من قال: إن المعجزات توقفت فقد جهل!
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
«أنا أوسعكم حظًّا اليوم»، هكذا قلتُ لأعضاء جمعية النور للمكفوفين بعد انتهاء الملتقى العربي الذي ضمّ 14 دولة عربية في خمسة أيام، وكنت أعني تمامًا ما قلت. فأنا لم أكن قبل هذا في مواجهة قريبة جدًّا لتفاصيل الكفيف الذي أبهرني بما عوّضته الطبيعة عمّا حُرِم منه.
إذ وجدتني في هذا الملتقى -الذي تخصّص في الجانب الثقافي والفني فقط- أنزلق من عتمتي التي ألفتها طويلًا إلى مدارج نورٍ لم أُحسن قراءته يومًا، رغم هوسي بقراءة كل ما تقع عليه عيناي المغلولتان إلى صندوق عقلي.
وبصفتي عضوة في اللجنة العلمية للملتقى، كنت شاهدَة عيانٍ على معجزات شتّى، وعالمٍ جديدٍ لم أطرق له بابًا قبل ذلك، جهلًا مني لا استهتارًا.
المذهل في هذا الملتقى هو توحّد الثقافة العربية التي لم نؤمن باتحادها سابقًا! فقد تشكّلت فرقة فنية ملوّنة من الأقطار العربية المشاركة في غضون سويعات، ليُبهرونا بمقطوعة لم يفِ حقَّها التصفيق الحار حينها، ولكنني أجزم يقينا بأنها سكنتني ومن معي من الحاضرين طويلًا. لقد عزفوا كأنهم يتحدثون لغة واحدة: لغة الإحساس المطلق.
ذلك التشكّل العفوي السريع والعميق الدلالة يؤكد أن المكفوفين يملكون طاقات خلاقة تتجاوز البصر إلى البصيرة، وأن ما ينقصهم ليس القدرة، بل المنصّة التي تحتضنهم وتنسّق جهودهم.
في هذا الملتقى، كنت أشدَّ الناس حرصا على محاورة كل كفيف على حدة، لألِجَ عالما مبهما ظننتُه عتمة، غير أنه على النقيض من ذلك. ووقفت مع نفسي أردد سؤالًا واحدًا:
ماذا لو فقدت بصرك بين عشية وضحاها؟ وأصبحت تتلمّس النور في أحلامك بينما يرافقك الظلام ما تبقّى من عمرك؟
«أسوأ ما قد أتعرض له في حياتي هو أن أفقد كفَّ يداي!»
هكذا قال لي الدكتور علاء العيداني، وهو أحد المكفوفين الذين حاورتهم في الملتقى.
فقدَ العيداني عينَيه إثر انفجار عبوة ناسفة في حرب الدواعش في العراق قبل عشر سنين، وكان حينها أبًا لطفلٍ يبلغ السادسة من عمره.
أما الشيخ الأزهري إيهاب يونس، فقد وُلد بالإعاقة البصرية منذ الطفولة، ولم يرَ النور في حياته. وقصص كثيرة بين من وُلد كفيفًا ومن فقد بصره لظرف ما.
من هنا تتبلور الحاجة إلى رابطة دولية موسّعة للمكفوفين تُعنى بالجوانب الثقافية والفنية والعلمية، وتُقام ملتقياتها دوريًا في بلدان مختلفة تُختار وفق معايير مدروسة تراعي المصلحة الحقيقية للكفيف وفرص تطويره وتمكينه.
وتهدف هذه الرابطة إلى تبادل وتعزيز الهوية الثقافية للمكفوفين عالميًا، وإبراز إسهاماتهم في الفنون والآداب والموسيقى، وبالتالي خلق بيئة فنية دولية وشبكة دعم معرفي ونفسي تتيح للكفيف التعبير عن ذاته عبر الموسيقى والمسرح والكتابة وغيرها من الفنون من مختلف الأقطار، لتبادل التجارب وتخفيف العزلة. ومنها تتشكّل لدينا قاعدة بيانات عالمية تُسهم في تطوير السياسات العامة الداعمة لذوي الإعاقة البصرية.
إن هذه الرابطة الدولية تمثل كيانا عالميا جامعا ومنصّة للتعاون الإنساني والثقافي، تُسهم في تحسين صورة الاهتمام بحقوق ذوي الإعاقة وتبادل الخبرات في تطوير البرامج التعليمية والتأهيلية، فضلًا عن كونها جسرًا حضاريًا بين الأمم يوحّدها الفنّ والوعي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
سيرين عبد النور وداليدا خليل يحتفلان بإطلاق مسلسل كذبة سودا في دبي
احتفلت الفنانة سيرين عبد النور ومحمد الأحمد، بإطلاق مسلسل "كذبة سودا" خلال حفل ضخم أقيم بالأمس في دبي، في أجواء فنية مبهجة، للمنتج مجد جعجع.
