إرهاق ونعاس دائم.. اضطراب نادر يثير حيرة الأطباء
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة عن حجم المعاناة التي يعيشها المصابون باضطراب فرط النوم مجهول السبب، وتعد هذه الحالة من اضطرابات النوم النادرة التي تسبب تعبا مزمنا ونعاسا مفرطا لا يزول حتى بعد نوم طويل.
ويعرّف هذا الاضطراب، بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، بأنه حالة ينام فيها الشخص لساعات طويلة لكنه يستيقظ وهو يشعر بالارتباك أو الانفعال أو عدم الانتعاش.
ورغم أن السبب الدقيق للاضطراب لم يُعرف بعد، يرجّح الأطباء أنه ينتج عن خلل عصبي يؤثر في آليات النوم واليقظة.
ويختلف هذا الاضطراب عن داء الخُدار (Narcolepsy)، إذ لا يشعر المصابون بفرط النوم مجهول السبب بالانتعاش حتى بعد نوم طويل، على عكس المصابين بالخُدار الذين يستعيدون نشاطهم بعد فترات قصيرة من النوم.
وقاد فريق من الباحثين بقيادة سارة برمنغهام من شركة الأدوية "تاكيدا" (Takeda)، دراسة معمقة تهدف إلى فهم التجارب الحياتية للمصابين وتحسين جودة الرعاية المقدمة لهم، إضافة إلى رفع الوعي العام بهذا الاضطراب.
واستعرضت الدراسة 346 منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات والمنتديات كتبها 123 شخصا مصابا بالحالة بين عامي 2012 و2022.
وأظهرت النتائج أن 87% من المشاركين نساء تتراوح أعمارهن بين 16 و60 عاما، ويعشن في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وكندا.
وأفادت الأغلبية بأنهن بحاجة إلى ما لا يقل عن 10 ساعات نوم يوميا لأداء وظائفهن، بينما ذكر بعضهن أنهن يحتجن إلى 15 ساعة على الأقل، أي أكثر بكثير من المعدل الموصى به، وهو 7 إلى 9 ساعات فقط للبالغين.
وحدد الباحثون عشرة مظاهر مشتركة لدى المصابين، من أبرزها: النوم لفترات طويلة والنعاس المستمر والنوم غير المنعش وصعوبة الاستيقاظ والسلوك التلقائي وضعف التركيز وتراجع الطاقة البدنية والأحلام الواضحة أو الهلوسات المرتبطة بالنوم.
وقال أحد المشاركين في الدراسة: "يشبه الأمر أن تكون مخدرا ثم يُطلب منك البقاء مستيقظا، هكذا نشعر طوال اليوم".
وقال آخر: "مهما نمت لا أشعر بالراحة أبدا. ذهني مشوش، والتفكير صعب، وأشعر بأنني لم أنم على الإطلاق".
بيّنت الدراسة أن الاضطراب لا يؤثر فقط على النوم، بل يمتد إلى الحياة الاجتماعية والمهنية للمصابين. فقد ذكر البعض أنهم اضطروا إلى ترك وظائفهم أو تأجيل مشاريعهم الشخصية بسبب النعاس المستمر، وقالت إحدى المشاركات إنها تخلّت عن فكرة الإنجاب لأنها لا تملك الطاقة الكافية لرعاية الأطفال.
وقال آخر: "يظن الناس أننا كسالى أو غير مبالين لأننا نغيب عن المناسبات، لكن الحقيقة أننا نحاول.. ثم تنهار أجسادنا فجأة كسيارة تتعطل على الطريق".
ولاحظ الباحثون أن كثيرا من المرضى يشعرون بأن الأطباء لا يأخذون شكواهم على محمل الجد، وغالبا ما يُكتفى بوصف المنشطات دون معالجة الأسباب الأساسية.
وأشار الفريق إلى أن قلة الوعي بهذا الاضطراب تؤدي إلى تأخر التشخيص وتفاقم التأثير النفسي والاجتماعي على المرضى وأسرهم.
ورغم أن الدراسة اعتمدت على بيانات منشورة ذاتيا عبر الإنترنت، ما يجعل التشخيصات غير مؤكدة تماما، فإنها تعد خطوة مهمة نحو فهم أعمق للتجربة الإنسانية لمرضى فرط النوم مجهول السبب، ودعوة لمزيد من الأبحاث حول هذا الاضطراب المعقد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نوم هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية رعاية الأطفال
إقرأ أيضاً:
اضطراب الهرمونات عند النساء.. خلل صغير يغيّر كل شيء في الجسم
يعد اضطراب الهرمونات عند النساء من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، وهو من الحالات التي تؤثر على كل جوانب الحياة اليومية، بدءًا من الحالة النفسية وحتى الوزن والبشرة والدورة الشهرية، فالهرمونات تعمل كمنظّم دقيق لكل وظائف الجسم، وأي خلل فيها قد يؤدي إلى سلسلة من الأعراض المتشابكة.
تحدث الاضطرابات الهرمونية عندما يختل التوازن بين هرمونات الجسم المختلفة، مثل الإستروجين، البروجستيرون، والتستوستيرون، وغالبًا ما يرتبط ذلك بمرحلة البلوغ أو الحمل أو سن اليأس، لكنه قد يحدث أيضًا نتيجة الضغط العصبي، التغذية غير المتوازنة، قلة النوم، أو الإصابة بأمراض الغدة الدرقية والمبايض.
من أبرز العلامات التي تشير إلى وجود خلل هرموني عدم انتظام الدورة الشهرية، زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه، تقلبات المزاج، حب الشباب المفاجئ، تساقط الشعر، والأرق أو التعب المستمر، كما قد تعاني بعض النساء من انخفاض الرغبة الجنسية أو جفاف البشرة نتيجة نقص بعض الهرمونات الأنثوية.
وللتعامل مع المشكلة، ينصح الأطباء بضرورة إجراء الفحوصات الدورية لتحديد مستوى الهرمونات بدقة، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات الورقية والبروتينات الجيدة مثل البيض والسمك، والابتعاد عن السكريات والمقليات التي تزيد الالتهابات في الجسم.
كما يُوصى بممارسة الرياضة المنتظمة لتحفيز إفراز الهرمونات الطبيعية وتحسين المزاج، إلى جانب النوم الكافي الذي يساعد الغدة النخامية على أداء وظيفتها.
وفي بعض الحالات، قد يُنصح بالعلاج الهرموني أو المكملات الغذائية، لكن لا يتم ذلك إلا بإشراف طبي دقيق لتجنب أي مضاعفات.
إن الاهتمام بالتوازن الهرموني ليس رفاهية، بل هو أساس صحة المرأة الجسدية والنفسية، ومن خلال الوعي والعناية الذاتية يمكن استعادة الحيوية والراحة بثقة وجمال طبيعي.