تشهد العلاقات بين أفغانستان وباكستان توتراً متصاعداً بعد فشل المفاوضات التي استضافتها تركيا برعاية أنقرة والدوحة، في التوصل إلى اتفاق ينهي الاشتباكات الحدودية المستمرة بين البلدين. فقد توقفت المعارك مؤقتاً بهدنة قصيرة أفسحت المجال للمفاوضات، لكنها انتهت دون نتائج ملموسة، لتعود أجواء القلق والاحتقان إلى الواجهة.

وحذّرت كابول من أن أي اعتداء من الجانب الباكستاني سيُقابَل برد مماثل وربما أشد، فيما كشفت وسائل الإعلام الباكستانية عن استعداد جيش البلاد لتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف مواقع لحركة طالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، بالتزامن مع تحركات عسكرية على الحدود لإنشاء منطقة عازلة بين البلدين.

وقال مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية لصحيفة العربي الجديد إن القوات الأفغانية في "أعلى درجات الجاهزية" للدفاع عن سيادة البلاد، مضيفاً أن الحكومة كانت تعوّل على مفاوضات تركيا، لكنها لن تتهاون في الرد إذا تعرّضت لأي اعتداء. وأشار المصدر إلى أن "الرد هذه المرة قد يصل إلى استهداف العاصمة الباكستانية إسلام أباد" في حال مهاجمة كابول.

من جانبه، أوضح مصدر مقرب من وفد حكومة طالبان المفاوض أن من أبرز أسباب تعثر المحادثات مطالبة باكستان بالسماح لطيرانها بشن غارات ضد طالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، إلى جانب رفض كابول مرور الطائرات الأميركية من الأجواء الباكستانية إلى الأجواء الأفغانية، وهو ما اعتبرته خرقاً لسيادتها. وأكد المصدر أن إسلام أباد رفضت الطلب الأفغاني بمنع استخدام مجالها الجوي لأي عمليات من هذا النوع.

وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام باكستانية عن مصادر عسكرية اتهامها لطالبان الأفغانية بأنها "غير جادة" في التعاون للقضاء على طالبان الباكستانية، معتبرة أن الجانب الأفغاني تسبب في إفشال الحوار عمداً. وأضافت أن الجيش وسلاح الجو الباكستانيين في حالة استعداد قصوى لتنفيذ هجمات داخل أفغانستان "في أي لحظة"، بحجة استمرار هجمات طالبان الباكستانية داخل أراضيها.

وفي خضم هذا التصعيد، حذّر الجنرال الباكستاني المتقاعد عادل راجه من مغبة القيام بعمل عسكري داخل أفغانستان، مؤكداً عبر قناته على يوتيوب أن الجيش الباكستاني "وعد واشنطن ودولاً غربية بإسقاط نظام طالبان"، معتبراً أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيجرّ "كارثة على باكستان والمنطقة بأسرها".

ميدانياً، تتواصل أعمال العنف في باكستان، حيث استهدفت تفجيرات وهجمات مسلحة عدة مناطق، أبرزها هجوم على رتل للجيش في مقاطعة خيبر القبلية، أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 15 آخرين، فيما أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إن مسلحيها تمكنوا من أسر عدد من الجنود.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند تصعيد وشيك بين أفغانستان وباكستان بعد انهيار مفاوضات أنقرة والدوحة مربى اليقطين ردًا على الخروقات الدموية..القسام تجمد تسليم جثث أسرى الاحتلال عاجل| جيش الاحتلال يبدأ موجة غارات على قطاع غزة بأوامر نتنياهو تسليمها الليلة.. العثور على جثة الإسرائيلي عميرام في غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: طالبان الباکستانیة

إقرأ أيضاً:

محادثات متوترة واتهامات متبادلة في مفاوضات السلام بين باكستان وأفغانستان

 

إسلام أباد- رويترز

أكد مصدران مطلعان أن المحادثات التي جرت في مدينة إسطنبول بين وفدي باكستان وأفغانستان، والتي هدفت إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، انتهت دون إحراز أي تقدم، ما يزيد من حدة التوترات الأمنية في المنطقة بعد اشتباكات دامية بين البلدين خلال الأسابيع الماضية.

وجاءت هذه الجولة من المفاوضات في إطار مساعٍ إقليمية لإرساء حل سياسي طويل الأمد بين الجارتين، بعد مواجهات حدودية تعد من الأسوأ منذ تولي حركة طالبان الحكم في كابول عام 2021، والتي أسفرت عن مقتل العشرات وزعزعت الأمن الإقليمي

وكان الجانبان قد اتفقا في 19 أكتوبر الجاري، خلال جولة سابقة من المحادثات في الدوحة، على هدنة مؤقتة، إلا أن الجولة الثانية التي استضافتها تركيا بمشاركة قطر بصفة وسيط، انتهت دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بشأن عرقلة الحوار.

وقال مصدر أمني باكستاني إن حركة طالبان الأفغانية تغضّ الطرف عن نشاط حركة طالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، وتوفر لها ملاذًا آمنًا للتحرك ضد باكستان دون خوف من المساءلة.

في المقابل، نفى مصدر أفغاني مطلع على المحادثات تلك الاتهامات، مؤكدًا أن بلاده لا تربطها أي علاقة بحركة طالبان الباكستانية، مشيرًا إلى أن المحادثات انتهت بتوتر وتبادل للاتهامات.

وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين عقب الغارات الجوية التي نفذها الجيش الباكستاني على كابول مطلع الشهر، واستهدفت زعيم حركة طالبان الباكستانية، مما دفع القوات الأفغانية إلى الرد بقصف مواقع عسكرية داخل باكستان

ورغم الهدنة المؤقتة بين الطرفين، أعلن الجيش الباكستاني مؤخرًا عن مقتل 25 مسلحًا من طالبان الباكستانية وخمسة من جنوده إثر اشتباكات عنيفة قرب الحدود مع أفغانستان، في إشارة إلى هشاشة الهدنة واستمرار التوتر بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • تعثر المحادثات بين أفغانستان وباكستان في تركيا رغم محاولة أخيرة للتوصل إلى هدنة دائمة
  • محادثات متوترة واتهامات متبادلة في مفاوضات السلام بين باكستان وأفغانستان
  • انتهاء محادثات سلام بين أفغانستان وباكستان دون التوصل إلى اتفاق
  • انتهاء محادثات السلام بين أفغانستان وباكستان في إسطنبول دون قرار
  • بعد تحذيرها من حرب شاملة.. باكستان تزعم تحييد 25 مسلحا على الحدود الأفغانية
  • مقتل 5 جنود باكستانيين و25 مسلحًا في اشتباكات قرب الحدود مع أفغانستان
  • رغم المفاوضات في إسطنبول.. اشتباكات على الحدود الباكستانية - الأفغانية تخلف 30 قتيلاً
  • ترامب: سأتفرغ لحل الأزمة بين أفغانستان وباكستان
  • أطراف خفية وراء التوتر بين أفغانستان وباكستان