بوابة الوفد:
2025-11-08@21:20:50 GMT

صوتك فلسفة وطن

تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT


صوتك ليس مجرد ورقة تُلقى في صندوق زجاجي، ولا فعلًا عابرًا ينتهي بانتهاء اليوم الانتخابي، بل هو فلسفة كاملة لمعنى الانتماء. في لحظة التصويت تمتزج الفكرة بالعاطفة، ويتحوّل الاختيار إلى فعل وطني ناضج يختبر فيه المواطن وعيه وضميره في آنٍ واحد. إنّ مدّ يدك لتضع الورقة ليس إجراءً إداريًا، بل إعلان وجود، ومبايعة صامتة للوطن على الاستمرار والبناء.


الفلسفة تقول إن التفكير هو أرقى درجات الوجود، والسياسة تؤكد أن المشاركة هي أسمى مظاهر المواطنة. وحين يلتقي التفكير بالمشاركة، تولد فلسفة التصويت؛ تلك اللحظة التي يعبّر فيها الإنسان عن ذاته وعن رؤيته في آنٍ واحد. فصوتك ليس مجرد اختيار بين أسماء، بل هو تعبير عن وعي، وامتداد لمسؤولية تتجاوز اللحظة إلى مستقبل بلدٍ كامل. حين تصوّت، فأنت تمارس أعمق أشكال التفكير العملي، لأنك لا تترك مصير وطنك للمصادفة، بل تصنعه بيدك.
كل عملية انتخابية هي مرآة للوعي الجمعي. من ينجح فيها ليس المرشح فقط، بل الشعب الذي قرر أن يسمع صوته ويؤمن بدوره. فالتصويت ليس هبة تُمنح، بل موقف يُتخذ، وموقف كهذا لا يليق إلا بالأحرار. حين تختار، أنت تمنح صوتك لفكرة لا لشخص، لمستقبل لا لماضٍ، لقيمة لا لمصلحة عابرة. بهذا الفعل البسيط في ظاهره، العميق في معناه، تُعيد تعريف علاقتك بالوطن: شراكة لا تبعية، مشاركة لا تفرجًا.
الوطن لا يحتاج منا خطبًا عالية الصوت، بل مواقف صادقة. وصوتك هو الموقف. به تقول: "أنا هنا"، "أنا شريك"، "أنا لا أترك غيري يقرر عني". الانتخابات ليست موسمًا سياسيًا ينتهي بنتيجة، بل موسم وعيٍ ومسؤولية، يذكّر كل مصري أن الوطن لا يُبنى إلا حين يشارك الجميع في رسم ملامحه. ومن يغيب عن المشهد، يغيب صوته عن التاريخ، ويترك مساحة الفراغ لغيره ليملأها بالصدفة لا بالوعي.
تخيّل أن كل صوت غائب هو ظلّ في خريطة مصر، وكل صوت حاضر هو ضوء يُنير طريقًا جديدًا. فحين تُدلي بصوتك، أنت لا تختار اليوم فقط، بل تختار الغد، وتُضيء مساحة في مستقبل أولادك، وتقول للعالم إنك شريك في صناعة القرار لا تابع له. السكوت في لحظة كهذه ليس حيادًا، بل انسحابًا من معركة الوعي التي هي أساس كل نهضة.
في النهاية، تذكر عزيزي القارئ أن صوتك فلسفة وطن، لأنه يجمع بين الفكرة والحلم، بين العقل والنبض، بين الحرية والمسؤولية. لا تُهمل هذه اللحظة ولا تترك غيرك يكتب عنك ما يجب أن تكتبه بنفسك. صوّت بفكر، صوّت بضمير، صوّت لأنك مصري يعرف أن ورقته الصغيرة يمكن أن تغيّر وجه الغد. فمصر لا تطلب المستحيل، بل تطلب فقط أن تُسمع صوتها من خلالك.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد جادالله صندوق زجاجي لحظة التصويت

