7 تغيرات شهدتها المنطقة بعد الإبادة بغزة تشكل معضلة للاحتلال
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
رغم ما أحدثته حرب الإبادة الأخيرة من تغييرات جذرية في الشرق الأوسط، لكنها وفق الاعتراف الإسرائيلي، لا يزال جزء كبير من المشاكل المزمنة التي ميّزت المنطقة في الماضي، ومثلت تحديا للاحتلال، ما زالت قائمة حتى الآن، بل إن بعضها تفاقم.
البروفيسور إيلي فوديه، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية، وعضو اللجنة التنفيذية لمركز "ميتافيم" للنزاعات الإقليمية، ذكر أن "الباحثين والإعلاميين الإسرائيليين يسارعون عادة إلى ربط مصطلح الشرق الأوسط الجديد بأحداث الحروب والثورات وتغيير الأنظمة واتفاقيات السلام، وقد أحدثت عملية طوفان الأقصى، والإبادة التي تلتها تغييرات جذرية، لكنها في المجمل، لم تحلّ بعض مشاكل المنطقة، بل تفاقم بعضها الآخر في وجه دولة الاحتلال".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "دولة الاحتلال تعيش في منطقة متغيرة من حيث تكرار الحروب أو التحالفات الإقليمية، وقد انعكست هذه الخصائص في الحرب الأخيرة خلال عامين، ورغم أن المنظور التاريخي لديها منذ السابع من أكتوبر قصير، إلا أنه يمكن الإشارة إلى جملة تغييرات حدثت في الشرق الأوسط من حيث مراكز الصراع القديمة الجديدة نتيجة لتلك الحرب، وساهمت جميعها باستنزاف اللاعبين في المنطقة، وعلى رأسهم دولة الاحتلال، التي سعت لتعزيز مصالحها، وتلبية احتياجات موقعها في المنطقة".
محورا المقاومة والاعتدال
وأشار إلى أن "أول هذه التغييرات هي تقسيم معسكرات التحالف في المنطقة، فالانقسام الثنائي بين محور المقاومة بقيادة إيران، ومحور الاعتدال، المكون من مصر والأردن والسعودية، وباقي الدول المطبعة، وتعتبر دولة الاحتلال عضوا فيه، لم يعد يعكس الواقع كثيرا بعد الحرب، لأن الأضرار التي لحقت بإيران ووكلائها: حزب الله، الحوثيين، حماس، أضعفت محورها، ورغم أنه لم يختفِ، لكن تركيا وقطر دخلتا الفضاء الجديد، ووجدتا فرصة لتعزيز موقعهما في المنطقة، خاصة في سوريا وغزة".
وأوضح أن "محور الاعتدال في المقابل لم ينكسر نتيجة الحرب، ورغم أن دولة الاحتلال عانت من عقوبات من نوع أو آخر، لكن التعاون الأمني لم يتضرر، رغم أنه تم من وراء الكواليس، وبذلك عادت تعاني من متلازمة "العشيقة" في علاقاتها مع الدول العربية التي ميزتها في العقود السابقة".
وأضاف أن "التغيير الثاني يتمثل في أن سوريا عادت لمكانها الطبيعي، حيث أدت الحرب الأخيرة لتسريع عملية انهيار نظام الأسد، وخروج الدولة من محور المقاومة، لكنه اليوم عادت لمكانها الطبيعي في النظام الإقليمي، كما أن "مغازلتها" لدولة الاحتلال ليست جديدة تماما، فالأسد الأب والابن، أجريا محادثات معها لكنها لم تؤتِ ثمارها".
وأوضح أن "التغيير الثالث يتمثل في الصراع المتجدد من أجل الهيمنة الإقليمية، حيث سعى العديد من القادة السابقين لقيادة العالم العربي، وربما حتى الشرق الأوسط بأكمله، وفشل سعي إيران لفرض هيمنتها الإقليمية، لكن أحداث السابع من أكتوبر، والحرب التالية، أوجدت الظروف المواتية لتركيا وقطر ومصر لتحسين وضعها الإقليمي، خاصة أن قطر استغلت الهجوم الإسرائيلي لترسيخ الالتزام الأمريكي بالدفاع عنها رسميا".
دخول تركيا على خط التنافس
وأشار إلى أنه "رغم حجم مصر، وقوة جيشها، ودورها القيادي في غزة، لكن مشاكلها الاقتصادية والديموغرافية تُصعّب عليها القيام بأدوار قيادية، وفي هذه الحالة تحاول تركيا أردوغان دخول هذا الفضاء لتحقيق فكرة قديمة تعرف بالعثمانية الجديدة، وفي هذا السياق، ينبغي النظر للتدخل التركي المتزايد في سوريا وغزة وليبيا، لكن ذاكرة الماضي، والمصالح المتضاربة لمعظم الدول العربية ستجعل من الصعب تحقيق طموحاته، في حين أن حجم السعودية، وقدراتها الاقتصادية، يسمحان لها بالسعي للقيادة الإقليمية".
ورصد الكاتب "التغيير الرابع المتمثل في عودة القضية الفلسطينية لمكانها الطبيعي، رغم أنها لم تختفِ أبدا، لكن اتفاقيات التطبيع حاولت الالتفاف عليها، إلا أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر، أعادها لواجهة الساحة الإقليمية والعالمية، ويشكّل الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية، حتى اليوم 157 دولة، صعوبة أمام دولة الاحتلال لإعادة القضية الفلسطينية إلى القمقم".
