أثارت عملية اعتقال أحد طياري الخطوط الجوية اليمنية من المنتمين لجماعة الحوثي، أثناء محاولته مغادرة مطار عدن الدولي، جدلاً واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

وكانت قوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اعتقلت أمس السبت، الكابتن محمد عباس المتوكل، أحد طياري الخطوط الجوية اليمنية، أثناء محاولته مغادرة مطار عدن الدولي متجهًا إلى العاصمة المصرية القاهرة.

 

وحسب مصادر مطلعة فإن الكابتن "المتوكل" مدرج ضمن قائمة المطلوبين، لقيامه سابقا باختطاف طائرة تابعة لليمنية ونقلها إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين وفق توجيهات الجماعة، متجاهلا التوجيهات الصادرة عن إدارة الشركة والسلطات الحكومية في عدن.

 

وقال نجل الكابتن المتوكل إنه وبعد صعودهم إلى الطيارة على متن الرحلة المتجهة إلى القاهرة صعد عنصران من أفراد الأمن إلى الطيارة وفحصا هوية والده ثم اقتاداه من داخل الطيارة دون توضيح الأسباب.

 

وحسب مصادر مطلعة فإن عملية الاعتقال جاءت على خلفية اتهامات سابقة وجهت له تتعلق بنقل طائرة مدنية إلى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وذكرت أن المتوكل كان قد قاد إحدى طائرات "اليمنية" إلى صنعاء قبل أشهر، في مخالفة صريحة لتعليمات قيادة الشركة وقرارات الحكومة، في حادثة وُصفت بأنها "اختطاف لطائرة مدنية بتوجيه من الحوثيين".

 

يشار إلى أن الاتهام الموجّه إلى الكابتن المتوكل باختطاف طائرة ونقلها إلى مطار صنعاء في وقت سابق، يأتي في إطار اتهامات حكومية سابقة لجماعة الحوثي باستخدام الرحلات الجوية لأغراض سياسية، ومحاولتها فرض السيطرة على الملاحة الجوية والمطارات الواقعة في مناطق نفوذها.

 

كما أن هذا الاعتقال يعيد إلى الواجهة ملف الانقسام المؤسسي الحاد بين السلطات في صنعاء وعدن، حيث تتعامل كل جهة مع موظفيها وفق الولاء الإداري والسياسي، ما يفاقم المخاطر التي تهدد سلامة الطيران المدني ويعرقل جهود توحيد إدارة المطارات وخطوط النقل الوطنية.

 

ورغم أن عملية الاعتقال وقعت صباح أمس السبت، لم تصدر السلطات الأمنية بمطار عدن حتى مساء اليوم الأحد أي بيان يوضح خلفيات اعتقال المتوكل.

 

 

من جهته، قال خالد المتوكل، نجل الطيار، إنه انطلق مع والديه من صنعاء إلى مطار عدن، وأتموا إجراءات السفر إلى القاهرة كرحلة علاجية وعائلية، وأن اثنين من رجال الأمن صعدا إلى الطائرة قبل إغلاق أبوابها بدقائق، وطلبا منه النزول، ومنعاه من السفر بصورة تعسفية.

 

وتوالت ردود فعل اليمنيين، بشأن عملية الاعتقال بين الدواعي الإنسانية والتورط في عملية اختطاف طائرة للخطوط الجوية اليمنية وبين انتماؤه للحوثيين.

 

وفي السياق ذاته قال الصحفي أصيل سارية "هذا الطيار تم اعتقاله من مطار عدن بتهمة خطف طيارة وتسليمها للحوثيين".

 

وتساءل: معقول أنه ما كان عارف أنه مطلوب للسلطات هناك ونزل عدن طبيعي؟ مضيفا "طبعا الطيارة قصفتها اسرائيل لاحقا وراحت علينا".


