أظهرت دراسة جديدة أن العالم يتجه، في ظل معدل الانبعاثات الحالية، لإضافة ما يقرب من شهرين من الأيام شديدة الحرارة الخطيرة كل عام بحلول نهاية القرن، إذ تتأثر الدول الصغيرة الأشد فقرا أكثر بكثير من كبرى الدول المسببة للتلوث.

وأفادت الدراسة بأن جهود الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي بدأت قبل 10 سنوات ضمن اتفاقية باريس للمناخ، كان لها تأثير كبير، ولولاها لكانت الأرض متجهة إلى 114 يوما إضافيا سنويا من تلك الأيام الحارة المميتة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الأمم المتحدة: الحرارة ترتفع بمعدل مضاعف في آسياlist 2 of 4اليابان تسجل أعلى درجة حرارة في تاريخها الحديثlist 3 of 4ما الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟list 4 of 4عام 2024 الأشد حرارة في التاريخend of list

وحللت الدراسة عدد الأيام شديدة الحرارة التي شهدها العالم عام 2015، وعدد الأيام التي تشهدها الأرض الآن، وما هو متوقع في سيناريوهين مستقبليين.

وأحد السيناريوهات المطروحة هو أن تفي الدول بوعودها بالحد من الانبعاثات، وأن ترتفع درجة حرارة العالم بحلول عام 2100، بمقدار 2.6 درجة مئوية فقط فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما سيضيف 57 يوما شديد الحرارة إلى ما تشهده الأرض حاليا، وفقا للدراسة.

أما السيناريو الآخر، فيتمثل في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، وهو الارتفاع الذي كان العالم في طريقه للوصول إليه قبل اتفاقية باريس، ووجدت الدراسة أن ذلك سيضاعف عدد الأيام الحارة الإضافية إلى 114 يوما.

وقالت كريستينا دال، نائبة رئيس مركز المناخ للعلوم، والمؤلفة المشاركة للتقرير: "سيكون هناك ألم ومعاناة بسبب تغير المناخ. ولكن إذا نظرنا إلى هذا الفرق بين ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية وارتفاعها بمقدار 2.6 درجة مئوية، نجد أن ذلك يعكس السنوات العشر الماضية والطموحات التي طرحها الناس، وهذا أمر مشجع نسبيا".

وتُعرف الدراسة الأيام شديدة الحرارة لكل موقع على أنها الأيام التي تكون أدفأ بنسبة 90% مقارنة التواريخ المماثلة بين عامي 1991 و2020. ومنذ عام 2015، أضاف العالم بالفعل 11 يوما شديدة الحرارة في المتوسط، وفقا للتقرير.

إعلان

ولا يذكر التقرير عدد الأشخاص الذين سيتأثرون بأيام الحر الخطيرة الإضافية، لكن فريدريكه أوتو، المؤلفة المشاركة من إمبريال كوليدج لندن، قالت إن "العدد سيكون بالتأكيد عشرات الآلاف أو الملايين، وليس أقل". وأشارت إلى أن الآلاف يموتون في موجات الحر كل عام بالفعل.

وتُظهر الدراسة الجديدة أيضا مدى تفاوت آثار تغير المناخ، حتى في ظل السيناريو الأقل تطرفا، وحلل العلماء عدد الأيام الحارة الإضافية المتوقعة لكل دولة بحلول نهاية القرن في ظل هذا السيناريو. وتظهر البيانات ارتفاعا في عدم المساواة في درجات الحرارة بين الدول.

وتشير الدراسة إلى أن الدول العشر التي ستشهد أكبر زيادة في أيام الحرّ الخطيرة جميعها تقريبا دول صغيرة تعتمد على المحيط، مثل جزر سليمان، وساموا، وبنما، وإندونيسيا، حيث من المتوقع -حسب الدراسة- أن تشهد بنما 149 يوما إضافيا شديد الحرارة.

وفي المجمل، أنتجت الدول العشر الأولى 1% فقط من غازات الاحتباس الحراري الموجودة حاليا في الهواء، لكنها ستتعرض لما يقرب من 13% من أيام الحرّ الإضافية.

كما من المتوقع أن تشهد الدول الأكثر تلويثا للكربون، وهي الولايات المتحدة والصين والهند، ما بين 23 و30 يوما إضافيا شديد الحرارة فقط. وهذه الدول تعد مسؤولة عن 42% من ثاني أكسيد الكربون في الهواء، غير أنها تحصل على أقل من 1% من أيام الحرارة الزائدة.

وقال أندرو ويفر، عالم المناخ بجامعة فيكتوريا: "تظهر هذه الدراسة بوضوح ودقة ما كنا نقوله لعقود، ستؤثر آثار الاحتباس الحراري بشكل غير متناسب على الدول النامية التي لم تُصدر تاريخيا كميات كبيرة من غازات الدفيئة".

