بعد سنوات من الصراع المتواصل والتوترات المتصاعدة في قطاع غزة، جاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في شرم الشيخ ليشكل نقطة تحول محورية في مسار الأحداث. 

فالاتفاق لم يكن مجرد هدنة مؤقتة، بل خريطة طريق من ثلاث مراحل تهدف إلى تحقيق استقرار دائم وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، ويبدو واضحا أن مصر أخذت على عاتقها الدور القيادي في ضمان تنفيذ هذا الاتفاق بكل مراحله، باعتباره جزءا من مسؤوليتها القومية واستراتيجيتها لتحقيق السلام في المنطقة.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور داوود فرج، ناشط سياسي لبناني، إن بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بنجاح من خلال وقف إطلاق النار الكامل وعودة السكان إلى مناطقهم المدمرة، وقد أرسلت مصر معدات هندسية ثقيلة لرفع الأنقاض والمساهمة في البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين، في حين واجهت العملية بعض الإشكالات بعد إعلان الجانب الإسرائيلي أن الجثث التي تم تسليمها لا تعود لأسرى لديهم.

وأضاف فرج- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن رغم ذلك، تواصل مصر جهودها لتطبيق بنود الاتفاق بالكامل، إذ قامت بفتح الطرقات داخل قطاع غزة، وشرعت في تجريف مناطق واسعة لإنشاء مخيمات مؤقتة للفلسطينيين بانتظار بدء عملية الإعمار، كما مدت شبكات مياه وكهرباء جديدة، وأرسلت آلاف الخيام والمواد الغذائية والإغاثية إلى القطاع، معقبا: "في بادرة إنسانية لافتة، استقبلت المستشفيات المصرية المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج، بينما أرسلت القاهرة أكثر من مئة شاحنة لنقل المدنيين من شمال غزة إلى جنوبها لضمان سلامتهم".

وأشار فرج، إلى أن من المنتظر، فور الانتهاء من تسليم الجثث الإسرائيلية رسميا، أن تبدأ مرحلة تبادل الأسرى، حيث ستقوم إسرائيل بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين وفق ما نص عليه الاتفاق. وستتولى قوة دولية تابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ هذه المرحلة، بمشاركة فعالة من الجانب المصري.

وأردف: "بذلك، ستكون غزة تحت غطاء مصري ودولي مؤقت حتى يتم التوصل إلى تطبيق شامل للاتفاق وضمان استقرار دائم في المنطقة".

وتابع: "أكدت مصر في أكثر من مناسبة أنها لن تسمح لأي طرف بعرقلة تنفيذ الاتفاق، وحذرت إسرائيل من الإخلال بأي بند من بنوده، مشددة على أنها ستتخذ إجراءات حاسمة وواقعية إذا لزم الأمر، فالقاهرة تعتبر أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين جزء لا يتجزأ من أمنها القومي.

واختتم: "وقد جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتؤكد هذا الدور، إذ أعلن أن مصر هي الدولة الوحيدة القادرة فعليا على مساعدة الولايات المتحدة في إرساء السلام بالمنطقة، مشيدا بقدرات الجيش المصري ومؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شريك أساسي وصديق موثوق في جهود تحقيق الاستقرار". 

خبير: إسرائيل تخطط لإبقاء سيطرتها الأمنية على غزة عبر شريط حدودي وعمليات اغتيال محدودةإسرائيل تعلن تسلم رفات رهينة جديدة من حماس في غزة

والجدير بالذكر، أن من الواضح أن مصر تواصل أداء دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، إذ كانت وما زالت الداعم الأساسي للشعب الفلسطيني في مواجهة المآسي التي عاشها. 

وبالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه الفلسطينيون، حيث تجاوز عدد الشهداء مئة ألف، فإن ثبات الموقف المصري وإصرار القيادة المصرية على تحقيق السلام يعدان من الركائز التي حافظت على جوهر القضية الفلسطينية من الضياع.

السفير ماجد عبدالفتاح: مصر ساهمت بدور بارز وكبير جدًا في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزةمراسل الحكاية: العريش قادرة على استقبال مصابي غزة طباعة شارك غزة قطاع غزة فلسطين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين

إقرأ أيضاً:

عاجل.. قافلة المساعدات الـ59 من زاد العزة تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة

شرعت شاحنات المساعدات الإنسانية في الدخول عبر البوابة الفرعية لميناء رفح البري بشمال سيناء اليوم الاثنين إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم ضمن القافلة الـ 59 من زاد العزة من مصر إلى غزة حاملة مواد إغاثية متنوعة لصالح الفلسطينيين بقطاع غزة.

وقال مصدر مسؤول بميناء رفح البري، إن القافلة تضم شاحنات وقود ومستلزمات طبية وسلال غذائية.. مشيرًا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من سلطات الاحتلال على معبري العوجة وكرم أبو سالم قبل إدخالها لغزة.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريًا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.. كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة، ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.

وفي مايو الماضي، أدخلت سلطات الاحتلال كميات محدودة من المساعدات لا تفي بالحد الأدنى من احتياجات سكان القطاع، وفق آلية نفذتها بالتعاون مع شركة أمنية أمريكية رغم رفض منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الأخرى ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتلك الآلية لمخالفتها للآليات الدولية المستقرة بهذا الشأن.. وأعلن جيش الاحتلال "هدنة مؤقتة" لمدة 10 ساعات يوميا اعتبارا من (الأحد 27 يوليو 2025) وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما يبذل الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) جهودا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين.

وواصل الوسطاء بذل الجهود من أجل إعلان اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل إطلاق الأسرى والمحتجزين، حتى تم التوصل فجر يوم 9 أكتوبر 2025، إلى اتفاق ما بين حركة حماس وإسرائيل حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشرم الشيخ بوساطة مصرية أمريكية قطرية وجهود تركية.

اقرأ أيضاًعاجل.. شاحنات المساعدات الإنسانية تصطف أمام معبر رفح تمهيدا لإدخالها غزة

الهلال الأحمر في غزة يدعو المجتمع الدولي إلى الضغط لدخول المساعدات الإنسانية

«الأونروا» تطالب بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • اتفاق مرتقب بين ترامب وشي يهز الذهب والأسهم
  • سياسي إيراني: تنفيذ قانون الحجاب قد يطيح بالنظام الحاكم في طهران
  • اتفاق غزة.. بين الصمود والانفراط
  • حزب الشعوب يعلن استكمال حزب العمال أولى مراحل عملية السلام مع أنقرة
  • عاجل.. قافلة المساعدات الـ59 من زاد العزة تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة
  • إصرار أمريكي على المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة
  • وزير الخزانة الأميركي: اتفاق تجاري مرتقب لتفادي رسوم 100% على الصين
  • ترامب يحضر مراسم اتفاق السلام بين تايلاند وكمبوديا: "أنهيت الحرب الثامنة"
  • سموه يلتقي الرئيس الأمريكي.. ترامب يشيد بصاحب السمو وجهود قطر في دعم السلام