العبارات التي ظننتها محفوظة في الذاكرة قد تبخرت. هذا ما كنت أعاني منه وما زلت، حتى المقالات النوعية تمضي معي على ذات الطريقة المرهقة والصعبة.
هذه المقدمة لازمة، لأنني قد استمعت وشاهدتُ فيديو مصورًا لدولة الرئيس الدكتور كامل إدريس في مصفاة الجيلي، الذي كرّر مفردة ذهبية: أن المصفاة ثروة قومية. وقد أشاد بالعاملين عليها إشادة غنيّة ومستحقة.
أثناء التغيير الذي حدث في عام 2019، وجّهت كل قوى اليسار سهامًا حادّة جدًا، بوسائل مشروعة وغير مشروعة، وبمالٍ قذر لمحاربة وإقصاء التيار الإسلامي كافةً. وقد نجحوا في هذا السيناريو إلى حدٍّ ما، لكن سرعان ما سقط القناع عن القناع، بعد اشتعال الحرب التي حاولوا أن يُلبسوها لبوسًا مغايرًا لمقاصدها الحقيقية، التي كانت تستهدف أرض السودان وإبدال الشعب بشعبٍ آخر.
الفرية الأولى: أن الإنقاذ نهبت الأموال العامة للدولة، وعاثت فسادًا ومحسوبية أزكمت أنوف السودانيين جميعًا. هذه الأموال المنهوبة خُزّنت في بنوك عالمية لصالح أفرادٍ بعينهم. ثم مضى هذا السيناريو أشواطًا مقدّرة في نفوس المغيّبين وبعض البسطاء من الناس. ولكن الوقت قد حان، وبشكل غير مباشر، أن تأتي شخصية مدنية معتدلة ومقدّرة وسط الجماهير السودانية وطيفٍ من العالم الخارجي، وهي شخصية الدكتور كامل إدريس، ليشهد على الإنجازات الباهرة التي حققتها الإنقاذ، وهو يحاول أن يُعمّر ويبني ما دمرته الحرب الأخيرة، والتي ما زال أُوارها مشتعلاً حتى اللحظة.
الصرح الذي وقف عليه الدكتور كامل إدريس في مصفاة الجيلي أنجزته الإنقاذ في وقت الحصار الخانق. وزار دولة الرئيس قرِّي 1 و2 و3، وكل هذه الصروح الكبيرة والاستراتيجية أُنجزت في ذلك الزمن الذي انتاشته تلك القوى الجائرة.
الدكتور كامل إدريس، بالضرورة، هو شخصية بعيدة عن التيار الإسلامي بالمعنى الأيديولوجي والتنظيمي، حيث ترشّح ضد الرئيس البشير سنة 2011 في انتخابات رئاسة الجمهورية، لذا فإن شهادته كاملة وواضحة، لا يشوبها أي شائبة أو انحياز.
الفكرة الأساسية أن قوى اليسار عمدت إلى تجريد الإنقاذ من أي إنجاز وطني، بل اتهمتها بسرقة المال العام وتضييع موارد البلاد وتحويلها إلى منفعتهم الشخصية. وقد راجت هذه الأكذوبة حتى صدّقها مروّجوها.
يبدو أن الدكتور كامل إدريس سيجد إرثًا كبيرًا ومفخرة وطنية واضحة للعيان، أنجزتها ثورة الإنقاذ الوطني في زمنٍ صعب، مماثل لهذا الزمان، الذي يحتاج إلى إرادة قوية وعزمٍ كبير. فإذا كانت الإنقاذ، من خلفها الحركة الإسلامية وجماهير غفيرة من السودانيين المخلصين لوطنهم، قد أنجزت ما أنجزت، فبالأحرى، بعد معركة الكرامة التي جمعت السودانيين خلف القوات المسلحة، وبالتالي خلف حكومتها، أن يُنجز مشوار الإعمار لما دمرته الحرب، بالاعتماد الكامل على الزاد الوطني وعلى سواعد الشباب السوداني، الذي قدّم أرواحَه فداءً للوطن.
