غزة - صفا أطلق مركز غزة لحقوق الإنسان نداءً عاجلًا لتوفير لوازم الإيواء والأغطية والملابس الشتوية لمئات آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يعيشون في خيام بالية. وأكد المركز في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الاثنين، أن نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعيشون كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل غياب المأوى الآمن، ونقص الخيام، وندرة الأغطية والملابس الشتوية.

وأشار إلى أن عشرات آلاف الأسر لا تزال تقيم في خيام مهترئة لا تقيهم برد الليل ولا أمطار الشتاء، بينما تُحرم من أبسط احتياجات الحياة بفعل الحصار واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول مواد الإغاثة رغم مرور شهر على بدء وقف إطلاق النار. وقال منسق أعمال المركز والمتحدث باسمه محمد خيري: إن الوضع الإنساني بلغ مستويات غير مسبوقة من القسوة، خاصة في مناطق الجنوب والساحل التي تؤوي مئات آلاف النازحين. وأضاف أن النازحين يعيشون في ظروف تفتقر إلى أي حماية من البرد أو المطر، وسط انعدام شبه كامل لمواد التدفئة وغياب البنية التحتية اللازمة لتصريف مياه الأمطار، مما يهدد بتحول المخيمات إلى بؤر للغرق والأمراض الموسمية. وبيّن أن لم يتم تلبية سوى 23% من احتياجات المأوى الشتوي، ما يعني أن نحو 945,000 شخص يعيشون دون حماية كافية. وأشار إلى أنه وفق تقديرات الأمم المتحدة هناك 1.5 مليون شخص معرّضون للبرد والأمطار، نتيجة تأخر دخول مواد الإيواء، وأن نحو 74% من الخيام الحالية غير صالحة للسكن بسبب التآكل وسوء الجودة. ونقل باحثو المركز عن المواطن محمد حسن العرجا، وهو نازح على ساحل غزة قوله: "الناس تعاني من مخاوف دخول موسم الشتاء، نحن بحاجة ماسة إلى خيام جديدة وملابس وأغطية". وأضاف أن "معظم المناطق على الساحل غير مكفولة من أي جهة، والخيام الحالية مهترئة ولا تصلح للسكن، لا توجد وسائل تدفئة ولا مواد غذائية كافية." وأكد المركز أن هذا الواقع القاسي يعيشه مئات آلاف النازحين، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال فرض سيطرتها على أكثر من 50% من مساحة قطاع غزة، مانعةً حركة المدنيين وباحثي الإغاثة، ومقيدةً أي إمكانية للانتقال إلى أماكن أكثر أمانًا أو مناسبة للسكن. وأشار إلى أن الخيام لم تعد كافية لتوفير الحد الأدنى من الأمان الإنساني. ودعا إلى اعتماد الكرفانات كبديل أكثر فعالية يوفر حماية أفضل من البرد والمطر، ويحد من مخاطر الأمراض التنفسية وحالات الوفاة بين الأطفال وكبار السن، إلى جانب ضرورة المباشرة في تنفيذ خطة الإعمار والإيواء العاجل لمئات آلاف المشردين. وطالب المركز الحقوقي بفتح جميع المعابر فورًا والسماح بدخول مواد الإغاثة الشتوية الأساسية، بما في ذلك الكرفانات، الخيام، البطانيات، الملابس، الأغطية الأرضية، ومواد العزل. وحث على ضرورة توزيع عاجل وعادل للمساعدات وفق الأولويات، مع التركيز على الأسر الأكثر ضعفًا: الأطفال، كبار السن، المرضى، وذوي الإعاقة. ودعا إلى ضرورة تعزيز التمويل الدولي والإقليمي لتغطية الفجوة في احتياجات الإيواء الشتوي قبل تفاقم موجات البرد. وشدد على ضرورة ضمان الشفافية والعدالة في توزيع المساعدات من خلال تنسيق الجهود بين المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية. وأكد أن مواجهة الكارثة الإنسانية المقبلة تتطلب تحركًا عاجلًا يتجاوز البيانات والوعود، فالشتاء في غزة لا يعني انخفاض درجات الحرارة فحسب، بل يهدد حياة مئات آلاف المدنيين الذين يعيشون دون مأوى أو حماية. وقال إن إنقاذ الأرواح وتوفير الكرامة الإنسانية للنازحين مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، والسلطات المحلية على حد سواء. 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: غزة نازحين الشتاء

