شددت دار الإفتاء المصرية، شددت المؤسسة على حرمة التحايل أو الغش في المناقصات والعقود التجارية، مؤكدة أن من يشترك في أي صفقة أو مناقصة لتوريد سلعة أو خدمة، وجب عليه شرعًا الالتزام التام بكل الشروط المتفق عليها، دون غش أو تلاعب أو تدليس.

وأوضحت دار الإفتاء أن من يخالف الشروط أو يتحايل على الالتزامات القانونية يرتكب إثمًا عظيمًا، ويقع في دائرة الخيانة والغش المحرّم، مشيرة إلى قول النبي ﷺ في الحديث الشريف:«الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلالًا أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا»(رواه الدارقطني).

 

العقود في الإسلام

أكدت دار الإفتاء أن العقود في الإسلام ليست مجرد أوراق موقّعة أو اتفاقات شكلية، بل هي عهود ومواثيق يجب الوفاء بها؛ إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1].

وأضافت أن التحايل على شروط المناقصات أو تقديم سلع مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات يُعد نوعًا من أكل أموال الناس بالباطل، وهو مما حرّمه الله ورسوله، مؤكدًا أن المسلم الحقيقي هو الذي يلتزم بالعهد، ويحترم الاتفاقات، ويؤدي عمله بإتقان وإخلاص.

كما شددت الدار على أن الالتزام بالعقود لا يقتصر على الجانب الشرعي فحسب، بل هو ضرورة قانونية وأخلاقية، تحافظ على استقرار السوق وثقة المتعاملين، وتمنع الفساد الاقتصادي.

 

الغش في المناقصات.. خيانة للمال العام والمجتمع

أشارت دار الإفتاء إلى أن الغش في المناقصات أو المشاريع الحكومية يمثل خيانة للأمانة العامة، لأنه لا يضر طرفًا واحدًا، بل يؤثر في المجتمع كله.
فعندما يقدم المورد سلعة مخالفة للمواصفات أو يقلل من الجودة بغرض الربح السريع، فإنه يهدر المال العام ويخون الثقة التي أولاها له المجتمع والدولة.

وقالت الدار في بيانها:"من يتلاعب في المناقصات أو يتعامل بالتحايل على القوانين لا يخدع الناس فقط، بل يخدع نفسه، ويجعل رزقه ممزوجًا بالحرام، والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا."

 

التحايل ليس ذكاءً بل ذنبٌ عظيم

انتقدت دار الإفتاء النظرة الخاطئة لبعض التجار والمقاولين الذين يعتبرون التحايل على الشروط أو استغلال الثغرات القانونية نوعًا من “الذكاء التجاري”، مؤكدة أن هذا السلوك يتنافى مع أخلاق المسلم ومع تعاليم الشريعة الإسلامية.

وبيّنت أن الإسلام يربط بين الأمانة والإيمان، وأن من يغش أو يخون فقد ابتعد عن جوهر الدين، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:«مَن غَشَّ فليس منّا» (رواه مسلم).

ودعت جميع المتعاملين في مجال العقود والمناقصات إلى تحري الصدق والإخلاص والشفافية في كل خطوة، لأن ذلك هو الطريق إلى البركة في الرزق، والنجاح الدائم في العمل.

 

دار الإفتاء: الالتزام بالعهد هو الطريق إلى بركة العمل

أكد البيان أن احترام الشروط المتفق عليها في أي عقد أو مناقصة ليس تقييدًا للحرية، بل هو ضمان للحقوق وحماية للمجتمع من الفساد، مضيفة أن من أوفى بعهده نال رضا الله وثقة الناس، ومن خان أو غش خسر دنياه وآخرته.

وجاء في ختام البيان:“الالتزام بالشروط هو من تمام الدين، ومن علامات الإيمان الصادق. فليحذر كل من يتعامل بالتحايل أن الله مطلع عليه، وسيحاسبه على خيانته، صغيرها وكبيرها.”

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء الغش العقود التجارية فی المناقصات دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

هل الموت يوم الجمعة ينجي من عذاب القبر؟ الإفتاء تجيب

هل الموت يوم الجمعة ينجي من عذاب القبر.. قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن يوم الجمعة يوم مبارك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه «خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة» أخرجه مسلم وأحمد.

