عداء متجذر واستهداف مستمر .. كيف يكشف خطاب سموتريتش السياسة الإسرائيلية تجاه السعودية والعالم العربي
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
في خطوة لافتة ومثيرة للجدل، عاد وزير مالية العدو الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لإطلاق تصريحات مسيئة تجاه المملكة السعودية، للمرة الثانية خلال فترة قصيرة، هذا التكرار، بعد أن لم تنته آثار الإهانة الأولى، يفتح الباب أمام قراءة دقيقة في أبعاد هذه التصريحات، ودلالاتها على العلاقات العربية مع كيان العدو الإسرائيلي، وعلى التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط.
يمانيون / تقرير / خاص
جاءت التصريحات خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الصهيونية الدينية، حيث قال سموتريتش: عشنا 77 عامًا بدونها، وسنتدبر بدونهم أيضًا 77 سنة أخرى، وهذه التصريحات جاءت بعد اعتذاره الرسمي في 23 أكتوبر 2025 عن تصريحات سابقة مسيئة للسعودية، مؤكداً حينها أن ما صدر عنه لم يكن موفقًا، لكن العودة إلى التجريح تُشير إلى عدم التزام حقيقي بالاعتذار، وتطرح تساؤلات حول أهدافه السياسية الداخلية والخارجية.
تصريحات سموتريتش تأتي في سياق سياسي متطرف داخل حكومة العدو الإسرائيلي، حيث يعكس الخطاب التصعيدي اتجاهًا يسعى لإعادة تشكيل الرسائل الإقليمية، وربما التأثير على مواقف السعودية في القضايا الاستراتيجية مثل الملف الفلسطيني والتقارب السعودي _ الأمريكي، كما يمكن تفسيرها كرسالة متعمدة تظهر قوة العدو الإسرائيلي أمام العرب،
إهانة السعودية بهذا الشكل تأتي في وقت حساس، حيث تلعب المملكة دورًا متزايدًا في الملفات السياسية والاقتصادية الإقليمية، بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة وتعزيز النفوذ في الساحة الدولية، تصعيد العدو الإسرائيلي قد يكون محاولة لتوجيه رسالة سياسية، فهل ستدفع السعودية إلى تغيير توجهها والاتجاه نحو تعزيز تحالفاتها الإقليمية بشكل مضاد.
هل السعودية تستوعب هذا الدرس؟، السعودية، بحسب المراقبين، تمتلك القدرة على استيعاب الدروس من هذه الإهانات المتكررة،إذا أرادت ذلك من خلال، التأكيد على الرد الدبلوماسي الحازم، مع الحفاظ على التوازن السياسي والإقليمي، ومن خلال دفع الدول العربية لتوحيد المواقف تجاه سياسات العدو الإسرائيلي المتطرفة، لكنها لن تجرؤ على ذلك لإنها ليست في هذا المستوى من القوة التي يمكنها من اتخاذ مثل هذه المواقف، ونتيجة خوفها على مصالحها الاستراتيجية التي ارتبطت بكيان العدو الإسرائيلي من بوابة التبعية للولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض قيوداً فولاذية تكبل ليس السعودية وحسب بل كل الدول العربية المرتهنة للسطوة الصهيوأمريكية.
تصريحات وزير مالية العدو الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الأخيرة ليست مجرد موقف شخصي، بل تعكس بوضوح الموقف السياسي العام للكيان الإسرائيلي تجاه السعودية والعالم العربي، فالإهانات المتكررة، سواء في التصريحات الرسمية أو الخطابات الإعلامية لحزب اليمين المتطرف، مرتبطة بعمق بالبعد الإيديولوجي والديني الذي يؤمن به جزء كبير من النظام السياسي الإسرائيلي، ولذا فإن هذا الخطاب يعتبر جزءًا من استراتيجية مستمرة تهدف إلى التقليل من مكانة السعودية وجيرانها العرب، وإرسال رسائل داخلية عن صلابة موقف الكيان الإسرائيلي أمام قواعده الشعبية، وهذه السياسة تشير إلى أن الإهانات لن تكون الأخيرة، بل من المتوقع أن تتكرر في مناسبات متعددة، بما يعكس طبيعة الصراع المستمر في رؤية العدو الإسرائيلية المتطرفة للمنطقة.
في صلب هذه المواقف، يكمن تصور إسرائيلي متطرف يرى المنطقة العربية والسعودية تحديًا حضاريًا ودينيًا مستمرًا، ما يجعل الخطاب العدائي جزءًا من رؤية أوسع للصراع الإقليمي، هذا البعد يفسر تكرار الإهانات رغم تداعياتها الدبلوماسية، ويبرز أن المشكلة ليست فردية، بل مرتبطة بالأساسيات الفكرية والسياسية للكيان الإسرائيلي.
هذه المواقف تجعل السعودية والدول العربية أمام تحدٍ مزدوج، كيف تتعامل مع الاستفزازات المتكررة، وكيف توازن بين الرد الدبلوماسي والحفاظ على المصالح الاستراتيجية. فالرسائل الإسرائيلية المتكررة ليست مجرد استفزازات عابرة، بل جزء من سياسة طويلة الأمد ترتبط بالبعد الإيديولوجي الذي يقف خلف خطاب التطرف الإسرائيلي
هنا يجدر بنا إعادة التذكير بما أكّده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، من أن العدو الإسرائيلي له نوايا خبيثة تجاه العرب والمسلمين، وأنه لا يمكن أن يبني علاقة إيجابية مع أي دولة عربية، هذه التذكيرات تأتي في سياق تكرار الإهانات الإسرائيلية، مثل تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، والتي تعكس عمق الفكر المتطرف والسياسات العدائية التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي تجاه السعودية والعالم العربي عامة.
