محللون: نتنياهو يختبر الموقف الأميركي بشن غارات على غزة
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
يبدو الهجوم -الذي شنته إسرائيل على مناطق في قطاع غزة مساء اليوم الثلاثاء- محاولة لمعرفة حدود الموقف الأميركي، وسعيا للحصول على مساحة أكبر للتحرك عسكريا في ظل وقف إطلاق النار، كما يقول المحللون السياسيون.
فقد نفذ جيش الاحتلال ضربات في مدينة غزة ووسط القطاع وجنوبه بحجة تنفيذ المقاومة هجوما على قوة إسرائيلية في مدينة رفح، وهو ما نفته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأكدت أن لا علاقة لها بالحدث الذي تتذرع به إسرائيل.
وتمثل هذه الضربات استمرارا من إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تقول الولايات المتحدة إنها راغبة في تنفيذه حتى النهاية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر تأكيدها أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بما أسمتها خطة الرد على خرق (حماس) لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما أكدته "سي إن إن" (CNN) الأميركية أيضا.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال أمس إن الاتفاق لا يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها إذا ما رأت ما يستوجب ذلك، وقال مصدر للجزيرة -اليوم- إنه لم يحدث ما يستدعي هذا التصعيد.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر بالجيش أن الضربات الحالية لن تذهب إلى عودة الحرب، كما نقلت وسائل إعلام عالمية لاحقا أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض أكدوا تمسك واشنطن بالالتزام بوقف الحرب على غزة.
اختبار الموقف الأميركيويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن التصعيد الذي وقع مساء اليوم مجرد محاولة من بنيامين نتنياهو لاختبار قوة الموقف الأميركي من اتفاق وقف النار، ومعرفة حدود الخطوط الحمراء الموضوعة له.
وقال جبارين للجزيرة إن نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- يحاول القول إنه يتحرك منفردا ولا يخضع لما تريده واشنطن، لكنه يفعل ذلك بطريقة لا تستفزها.
والهدف من هذا السلوك -برأي جبارين- هو الحصول على مساحة أوسع للتحرك عسكريا في القطاع دون تقويض وقف إطلاق النار، أو ضمن خطوط الوصايا الأميركية المفروضة عليها.
إعلانفقد بات واضحا أن الموقف الأميركي هو الذي يحدد خطوات إسرائيل منذ زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي أخمدت خلالها نيرانه، حسب تعبير جبارين.
ولا يمكن فصل هذه الضربات عن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة منذ سريان وقف إطلاق النار، سيما وأنها جاءت بعد حديث عن هجوم استهدف قوة إسرائيلية، لم تتحدث عنه المقاومة، كما يقول مدير مركز رؤيا للتنمية السياسية أحمد عطاونة.
فالواضح للجميع أن إسرائيل لا تريد الالتزام بهذا الاتفاق، وتضع الكثير من العراقيل أمام انتشال جثث أسراها ثم تشن هجمات ردا على عدم تسليم هذه الجثث، مما يعطي صورة مبكرة لما يمكن أن تصير إليه الأمور بعد الانتهاء من تسليم هذه الجثث، حسب العطاونة.
ولم يعد منطقيا التعويل على أميركا وحدها لوقف الحرب، لأنها منحازة لإسرائيل ودعمت الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال، ولا تتخذ موقفا من هذه الخروقات الكبيرة وتبررها، كما يقول العطاونة.
ويشي هذا التبرير الأميركي بأن الولايات المتحدة ستواصل تبرير كل ما ستقوم به إسرائيل من خروقات وقتل وتدمير في ظل سريان الاتفاق -وفق العطاونة- الذي قال إن هذا السلوك يضع عبئا كبيرا على الوسطاء والسلطة الفلسطينية وكل المنخرطين في هذا الملف لأن المقاومة وسكان غزة قدموا ما عليهم من التزامات.
وعلى الوسطاء تحديدا -برأي العطاونة- الوقوف على الموقف الأميركي الحقيقي، ومعرفة ما إذا كان الهدف هو وقف الحرب أم تحسين صورة إسرائيل وتخفيف عزلتها الدولية، ومنحها الحق في مواصلة العدوان بطريقة مختلفة.
تنسيق إسرائيلي أميركيفي المقابل، يرى جيمس روبنز كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية أن من حق إسرائيل الرد على أي هجوم، لكنه يقول إن مسألة استعادة الجثامين لا تستدعي التصعيد لأنها متعلقة بأمور تقنية ويجب ألا تقوض وقف إطلاق النار.
كما أن الرد على أي خرق من جانب حماس يجب أن يكون متناسبا ومحددا بما لا يهدم الاتفاق -كما يقول روبنز- الذي قال إن كل ما تقوم به إسرائيل يتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة، معربا عن اعتقاده بأن الأخيرة لا تريد أن تعود إسرائيل للحرب أو تعيق التقدم الذي أحرز في الاتفاق.
