رئيس كولومبيا لـالمقابلة: استهدفوني بسبب دعمي فلسطين
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
وأضاف غوستافو بيترو -الذي قال إنه يمثل اليسار الجديد وليس اليسار التقليدي- أن أدراجه على قائمة تجار المخدرات جاء بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، كما أعلن معارضته لأي اجتياح لفنزويلا، واتهم الولايات المتحدة بأنها تسعى للسيطرة على أميركا اللاتينية والتلاعب بالانتخابات في كولومبيا.
ورأى أن "ما حصل في قطاع غزة هو تجربة تجريها القوة المالية العالمية على شعب ثائر"، مشيرا إلى أن البشرية تتطلع إلى أصوات تخرجها من الظلمات إلى النور، وقال "صوتي يحمل بارقة أمل ومشروعا مستقبليا يمكن الإنسانية من أن تنعم بحياة في عالم حر".
ودعا نظيره الأميركي دونالد ترامب إلى الاعتراف بفلسطين كما فعل مع إسرائيل، مؤكدا أنه يؤمن بفكرة الدولتين وبضرورة عقد مؤتمر عالمي بعد وقف الحرب في غزة للعودة إلى عملية سلام تتضمن آلية المضي قدما نحو حل الدولتين، واعتبر أن عملية السلام الحقيقية تكون باعتراف أميركي بفلسطين، وتشمل إجراء انتخابات في فلسطين وإسرائيل وربما إجراء تغييرات سياسة.
كما اتهم إسرائيل بأنها أساءت إلى كولومبيا في الماضي بشكل كبير، وقال إن معاداة السامية التي اتهم بها هي "إيديولوجية دعائية".
وعن الثمن الذي يدفعه جراء مواقفه المؤيدة للحق الفلسطيني، قال الرئيس الكولومبي" لقد استهدفوني أنا تحديدا ويتلاعبون بالانتخابات الكولومبية وأدرجت على قائمة تجار المخدرات دون أن أملك أي أصول حقيقية في بلدي، فلا أستطيع فتح حسابات مصرفية ولا ركوب طائرة، وهو اضطهاد ضدي وضد عائلتي". وقال أيضا إنهم يحاولون إسكاته ومنع صوته من أن يسمع في أميركا اللاتينية.
وكان الرئيس الكولومبي قد دعا خلال كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المنصرم إلى توحيد جيوش الدول التي ترفض الإبادة الجماعية في قطاع غزة، من أجل تحرير فلسطين، وعقب ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، إلغاء تأشيرته، على خلفية مواقفه الداعمة لفلسطين والمناهضة لإسرائيل.
سردية خاطئةوحول العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية، أوضح الرئيس الكولومبي أنه عندما وصل إلى السلطة كانت له علاقات جيدة مع الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وتحدث معه 4 مرات بشكل مباشر وشخصي وتواصل مع مسؤولي إدارته بشأن إستراتيجيته لمكافحة تهريب المخدرات.
غير أن الأمور تغيرت مع تولي الرئيس ترامب منصب الرئاسة، والذي أسس -حسبه- سرديته على أساس سردية وزير خارجيته ماركو روبيو التي وصفها بالمغلوطة، موضحا أن "سردية روبيو تعاني من مشكلة إيديولوجية بالنظر لأصوله الكوبية، مما أدى إلى تحالف اليمين المتطرف في الولايات المتحدة مع اليمين المتطرف في أميركا اللاتينية".
وقال أيضا إن اليمين المتطرف في كولومبيا متحالف مع شبكات تهريب المخدرات، وإن "جشع ترامب النفطي جعله يقبل رواية خاطئة، فتجارة الكوكايين لا تُحل بإطلاق الصواريخ على قوارب تقل شبابا فقراء يستأجرهم تجار المخدرات لإيصال المخدرات إلى الولايات المتحدة وإلى أوروبا".
وأشار إلى أن المافيا تغيرت، حيث لم يعد تجار المخدرات يعيشون بين محاصيل أوراق الكوكا في كولومبيا، بل يعيشون حيث تكون الرفاهية، فهم قريبون من نيويورك وميامي وباريس ودبي، كما لم يعد تاجر المخدرات كولومبيا فقط، فهو كولومبي ومكسيكي وألباني وإيطالي وحتى عربي.
وحول تهديد ترامب بقطع المساعدات عن بلاده، أوضح الرئيس الكولومبي أنه "لم يكن هناك دعم يذكر والمساعدات الاقتصادية لا تصل أبدا إلى كولومبيا"، معتبرا أن "ذريعة الحرب على المخدرات هدفها السيطرة على أميركا اللاتينية بما فيها كولومبيا"، وأشار إلى أنه وعائلته يتعرضون لمضايقات بسبب إستراتيجيته في مكافحة التهريب وبسبب مواقفه السياسية دفاعا عن غزة وعن البحر الكاريبي.