إقرأ أيضاً:

جحيم الخيام... ومستنقعات الأوبئة

 هروب السودانيين من محارق الدعم السريع بالفاشر وكردفان200 ألف مفقود.. و23 مليونًا فى مهب الفقر.. والجنائية تدعو لتوثيق الجرائم

«الجرائم التى ارتكبت فى الفاشر تفوق بكثير ما شاهدناه، وهى من أبشع جرائم عصرنا الحالى. سنبدأ التحقيق فورا».. لم تكن تلك الجملة لكبير محامى مكتب الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية كافية لوصف الفظائع التى ترتكبها ميليشيا الدعم السريع بإقليم شمال دارفور فى الوقت الذى كشف فيه مسئول بحكومة دارفور عن دفن جثامين أعدمتها الميليشيا نهاية أكتوبر الماضى فيما لا يزال مصير أكثر من 200 ألف شخص مجهولًا بالمدينة.

تزامن ذلك مع طوفان النزوح المر لآلاف السودانيين الهاربين من جحيم الدعم السريع التى تلاحقهم بالموت على الطرقات فيما شيدت الخرطوم عشرات المئات من الخيام بالولاية الشمالية لإيواء الضحايا وسط ظروف قاسية.

وأعرب مكتب المدعى العام فى المحكمة الجنائية الدولية عن قلقه البالغ من الجرائم التى يزعم ارتكابها فى مدينة الفاشر بشمال دارفور، والتى تعد ضمن الجرائم المنصوص عليها فى نظام روما الأساسى. وتأتى هذه الدعوة فى سياق استمرار الانتهاكات ضد المدنيين فى دارفور، حيث وثقت تقارير حقوقية محلية ودولية عمليات قتل ونهب واستهداف للمدنيين، ما يشكل تهديدًا متواصلا للأمن الإنسانى فى المنطقة.

وناشد مكتب المدعى العام جميع الجهات والأفراد تقديم المعلومات والأدلة المتعلقة بهذه الأحداث، فى خطوة تهدف إلى تعزيز التحقيقات وضمان محاسبة المسئولين عن الانتهاكات. وأكد المكتب أن التعاون الدولى أساسى لتحقيق العدالة ومنع إفلات مرتكبى الجرائم من العقاب.

كما تأتى هذه الخطوات فى ظل إدانة دولية واسعة من مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بينما لم تصدر المحكمة حتى الآن أوامر اعتقال محددة تتعلق بالأحداث الراهنة، لكن التحقيق مستمر بنشاط لضمان عدم إفلات مرتكبى الجرائم من العقاب. ووثقت منظمات حقوقية محلية ودولية انتشار المجازر والاعتداءات المباشرة على السكان المحاصرين، ما يزيد من حجم المأساة الإنسانية ويعقد جهود الاستجابة الطارئة والمساعدات الإنسانية.

وكشف تقرير بريطانى عن ارتكاب ميليشيا الدعم السريع مجازر بحق المدنيين فى السودان فى كردفان بعد سيطرتها على مدينة الفاشر. وقالت صحيفة «تليجراف» البريطانية، فى تقرير لها، إن الميليشيا ارهابية وبعد استيلائها على آخر معقل للجيش السودانى فى دارفور، شنت هجوما دمويا على بلدات ومدن فى إقليم كردفان وسط السودان.

وأوضحت الصحيفة أنه كما هو الحال فى الفاشر، كشفت التقارير عن أن مقاتلى الدعم السريع نفذوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة، واستخدموا أساليب التجويع فى سعيهم لاستعادة زخم الحرب الأهلية الدائرة منذ عامين ونصف العام، والتى عاثت فسادا فى إحدى أكثر ولايات إفريقيا اضطرابًا.

وبحسب الصحيفة من المرجح أن يؤدى التقدم نحو كردفان الذى سيقرب الدعم السريع من الخرطوم، إلى تعميق أزمة شردت الملايين من ديارهم، وربما أودت بحياة مئات الملايين، مشيرة إلى أن التقدم نحو كردفان سيقرّب قوات الدعم السريع من الخرطوم، عاصمة السودان.

وضربت الحرب البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتوقفت المستشفيات، وانقطع توفير المياه والكهرباء، ما زاد من تفشى الأمراض، بما فى ذلك الكوليرا وحمى الضنك خاصة فى ولايات دارفور.

