رحيل الملكة الأم سيريكيت يطوي صفحة سبعين عامًا من التاريخ والتقاليد في تايلاند
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
أعلنت تايلاند، السبت، وفاة الملكة الأم سيريكيت كيتياكارا، والدة الملك الحالي ماها فاجيرالونغكورن، عن عمرٍ ناهز 93 عامًا، لتطوي برحيلها آخر فصول جيلٍ ملكيٍّ ارتبط بذاكرة التايلانديين لأكثر من سبعة عقود، مثّل خلالها أحد أبرز رموز الاستقرار والهوية الوطنية في بلدٍ لطالما شهد تحولاتٍ سياسية واجتماعية عاصفة.
رحيل الملكة الأم لا يُعدّ حدثًا عائليًا داخل القصر الملكي فحسب، بل يمثل نهاية حقبةٍ تاريخية امتدت منذ منتصف القرن العشرين، حين كانت سيريكيت شابةً ابنةَ سفيرٍ تايلاندي في فرنسا، التقت هناك بالملك الراحل بوميبول أدولياديج أثناء دراسته في باريس عام 1950. سرعان ما نشأت بينهما علاقة حب لافتة تجاوزت البروتوكولات الملكية، وسرعان ما تُوجت بزواجٍ أسطوري جعل منها ملكة تايلاند ورفيقةً لملكٍ سيصبح لاحقًا أطول الملوك حكمًا في تاريخ البلاد، بولايةٍ امتدت سبعين عامًا شكّلت ملامح تايلاند الحديثة.
خلال عقودٍ من حكم زوجها، تحوّلت الملكة سيريكيت إلى رمزٍ للأمومة الوطنية، إذ كرّست حياتها للعمل الاجتماعي والخيري، ودعمت مشاريع تنموية لصالح النساء في الريف التايلاندي، ما منحها احترامًا عابرًا للانقسامات السياسية والإثنية. وبعد وفاة الملك بوميبول عام 2016، بقيت سيريكيت رمزًا روحيًا للنظام الملكي ومصدرًا للحنين إلى عهدٍ اعتبره كثير من التايلانديين أكثر استقرارًا وتماسكًا.
في السنوات الأخيرة، تراجعت مكانتها العامة بفعل المرض والتقدم في السن، بينما واصل نجلها الملك فاجيرالونغكورن قيادة البلاد وسط تحديات سياسية واقتصادية متزايدة، وتراجع في مكانة المؤسسة الملكية أمام موجاتٍ من الاحتجاجات الشبابية المطالبة بالإصلاح السياسي وتقليص سلطات العرش. ويُنظر إلى وفاة الملكة الأم على نطاقٍ واسع باعتبارها نهاية رمزية لآخر صلةٍ بين تايلاند المعاصرة وتاريخها الملكي الكلاسيكي الذي تداخل فيه الدين والسياسة والعاطفة الوطنية.
يذكر أن الملكة سيريكيت وُلدت عام 1932، العام ذاته الذي شهد تحوّل تايلاند من نظام الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية، ما جعل حياتها تجسّد عمليًا رحلة بلدٍ يسير بين التقاليد الراسخة وطموحات التحديث. وبرحيلها اليوم، يودّع التايلانديون "قلب العائلة الملكية" وامرأةً كانت، في نظر شعبها، تجسيدًا للأناقة والواجب والوفاء لعرشٍ شكّل أحد أركان الهوية الوطنية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية وفاة الملكة وفاة ملكة سيرة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملکة الأم
إقرأ أيضاً:
وفاة ملكة تايلاند السابقة سيريكيت عن 93 عاماً
صراحة نيوز- توفيت الملكة السابقة لتايلاند سيريكيت، والدة الملك الحالي، يوم الجمعة عن عمر ناهز 93 عاماً، بحسب ما أعلن القصر الملكي.
وكانت الملكة سيريكيت زوجة الملك الراحل بوميبول أدولياديج، الذي حكم البلاد بين 1946 و2016، وتشتهر بأناقتها ونفوذها الكبير داخل العائلة المالكة. وأفاد القصر الملكي في بيانه أن صحة الملكة تدهورت الجمعة وتوفيت في مستشفى شولالونغكورن، بعد معاناتها من عدة أمراض منذ دخولها المستشفى عام 2019، بينها التهاب في الدم هذا الشهر.
وشُبّهت الملكة في صباها بـ”جاكي كينيدي آسيا”، حيث شكّلت مع زوجها ثنائياً أنيقاً ونافذاً عزّز مكانة العائلة المالكة في المجتمع التايلاندي. وبوفاتها، تدخل البلاد مرحلة حزن شعبي، إذ يعتبر الملك الحالي رمز الأمة والمثال البوذي.
الملكة سيريكيت تعرضت لجلطة دماغية أضعفت قدراتها ولم تعد تظهر علناً منذ سنوات، إلا أن صورها لا تزال تزين بعض المرافق العامة والمتاجر والمنازل. كانت تحتفل البلاد بعيد ميلادها في 12 آب، الذي يصادف عيد الأم.
تنتمي الملكة إلى الطبقة الأرستقراطية، فهي ابنة دبلوماسي، ونشأت في أوروبا حيث التقت زوجها أثناء دراسته في سويسرا وتزوجته في سن السابعة عشرة.