لا راتب دون مباشرة عمل.. تحرك محلي في حضرموت لإنهاء إضراب المعلمين واستئناف الدراسة
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
وسط أزمة إضراب المعلمين التي تشهدها معظم مدارس حضرموت منذ بداية العام الدراسي الجديد، تحركت السلطة المحلية ومكتب وزارة التربية والتعليم في المحافظة لتأمين استئناف الدراسة وضمان الانضباط في المدارس.
وشمل التحرك إصدار تعميم إداري صارم يربط صرف رواتب شهر أغسطس 2025 للمعلمين المتعاقدين والمتقاعدين بتقديم إثبات مباشر للعمل، في خطوة تهدف إلى الحد من الغياب غير المبرر وضمان استمرارية العملية التعليمية، خاصة في ظل المخاوف من تأثر آلاف الطلاب بتوقف الدروس.
والتقى محافظ حضرموت، مبخوت مبارك بن ماضي، بالمكلا، قيادة مكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت برئاسة المدير العام أمين عبدالله باعباد. وناقش المحافظ مع القيادة التعليمية أوضاع التعليم في المحافظة، والجهود المبذولة لاستئناف العملية التعليمية بشكل كامل، كما استمع إلى شرح مفصل عن التحديات التي تواجه القطاع، والخطط الموضوعة لتجاوزها، مؤكداً دعم السلطة المحلية الكامل ومشيداً بالدور المحوري للمكتب في توفير بيئة تعليمية مناسبة.
يذكر أن نقابة المعلمين والتربويين في حضرموت تقود منذ بداية العام الدراسي إضراباً شاملاً في معظم مدارس المحافظة، احتجاجاً على عدم تلبية المطالب المالية والإدارية. وأوضح أولياء الأمور في المكلا لـ"نيوزيمن" أن أبنائهم يتوجهون إلى المدارس صباح كل يوم، لكنهم يضطرون للعودة لاحقاً بسبب عدم وجود معلمين، بينما استمرت بعض المدارس في عملها بشكل طبيعي.
في خطوة لتأمين استمرارية التعليم وتحقيق الانضباط، أصدر مكتب وزارة التربية والتعليم بتوجيه من المدير العام أمين عبدالله ياعباد تعميمًا إداريًا يربط صرف رواتب أغسطس 2025 للمعلمين المتعاقدين بشروط صارمة، أبرزها تقديم إثبات مباشر للعمل من المدرسة ومصادقته من إدارة التربية في كل مديرية.
وجاء في نص التعميم: "لن يتم صرف أي راتب أو مكافأة للمتعاقدين أو المتقاعدين إلا بعد استلام كشوفات بأسماء المباشرين فعليًا لأعمالهم في المدارس، وبتوقيع المدير ومصادقة إدارة التربية." ويهدف التعميم إلى الحد من حالات التعاقد الوهمي أو الغياب الطويل دون إشعار، مع استثناء الفئتين: المتقاعدون الذين استكملوا إجراءات التقاعد رسميًا، وأسر المتوفين من المعلمين بعد استكمال الإجراءات القانونية.
وأكد التعميم على أن مسؤولية إثبات المباشرة تقع على مدير المدرسة ومدير إدارة التربية بالمديرية، مع التهديد باتخاذ إجراءات رقابية وانضباطية بحق أي مسؤول يثبت تورطه في إصدار مباشرة عمل لشخص لا يباشر فعليًا، موضحاً عبارة تحذيرية: "لا يُسمح بأي حال من الأحوال بإصدار مباشرة عمل لأي موظف لا يباشر عمله فعليًا، وستُحمل الإدارة المختصة المسؤولية الكاملة في حال ثبت التلاعب."