 

 

سالم أحمد العولقي، كتب "سارق الطائرات المتوكل (..) سرحوه من الطائرة أمن عدن، وكان متجه للقاهرة وقد يكون ناوي يلهط الطائرة الخامسة، ولكن فشل المخطط".

 

 

الحقوقي نجيب السعدي قال "ما حدث في مطار عدن هو أن الجهات الأمنية قامت بالقبض على الكابتن طيار محمد عباس المتوكل، وهو مطلوب أمنيا بتهمة العمل لصالح جماعة إرهابية وإختطاف طائرة مدنية والفرار بها الى مناطق سيطرة جماعة الحوثي الارهابية وتسليمها لهم".

 

وأضاف "المنتقدين لهذا الإجراء والذين يصفونه بانه اختطاف لشخص مدني مسافر، عليهم أن يتركوا الأجهزة المختصة تقوم بدورها وحادثة اختطاف الطائرة عمل مشهود ومعروف للجميع".


 

 

وتابع "من يصورون أن هذا الإجراء هو ضد المسافرين من مطار عدن أو انه بسبب لقب الكابتن طيار، نقول كم  من المسافرين يوميا يمرون عبر المطار ولماذا لم يتم القبض على ابنه وهو معه في نفس الرحلة؟

 

وأكد السعدي أن الموضوع اجراءات واجهزة تقوم بدورها وعلينا احترام ذلك.

 

الكاتب والناشط الحقوقي محمد الأحمدي قال "المليشيا السلالية المتوردة وأبواقها التي تتباكى على طيار سلالي ألقي القبض عليه لارتكابه جريمة قرصنة واختطاف طائرة مدنية بأوامر من سلالته إلى صنعاء وتعريضها لقصف العدوان الإسرائيلي، لماذا لا تحضر إنسانيتها المزعومة وبكائياتها على الكاتب اليمني الروائي النقي المسالم الحبوب صديق القطط أوراس الإرياني المختطف في سجونها ظلمًا وعدوانًا إلى جانب عشرات بل مئات وربما آلاف اليمنيين أصحاب الأرض، دون ذنب أو جريرة أو أدنى سبب في سجونها؟

 

 

وأكد أن الحوثية كيان سلالي مجرم يتقمص لبوس المظلومية دائمًا ويوهم نفسه أن الناس سيصدقونه".

 

من وجهة نظر أخرى قال الكاتب الصحفي سامي غالب، "في أكثر من مناسبة قال رئيس مجلس القيادة انه (وحكومة عدن) سمحوا لطيران اليمنية تسيير رحلات من (وإلى) صنعاء. وخلال العامين الأخيرين لم يبدر من إدارة اليمنية (في عدن) ما يشي بتورط أحد طياريها في اختطاف طائرة يمنية، وسوقها إلى مطار صنعاء".

 

وأضاف "مساء أمس اتصل بي صديق عزيز من معسكر الشرعية يبلغني بنبأ اعتقال الكابتن محمد عباس المتوكل قبيل إقلاع الطائرة من عدن إلى القاهرة او عمان. وإذ عبر عن صدمته لاعتقال الكابتن الذي يثق بأنه ليس متورطا بأي عمل يخدم جماعة الحوثي، قال انه يخشى أن يكون الأمر مجرد تنكيل على اساس اللقب".

 

 

وتابع "لا يصح التهوين أو التهويل من أمر الاعتقال. وما يهم الان هو ان تبادر وزارة الداخلية (او النيابة العامة) في عدن إلى بيان أسباب اعتقال الكابتن محمد عباس المتوكل، وطمأنة أسرته بظروف اعتقاله".

 

الإعلامي سمير النمري يرى أن اعتقال أحد طياري الخطوط اليمنية من داخل الطيارة وهو مسافر للعلاج في مطار عدن تصرف قطاع طرق وليس دولة.

 

وقال "من يسوغ للفكرة المتداولة بأن الطيار اختطف في وقت سابق طائرة وقادها إلى صنعاء يشارك في الجريمة النكراء. الطائرات ذهبت إلى صنعاء لنقل الحجاج بأوامر من التحالف الذي تقوده السعودية، والحكومة المعترف بها في عدن من أعطت الإذن للخطوط اليمنية بتسيير الرحلات إلى صنعاء".

