إسرائيل تُوقف اتفاقية الغاز مع مصر.. وواشنطن تدخل على خط الأزمة
تاريخ النشر: 31st, October 2025 GMT
ألغى وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت زيارته المقررة إلى إسرائيل الأسبوع المقبل، في خطوة اعتُبرت مؤشراً على عمق الخلافات بين واشنطن وتل أبيب والقاهرة بشأن اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر، التي تبلغ قيمتها نحو 35 مليار دولار.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن قرار الإلغاء جاء بعد رفض وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الموافقة على الاتفاقية، متمسكاً بشرط “ضمان المصالح الإسرائيلية” والتوصل إلى سعر عادل للغاز في السوق المحلية.
وقال كوهين، وفقاً للصحيفة: “من الضروري أن تبقى الأسعار في السوق الإسرائيلية جذابة، ولا يمكننا الموافقة على صفقة تضر بالمستهلك الإسرائيلي”.
وكانت الاتفاقية التي وُقّعت في أغسطس الماضي بين شركاء حقل “ليفياثان” والجانب المصري، قد وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ التعاون بين البلدين، إذ تنص على تصدير 130 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر حتى عام 2040، مع زيادة الكميات المصدّرة سنوياً من 4.5 مليارات متر مكعب إلى 12 ملياراً.
وبحسب التقارير، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات تقضي بعدم استكمال تنفيذ الاتفاقية إلا بعد موافقته المباشرة، وهو ما اعتبره مراقبون تحويلاً للصفقة إلى ورقة ضغط سياسية.
ويعود التعاون في مجال الغاز بين مصر وإسرائيل إلى تسعينيات القرن الماضي، حين سعت القاهرة إلى استخدام التعاون الاقتصادي كوسيلة لخفض التوتر في المنطقة ودعم الفلسطينيين، إلا أن العلاقة شهدت انقطاعاً بعد أحداث 2011، قبل أن تنعكس المعادلة لاحقاً باستيراد مصر للغاز الإسرائيلي لتغذية محطات الإسالة وإعادة التصدير.
ويُعد حقل ليفياثان العملاق الركيزة الأساسية لهذه الصفقة، إذ يوفر لإسرائيل منفذاً لتصدير الغاز للأسواق الإقليمية، بينما تمنح الاتفاقية القاهرة فرصة لتأمين احتياجاتها وتنويع مصادر الطاقة.
ويرى محللون أن إسرائيل تستخدم ملف الطاقة كورقة سياسية، مشيرين إلى أن التراجع عن الصفقة قد يعرّضها لغرامات مالية ضخمة، في ظل محدودية خيارات التصدير المتاحة أمامها، فيما تبذل الدبلوماسية الأمريكية جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين المصري والإسرائيلي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاقتصاد المصري الغاز الإسرائيلي في مصر تصدير الغاز خسائر الاقتصاد الإسرائيلي مصر مصر وأمريكا مصر وإسرائيل وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت
إقرأ أيضاً:
اليونان تبدأ توريد الغاز الطبيعي المسال إلى أوكرانيا عبر “الممر العمودي”
صراحة نيوز -بدأت الاستعدادات لتوريد الغاز الطبيعي المسال من محطة “ريفيثوسا” اليونانية إلى أوكرانيا هذا الشتاء، عبر ما يُعرف بـ”الممر العمودي”، في خطوة تهدف إلى تقليل اعتماد أوكرانيا ودول أوروبا الشرقية على الغاز الروسي، وتوفير بدائل لمصادر الطاقة التقليدية، وتحديًا مباشرًا لقدرة موسكو على استخدام الطاقة كأداة ضغط سياسي، مع تعزيز موقع أثينا المحوري في خريطة النفوذ الطاقوي الإقليمي.
ويتيح الطريق الذي يربط اليونان وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا خطوط إمداد بديلة تضمن تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والغاز، وتحد من فرص موسكو للابتزاز الاقتصادي أو تعطيل الإمدادات في المنطقة، خاصة في ظل استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وتعد منشأة تخزين الغاز الطبيعي المسال “ريفيثوسا” جزءًا من خطة يونانية وطنية لضمان إمدادات الطاقة للبلاد وسد الفجوة الناتجة عن تقليل الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي.
وحصلت شركات DEPA اليونانية وDTEK الأوكرانية وAxpo Trading السويسرية على 30% من السعة في مناقصة أكتوبر، بواقع 6.32 غيغاواط/ساعة يوميًا من نوفمبر حتى إبريل 2026، لتلبية جزء من الطلب المتزايد في أوكرانيا. كما وافقت كييف على تخصيص 200 مليون يورو إضافية لشركة الغاز الوطنية Naftogaz، بينما يخطط شركاء “الممر العمودي” لافتتاح مسارين إضافيين لتعزيز دور اليونان كمركز للطاقة في جنوب ووسط أوروبا.
ويتوقع محللون أن تلبي هذه الكميات جزءًا من الطلب المتزايد على الغاز في أوكرانيا، الذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 10% بسبب الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية للطاقة، فيما يعزز التعاون بين الدول الأربع شبكة أمن الطاقة الأوروبية ويحفز الاستثمار في البنية التحتية المشتركة، ويؤكد قدرة أوروبا الشرقية على الصمود أمام الضغوط الروسية والتأثيرات الجيوسياسية للطاقة.