وشهد الحفل حضور نخبة من أبرز نجوم العمل، من بينهم سيرين عبد النور، محمد الأحمد، نادين الراسي، داليدا خليل، وأماني نَسَب، إلى جانب المخرج باسم السلكا، وحشدٍ من الإعلاميين والصحافيين الذين واكبوا الحدث باهتمامٍ واسع.
واستُهلّت الأمسية بمرور النجوم وصنّاع العمل على السجادة الحمراء، حيث حضرت داليدا خليل أولًا برفقة زوجها، فيما كان المنتج مجد جعجع في استقبال ضيوفه بابتسامته المعهودة.
تلتها نادين الراسي التي أطلت إلى جانب المخرج باسم السلكا، وذلك بعد يومٍ واحد من توقيع عقد انضمامها رسميًا إلى العمل، ثم وصل النجم محمد الأحمد، قبل أن تُختتم السجادة الحمراء بوصول النجمة سيرين عبد النور برفقة زوجها فريد رحمة، وسط ترحيبٍ كبير وعدسات الإعلام التي وثّقت لحظات الحدث.
مجد جعجع يعلن انطلاق مسلسل "كذبة سودا" ويكشف تفاصيل العمل
أعرب المنتج مجد جعجع خلال كلمته في الحفل عن فخره بإطلاق هذا المشروع الدرامي الجديد، مؤكدًا أنه يشكّل محطة مميزة في مسيرته الفنية، خاصةً أنه يجمع نخبة من أبرز نجوم الدراما العربية.
وأوضح أن سيرين عبد النور ومحمد الأحمد يتوليان دورَي البطولة الرئيسيين، إلى جانب نادين الراسي، داليدا خليل، وأماني نَسَب، موجهًا تحية خاصة إلى المخرج باسم السلكا، مشيدًا بموهبته وحماسه وطاقة الإبداع التي يتمتع بها، مؤكّدًا أن التعاون معه يُعدّ إضافة نوعية تثري العمل وتمنحه بعدًا فنيًا مميزًا.
كما اختتم كلمته بالتأكيد على أن مسلسل "كذبة سودا" سيكون عملًا دراميًا مشوّقًا يحمل في طيّاته أبعادًا اجتماعية وإنسانية، معربًا عن أمله في أن يلقى أصداء إيجابية واسعة ويحقق نجاحًا كبيرًا خلال دراما رمضان 2026.
يُذكر أنّ العمل كتابة مؤيد النابلسي وهذا ثاني عمل له مع المنتج مجد جعجع بعد مسلسل "تحت الصفر".
تفاعل النجوم مع مشاركتهم في "كذبة سودا"
تحدثت النجمة سيرين عبد النور عن الأجواء الإيجابية التي تسود كواليس التصوير، مؤكدة أن التعاون بين فريق العمل يشكّل عنصر القوة الحقيقي في نجاح المسلسل، وقالت: العمل مليء بالطاقة الإيجابية، وكلنا نحرص على إنجاح كل مشهد معًا. التحديات تجعلنا نكتشف طاقات جديدة داخل الممثل.
بدوره، تحدث النجم محمد الأحمد عن الشخصية التي يؤديها في المسلسل، مؤكدًا أنها تجمع بين القرب والاختلاف منه في الوقت نفسه، وأضاف: الشخصية تشبهني في بعض الجوانب وتختلف عني في أخرى، وهذا ما شدّني إليها. النص غني بالتفاصيل الإنسانية، وأنا واثق بأن الجمهور سيتفاعل معها بعمق.
أما النجمة داليدا خليل فعبّرت عن حماسها للمشاركة في العمل، قائلة: هذا الدور شكّل تحديًا لطاقتي الإبداعية بطريقة إيجابية، وجعلني أعمل عليه من قلبي. أنا متحمّسة جدًا لهذه المغامرة الفنية.
من جانبها، تحدثت نادين الراسي عن امتنانها لأجواء الانسجام والتفاهم بين فريق العمل، مشددة على أهمية روح التعاون لتحقيق النجاح الجماعي، وقالت: الصدق والتعاون بيننا أهم من أي شيء آخر، وهذا ما يجعل العمل حيًّا ومؤثرًا.
وأكّد المخرج باسم السلكا أنّه يسعى دائمًا لتقديم صورة جديدة وأسلوب مختلف في كل عمل يوقّعه، موضحًا أن تجربة "كذبة سودا” كانت نتاج تعاون كامل بين فريق العمل من نص وإخراج وموسيقى.
واختتم المنتج مجد جعجع المؤتمر بالتأكيد على أهمية المشروع، مشيرًا إلى أن مسلسل "كذبة سودا" يجمع نخبة من أبرز الممثلين العرب في عملٍ يراهن على القصة، الصورة، والعاطفة معًا، معتبرًا أنه خطوة جديدة في مسار الشركة نحو دراما أكثر عمقًا وتميّزًا.
يُذكر أنه في مستهلّ المؤتمر الصحفي، تمّ عرض مشاهد تمهيدية ولقطات من كواليس مسلسل "تحت الصفر"، أحد أعمال الشركة المرتقب عرضه خلال موسم رمضان 2026.