الدكتور كامل إدريس له فرصة وافرة في التغيير وإكمال مشاريع الإعمار، وذلك بالدفع الثوري والحشد الجماهيري، والروح القتالية المتوفرة في جموع الشعب السوداني، التي عمّقتها معركة الكرامة.
السيناريوهات التي تُعدّ حاليًا للخروج من عنق الزجاجة إلى أفق السلام – كما يظنّ العالم الخارجي – لا تناسب طبيعة السودانيين وطرائقهم. فطرق السودان غير مسفلتة، وتحتاج إلى سائقين مهَرة من أهل البلاد يعرفون الطرق معرفة وثيقة؛ أين الحفر، وأين السدود أو المجاري، أفضل بكثير من الأقمار الصناعية
عادل عبد الرحمن عمر
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدکتور کامل إدریس
إقرأ أيضاً:
باريس سان جرمان يستعيد الصدارة مؤقتًا بعد فوز مثير على متز
صراحة نيوز-أعاد باريس سان جرمان صدارة الدوري الفرنسي لكرة القدم مؤقتًا، بعد فوزه على مضيفه متز 3-2، ضمن المرحلة السادسة عشرة السبت، بانتظار تعثر لنس أمام نيس الأحد.
وبعد خسارته أمام موناكو 0-1 في المرحلة قبل الماضية، تنازل فريق العاصمة عن الصدارة لمصلحة لنس، قبل أن يستعيد توازنه الأسبوع الماضي بفوز كبير على رين 5-0، ثم على متز بثلاثية سجلها البرتغالي غونسالو راموش (31) وكونتان نجانتو (39) والبديل ديزيريه دويه (63)، مقابل هدفين لجيسي دومانغي (42) والجورجي جيورغي تسيتايشفيلي (80).
ويُعد هذا الفوز الـ16 تواليًا لفريق العاصمة على متز، بما في ذلك ثماني مواجهات متتالية خارج أرضه في “ليغ 1″، رافعًا رصيده إلى 36 نقطة في المركز الأول بفارق نقطتين عن لنس الثاني، فيما بقي متز في ذيل الترتيب بـ11 نقطة.
وتأتي النتيجة الإيجابية قبل سفر سان جرمان إلى الدوحة لمواجهة فلامنغو في كأس القارات للأندية الأربعاء المقبل، بعد فوز الفريق البرازيلي على بيراميدز المصري في نصف النهائي (كأس التحدي).
وسيخوض فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي مباراة إقصائية أخرى بعد العودة إلى فرنسا، حين يلتقي فونتوني من المستوى الخامس في كأس فرنسا.
وكان من المتوقع أن تكون المباراة سهلة بالنسبة إلى سان جرمان في متز، لكن أصحاب الأرض الذين خسروا آخر ثلاث مباريات، قدموا أداءً قويًا أمام حامل اللقب.
وعلى الرغم من التأخر بهدفين عبر راموش برأسية بعد عرضية من الكوري الجنوبي لي كانغ-إن (31) ونجانتو بتسديدة قريبة إثر عرضية السنغالي إبراهيما مبابي (39)، قلّص دومانغي الفارق بتصويبة قوية من خارج المنطقة (42).
وسنحت أمام سان جرمان العديد من الفرص حتى سجل دويه الهدف الثالث في ثاني مشاركة له بعد غياب ثماني مباريات بسبب الإصابة (63).
ونجح تسيتايشفيلي في تقليص الفارق بهدف ثانٍ لم يمنع سان جرمان من حسم المباراة والفوز الحادي عشر في الدوري هذا الموسم.
وتعافى رين سريعًا من خسارته أمام سان جرمان بفوز على ضيفه بريست 3-1، رافعًا رصيده إلى 27 نقطة في المركز الخامس، مقابل 19 نقطة لبريست في المركز الحادي عشر.