"تأشيرات للبيع".. الإفتاء: بيع التأشيرات عبر المكاتب غير المرخصة غشٌّ وخيانة
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
حذرت دار الإفتاء المصرية من ظاهرة بيع تأشيرات السفر بالاحتيال من خلال مكاتب وهمية أو غير مرخصة، مؤكدة أن هذا السلوك حرام شرعًا ومجرم قانونًا، لما يتضمنه من تزوير وغش وتدليس وكذب، بالإضافة إلى مخالفته الأنظمة والقوانين المنظمة للسفر والهجرة في الداخل والخارج.
وأوضحت الإفتاء عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم أن هذا النوع من التعاملات لا يندرج تحت أي صورة من صور الكسب الحلال، بل هو اعتداء صريح على القيم والأخلاق والأمانة التي أمر الإسلام بها.
تزوير وغش وتدليس
أكدت دار الإفتاء أن من يقوم ببيع أو تسويق تأشيرات السفر من غير الطرق القانونية يقع في عدة محرمات شرعية، منها:
التزوير في المستندات أو المعلومات المقدمة للحصول على التأشيرة.
الغش والتدليس على الجهات الرسمية أو الأفراد الباحثين عن فرصة سفر مشروعة.
أكل أموال الناس بالباطل، وهو من كبائر الذنوب التي نهى الله عنها صراحة في قوله تعالى:"وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ..." [البقرة: 188]
كما أوضحت أن كل من يشترك في هذه العمليات – سواء البائع أو الوسيط أو المروج – شريك في الإثم والجريمة، لأن الجميع يسهم في تضليل الناس وإلحاق الضرر بالمجتمع.
الالتزام بالقانون.. عبادة ومسؤولية
بيّنت دار الإفتاء أن احترام القوانين المنظمة للسفر والإقامة واجب شرعي وأخلاقي، طالما أنها لا تخالف أحكام الدين، مشيرة إلى أن الإسلام حثّ على الوفاء بالعقود واحترام النظم العامة التي تضمن أمن الأفراد والمجتمعات.
وأكدت الإفتاء قائلًا :"التحايل على القوانين باستخدام مكاتب غير مرخصة أو أوراق مزورة يعد نوعًا من الخيانة للأمانة، وإضرارًا بالمجتمع والدولة على السواء."
وأضافت أن الالتزام بالطرق القانونية في السفر أو الهجرة يحفظ الحقوق ويمنع استغلال المواطنين، خصوصًا الشباب الذين يتعرض بعضهم لعمليات نصب تحت وهم “تأشيرات العمل السريعة” أو “السفر المضمون”.
الغش خيانة.. وهدفنا الوعي والتنوير
أطلقت دار الإفتاء حملتها الإلكترونية تحت شعار #الغش_خيانة و #هدفنا_الوعي_والتنوير، لتأكيد أن الغش بجميع صوره – سواء في البيع أو العقود أو الخدمات – يتنافى مع الدين والأخلاق والضمير الإنساني.
وأكدت أن من يبيع تأشيرات أو عقود سفر وهمية يخون الأمانة التي ائتمنه الله عليها، ويتسبب في مآسٍ إنسانية واجتماعية خطيرة، من بينها:
ضياع أموال الناس وجهودهم.
تعرض المسافرين للحبس أو الترحيل في الدول الأخرى.
تشويه صورة مصر والمصريين أمام العالم.
دعوة إلى الوعي والالتزام
اختتمت دار الإفتاء بيانها بدعوة المواطنين إلى التثبت من مصادر التأشيرات والسفر، وعدم الانسياق وراء الإعلانات المجهولة أو الوعود الخادعة، مشددة على ضرورة التعامل فقط مع الجهات الرسمية المرخصة من الدولة، مثل السفارات أو مكاتب القوى العاملة المعتمدة.
وأكدت أن على الجميع أن يكونوا جزءًا من منظومة الوعي الوطني التي تحمي المجتمع من الغش والفساد، قائلة:“من غشّنا فليس منّا، ومن خان الأمانة فقد خان الله ورسوله.”
إن ظاهرة بيع التأشيرات بالاحتيال ليست مجرد مخالفة إدارية، بل جريمة دينية وأخلاقية وقانونية تهدد أمن الأفراد وسمعة الوطن.