ومن جهة أخرى، يؤكد بيترو أنه يمثل اليسار الجديد وليس اليسار التقليدي الذي عرفته كولومبيا خلال 200 سنة من تاريخها، وأن انتخابه هو شكل من أشكال الرد على الإبادة التي عرفتها بلاده والتي تزايدت في الآونة الأخيرة بسبب تحالف شبكات تجارة المخدرات مع السلطة السياسية التقليدية.
رفض لغزو فنزويلاومن جهة أخرى، عبّر الرئيس الكولومبي -في لقائه مع برنامج "المقابلة"- عن معارضته غزو فنزويلا، التي يقول إن أزمتها شأن داخلي، وأكد رفضه السماح باستخدام أراضي كولومبيا إذا وقع الغزو، محذرا من أن "أي عدوان عسكري على فنزويلا سيؤثر على كولومبيا وأميركا الجنوبية".
وفي حين قال إن "روبيو الذي وضعت الإيديولوجيا غشاوة على عينيه غير مدرك للمخاطر المحدقة بأميركا اللاتينية"، كشف ضيف "المقابلة" أنه طلب من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن يوصل رسالته للأميركيين، ومفادها أن إطلاق العنان للعنف في كولومبيا وفنزويلا من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
كما حذر من أن "روسيا قد تنجر إلى الحرب في فنزويلا وقد يتحول الوضع إلى صراع جيوسياسي"، وهو أمر ليس من مصلحة دول المنطقة، وأضاف أن التدخل الأميركي في فنزويلا وفي كولومبيا مع اقتراب الانتخابات هو محاولة للتأثير على النتائج لعرقلة فوزه مجددا في الانتخابات، بالإضافة إلى محاولة ترجيح كفة اليمين في كولومبيا وفنزويلا.
واتهم الإدارة الأميركية بأنها "تتسم بالجشع وتريد وضع يدها على النفط"، مشيرا إلى أن فنزويلا بلد غني بالنفط كما هو الحال بالنسبة لنيجيريا.
وهدد الرئيس الأميركي ترامب الشهر الماضي بأنه سيكون هناك "عمل على الأرض في فنزويلا قريبا"، لكنه نفى إرسال قاذفات إستراتيجية للتحليق قرب أجوائها.
وعن التوسع الصيني في أميركا اللاتينية، قال الرئيس الكولومبي لبرنامج "المقابلة" إن "الصين أكثر هدوءا وأقل عدوانية من الناحية العسكرية وأكثر فاعلية من الناحية الاقتصادية".
Published On 9/11/20259/11/2025|آخر تحديث: 22:48 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:48 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الرئیس الکولومبی أمیرکا اللاتینیة تجار المخدرات فی کولومبیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس كولومبيا: ما يحدث في غزة اختبار وحشي للسلطة في العالم
بوغوتا – أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، امس السبت، إن ما يحدث في غزة يعد “تجربة وحشية” للسلطة في العالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بيترو في القمة الاجتماعية الثالثة لشعوب أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي استضافتها مدينة سانتا مارتا الكولومبية شمالي البلاد، استهدف فيها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتطرق بيترو إلى الأوضاع في غزة، قائلا: “ما يحدث في غزة اختبار وحشي للسلطة في العالم. الرسالة ليست للشعب الفلسطيني فحسب، بل لجميع شعوب العالم”.
وخلفت الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بدعم أمريكي، أكثر من 69 ألف قتيل وما يزيد على 170 ألف جريح، ونحو 9500 مفقود إما تحت أنقاض المنازل المدمرة أو ما زال مصيرهم مجهولا.
على صعيد منفصل، انتقد بيترو بشدة هجمات تنفذها الولايات المتحدة ضد قوارب في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ بزعم مكافحة المخدرات.
وأكد معارضته لقصف الولايات المتحدة تلك القوارب، قائلا: “لا يوجد بينهم أي تاجر مخدرات. ومن قتل منهم كانوا عمالا فقراء يعملون في التجارة غير المشروعة (تهريب السلع)”.
وأضاف: “أعترض على ذلك. (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب وأصدقاؤه الكاذبون، و(وزير الخارجية الأمريكي ماركو) روبيو الكاذب، من قتلتموهم لم يكونوا تجار مخدرات”.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقتضي زيادة استخدام الجيش لمكافحة عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.
فيما أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الخميس، مقتل 3 أشخاص في هجوم أمريكي على قارب ادعى أنه كان ينقل مخدرات في البحر الكاريبي.
الأناضول