وأعلن نائب منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة فى السودان، «أنطوان جرير» عن أن البلد الذى تضربه الصراعات الدموية تواجه منذ شهرين موجة جديدة من تفشى الكوليرا فى عدد من المناطق، من بينها دارفور، مشيرا إلى أن منظمتى يونيسف والصحة العالمية تعملان بالتعاون مع شركاء محليين لمواجهة هذا الوباء والحد من انتشاره. وأكد «جرير»، أن انتشار الأمراض يزيد معاناة السكان الذين يعانون أصلا من تداعيات الحرب والعنف، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تبذل جهودا مكثفة لتأمين المدنيين ومنع الاعتداءات ضدهم.

وأشار نائب منسق الشئون الإنسانية إلى أن مقاطع الفيديو التى توثق العنف ضد سكان الفاشر تعكس جانبا من حجم المأساة الإنسانية، مشددا على ضرورة جمع الأطراف السودانية على طاولة مفاوضات شاملة لوقف الانتهاكات المتكررة، وإنهاء معاناة المدنيين عبر حل سياسى دائم يحفظ أرواحهم وكرامتهم.

وارتفعت نسبة الفقر فى السودان إلى 71% من السكان، أى ما يعادل نحو 23 مليون شخص، وفق ما أعلن وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، «معتصم آدم صالح».

وأوضح أن الحرب المستمرة وما تبعها من أزمات اقتصادية وسياسية أدت إلى قفزة كبيرة فى معدلات الفقر التى كانت لا تتجاوز 21% قبل اندلاعها، مشيرا إلى أن الوضع يتطلب تنسيقا واسعا بين الحكومة والمجتمع المدنى والمؤسسات الإعلامية للحد من تداعيات الأزمة على الضحايا.

وأضاف أن خطة «المائة يوم» التى أطلقتها حكومة الأمل تشمل التحول الرقمى وتوسيع الخدمات الصحية والاجتماعية. وتتضمن إنشاء تسعة مراكز صحية نموذجية وستة مخيمات علاجية استفاد منها نحو 180 ألف سودانى.

ووصف «صالح» ما يجرى فى مدينة الفاشر بالكارثة الإنسانية بسبب جرائم الدعم السريع ضد المدنيين، مؤكدا أن حكومته ستعمل على تحقيق العدالة والقصاص للضحايا. وشدد على أن المتمردين غير مؤهلين لأى دور فى مستقبل بلاده، مجددا التزام الحكومة بمواصلة المقاومة وتحرير كل شبر من الأراضى السودانية.

وقال الوزير السودانى إن نحو 50 ألف نازح من الفاشر والخوى بحاجة إلى دعم اجتماعى عاجل وأوضح أن أكثر من 100 ألف نازح عادوا إلى مناطقهم الأصلية بفضل هذه الجهود، وأن ألف مشروع يجرى إعدادها فى الخرطوم لتشغيل الشباب الباحثين عن عمل. وتشمل برامج الوزارة أيضا تعزيز التغذية المدرسية، وإدخال 300 ألف أسرة جديدة فى التأمين الصحى، وتوحيد السجل الاجتماعى، واستمرار برامج العودة الطوعية، وتشغيل 150 ألف سودانى.

مقالات مشابهة

  • صور| إعصار فونغ وونغ يجتاز الفلبين مخلفا قتيلين ومئات آلاف النازحين
  • رئيس الوزراء: مشروع حياة كريمةيغطي 60 مليون مواطن فى آلاف القرى
  • جحيم الخيام... ومستنقعات الأوبئة
  • أزمة دوائية خانقة تهدد حياة آلاف المرضى في غزة وسط عجز غير مسبوق
  • الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية مع اقتراب الشتاء في غزة
  • “أوتشا” تحذر: مئات آلاف العائلات في غزة تواجه فصل الشتاء دون حماية أساسية
  • الأمم المتحدة: مئات آلاف العائلات في غزة تواجه الشتاء دون مأوى
  • بعد تدخل جراحي عاجل.. إنقاذ حياة مريض أجنبي بمجمع الأقصر الطبي
  • منظمات المجتمع المدني في غزة توجه نداء عاجلا للمساعدة لانتشال نحو 10 آلاف شهيد