الكيمياء تكشف أن الصراصير أخطر على منزلك مما تظن
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في المطبخ المظلم أو خلف الثلاجة قد تتحرك تلك الكائنات الصغيرة المزعجة، التي يكتفي أغلب الناس بالاشمئزاز منها دون التفكير في تبعات أعمق.
لكن دراسة علمية حديثة، نشرت في دورية "جورنال أوف أليرجي آند كلينكال أميونولوجي" كشفت أن الصراصير ليست مجرد حشرة مقززة، بل قد تكون مصدرا حقيقيا لتلوث الهواء داخل المنزل، عبر مكونات دقيقة سُمية تطلقها في الغبار والهواء يمكن أن تؤثر في صحة القاطنين، خصوصا الأطفال ومرضى الحساسية والربو.
وللتوصل إلى تلك النتائج، أجرى فريق من الباحثين في جامعة ولاية نورث كارولينا، دراسة على مجموعة من المنازل، بعضها يعاني من انتشار واضح للصراصير وبعضها لا يعاني. استخدموا المكانس الخاصة ومعدات جمع الغبار الخالية من الملوثات، ثم خزّنوا العينات في أنابيب معقّمة.
الهدف كان فحص الغبار لكونه يحمل بقايا الحشرات والميكروبات الدقيقة التي تعكس حالة البيئة الداخلية للمنزل.
من العينات المجموعة، أجرى الفريق تحاليل كيميائية لقياس تركيز المواد المسببة للحساسية المرتبطة بالصراصير، مثل البروتينات الموجودة في فضلاتها وأجسامها المتحللة.
هذه القياسات تُستخدم عادة لتقدير درجة الخطر التحسسي في المنازل، خصوصا للأشخاص المصابين بالربو أو حساسية الغبار.
ولاكتشاف السموم البكتيرية، استخدم الباحثون اختبارا حيويا حساسا يُعرف باسم اختبار "ليمولوس أميبوسيت ليسات"، وهو يعتمد على تفاعل مكوّن من دم سرطان حدوة الحصان مع الإندوكسينات، مما يولّد إشارة قابلة للقياس.
هذا الاختبار يعد المعيار الذهبي عالميا للكشف عن الإندوكسينات منذ أكثر من 50 عاما، لأنه يتميّز بحساسيته العالية جدا، إذ يستطيع اكتشاف كميات دقيقة من السموم الداخلية حتى في تركيزات منخفضة للغاية (أجزاء من وحدة نانوغرام لكل مليلتر).
إعلانبعد التحليل، ظهر أن المنازل التي تحوي صراصير أكثر تحتوي أيضا على مستويات أعلى بكثير من الإندوكسينات والمحفّزات التحسّسية، مقارنة بالمنازل النظيفة أو التي لا تشهد انتشارا كبيرا للحشرة.
الإندوكسينات أو "السموم الداخلية" تُشير إلى مواد سامة تنتجها بعض أنواع البكتيريا، تحديدا البكتيريا سالبة الغرام، وهي لا تُفرز إلى البيئة بشكل مباشر، بل تكون جزءا من الغشاء الخارجي لجدار الخلية البكتيرية.
عندما تموت البكتيريا أو تتحلل، تتحرر الإندوكسينات إلى الوسط المحيط، وهناك تبدأ مشكلتها، فهي قادرة على إثارة استجابة مناعية قوية داخل جسم الإنسان.
عند دخولها الجسم (بالاستنشاق أو عبر الجروح أو الجهاز الهضمي)، تحفّز الإندوكسينات خلايا المناعة لإفراز جزيئات التهابية مثل السيتوكينات.
إذا كان التعرض بسيطا، فقد يسبب تهيّجا في الجهاز التنفسي أو أعراض حساسية، أما عند التعرض المزمن أو الكثيف (كما في المنازل الموبوءة بالصراصير أو المزارع أو المستشفيات القديمة)، فقد يؤدي إلى التهاب مزمن في الشعب الهوائية وتفاقم نوبات الربو، وفي الحالات القصوى (عند دخول الدم) قد يصل الأمر إلى صدمة إنتانية، وهي حالة طبية خطيرة جدا.
اللافت في الدراسة أن الباحثين اكتشفوا فارقا بيولوجيا غير متوقع، فإناث الصراصير تطرح ضعف كمية الإندوكسينات التي يطرحها الذكور.
والسبب بسيط لكنه مقلق، بحسب الدراسة، وهو أن الإناث تستهلك غذاء أكثر وتنتج فضلات أكثر، وهذه الفضلات هي المصدر الرئيس لتلك المركبات الملوِّثة.