وأضاف أن الاحتباس الحراري يفاقم الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وهذا سيُنذر في نهاية المطاف بمزيد من عدم الاستقرار الجيوسياسي.

من جهته، يقول مدير معهد بوتسدام للمناخ يوهان روكستروم -الذي لم يشارك في البحث- إن الناس لا ينبغي أن يشعروا بالارتياح، لأننا لم نعد على مسار الاحتباس الحراري البالغ 4 درجات مئوية قبل اتفاق باريس، لأن المسار الحالي "لا يزال يعني مستقبلا كارثيا لمليارات البشر على الأرض".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات طقس وحرارة الاحتباس الحراری شدیدة الحرارة عدد الأیام

إقرأ أيضاً:

دراسة: طفرة جينية في الخلايا المناعية للدماغ قد تكون السبب وراء الإصابة بمرض ألزهايمر

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيورون" كيف يمكن لخلل جيني في الخلايا المناعية بالدماغ أن يساهم في تطور مرض ألزهايمر. اعلان

وركَّز الباحثون من قسم طب الأعصاب في مستشفى ماساتشوستس على خلل في الجين المسؤول عن تنشيط الخلايا المناعية في الدماغ (المعروفة بالخلايا الدبقية الصغيرة)، وَيُسَمَّى هذا الخلل T96K ويُصيب جين TREM2 بشكلٍ يجعل نشاطه مفرطًا.

غير أن هذا النشاط الزائد، بدلًا من مساعدة الدماغ، يؤدي إلى إضعاف قدرة الخلايا على تنظيف الترسبات البروتينية السامة فيه.

منهجية الدراسة

أُجريت الدراسة على فئران معدلة وراثيًا تحمل نفس الخلل الجيني، واُستُخدِمت فيها تقنيات متطورة مثل تقنية التصوير البصري المجهر الليزري (Confocal Microscopy) وأدوات تتبع البروتينات مثل ELISA لفحص أنسجة الدماغ، بهدف تحليل كيفية تأثر الخلايا المناعية بهذا الخلل مع تقدم العمر.

Related دراسة: تسلل الأورام إلى الأوعية الدموية قد يكون السبب الحقيقي وراء وفاة مرضى السرطاندراسة: جينات المعمّرين قد تُبطئ وتيرة الشيخوخة لدى الأطفال المصابين بـ "بروجيريا"أكثر من 20% من الشباب يلجؤون إلى القنب أو الكحول لتحسين النوم.. دراسة أميركية تحذّر من المخاطر النتائج

أظهرت النتائج أن الخلل الجيني أضعف قدرة الخلايا المناعية على حماية الدماغ من الترسبات السامة، وكان التأثير واضحًا بشكل خاص لدى إناث الفئران. وتَبَيَّن أن الخلل لم يُوقِف عمل الخلايا المناعية، بل جعلها تعمل بشكل خاطئ.

أهمية الدراسة

وتُعَدُّ نتائج الدراسة ذات أهمية بالغة، إذ يمكن أن تساعد في فهم سبب إصابة بعض الأشخاص بمرض ألزهايمر، كما يمكنها أن تفتح الباب لتطوير علاجات جديدة تستهدف هذا الخلل الجيني، وتُحَذِّر من أن بعض العلاجات المقترحة قد تكون غير فعالة أو ضارة.

في المستقبل، سيحاول الباحثون إجراء أبحاث إضافية لفهم آثار هذا الخلل الجيني، وسيعملون على تطوير طرق علاجية تستهدفه بشكل أفضل، عساهم أن يتوصلوا إلى فهم أفضل لمرض الألزهايمر والاختلافات بين الجنسين في استجابة الدماغ للأمراض.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأرصاد تتوقع طقسًا باردًا وجافًا في عدة محافظات خلال الساعات القادمة
  • إيران:(400) مليون دولار سنويا قيمة “الاستشارات الهندسية”التي نقدمها للعراق
  • رذاذ وضباب وحرارة مرتفعة.. كيف سيكون الطقس في الأيام المقبلة؟
  • الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية في الشمال
  • تلوث الهواء يبطئ نمو دماغ الأطفال حديثي الولادة.. دراسة تكشف
  •  هل تعود الحرارة الثلاثينية للمدن الأردنية الأيام القادمة؟
  • دراسة: طفرة جينية في الخلايا المناعية للدماغ قد تكون السبب وراء الإصابة بمرض ألزهايمر
  • دراسة: المحيطات تفقد اخضرارها بسبب الاحتباس الحراري
  • ما هي الفاكهة التي تحمي شبكية العين من التلف؟