إقرأ أيضاً:

سباق تشرين: أصوات الممانعين تصنع مفاجأة اللحظة الأخيرة

7 نونبر، 2025

بغداد/المسلة: رجحت أوساط سياسية عراقية أن الخريطة الانتخابية المقبلة لن تكون بعيدة عن ظل التيار الصدري رغم انسحابه، إذ أفادت مصادر مطلعة بأن قواعد التيار المنضبطة بتوجيهات مقتدى الصدر قد تنقسم ميدانياً بين الولاء العقائدي والخيارات الواقعية التي تفرضها المعركة الانتخابية المقبلة.

وأكد مراقبون أن خطاب المقاطعة الذي أطلقه الصدر منذ منتصف 2025 لم ينجح في عزل التيار عن اللعبة السياسية تماماً، بل ولّد حالة من الترقب داخل الشارع الشيعي، خصوصاً مع تحركات تحالف «الإطار التنسيقي» الذي يسعى، بحسب خبراء، إلى استقطاب الكتلة الصدرية عبر بوابات اجتماعية وإعلامية بعيداً عن العناوين الدينية.

وقالت مصادر قريبة من دوائر صنع القرار إن تراجع وهج المقاطعة بدأ يتضح في الأسابيع الأخيرة، إذ رُصدت زيادة في معدلات تحديث سجلات الناخبين داخل مناطق نفوذ التيار، الأمر الذي فسره بعض المحللين بأنه مؤشر على رغبة غير معلنة في المشاركة، حتى وإن جرى ذلك بصورة فردية أو غير منظمة.

وأفاد باحثون في الشأن الانتخابي بأن رئيس الوزراء الحالي يعمل على استثمار هذا التبدل النفسي في قواعد التيار، عبر حملات رسمية وإعلامية تدعو إلى المشاركة «بصرف النظر عن الانتماءات السابقة»، في محاولة لتوسيع قاعدة التصويت وتقليص أثر المقاطعة التي قد تضعف شرعية الاقتراع.

واعتبر مراقبون أن «التيار الصدري» ما زال يمثل رقماً صعباً في المعادلة الشيعية، رغم انسحابه الشكلي من البرلمان والسياسة، وأنه قادر على التأثير غير المباشر عبر قرارات التعبئة أو الصمت، في حين يرى آخرون أن مقاطعته المتكررة تعكس رغبة في إعادة تشكيل صورته كتيار إصلاحي لا يتورط في شبكات الفساد التي اتهم بها خصومه.

وانتهى مشهد الاستعداد للانتخابات وسط أجواء غامضة، إذ بلغ عدد المرشحين المستبعدين أكثر من ثمانمائة، بينما تتحدث المفوضية عن مشاركة محتملة تصل إلى ثلاثين مليون ناخب، في اختبار جديد لقدرة النظام السياسي العراقي على تجاوز استقطاباته المزمنة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مؤتمر النقد السينمائي يناقش فلسفة المكان و الذاكرة في تشكيل المعنى السينمائي
  • ضغوط اللحظة الأخيرة.. واشنطن تحبس أنفاسها قبل انتخابات العراق
  • طارق نور: الذكاء الاصطناعي يُجيد التفكير.. وممكن يودينا في حتة تانية
  • طارق نور: الذكاء الاصطناعي يُجيد التفكير وممكن يودينا في حتة تانية
  • باحثان إماراتيان: الإبداع الأسري يصنع جيلاً قادراً على التفكير النقدي
  • الخارجية: لم تواجهنا أي مشكلات في سير العملية الانتخابية
  • الخارجية: لا مشكلات في سير العملية الانتخابية بالخارج حتى الآن
  • سباق تشرين: أصوات الممانعين تصنع مفاجأة اللحظة الأخيرة
  • أحمد عبد الرؤوف: واجهنا أقوى فريق في إفريقيا.. ولم أنم منذ ثلاثة أيام مش شدة التفكير في المباريات