أعلنت شركة أدوبي خلال مؤتمرها السنوي "Adobe Max" عن شراكة مع منصة يوتيوب، تهدف إلى دمج أدوات تحرير الفيديو من Adobe Premiere داخل خدمة YouTube Shorts. تأتي هذه الخطوة لتفتح آفاقًا جديدة أمام صناع المحتوى، خصوصًا في ظل المنافسة المتصاعدة بين منصات الفيديو القصير مثل تيك توك وإنستجرام ريلز.

الدمج الجديد يعني أن منشئي الفيديوهات سيتمكنون من استخدام أدوات أدوبي مباشرة من داخل واجهة يوتيوب، عبر خيار جديد يحمل اسم "تعديل في Adobe Premiere".

وبمجرد الضغط عليه، سيتمكن المستخدم من الوصول إلى أدوات تحرير احترافية، ومؤثرات صوتية توليدية، إضافة إلى مجموعة واسعة من ميزات الذكاء الاصطناعي التي طورتها أدوبي ضمن منظومتها الإبداعية Firefly.

ويأتي الإعلان ضمن سلسلة من التطورات التي ركزت عليها أدوبي هذا العام في مؤتمرها، والذي خصصت جزءًا كبيرًا منه لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. فالشركة، التي أصبحت واحدة من أبرز اللاعبين في هذا المجال، تعمل على إدماج الذكاء الاصطناعي في جميع تطبيقاتها تقريبًا، من فوتوشوب إلى بريمير، والآن داخل يوتيوب مباشرة.

التحرك من جانب يوتيوب ليس مفاجئًا. فالشركة تسعى منذ فترة إلى جعل Shorts منافسًا قويًا لتطبيقات الفيديو القصيرة الأخرى، عبر تسهيل عملية إنشاء المحتوى وجعلها أكثر سلاسة واحترافية. ومن خلال التعاون مع أدوبي، ستمنح يوتيوب منشئيها أدوات متقدمة دون الحاجة لاستخدام برامج خارجية أو المرور بخطوات تصدير معقدة.

ولم يقتصر الإعلان على أدوات التحرير فقط، إذ كشفت أدوبي أن منشئي المحتوى سيحصلون على مكتبة من المؤثرات الحصرية والإعدادات المسبقة والانتقالات المصممة خصيصًا للفيديوهات القصيرة. كما سيتمكن المستخدمون من استخدام قوالب معدة مسبقًا، أو إنشاء قوالب خاصة يمكن مشاركتها مع آخرين، في خطوة تهدف إلى بناء مجتمع أكثر تعاونًا بين صناع المحتوى.

النسخة المحمولة من Adobe Premiere كانت قد وصلت بالفعل إلى أجهزة iOS في سبتمبر الماضي، لكن المستخدمين كانوا مضطرين لتصدير الفيديوهات يدويًا إلى يوتيوب بعد الانتهاء من التعديل. أما الآن، فسيتمكن منشئو Shorts من نشر أعمالهم مباشرة داخل المنصة، ما يقلل الوقت ويزيد من كفاءة الإنتاج.

إيلي جرينفيلد، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ونائب الرئيس الأول للوسائط الرقمية في أدوبي، أوضح في بيان صحفي أن التعاون مع يوتيوب يمثل تطورًا طبيعيًا في مسار الشركة نحو جعل أدواتها أكثر قربًا من المستخدمين. 

وقال: "يوتيوب هو أكبر منصة فيديو في العالم، وShorts أصبحت نقطة انطلاق رئيسية للمبدعين. نحن نعمل على تمكينهم من إنشاء محتوى احترافي بسهولة، والوصول إلى جماهير جديدة من خلال أدوات تحرير ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي".

ورغم الحماس الذي رافق الإعلان، لم تكشف أدوبي بعد عن الموعد المحدد لإطلاق التكامل الكامل بين Premiere وYouTube Shorts، مكتفية بالقول إن الميزة الجديدة ستكون متاحة "قريبًا". ومن المتوقع أن تبدأ النسخة التجريبية بالوصول إلى مجموعة محدودة من المستخدمين قبل التوسع عالميًا.

هذه الشراكة تمثل لحظة مهمة في التحول الذي يشهده مجال صناعة المحتوى، حيث تتجه الشركات الكبرى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتقليل الجهد والوقت اللازمين للإبداع. فبدلًا من أن يقتصر الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة الصورة أو الصوت، بات اليوم جزءًا من عملية الإنتاج نفسها، من كتابة النصوص إلى المونتاج والإخراج.

ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التعاون بين شركات التكنولوجيا الكبرى في هذا الاتجاه، خصوصًا مع تزايد اعتماد المستخدمين على الفيديوهات القصيرة كوسيلة للتعبير والتفاعل. ومع دخول أدوبي رسميًا في منظومة يوتيوب، قد نشهد نقلة نوعية في جودة المحتوى الذي يُنتج عبر Shorts، وربما بداية عهد جديد تتقاطع فيه أدوات الذكاء الاصطناعي مع الإبداع البشري في صناعة الإعلام الرقمي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

خريطة صادمة .. صحة الأمريكيين في خطر بسبب الذكاء الاصطناعي

خريطة صادمة .. صحة الأمريكيين في خطر بسبب الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • أدوبي تكشف مساعدها الجديد لتحرير الصور والفيديو بالذكاء الاصطناعي
  • أدوبي تطلق إصدارًا ثوريًا من Firefly لتحويل صناعة المحتوى بالذكاء الاصطناعي
  • جامعة المنصورة تُنظِّم ورشةً تدريبية حول "أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي
  • بحضور «الخريف».. توقيع 5 اتفاقيات لتوطين صناعة ونقل عددٍ من المنتجات الطبية والدوائية
  • «هيئة الإعلام الإبداعي» تتعاون مع عابد فهد لدعم صناعة المحتوى
  • أمازون تستثمر 1.6 مليار دولار لتوسيع عملياتها في هولندا.. دعم للذكاء الاصطناعي وخدمات جديدة
  • Spotify تطلق تجربة جديدة على Apple TV تجمع بين الفيديو والموسيقى والذكاء الاصطناعي
  • صنّاع المحتوى في ليبيا.. جيل جديد يبحث عن المعنى في فوضى المنصات
  • خريطة صادمة .. صحة الأمريكيين في خطر بسبب الذكاء الاصطناعي