تأتي هذه الإجراءات في إطار تحرك شامل للسلطة المحلية لضمان استقرار العملية التعليمية واستئناف الدراسة بشكل كامل، وتهيئة الظروف لتواصل التعليم دون تعطيل، مع ضمان الحقوق المالية للمعلمين الذين يباشرون أعمالهم بجدية. كما يعكس التعميم وحرص المحافظ على متابعة الأوضاع اهتمام السلطة بحماية مصالح الطلاب وأولياء الأمور، وتجنب أي تأثير سلبي للإضراب على مستقبل العملية التعليمية في حضرموت.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: العملیة التعلیمیة
إقرأ أيضاً:
تحرك سعودي في حضرموت.. لقاءات جديدة بالوادي لدعم الاستقرار وتطبيع الأوضاع
وصل، الثلاثاء، إلى مديريات الوادي والصحراء في حضرموت وفد سعودي رفيع برئاسة محمد بن عبيد القحطاني، في إطار زيارة شملت سابقًا مدينة المكلا ومديريات الساحل. وكان في استقباله محافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي، إلى جانب وكلاء المحافظة ووجهاء ومشايخ وأعيان من مختلف مديريات الوادي والصحراء.
ورحّب المحافظ الخنبشي والمشايخ والوجهاء بالوفد، معبّرين عن تقديرهم للدور العربي — وعلى رأسه المملكة العربية السعودية — في دعم حضرموت في مراحل مختلفة، لا سيما في هذه الظروف الاستثنائية. وأوضحوا أن تواجد المملكة على أرض الواقع يجسد حرصها على التهدئة وتشجيع الحل السلمي، وضمان أمن واستقرار المحافظة.
وأشار الخنبشي إلى أن زيارة الوفد تمثل تأكيداً على أواصر الأخوة والجوار والعقيدة التي تجمع حضرموت بالمملكة، معولاً على أن تساهم في تخفيف معاناة المواطنين ودعم جهود السلطة المحلية في المجالات الخدمية، الاقتصادية، والأمنية.
من جهته، أكد القحطاني، في كلمة أمام جمع كبير من مشايخ وأعيان ووجهاء وقيادات مديريات الوادي والصحراء، أن موقف المملكة تجاه حضرموت ثابت، وأن هدف الزيارة دعم الأمن والاستقرار ومنع جر المحافظة إلى صراعات جديدة. وشدد على أن حضرموت ليست ساحة للصراع، بل ركيزة أساسية للاستقرار، وأن إدارتها يجب أن تكون عبر مؤسسات الدولة ممثلة بالحكومة والسلطة المحلية، معتمدة على كوادرها المؤهلة من أبنائها.
في هذا الإطار، أشار القحطاني إلى أن التحالف العربي بقيادة المملكة يبذل جهوداً حثيثة لحل الأزمة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. وأكد أن زيارة الوفد تأتي في إطار دعم نهج التهدئة. كشفًا عن توجهات لتسليم قوات درع الوطن المواقع والمعسكرات في المهرة وحضرموت.
كما أعلن أن هناك مصفوفة متكاملة من الإجراءات اتُفقت عليها مع السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت، تهدف إلى دعم الأمن والاستقرار والتهدئة مع جميع الأطراف، في مسعى لضمان وحدة المحافظة وسلامة حياتها السياسية والأمنية.
وأشار الدكتور القحطاني بأن المملكة تربطها علاقات اخوية تاريخية مع الجنوب بأكمله وان القضية الجنوبية قضية عادلة لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها فهي موجودة في مخرجات الحوار الوطني اليمني وحاضرة في أي تسوية سياسية قادمة ضمن جهود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الحل السياسي الشامل في اليمن.
وأعلن اللواء القحطاني في ختام كلمته بأنه تم التوصل مع أطراف السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت إلى صيغة مبدئية لضمان استمرار تدفق انتاج النفط في بترومسيلة وعدم تعطيل مصالح الناس وتحييد مواقع النفط بعيدًا عن الصراع من خلال خروج القوات المسيطرة المتواجدة حاليًا في بترومسيلة وان تحل محلها قوات حضرمية تحت إشراف مباشر من السلطة المحلية بالمحافظة بما يضمن تطبيع الحياة.