منتدى الدقم.. منصة لصناعة الأفكار الاقتصادية
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
لم تعد الدقم منطقة صناعية تضم مصانع للإنتاج والاستثمار ولكنها تحولت إلى منتدى يناقش الأفكار الاقتصادية ويضعها على طاولة البحث.
وهذا تحول مهم لا بدّ أن تتمسك به الجهات المنظمة للمنتدى. فصناعة الأفكار والنظريات الاقتصادية هي أكبر التحديات أمام الاقتصاد العماني وربما الاقتصادات العربية.
ولذلك من المهم الإشارة إلى مخرجات المنتدى التي رأت في الدقم ثلاثة مسارات متشابكة تتمثل في السياحة المتكاملة وأنماط الحياة، والتصنيع الأخضر، والمدن الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي مسارات داعمة لرؤية عمان 2040.
ما جرى في الدقم مؤشر مهم يمنح المنطقة الاقتصادية رصيدا قويا وجاذبا لكل أنواع الاستثمارات. فعلى الصعيد اللوجستي، تُراهن الدقم على موقع يربط آسيا بإفريقيا وأوروبا، وإجراءات جمركية محسّنة، وقدرة على دمج الموانئ بالبنية الأساسية الصناعية. وهذه الرهانات مهمة جدا في واقع عالمي تتغير فيه الممرات التقليدية وتنمو فكرة التجارة «الإقليمية». وعلى الصعيد الصناعي، قدمت الدقم نفسها باعتبارها خيارا مهما للتصنيع منخفض الكربون خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليلات البيانات التي تعيد تشكيل التفاعل بين الأتمتة والخبرة البشرية. أما السياحة، فتخرج من إطار «الشاطئ والمنتجع» إلى تصور يعوّل على جودة الحياة واستقطاب المواهب (العيش، والعمل، والترفيه) في حزمة واحدة.
والاتفاقيات المعلنة، من شراكات الطاقة وسلاسل التوريد مع «سوميتومو»، إلى مسارات الابتكار للشركات المحلية، تمنح الزخم المطلوب في هذه المرحلة.
لكن في الاقتصاد علينا دائما أن نطرح الأسئلة الصعبة على الطاولة قبل الأسئلة السهلة. ومن بين أهم تلك الأسئلة موضوع المحتوى المحلي ونقل المعرفة، وأيضا كيف يمكن أن تُوزن الطموحات الهيدروجينية والخضراء ضد دورات التفاؤل المفرط الذي يعقبه التصحيح في أسواق التقنية والطاقة؟
لا تحتاج هذه الأسئلة إلى إجابات بقدر ما تحتاج إلى عمل دؤوب سواء في الميدان أو في المنتديات الفكرية وقراءة توجهات العالم ومرحلة ما بعد عولمة التسعينيات الآخذة في التلاشي والتحول إلى نموذج جديد من العولمة.
أظهر المنتدى في نسخته الثانية أن المنطقة الاقتصادية في الدقم تملك جميع أدوات الاستثمار التي يبحث عنها المستثمر الأجنبي،
وتتوفر فيها منظومة تشريعات وحوافز، إضافة إلى استقرار سياسي وإرادة حقيقية من قمة الهرم السياسي في البلاد للدفع بالمنطقة نحو الأمام عبر تحفيز الاستثمار وبناء المشاريع النوعية.
وما سيحسم المكانة هو سرعة تحويل التوصيات إلى استثمارات منتِجة ومؤشرات معلَنة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الدقم
إقرأ أيضاً:
درع الأمان.. ندوة تثقيفية بأزهر مطروح لمواجهة الأفكار المتطرفة
استضاف معهد بنين الحمام ندوة تثقيفية مكثفة بعنوان "التفكير الإبداعي والتفكير النقدي درعا الأمان"، لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، بحضور الشيخ عادل الشافعي، مدير إدارة الحمام التعليمية.
ركزت الندوة، التي قدمها محمد حسن المدرب المعتمد، على تعميق الفروقات بين التفكير الإبداعي والناقد.
وأكد على السمات الضرورية لطالب العلم المبدع، مشدداً على أهمية تطوير مهارات التحليل والاستدلال المنطقي، وكيفية فحص مصداقية أي معلومة أو شائعة تصل إليهم قبل تصديقها، لجعل عقولهم "درعاً يحميهم" من المعلومات غير الصحيحة والأفكار المتطرفة.
وتناول الشيخ عاصم حماد، مدير إدارة الوعظ بالحمام، حث الإسلام على إعمال العقل تنفيذاً لأوامر الله وتكريماً للإنسان، وذكّر الطلاب بمنزلة العلماء في الإسلام، مؤكداً أن التفكير السليم هو أساس التدين الواعي.
كما أضاف الدكتور حمادة شلبي، موجه الحاسب الآلي، تركيزاً على أهمية التفكير الناقد واستخدامه كمنهج وأسلوب حياة يومي، لا سيما في التعامل مع التكنولوجيا والمعلومات الرقمية.
واختُتم اللقاء بتكريم الطلاب وتوزيع هدايا تذكارية، لدعمهم وتشجيعهم على الإبداع الفكري.