الجزيرة:
2025-11-16@09:46:59 GMT

خيام النازحين في غزة تتحول إلى برك طين بسبب الأمطار

تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT

خيام النازحين في غزة تتحول إلى برك طين بسبب الأمطار

مع أولى قطرات المطر التي هطلت على قطاع غزة مع بداية المنخفض الجوي الأول هذا الشتاء تحولت مخيمات النزوح إلى برك من الطين، وغرقت عشرات الخيام التي تؤوي آلاف العائلات المشردة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.

وتجسد هذه المشاهد فصلا جديدا من المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع المنهك بالحرب والجوع والمرض، إذ لم تعد الخيمة ملاذا آمنا ولا المطر موسما للخير، بل صار كابوسا يطارد الأرواح المتعبة فوق ركام الألم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"النصر 45-47" هدية ترامب للشرع التي أشعلت فضول المتابعينlist 2 of 2شاب يثير الجدل بعد تلاوته آيات قرآنية عن فرعون داخل المتحف المصري الكبيرend of listطين يبتلع الخيام

في ساعات قليلة اجتاحت المياه خياما مهترئة بالكاد تصمد أمام الرياح، لتجرف ما تبقى من فراش النازحين ومقتنياتهم البسيطة.

وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع وصور تظهر أطفالا يرفعون أغطيتهم المبللة، وأمهات يحاولن إنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل خيام تحولت أرضياتها إلى مستنقعات طينية.

ليلة صعبة في قطاع غزة ، لا أعلم ماذا يمكنني أن أضيف أو كيف أختار كلماتي. وقف إطلاق النار جاء دون أن يتغيّر شيء في الوضع الإنساني لقطاع غزة. الخيام مهترئة، وسرعان ما انهارت مع أول موجة ماطرة، وإن لم تُواجَه هذه الكارثة فالقادم أسوأ، ولن تكون إلا البداية.

ماذا يعني أن تُوقف الموت… pic.twitter.com/KDUeplb3fY

— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 15, 2025

ومع ازدياد شدة الأمطار تصدرت وسوم "غزة تغرق"، و"شتاء النازحين"، و"غرق الخيام" منصات التواصل، حيث اتهم ناشطون إسرائيل بمواصلة حرب الإبادة بالتجويع والبرد والمرض من خلال فرض حصار خانق يترك مئات الآلاف تحت رحمة الطقس القاسي بلا مأوى حقيقي ولا أي مساعدة عاجلة.

وأكد ناشطون أن ما يجري هو الصورة الحقيقية لغزة في أول منخفض جوي، خيام تنهار فوق رؤوس ساكنيها، أرض تتحول إلى فخ من الطين والماء، ونزوح يتكرر داخل النزوح نفسه.

ومع لحظات الفجر الناس في غزة تصرخ وتبكي بعد أن غرقت خيامهم بالكامل من شدة الامطار وقوة الرياح

الوضع كارثي للغاية .. الناس تموت من البرد pic.twitter.com/yAfCkf91Gi

— MO (@Abu_Salah9) November 16, 2025

وفي مشاهد موجعة، أظهر مقطع متداول أطفالا يرتجفون من شدة البرد، بعضهم يبكي، وآخرون يرددون كلمات لا يُفترض أن يقولها طفل "الموت أهون من هذا".

إعلان

وفي مواجهة هذا المشهد تحاول الأمهات تغطية أطفالهن بقطع قماش ممزقة لا تدفع مطرا ولا بردا.

وذكر ناشطون أن الجميع في غزة يواجهون الكارثة وجها لوجه، بلا غطاء، بلا دعم، وبلا مكان آمن يلوذون به، مشيرين إلى أن ما يحدث ليس عجزا في الإمكانيات بقدر ما هو ترك متعمد لشعب كامل في مواجهة المطر والجوع والبرد.

وتساءل ناشطون: أين المنظمات الحقوقية الدولية؟! أين الأمم المتحدة ووكالاتها الإغاثية مما يحدث في غزة اليوم؟!

مشاهد تقهر القلوب

وفي تعليقات واسعة الانتشار، كتب مغردون أن ما يحدث في غزة الآن قد يكون أقسى مشاهد الحرب، فحتى الجراح قد تشفى بمرور الوقت، لكن رؤية أطفالك يغرقون وهم نيام أو تحول فراشهم إلى بركة ماء تترك جرحا لا يندمل، واصفين المشهد بأنه القهر الذي استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بدون مبالغة،

ما يجري في غزة الآن، وفي هذه اللحظة بالذات، يعتبر من أقسى مشاهد الحرب، إن لم يكن المشهد الأقسى على الإطلاق،

فقد يتعافى المرء من جراحه ومصابه، وقد ينسى ألمه بعد عام أو عامين أو حتى عشرة،

لكن، ما لا يمكن التصالح معه على الإطلاق ولا التعافي ولا النسيان، هو مشهد غرق…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) November 14, 2025

وأكد مغردون أن غزة -التي وُصفت دوما بالبطلة والصامدة- تعيش اليوم واحدة من أكثر مراحل الحرب فظاعة وقسوة، في ظل غياب تام لأي تدخّل عاجل أو مقومات أساسية للحياة.

وكتب أحدهم "فاجعة لا يصفها لسان، خيام النازحين الممزقة غرقت من شدة المطر، والناس المنهكون لا يجد مكانا يحميهم من هذا السيل الجارف".