لذا، فإن الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة هذه الممارسات، والالتزام بالقانون هو الطريق الآمن نحو سفر كريم ورزق حلال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الغش تزوير دار الافتاء المصرية بيع تأشيرات السفر دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
قوافل الإفتاء تواصل نشاطها في شمال سيناء لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم
واصلت دار الإفتاء المصرية إرسال قوافلها الإفتائية إلى محافظة شمال سيناء ضمن القوافل الدعوية المشتركة بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، حيث شملت فعاليات القافلة مدن الشيخ زويد والجورة ورفح، في إطار التعاون المستمر بين المؤسسات الدينية لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم وتعزيز القيم الأخلاقية والمجتمعية.
وشهدت القافلة تنظيم عدد من الندوات والمحاضرات والدروس الدعوية في مساجد المحافظة، إلى جانب خطبة الجمعة التي تناولت موضوع «إدمان الأطفال لمواقع السوشيال ميديا»، وهو أحد القضايا المعاصرة التي تمس الأسر والمجتمعات وتؤثر في النشء سلوكيًا وتربويًا.
أمناء الفتوى يلقون خطب الجمعة بثلاثة مساجد لنشر الوعيوألقى أعضاء القافلة من دار الإفتاء المصرية خطب الجمعة بعدد من مساجد شمال سيناء، حيث ألقى فضيلة الشيخ إبراهيم عبدالسلام أمين الفتوى بدار الإفتاء خطبة الجمعة بمسجد السلام بمنطقة بغداد، وفضيلة الشيخ محمد خميس أمين الفتوى بمسجد بغداد، وفضيلة الشيخ أسامة محمد فتحي أمين الفتوى بمسجد الرحمن بمنطقة الريسان.
وتناول أمناء الفتوى في خطبهم التحذير من مخاطر الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنها قد تتحول من نعمةٍ إلى نقمةٍ إذا أسيء استعمالها، لما تسببه من ضياع للأوقات وتفكك للعلاقات الأسرية وانتشار للغيبة والنميمة الإلكترونية وترويج للمظاهر السلبية المرفوضة دينيًا وأخلاقيًا.
وأوضحوا أن إدمان السوشيال ميديا يسهم في تفكك النسيج المجتمعي ويغرق الأفراد في عزلة عن الواقع، كما يُمكّن غير المتخصصين من تصدُّر المشهد والإفتاء بغير علم، محذرين من خطورة ذلك في ضوء قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾.
ودعا أمناء الفتوى الآباء والأمهات إلى ضرورة متابعة استخدام أبنائهم للتكنولوجيا وتقنين أوقات الجلوس أمام الشاشات، مؤكدين أن انغماس الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى فقدانهم الدفء الأسري وإصابتهم بمشكلات نفسية وصحية، فضلًا عن ضعف التحصيل الدراسي وانعدام الثقة بالنفس والشعور بالوحدة والعزلة نتيجة المقارنات الوهمية والمحتويات غير الأخلاقية المنتشرة عبر تلك المنصات.
حكم العلاج لدى بلاد غير مسلمة.. أمين الإفتاء: التداوي في أي مكان لا حرج فيه
ماذا أفعل مع الأحلام المزعجة؟.. أمين الإفتاء يكشف السبب وأفضل علاج
وأكدوا أن الحل لا يكمن في الرفض المطلق للتكنولوجيا، بل في التوازن والاعتدال في استخدامها، مشيرين إلى ضرورة توظيفها لخدمة العلم والتواصل ونشر القيم الإيجابية، وأن حماية الأطفال من مخاطر الإدمان الإلكتروني مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية.
واختُتمت خطب الجمعة بالتأكيد على أهمية غرس الوعي الديني في نفوس الأبناء، والحرص على تربيتهم تربية صالحة تحميهم من الانحرافات السلوكية والفكرية، استجابةً لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته".
وتأتي هذه القوافل في إطار جهود دار الإفتاء المصرية المستمرة بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتعزيز الوعي الديني ونشر القيم الأخلاقية، ومواجهة الفكر المتطرف، وترسيخ روح الانتماء الوطني لدى أبناء سيناء.