وأضاف أن "التغيير الخامس يتعلق بتزايد تورط الولايات المتحدة في مشاكل المنطقة، بما يتعارض مع وعود الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، ويتناقض مع انسحابها من أفغانستان وسوريا والعراق، ولذلك يمكن أن يتم تجديد هذه العملية، وتكثيفها على المدى الطويل، لكن يبدو الآن أن ترامب وقع في حب الدور الجديد لـ "صانع السلام" العالمي، مما يعني تعزيز حلفائه في المنطقة، مثل السعودية وقطر وتركيا، وقد يكون لهذا النمط نتائج غير متوقعة ومتضاربة".
وأكد أن "التغيير السادس يرتبط بموقف دولة الاحتلال المتغير في العلاقات الخارجية أو الداخلية، ويمكن التقدير في هذه الحالة أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية عززت قوة ردعها، لكنها من ناحية أخرى، زادت من قلق دول المنطقة من هيمنتها المفرطة عليها، مما سيؤدي لتعزيز علاقتها مع الولايات المتحدة، أو تعزيز العلاقات داخل الشرق الأوسط، مع العلم أن التعاون الإسرائيلي السري مع الدول العربية المعتدلة لم يتأثر، ويجب الافتراض أن البحث العربي والإسلامي عن التكنولوجيا والمعدات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة سيتعزز".
وأكد أن "التطور المؤسف من وجهة نظر دولة الاحتلال أن حاجة هذه الدول العربية إليها كجسر إلى الولايات المتحدة، بمساعدة اللوبي اليهودي، قد تضعف، نتيجة تعزيز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، ومع ذلك، فإن التقييم بأن تركيا وقطر أصبحتا شريكتين مفضلتين على ترامب يبدو مُتسرّعا".
وأشار إلى أن "التغيير السابع يتعلق بالناحية الداخلية في دولة الاحتلال، فيبدو أن الانقسامات السياسية والاجتماعية تعمقت خلال الحرب وبعدها، وقد تندلع على خلفية قانون التجنيد، والدعوة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بإخفاق أكتوبر، ومحاكمة نتنياهو، والانتخابات المقبلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإبادة الاحتلال غزة غزة الاحتلال وقف إطلاق النار الإبادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة دولة الاحتلال الدول العربیة الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
كيف أثرت حرب غزة على الحالة الدينية داخل دولة الاحتلال؟
أشارت نتائج استطلاع حديث إلى ازدياد مستويات التدين بين الإسرائيليين، خصوصًا الشباب، في أعقاب الحرب، مؤكدة أن تجربة الحرب على قطاع غزة عززت الإيمان بالله واهتمام المواطنين بالممارسات الدينية، بحسب البروفيسور عاصف عفرات، زميل باحث أول في معهد الحرية والمسؤولية بجامعة رايخمان.
وبحسب صحيفة إسرائيل اليوم العبرية أوضح عفرات أن الاستطلاع الذي أُجري في تموز / يوليو الماضي على عينة تمثيلية تضم 800 إسرائيلي، بينهم 648 يهوديًا و152 عربيًا، أظهر أن نحو 78 بالمئة من المشاركين يؤمنون بالله، فيما أكد 69 بالمئة منهم أن لله دورًا مهمًا في حياتهم اليومية.
وأضاف أن 59 بالمئة من الإسرائيليين يعتبرون أن الممارسات الدينية مهمة إلى جانب المعتقدات، ما يعكس التزامًا حقيقيًا بالدين وليس مجرد إيمان رمزي أو سطحي.
وأشار التقرير إلى أن الحرب الأخيرة أثرت بشكل خاص على الشباب، حيث يرى 76 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا أن الله مهم في حياتهم، مقارنة بـ51 بالمئة لدى كبار السن فوق 55 عامًا، كما أظهر الاستطلاع أن 71 بالمئة من الشباب يؤمنون بوجود الجنة، و59 بالمئة منهم يؤمنون بمجيء المسيح، في حين تقل هذه النسب لدى كبار السن إلى 32 بالمئة و27 بالمئة على التوالي.
وأكد عفرات أن هذه النتائج تشير إلى أن الحرب عززت ارتباط الشباب الإسرائيلي بالدين، على عكس التوجه العالمي الذي عادة ما يظهر تراجع التدين بين الأجيال الشابة مقارنة بكبار السن، وأضاف أن التجربة الحربية لعبت دورًا في تعزيز الوعي الديني لدى الشباب، بما يعكس صدمة الحرب الطويلة وتأثيرها النفسي والاجتماعي.
وحول الفروقات بين الجماعات المختلفة، أشار عفرات إلى أن العرب في إسرائيل أكثر تدينًا من اليهود، بينما يظهر الناخبون اليمينيون، بمن فيهم القوميون والمتدينون المتشددون، مستويات أعلى من الإيمان مقارنة بيسار الوسط.
كما أظهر الاستطلاع أن 57 بالمئة من اليهود يعتقدون أن لهم حقًا في أرض إسرائيل بفضل وعد إلهي، فيما يرى 39 بالمئة أن نجاح الهجوم الإسرائيلي على إيران في حزيران / يونيو الماضي كان نتيجة تدخل إلهي.
وشدد البروفيسور على أن النتائج تؤكد ضرورة فهم الدين كعامل مهم في حياة الإسرائيليين، وأن الحرب كانت من بين المحركات الرئيسية لتعزيز هذا الاتجاه، معتبراً أن الإيمان والدين أصبحا أكثر حضورًا في حياة الشباب مقارنة بالمراحل العمرية الأخرى، مما قد يشكل تحولات اجتماعية وثقافية مهمة في السنوات المقبلة.