الخرطوم- حذّر مسؤولان في الأمم المتحدة الخميس 30 اكتوبر 2025، من "فظائع" ترتكب أيضا في منطقة كردفان السودانية المحاذية لدارفور حيث سيطرت قوات الدعم السريع للتو على مدينة الفاشر الرئيسية.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر لمجلس الأمن إن الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في دارفور كانت خارج سيطرة الدعم السريع، "شهدت بالفعل مستويات كارثية من المعاناة الإنسانية، وقد انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة، مع تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية" بعد دخول قوات الدعم السريع.

وأضاف "لا نستطيع سماع الصراخ، ولكن بينما نجلس هنا، يستمر الرعب. تُغتصب نساء وفتيات، ويُشوّه أشخاص ويُقتلون، في ظل إفلات تام من العقاب".

كما حذّر من أن "المقتلة لا تقتصر على دارفور"، معربا عن قلقه خصوصا إزاء الوضع في كردفان المجاورة.

وأشار إلى أن "القتال العنيف في شمال كردفان يتسبب في موجات جديدة من النزوح ويهدد الاستجابة الإنسانية، بما في ذلك حول عاصمتها الأُبيِّض".

بدورها، لفتت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا أما أكيا بوبي إلى تقارير تشير إلى "فظائع واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا في شمال كردفان، بعد سيطرتها على المدينة مؤخرا".

وأوضحت أن "ذلك يشمل أعمالا انتقامية ضد من تعتبرهم متعاونين، كثيرا ما تكون بدوافع إثنية".

وأكدت أنه "قُتل ما لا يقل عن 50 مدنيا في الأيام الأخيرة في بارا، نتيجة للقتال والإعدامات الميدانية. ويشمل ذلك إعدام خمسة متطوعين في الهلال الأحمر".

وحذّرت من أن "كردفان هي على الأرجح المسرح المقبل للعمليات العسكرية للمتحاربين".

وأضافت المسؤولة الأممية أن "هجمات الطائرات المسيّرة التي يشنها كلا الجانبين تضرب مناطق وأهدافا جديدة. ويشمل ذلك النيل الأزرق والخرطوم وسنار وجنوب كردفان وغرب دارفور، ما يشير إلى اتساع نطاق النزاع على الأرض".

ووصفت الوضع "الفوضوي" في الفاشر حيث "لا أحد في مأمن"، مشيرة أيضا إلى أنه من الصعب تقدير عدد الضحايا في المدينة.

أدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية حالية، وفق الأمم المتحدة.

اندلع النزاع في نيسان/أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة بين الحليفين السابقين: عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش والزعيم الفعلي للسودان منذ انقلاب 2021، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الهجرة الدولية: نزوح آلاف المدنيين من شمال كردفان مع تصاعد هجمات الدعم السريع

قالت منظمة الهجرة الدولية، الخميس، إن نحو 1100 شخص اضطروا إلى الفرار من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان غربي السودان، نتيجة تصاعد المعارك وتدهور الوضع الأمني، مشيرة إلى أن عدد النازحين في الولاية ارتفع خلال الأيام الأربعة الأخيرة إلى أكثر من 35 ألفا و600 شخص قادمين من مناطق متعددة.

وأوضحت المنظمة في بيان أن "الفرق الميدانية التابعة لمصفوفة تتبع النزوح" رصدت، الأربعاء، فرار نحو 1100 شخص من مدينة بارا في شمال كردفان بسبب تفاقم حالة انعدام الأمن، مشيرة إلى أن النازحين "انتقلوا إلى عدة مناطق داخل مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض" في جنوب السودان.



وأشار البيان إلى أن حركة النزوح هذه "تأتي عقب سلسلة من حالات النزوح التي سُجلت في محافظات شيكان والرهد وبارا وأم روابة وأم دم حاج أحمد بشمال كردفان"، مبينا أن تلك الأحداث "تسببت في تشريد نحو 35 ألفا و620 شخصا خلال الفترة من 26 إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025"، لافتا إلى أن "الوضع ما يزال يشهد توترا وتقلبات مستمرة".

وفي السياق ذاته، أفادت السلطات السودانية، الخميس، بوقوع قتلى وجرحى إثر هجوم نفذته "قوات الدعم السريع" بواسطة طائرة مسيرة على منطقة زريبة الشيخ البرعي في ولاية شمال كردفان، بينما ذكرت "شبكة أطباء السودان" المستقلة أن القوة نفسها قتلت 38 مدنيا في بلدة "أم دم حاج أحمد" ضمن الولاية ذاتها.

وكانت قوات "الدعم السريع" قد نفذت، الاثنين، هجوما على البلدة ذاتها ارتكبت خلاله انتهاكات بحق المدنيين، ما أدى إلى نزوح نحو 1850 شخصاً جراء انعدام الأمن، وفق ما أعلنت السلطات السودانية.



وسيطر مقاتلو "الدعم السريع" في الأيام الأخيرة على مدينة بارا ضمن المواجهات المستمرة مع الجيش السوداني، فيما نفت القوة استهدافها للمدنيين.

وبدأ النزاع في السودان إلى نيسان/أبريل 2023، حين اندلع الصراع بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" بسبب خلاف حول المرحلة الانتقالية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، إضافة إلى تفاقم أزمة إنسانية تُعد من الأسوأ في العالم.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2025، استولت قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب تقارير مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس واقع تقسيمي جغرافي داخل البلاد.

وكان قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أقر، بوقوع "تجاوزات" من عناصره في الفاشر، قائلاً إنه أصدر توجيهات بتشكيل لجان تحقيق.

وأصبحت "قوات الدعم السريع" تهيمن حالياً على المراكز الرئيسية في ولايات دارفور الخمس غرب السودان، من بين 18 ولاية تشكل البلاد، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على معظم مناطق الولايات الثلاث عشرة الأخرى الواقعة في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

ويُعد إقليم دارفور، الذي يشكل نحو خمس مساحة السودان، من أكبر مناطق البلاد، بينما يعيش معظم السكان البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية: ميليشيا الدعم السريع توسع من عملياتها في شمال كردفان
  • بالفيديو.. مندوب السودان في الأمم المتحدة يكشف عن استخدام غاز مميت للاعصاب عبر طيران اجنبي في الفاشر ويتساءل في مجلس الامن .. اين مجلسكم ؟ لا تفاوض مع الدعم السريع والمجد للبندقية
  • أطباء السودان: نزوح 4500 مواطن من بارا شمال كردفان بسبب انتهاكات الدعم السريع
  • الأمم المتحدة: الدعم السريع قادت دارفور إلى جحيم أكثر قتامة
  • الهجرة الدولية: نزوح آلاف المدنيين من شمال كردفان مع تصاعد هجمات الدعم السريع
  • أطباء السودان: الدعم السريع يصفي 38 شخصا بشمال كردفان بتهمة الانتماء للجيش
  • شبكة أطباء السودان تتهم «الدعم السريع» بتصفية 38 مدنياً في كردفان
  • الصحة السودانية: الدعم السريع قتل 12 كادرا طبيا في كردفان
  • الأمم المتحدة تتهم “الدعم السريع” بتجويع الفاشر ونقابة الأطباء تتحدث عن إبادة