مشهد الحب الخالد على عرش توت عنخ آمون.. حكاية الملك وزوجته
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
يظل العرش الذهبي للملك توت عنخ آمون أحد أعظم الشواهد الفنية التي حفظت للحضارة المصرية القديمة إنسانيتها ودفئها العاطفي، فبين طيات الذهب وألوان الزخارف المتقنة يختبئ مشهد رقيق يصور لحظة حب نادرة جمعت الملك الشاب بزوجته الجميلة عنخ إس إن آمون، ابنة الملك إخناتون والملكة نفرتيتي.
هذا المشهد الذي يزين ظهر العرش لا يعبر فقط عن علاقة زوجية، بل يروي قصة مودة إنسانية خالدة بين ملك وملكة جمعتهما الملوكية والعاطفة معًا، ويظهر الملك توت عنخ آمون جالسًا على العرش مرتديًا التاج الأزرق، بينما تتقدم نحوه زوجته في مشهد مليء بالحنان، تضع يدها برقة على كتفه، وتقدّم له طوقًا من الزهور في لفتة تحمل رمزية الحب والحماية والارتباط الروحي، وهذه اللمسة الفنية تعكس رؤية المصري القديم للحب باعتباره طاقة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة في الحياة والأبدية.
زوجة الملك، عنخ إس إن آمون، كانت ابنة إخناتون ونفرتيتي، أي أنها من الأسرة نفسها، وتزوجت من توت عنخ آمون في سن صغيرة بعد أن أعيدت عبادة الإله آمون إلى مكانتها، وكانت تُعد رمزًا للجمال والأنوثة في البلاط الملكي، وظهرت صورتها على العديد من القطع التي وُجدت داخل المقبرة، لكن مشهدها على العرش الذهبي يظل الأجمل والأكثر حميمية على الإطلاق.
العرش نفسه قطعة فنية مدهشة، مصنوع من الخشب المغطى بأوراق الذهب، ومطعّم بالأحجار والزجاج الملون، والألوان الزاهية والنقوش الدقيقة تعكس دقة لا مثيل لها في الصنعة، أما الأرجل على شكل الأسود فترمز إلى قوة الملك وهيبته، في حين أن الأجنحة المقدسة والرموز المحفورة على الذراعين تشير إلى حماية الآلهة للأسرة الملكية.
مشهد الحب على العرش الذهبي لتوت عنخ آمون لا يُعد مجرد تفصيل زخرفي، بل هو رسالة إنسانية من أعماق التاريخ، تُجسد لحظة دفء بين ملك وملكة عاشا في قلب عصر ذهبي، وظل حبهما منقوشًا في الذهب، خالدًا إلى الأبد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: توت عنخ آمون صورة توت عنخ آمون قاعة توت عنخ آمون مقتنيات توت عنخ آمون قاعة توت عنخ امون بالمتحف الكبير المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير موعد افتتاح المتحف المصري الكبير تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير موعد المتحف المصري الكبير صور المتحف المصري الكبير حفل افتتاح المتحف المصري الكبير آثار المتحف المصري الكبير توت عنخ آمون
إقرأ أيضاً:
محمد فودة: المتحف المصري الكبير تجسيد لعبقرية فاروق حسني وعشقه الخالد لحضارة مصر
أكد الكاتب والإعلامي محمد فودة، أن الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، هو صاحب حلم مشروع "المتحف المصري الكبير" ومؤسسه الأول، مشيراً إلى أن الصرح الحضاري الضخم الذي نشهده اليوم هو ثمرة رؤية بعيدة المدى لقائد ثقافي استثنائي.
وقال فودة، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك وحسابه على إنستجرام، إن المتحف المصري الكبير هو تحفة فاروق حسني الخالدة، مشدداً على أن الوزير لم يكن مجرد مسؤول، بل كان حالماً كبيراً ومفكراً عميقاً آمن بأن مصر تستحق متحفاً يليق بحضارتها العريقة، فبدأ بوضع الفكرة ومتابعة خطوات تنفيذها، وسعى لجعلها واقعاً ملموساً.
وأضاف فودة: "كنت شاهداً على هذا الحلم حين رسم فاروق حسني ملامح المتحف الكبير بعبقرية وذكاء، واختار أن يولد المتحف في ظل الأهرامات، ليكون امتداداً بصرياً وزمنياً لحضارة عمرها سبعة آلاف عام"، مشيراً إلى أن اختيار الموقع لم يكن تفصيلة عابرة، بل جزءاً من رؤية فلسفية تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
وأشار فودة إلى أن فاروق حسني كان يؤمن بأن الثقافة ليست مجرد رفاهية، بل قوة ناعمة قادرة على بناء الأمم وتعزيز الهوية الوطنية، وأن المتحف المصري الكبير، بكل ما يمثله من رؤية مستقبلية، هو شاهد حي على عبقريته وإيمانه العميق بقوة الثقافة.
ولفت الإعلامي إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منح المتحف "قبلة الحياة" بعد توقف أعماله عقب أحداث 25 يناير 2011، مؤكداً أن الدعم الرئاسي كان عاملاً محورياً في استكمال العمل بالمشروع وفق أحدث المعايير، ليصبح الصرح شاهداً على الإرادة السياسية القوية في الحفاظ على هوية مصر ومكانتها الحضارية.
وأشار فودة إلى أن الرئيس السيسي أصدر قراراً بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسته وعضوية خبراء مصريين ودوليين، للاهتمام بإقرار السياسة العامة والخطط اللازمة للهيئة ودعم نشاطها.
وختم فودة حديثه قائلاً: "اليوم، ونحن نقترب من افتتاح المتحف المصري الكبير كواحد من أكبر وأهم متاحف العالم، يجب ألا ننسى من أطلق الحلم وغرس بذوره الأولى، وفاروق حسني يظل واحداً من هؤلاء العظماء الذين صنعوا للمستقبل طريقاً من نور".