وفي رد عملي على التصعيد الإسرائيلي، أعلنت حركة حماس أنها لن تسلم جثة أسير تمكنت من العثور عليها اليوم، ردا على هذا الخرق الإسرائيلي المتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الولایات المتحدة الموقف الأمیرکی وقف إطلاق النار کما یقول
إقرأ أيضاً:
اتفاق غزة.. بين الصمود والانفراط
أكثر من أسبوعين على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وما يزال الجوع ينهش في أجساد الغزيين في ظل سياسة العصا والجزرة التي يتبعها كيان العدو الإسرائيلي في تعاطيه مع ملف المساعدات الغذائية والإغاثية والإيوائية الطارئة لأكثر من مليونين ونصف مواطن في قطاع غزة، والتي ما يزال يقف حجر عثرة أمام تدفقها على القطاع وفق الخطة والبرنامج الزمني المحدد في الاتفاق وبالكميات المعلومة الغير خاضعة للاجتهادات وما يزال معبر رفح موصدا أمام إدخال المساعدات للقطاع على مرأى ومسمع العالم وفي مقدمتهم الوسطاء العرب والأمريكي الراعي الرسمي لهذا الاتفاق والمشرف على تنفيذه وكأن المسألة لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
هذه المماطلة والعرقلة الإسرائيلية لإدخال المساعدات، تأتي مصحوبة بمماطلة مماثلة وتعنت واضح من جانب الكيان في إدخال الجرارات والمعدات الثقيلة الخاصة برفع الأنقاض والمساهمة في انتشال جثث ما يقارب من عشرة آلاف شهيد ما تزال جثثهم تحت أنقاض منازلهم المدمرة منذ أشهر طويلة، في تصرف يعكس النفسية الصهيونية المريضة والمأزومة، ويتنافى مع مضامين الاتفاق ذات الصلة والتي لم ينفذ منها إلا ما يخص انتشال جثث الأسرى الصهاينة الذين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المناطق التي كانوا يتواجدون فيها، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لهذا الاتفاق.
أضف إلى ذلك الخروقات المتواصلة التي يرتكبها هذا الكيان بتوجيهات مباشرة من قبل المجرم نتنياهو والتي لم تتوقف والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى والتي تشكل التهديد الأكثر خطورة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتقلص من فرص استمراريته وخصوصا في ظل الوقاحة الإسرائيلية والمبررات الكاذبة لذلك، والتي لا أساس لها من الصحة، وإنما تندرج في سياق المغالطات الإسرائيلية، وثقافة الغدر والمكر والخيانة التي نشأ اليهود الصهاينة وتربوا عليها، والتي باتت سمة خاصة بهم على مر العصور.
وزد على ذلك لجوء الموساد الإسرائيلي إلى تحريك أذنابه وأدواته في الداخل الفلسطيني الغزاوي منذ اللحظات الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتكليفهم بتدشين مسلسل الاغتيالات لرموز وقادة المقاومة وفرسان الصمود في قطاع غزة بكل دم بارد، في مخطط شيطاني يسعى لاستهداف القيادات والكوادر التي كان لها الحضور البارز في المشهد الغزاوي السياسية منها والإعلامية والعسكرية والاجتماعية والتي فشل الإسرائيلي في استهدافها على مدى العامين من القصف والتدمير والإجرام والتوحش، والتشنيع على المقاومة لقيامها باستهداف هذه الخلايا التجسسية العميلة التي لا تقل خطرا عن جنود كيان العدو الصهيوني، والمطالبة بإيقاف حملات التعقب والاعتقال والاستهداف لهم والتي تمثل حقا مشروعا للمقاومة لا غبار عليه على الإطلاق.
كل هذه المعطيات السالفة الذكر تكشف عن نوايا إسرائيلية شيطانية، تهدف إلى انفراط عقد هذا الاتفاق والعودة إلى حرب الإبادة وسياسة التجويع والتهجير بحق أهالي قطاع غزة الذين كانت سعادتهم غامرة، وفرحتهم بوقف إطلاق النار لا توصف، وكانت مشهدية عودتهم إلى مناطقهم والإقامة على أنقاض منازلهم أو على مقربة منها عصية على الوصف، تحكي عن مدى ارتباطهم بأرضهم وتمسكهم بحقهم المشروع في العيش والإقامة فيها وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والتي تعد من الثوابت التي لا يمكن التفريط بها أو المساومة عليها مهما كان الثمن .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أين دور الوسطاء العرب من كل ما سبق ذكره من انتهاكات إسرائيلية خطيرة تهدد بنسف الاتفاق بالكلية؟! لماذا تلزم مصر وقطر الصمت تجاه تنصل الكيان عن إدخال المساعدات الإغاثية المنصوص عليها في الاتفاق؟! لماذا لم يصدر أي بيان مشترك للوسطاء العرب يدين الانتهاكات الإسرائيلية السافرة لاتفاق وقف إطلاق النار؟! لماذا كل هذه السلبية المفرطة؟! وأين الوسيط الأمريكي صاحب الخطة والمشرف على الاتفاق، والضامن على الكيان من كل ما سبق ذكره؟! لماذا كل هذه (الدعممة) واللا مبالاة التي تمثل إساءة لهم، ومعيبة في حقهم ؟!!
خلاصة الخلاصة : لا عهد ولا ميثاق لليهود الصهاينة، الغدر من شيمهم، والمكر والخديعة من صفاتهم، وكان الله في عون الإخوة في حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، فالحمل عليهم ثقيل، والضغوطات التي تمارس عليهم أثقل، والتحديات الماثلة أمامهم صعبة، وعليهم أن يكونوا أكثر حيطة وحذرا، فالمؤامرة كبيرة جدا، وعليهم تطهير القطاع من رجس العملاء والجواسيس وأن يحافظوا على الحاضنة الشعبية في غزة، وليثقوا بأننا في اليمن معهم وإلى جانبهم ولن نخذلهم أو نتركهم لوحدهم بإذن الله وعونه وتوفيقه، هذا هو عهدنا ووعدنا لهم .
والعاقبة للمتقين .