 

 

واستطرد "ما ذنب الطيار الذي يؤدي واجبه المهني في مناكفات أمراء الحرب؟! أفرجوا عنه فوراً، لو أراد الحوثي إغلاق مطار عدن وبقية المطارات أمام الرحلات لن يستغرق الأمر مجرد اتصال فقط".

 

الصحفي أحمد ماهر، كشف عن معلومات والجهة التي اختطفت المتوكل في مطار عدن وقال "سألت قيادات في مطار عدن ووزارة الداخلية وأكدوا أنه لا يوجد أي مذكرة رسمية صادرة باعتقاله".

 

وأضاف "الطيار المتوكل دخل من جميع النقاط بشكل رسمي، وكذلك من مطار عدن، وأكمل كافة الإجراءات القانونية، وفي الطائرة جاءت قوة أخذته وغادرت"، مشيرا إلى أن هذه القوة لا تتبع الأمن السياسي ولا مطار عدن أو حتى أمن عدن ولا حتى الحزام الأمني ولا بتوجيهات من النيابة.

 

 

وحسب ماهر فإن هذه القوة تتبع الدائرة الأمنية للمجلس الانتقالي، اقتحمت حرم المطار وأخذت الطيار المتوكل من فوق الطائرة إلى التواهي أمام الجميع.

 

وقال "هؤلاء الحمقى يشوهون سمعة مطار عدن أمام العالم أجمع بأنه جهة غير آمنة للسفر، وإذا كنتم متعودون على قطع الطرقات واختطاف الناس، فهذا مطار دولي، اخجلوا قليلًا من الرأي العام".


 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مطار عدن الطيار المتوكل طيران اليمنية الحوثي إلى مطار صنعاء اختطاف طائرة طائرة مدنیة فی مطار عدن إلى صنعاء فی عدن

إقرأ أيضاً:

وصول طائرة مساعدات سعودية إلى مطار العريش لصالح أهالي غزة

وصلت إلى مطار العريش الدولي، اليوم السبت، طائرة سعودية تحمل على متنها مساعدات إنسانية وإغاثية، لصالح أهالي قطاع غزة.

وقال مصدر مسئول في المطار إن المساعدات تشمل (دقيق، وأرز، وحمص، وزيت الطهي، وفاكهة وذرة حلوة)، وسيتم البدء في تفريغها ونقلها بشاحنات إلى المخازن اللوجستية في مدينة العريش، تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري.

يذكر أن عدد الطائرات التي وصلت إلى مطار العريش الدولي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بلغ 1048 طائرة تحمل مساعدات من عدة دول عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية، حملت أكثر من 27 ألف طن من المساعدات المتنوعة ومواد الإغاثة إلى القطاع.
 

طباعة شارك مطار العريش طائرة مساعدات سعودية قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • اليمن.. تصاعد الجدل حول الدولار الجمركي واحتجاز البضائع في المنافذ
  • اعتقال كابتن طيار في مطار عدن متهم باختطاف طائرة اليمنية ونقلها إلى صنعاء
  • مطار المخا الدولي يؤكد جاهزيته.. والتشغيل مرتبط بجدول رحلات اليمنية
  • اعتقال الطيار المتوكل في مطار عدن
  • رئيس مصلحة الجمارك يتفقد قرية البضائع بمطار القاهرة الدولي
  • صادم.. ما الذي حدث في مطار عدن؟ لغز اختفاء الكابتن المتوكل قبيل الإقلاع بدقائق 
  • اصطدام طائرتين على مدرج مطار
  • وصول طائرة مساعدات سعودية إلى مطار العريش لصالح أهالي غزة
  • جوتيريش غاضب بعد اعتقال 20 موظفاً أممياً في صنعاء