تحذيرات السيد القائد تعكس فهمًا استراتيجيًا للسياسة الإسرائيلية القائمة على الصراع المستمر، سواء على المستوى السياسي أو الديني أو الإيديولوجي، ويشير هذا إلى أن أي محاولة لتخفيف حدة التوتر عبر الانفتاح على العدو الإسرائيلي من قبل الدول العربية قد تواجه حدودًا حقيقية بسبب الطبيعة العدائية لهذا الكيان.
تكرار الإهانات الإسرائيلية، كما شهدنا في تصريحات سموتريتش، يؤكد ما ذهب إليه السيد القائد سابقًا، ويضع الدول العربية أمام اختبار حقيقي، التعاطي مع سياسة الكيان الإسرائيلي بشكل حكيم ومدروس، وفهم أن أي موقف مرحب أو اعتقاد بإمكانية إقامة علاقات إيجابية مع العدو الإسرائيلي يحتاج إلى تقييم واقعي لمخاطر هذه العلاقات على مصالح الأمة العربية والإسلامية.
ولذا فإن تحذير السيد القائد تأكيد على أن التعاطي مع العدو الإسرائيلي لا يمكن أن يكون مبنيًا على الثقة، بل يجب أن يكون مصحوبًا بالحذر الدائم والمراقبة الدقيقة لسلوكياتها وأهدافها، خصوصًا في ظل استمرار خطاب التطرف والإساءة الذي يتكرر بانتظام.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی الدول العربیة السید القائد
إقرأ أيضاً:
الصين تشيد بدور مصر في إفريقيا والعالم العربي وتوسع استثماراتها بقيمة 7 مليارات دولار
قال الدكتور وانج قوانجدا، أمين عام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، إن الصداقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينغ أضفت على التعاون بين البلدين زخماً جديدًا وبُعدًا إنسانيًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن العام المقبل سيشهد مرور سبعين سنة على العلاقات بين البلدين.
وأشاد خلال ندوة حول العلاقات المصرية الصينية بنجاح مؤتمر قمة شرم الشيخ للسلام، الذي اعتبره نموذجًا للقدرة المصرية على إدارة الحوارات الدولية بحكمة واتزان.
وأكد أن الصين تنظر إلى مصر كشريك رئيسي في أفريقيا والعالم العربي، ومن أهم دول الحزام والطريق، ما دفعها إلى التوسع في إقامة المصانع والمناطق الصناعية داخل الأراضي المصرية وخلق المزيد من فرص العمل للشباب، في وقت يتزايد فيه حجم التبادل التجاري بين الجانبين يومًا بعد يوم.
من جهتها، أكدت الوزيرة المفوضة لشؤون شمال أفريقيا وغرب آسيا بالخارجية الصينية، ليو يونغ فنغ، أهمية العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والصين، لافتة إلى أن اللقاءات المتعددة التي جمعت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ أدت إلى حدوث طفرة كبيرة في العلاقات بين البلدين.
وأشارت إلى أن العام القادم سيوافق ذكرى مرور 70 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدة أن تلك العلاقات صمدت أمام كل المتغيرات الدولية، ووصفت العلاقات السياسية بين البلدين بأنها "راسخة".
وأكدت أن التعاون الاقتصادي والتجاري مثمر بين مصر والصين، مسلطة الضوء على التعاون القوي بين البلدين في المحافل الدولية المتعددة.
وأوضحت فنغ، التي عملت بالسفارة الصينية بالقاهرة في الفترة من 2016 إلى 2019، أن الصين تتطلع لمزيد من تعزيز العلاقات مع مصر في كافة المجالات، مشيرة إلى وجود تعاون مثمر حاليًا في عدة قطاعات من بينها الزراعة وكذلك في مجال الطاقة الإنتاجية.
وقالت إن حجم الاستثمارات الصينية في مصر يبلغ حوالي 7 مليارات دولار، وتوفر تلك الاستثمارات حوالي خمسة آلاف فرصة عمل، كما يوجد تركيز حالي على التعاون في مجالات الفضاء، السيارات الكهربائية، الطاقة الجديدة والمتجددة، والاقتصاد الرقمي وغيرها من القطاعات.
وأشارت إلى أن مبادرة الحزام والطريق تتطابق في رؤيتها مع رؤية الرئيس السيسي مصر 2030، وستفتح المبادرة آفاقًا رحبة لمزيد من تعزيز التعاون، حيث تقع مصر وقناة السويس في مسار تلك المبادرة، الأمر الذي يسمح بإقامة العديد من المشروعات الكبيرة، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفي العاصمة الإدارية، مضيفة أن تطبيق فكرة "صفر تعريفة جمركية" للمنتجات الخاصة بدول مبادرة الحزام والطريق سيساهم في زيادة التبادل التجاري بين مصر والصين ويشجع على دخول المنتجات المصرية المتميزة إلى السوق الصينية.
وقالت الوزيرة المفوضة ليو يونغ فنغ، مديرة إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية، إن بلادها تثمن دور مصر في مجموعة البريكس، وإن هناك تعاونًا مصريًا صينيًا في إطار هذه المجموعة، مع الحرص على مزيد من تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والمعادن لضمان دفع التقدم والتنمية المتبادلة في إطار هذه المجموعة.