بوابة الوفد:
2025-11-09@19:09:31 GMT

معجزة مصباح قطب

تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT

فى يناير 2004 ولد مصباح قطب من جديد، وهو فى عقده الخامس. 

حقق مصباح قطب معجزة لافتة ومنح كلمة الأمل دفعات إلى الأمام، أسس لمدرسة جديدة فى الإصرار والعزيمة والتشبث بالأمل فى مواجهة الأمراض المميتة، بعد أن صار إحدى أولى الحالات الناجحة فى زراعة الكبد بمصر، رغم انتمائه لعامة الشعب. 

مصباح قطب كاتب صحفى مشاكس، أمهر الصحفيين فى الحصول على الأخبار والمعلومات، بسيط ونزيه وذكى، أثبت وجوده ولمعانه فى جريدة الأهالى وقت أن كانت للكلمة قوة، وللخبر الصحفى تأثير، وللصحافة عموماً سلطة حقيقية.

 

مثل كثيرين من بنى مصر، فتتته البلهارسيا، وهو القادم من ريف بائس، معزول عن اهتمامات ولاة الأمور، سرى الفيروس الجامح فى كبده فأتلفه تماماً، قبل أن يغيب فى نوبات غيبوبة متكررة بعد انتفاخ بطن، وصفرة عينيه، وهزال مثبط، وهلاوس عجيبة كعلامات مبدئية على موت مرجح لمرضى الكبد فى مصر قبل الألفية الثالثة. 

بين مشفى ومشفى، وفى ظل تردى الأوضاع الطبية والصحية للفقراء تعذب مصباح، كنموذج لعشرات الآلاف من المصريين العامة المرضى الذين كانت عليهم كتابة وصاياهم فور التهام فيروس سى لأكبادهم. 

وقتها لم تكن مصر تحترف عمليات زراعة الأعضاء، أفتى بعض علماء الدين المتسرعين بحرمتها، تباطأت المنظومة المصرية فى الاستفادة من تقدم العلوم، وقضى ملايين البشر نحبهم بسبب تأخر إضاءة وفهم. وكان الحديث عن زراعة كبد جديد خارج مصر، بمثابة حديث عن مغامرة خيالية مستبعدة التحقق، نظراً للتكلفة الضخمة، والخطورة الشديدة. لكن مصباح، الصحفى اليسارى المغامر اختار أصعب الحلول، ماضياً نحو آخر أمل فى زراعة الكبد فى بريطانيا، بعد أن فتح محبوه حساباً للتكافل لجمع تكلفة العملية التى اقتربت وقتها من مليون جنيه مصرى (ما يعادل 300 ألف دولار وقتها). سار الأمر بتدبير إلهى عجيب ليسمح حساب التبرعات بتحمل سفر المريض إلى لندن، لينتظر دوره فى طابور للحصول على كبد متوفى يسمح باستخدام أعضائه. 

شهور مضت وهو على حافة الموت، ينتظر مجهولاً، ويتشبث بخيط أخير فى أمل نجاة بعيد، وفجأة يتم استدعاؤه للحصول على كبد مسن إنجليزى تجاوز ثمانين عاماً، رحل فجأة، بعد أن قرر بالتبرع بأعضائه لمن ينتفع بها. قضى مصباح مائة ساعة مخدراً داخل عملية شديدة الصعوبة والخطورة، ليخرج من نصف موت، كإحدى حالات نادرة زرعت الكبد بنجاح فى ذلك الوقت. وبعد فترة نقاهة عاد إلى القاهرة ناثراً الأمل وباعثاً العزيمة فى نفوس المرضى، صائلاً فى بلاط صاحبة الجلالة، تاركاً تجربة إنسانية فريدة معلمة ونافعة. 

على مدى سنوات طويلة حاول صاحب التجربة ترجمة حكايته كدرس للمرضى والبائسين والموجوعين فى ريف مصر وحضرها، وكنا أصدقاؤه ومحبوه- نطالبه بالحكى والتدوين والتوثيق، سعياً لبث علم نافع يبقى للأجيال القادمة. 

وأخيراً استجاب، فدوَّن كل شىء ليصدر خلال أيام قليلة عن دار ريشة للنشر كتاب يحوى التجربة برمتها بعنوان «فى انتظار معجزة».

وهو كما يقول ناشره أحد تجليات نشيد الألم فى مصر، إذ يركز على لقطة مكثفة من الأوجاع المصرية المستدامة، من خلال تجربة واقعية بعد رحلة معاناة جعلت المسافة بين الموت والحياة أقل من ملليمتر زمنى إن جاز الوصف. 

صحيح أن الطب تطور، وأن زراعة الكبد حققت خطوات نجاح واسعة فى بلادنا، لكن التجربة فى حد ذاتها تحفز على الإصرار، وزراعة الأمل، والانتصار للعلم. 