وأوضح «وسام» عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال حول ما يحدث للميت ليلة ويوم الجمعة، أنه وردت الآثار أن أرواح الموتى تتلاقى ليلة الجمعة، وأن الميت يشعر بزيارة أهله له، لافتًا إلى أن الموت ليس عدمًا وإنما انتقال من الحياة الدنيوية إلى الحياة البرزخية.

وأكد أن الميت بانتقاله إلى الحياة البرزخية، ينتقل إلى حياة أرقى وأكثر إدراكًا لكل الموتى، مشيرًا إلى قوله تعالى: «لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)» سورة ق.

ولفت أمين الفتوى إلى أن الإمامين البخاري ومسلم قد أخرجا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أمر بقتلى بدر، فأُلقوا في قَلِيب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: «يَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، وَيَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإنَّي وَجَدت ما وعدني ربي حقًّا»، فقال له عمر رضى الله عنه: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «والَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ مَا أَنتُمْ بِأَسْمَع لِمَا أَقُولُ مِنهُم، وَلَكِنَّهُم لَا يَستَطِيعُونَ جَوابًا».

أذكار النبي عند النوم .. ردد أفضل أدعية الحفظ والوقاية من كل سوءدعاء الثلث الأخير من الليل.. ردد دعوة مستجابة تجلب لك خير الدنيا والآخرةهل الموت يوم الجمعة ينجي من عذاب القبر

من جانبه قال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء المصرية، إن بعض العلماء ذهبوا إلى أنه من علامات حسن الخاتمة الموت يوم الجمعة.

وأوضح أمين الفتوى، في فتوى له، أنه روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".

وأضاف: "الثواب والدرجات إنما تكون من فضل الله على العبد بحسن عمله وإخلاص قلبه"، لافتًا إلى أن هذا الحال يكون أيضًا في المبطون لكن مع زيادة الرجاء في احتساب أجر الشهادة له طالما مات راضيًا بقضاء الله.

هل الموت يوم الجمعة حسن خاتمة؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء بالأزهر الشريف، إنه لا بأس من قول شخص ما أن موت أحدهم يوم الجمعة علامة على حسن خاتمته، مشيرًا إلى أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يحب التفاؤل في كل شيء.

واستشهد «جمعة» فى إجابته عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: «هل الموت يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة»، وذلك عبر قناته بموقع «يوتيوب»، بما روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عبد الله بن عمر«ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر»، ولكن الترمذي يقول عنه: أنه حديث غريب فيه ضعف.

وذكر المفتي السابق، أن الإمام البخاري قال بحسن خاتمة من مات يوم الاثنين، على أنه يوم توفي فيه سيد الخلق أجمعين الرسول -صلى الله عليه وسلم.

ولفت إلى أن من فضل الموت يوم الجمعة أن يوجد عدد من المصلين في المسجد لأداء صلاة الجمعة، ويصلون الجنازة على الميت.

طباعة شارك هل الموت يوم الجمعة ينجي من عذاب القبر الموت يوم الجمعة عذاب القبر هل الموت يوم الجمعة حسن خاتمة

مقالات مشابهة

  • "تأشيرات للبيع".. الإفتاء: بيع التأشيرات عبر المكاتب غير المرخصة غشٌّ وخيانة
  • هل الدعاء مستجاب عند المصافحة؟.. الإفتاء توضح
  • دار الإفتاء: تحريم الغش حمايةً للناس وصيانةً للأمانة
  • اليونيفل تحذر من تصاعد التوتر في جنوب لبنان وتدعو إلى الالتزام بالقرار 1701
  • دار الإفتاء توضح الفرق بين ابتلاء رضا الله وابتلاء الغضب
  • ما حكم صلاة المرأة في المكتب أمام الرجال؟ الإفتاء تجيب
  • ما حكم الاستنساخ البشري؟.. الإفتاء تجيب
  • ما يجب فعله عند دفن الميت.. الإفتاء تحذر: هذا الفعل حرام شراعا
  • هل الموت يوم الجمعة ينجي من عذاب القبر؟ الإفتاء تجيب