بكلمات أخرى، كلما ازداد عدد الإناث في مستعمرة الصراصير، زادت خطورة التلوث الداخلي دون أن يلاحظ السكان شيئا.
وكما توقّع العلماء، كان المطبخ هو بؤرة التلوث الأعلى، نظرا لوفرة الطعام والرطوبة ودفء المكان، وهي ظروف مثالية لتكاثر الصراصير.
لكن المفاجأة أن الإندوكسينات والمسببات التحسّسية لا تبقى حبيسة الغبار؛ بل يمكن أن تنتقل إلى الهواء وتستقر في أجهزة التكييف والتهوية، ما يجعلها تصل إلى غرف النوم والجلوس أيضا.
خطر يستحق التدخلوبحسب الدراسة، فإنه في بعض المنازل التي جرى فيها تنفيذ برامج مكافحة حشرات فعالة، لاحظ الفريق العلمي انخفاضا ملموسا في مستويات المواد المسببة للحساسية خلال أسابيع قليلة فقط.
هذا يعني أن التخلص من الصراصير لا يحقق راحة نفسية فحسب، بل يحسّن فعليا جودة الهواء الداخلي، ويقلل احتمالات تهيّج الجهاز التنفسي أو نوبات الربو لدى الأطفال.
تشير هذه النتائج إلى أن الصحة البيئية المنزلية لا تتعلق بالنظافة الظاهرة فقط، بل تشمل الملوثات الدقيقة التي قد تنتجها كائنات تعيش معنا دون أن ننتبه إليها، كما يوضح العلماء في بيان صحفي رسمي من الجامعة.
وفي المجتمعات ذات الدخل المنخفض، حيث تقل فعالية أنظمة التهوية وتتأخر مكافحة الحشرات، قد تتحول المشكلة إلى قضية عدالة صحية، لأن الأطفال في هذه المنازل يكونون أكثر عرضة لمخاطر بيئية لا يسببونها بأنفسهم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
ضبط “ المخ” أخطر تاجر مخدرات وسلاح ببنها
نجحت الأجهزة الامنية بمديرية امن القليوبية ، و مباحث مركز شرطة بنها، بناءً على توجيهات اللواء أشرف جاب الله مدير أمن القليوبية، وبتعليمات اللواء محمد السيد مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية، واللواء وائل متولي رئيس مباحث القليوبية، والمقدم أحمد ربيع رئيس مباحث مركز شرطة بنها، والرائد محمد صلاح معاون أول المباحث، في توجيه ضربة أمنية ناجحة لتجار الكيف والسلاح بقرية الرملية التابعة لدائرة المركز.
ضبط “ المخ” أخطر تاجر مخدرات وسلاح ببنهاوأسفرت الجهود عن ضبط أحد العناصر الإجرامية الخطرة يُدعى المخ، وبحوزته كميات كبيرة من مخدر الهيروين والبودرة، وبندقية خرطوش وعدد من الطلقات، وتم التحفظ على المتهم والمضبوطات، وتحرر محضر بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
وتأتي هذه الحملة في إطار خطة مديرية أمن القليوبية لضبط العناصر الإجرامية ومكافحة تجارة المواد المخدرة والأسلحة النارية غير المرخصة، حفاظًا على أمن المواطنين وسلامتهم.
غدا.. أولى جلسات محاكمة التيك توكر “قمر الوكالة”بتهمة نشر فيديوهات خادشة للحياءكما تنظر المحكمة الاقتصادية ، غدا الأحد، أولى جلسات محاكمة التيك توكر المعروفة باسم قمر الوكالة، بتهمة نشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء، ومشاهد منافية للذوق العام، عبر حساباتها على مواقع التواصل.
وقررت جهات التحقيق المختصة بالجيزة، في وقت سابق، حبس البلوجر قمر الوكالة 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامها بنشر مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء.
وكانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض على البلوجر قمر الوكالة لاتهامها بنشر مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء بالجيزة.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيانها إنه في إطار ورود عدد من البلاغات ضد صانعة محتوى لنشرها مقاطع فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء والخروج على الآداب العامة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب تقنين الإجراءات، تم ضبط المذكورة مقيمة بدائرة قسم شرطة إمبابة بالجيزة، وبمواجهتها اعترفت بنشر مقاطع الفيديو المشار إليها لزيادة نسب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية..
كما كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي يظهر خلاله أحد الأشخاص حال تعديه على فتاة بالضرب بالفيوم وضبط مرتكب الواقعة.