والله أعلم 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبيد كلمة الأمل الإصرار والعزيمة

إقرأ أيضاً:

بحضور عالمي ملكي .. انطلاق فعاليات «مانحي الأمل العالمية» في متحف الحضارة | صور

شهد متحف الحضارة مساء أمس الجمعة إطلاق فعاليات حملة "مانحي الأمل العالمية" بحضور الأميرة بياتريس ماري كارولين لويز فرانسواز من بوربون-الصقليتين، ونجلاء عبدالسلام قرينة وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والسفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ومانويل كولاس دي لا روش رئيس مؤسسة "عالم أفضل" المنظمة للفعاليات في مهرجاني كان وفينيسيا السينمائيين، ونارسيسا فيرس سيدة المجتمع الهولندية، والكاتبة الصحفية منى رجب، والدكتور بهاء سالم، وعدد من الفنانين ومشاهير المجتمع في مصر وأوروبا والصين.


 

وكان في استقبال الضيوف والوفود من أوروبا والصين لاعب التنس المصري العالمي أنور الكموني مؤسس حملة "مانحي الأمل العالمية"، ورباب عبد العاطي "روزا" منظمة فعاليات الحملة في متحف الحضارة وقصر عابدين وقاعة الدراما بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومحمد الدهشوري "سيلفر سكرين" الشريك الاستراتيجي والراعي الإعلامي، وشيرين بدر.

وتناولت الجلسات النقاشية التي أُقيمت داخل متحف الحضارة مواضيع هامة، منها الإرث الذي نتركه للأجيال القادمة، والتعليم، والتأثير الإيجابي والسلبي للذكاء الاصطناعي، وتحول عاطفة المرأة كقوة ناعمة مع التغيرات العالمية. وأشاد المشاركون في الجلسات بمصر كمهد للحضارة والفنون والثقافة والتسامح الديني.

أدارت الجلسات النقاشية وتولت الترجمة من مصر فينوس الريس والإعلامية الفرنسية الشهيرة نعومي ماسانجو.

ويشهد قصر عابدين مساء اليوم ثاني فعاليات حملة "مانحي الأمل العالمية"، حيث تُقام احتفالية "الجراند بول" الملكي للأمراء والأميرات تحت رعاية أمير موناكو ألبير الثاني، وذلك في مراسم ملكية يتم نقلها للمرة الأولى خارج أوروبا لتكون بمصر، وبحضور نادر من الأسر الملكية الأوروبية، ونجوم هوليوود، وأهم الأصوات الفنية والأوبرالية في العالم، إلى جانب شخصيات رفيعة المستوى من مصر وأوروبا.

كما تستعد مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة مساء غد الأحد 9 نوفمبر لاستضافة حفل ختام فعاليات حملة "مانحي الأمل" العالمية داخل قاعة الدراما.

وتشارك الفنانة الكبيرة صفاء أبو السعود، الرئيس الفني لحملة "مانحي الأمل العالمية"، بفقرة غنائية خاصة في حفل الختام، بالإضافة إلى قيادات فنية عالمية تشارك لأول مرة في مصر، منهم فريدريكو مارتييلو أعظم صوت أوبرالي في أوروبا، وإريكا بوتشينكو أيقونة سلسلة أفلام جيمس بوند، التي تقدم فقرة غنائية في حفل الختام، حيث يمثل حضورها الربط بين السينما العالمية والفن الإنساني الراقي.

كما تشارك السوبرانو ديليا جراس، سفيرة اليونيسيف، في حفلي "الجراند بول" بقصر عابدين وحفل الختام.

وتأتي إقامة مراسم "الجراند بول" في القاهرة تتويجًا للشراكة الثقافية والإنسانية بين موناكو وحملة "مانحي الأمل العالمية"، ليضع مصر في مركز الخريطة الملكية الثقافية العالمية.

طباعة شارك متحف الحضارة إطلاق فعاليات حملة مانحي الامل العالمية الاميرة بياتريس ماري كارولين لويز فرانسواز قرينة وزير الخارجية والهجرة فينيسيا مهرجاني كان

مقالات مشابهة

  • بحضور عالمي ملكي .. انطلاق فعاليات «مانحي الأمل العالمية» في متحف الحضارة | صور
  • باحثون: تغير لون البول قد يشير إلى بدايات فشل الكبد
  • نظام غذائي للوقاية من أمراض الكبد الدهنية
  • منتخب مصر للناشئين يُعيد الأمل في ظهور المواهب
  • صلاة الضحى.. اعرف موعدها وعدد ركعاتها وهل يجوز قضاؤها إذا فات وقتها؟
  • حارسات النار .. عشرة أعوام والمرأة اليمنية توقد شمعة الأمل
  • دراسة: الحناء قادرة على علاج أمراض الكبد
  • باحثون يحذرون.. مكون شائع في حياتنا اليومية مرتبط بتليف وسرطان الكبد
  • هل يجوز تأخير الصلوات الخمس وجمعها في آخر اليوم؟