غزة غرقت !

لا جدران تحمي، لا سقوف تردّ السماء،
هنا المطر لا يُطرق على الزجاج، بل يهوي مباشرة على الأرواح.
لا مبانٍ من حجر، بل خيام كُتبت لها الحياة فوق الطين والرماد،
على الأرصفة، في الطرقات، على بقع لم يعد فيها موطئ قدم لمأوى جديد.

مطر السماء في غزة
يهبط صبّاً فوق رؤوس… pic.twitter.com/gfHY5EuJ9z

— Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) November 15, 2025

وأضاف آخر واصفا لحظة تساقط المطر "يهطل المطر فنشعر بالرعب، أقوم مسرعا لأتفقد الخيمة وما حولها، أقدّر مواقع التسريب، أرفع الأغراض، نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، الضيق أهون من البلل، والبلل أهون من الغرق".

وكتب ناشط "بين الطين والبرد يعيش النازحون فصلا آخر من معاناة لا تنتهي في انتظار حماية لا تأتي ودفء لا يصل".

معاناة تتجاوز حدود الاحتمال

ووصف نشطاء ما يحدث في غزة بأنه كارثة تفوق الوصف، مؤكدين أن المشاهد التي تتساقط تباعا من داخل المخيمات تكشف حجم المأساة التي تعيشها العائلات النازحة.

وقالوا إن الخيام التي يفترض أن تكون ملاذا آمنا تحولت إلى فخاخ من الطين والماء، تنهار عند أول موجة مطر، لتترك الأطفال والنساء في مواجهة برد قاس لا يرحم.

وأشاروا إلى أن المطر لا يسقط على الأسطح كما في البيوت، بل يضرب مباشرة أجساد النازحين وأغطيتهم وأحلامهم الصغيرة، في حين تتشقق الأرض من تحتهم وتختلط بالدموع والبرد والجوع.

وأكد ناشطون أن الأمر أكبر من مجرد غرق خيام، بل هو انهيار كامل لأدوات الحياة الأساسية، وواقع يلخص حجم الألم الذي يعيشه سكان القطاع في كل دقيقة.

وهذا يا رعاك الله كان حال أهل غزة في أول أيام المنخفض الجوي في فصل الشتاء الذي حلّ وأكثر من 80% منهم في خيام بالية وبملابس مهترئة..
جاك العلم؟ pic.twitter.com/9PAQSpm8wl

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) November 14, 2025

كما شدد آخرون على أن ما يحدث ليس مجرد ظروف جوية قاسية، بل استمرار لحصار يخنق كل تفاصيل الحياة في غزة، ويدفع الناس إلى مواجهة شتاء بلا جدران وبلا حماية وبلا أدنى مقومات للبقاء.

إعلان

وفي ظل تفاقم الوضع دعا نشطاء ومنظمات محلية إلى تدخّل إنساني عاجل، محذرين من أن المخيمات المتهالكة قد لا تصمد أمام أي موجة مطر مقبلة، وأن آلاف العائلات تواجه خطر الغرق والبرد والتشريد مرة أخرى داخل نزوحها ذاته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وسم pic twitter com ما یحدث فی غزة

إقرأ أيضاً:

خيام النازحين في غزة تئن تحت الأمطار الغزيرة.. عربي21 ترصد المأساة (شاهد)

رصدت "عربي21" مأساة غرق خيام النازحين في قطاع غزة، السبت، بفعل أمطار غزيرة هطلت خلال الساعات القليلة الماضية، مغرقة آلاف الخيام بالماء، في ظل تعثر جهود الإغاثة، واستمرار منع الاحتلال إدخال مستلزمات الإيواء الأساسية.

ولليوم الثاني على التوالي، اجتاحت مياه الأمطار الناتجة عن المنخفض الجوي مئات خيام النازحين ومراكز الإيواء في القطاع، ما زاد من تفاقم الوضع الإنساني المأساوي المتراكم جراء عامين من حرب الإبادة الجماعية التي شنتها دولة الاحتلال.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وقالت النازحة إيلانة البراوي في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الخيمة التي تؤويها مع أطفالها قرب ميناء غزة، غرقت فجر السبت، بفعل هطول أمطار غزيرة.

ولفتت إلى أنها حاولت إنقاذ الأغطية وما توفر من فراش داخل خيمتها كي لا تُغرقها الأمطار، لكنها لم تتمكن بفعل غزارة الشتاء، إذ لم تقوى خيمتها المتواضعة على مواجهة الرياح والأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الساعات القليلة الماضية، ما تسبب في تمزق أجزاء منها.


وأضافت البراوي قائلة: "الوضع مأساوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أطفالنا شردوا الآن، هناك آلاف العائلات تعاني مثلي بعد غرق خيامهم (..) لم أكن أتخيل حتى في أحلامي أن يصل بنا الحال إلى هذا الحد.. نريد حلا عاجلا".



ولم يكن الحال أفضل، عند النازح في مدينة دير البلح، حسن درويش، فلم تستطع خيمته الصغيرة الصمود أمام الأمطار الغزيرة التي هطلت على قطاع غزة خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تمزقت خيمته المكونة من قطع قماش بالية، ما تسبب في غرق الفراش والأغطية وتشريد عائلته، التي أضحت تبحث عن مأوى جديد هربا من البرد القارس الذي بدأ يتسلل إلى قطاع غزة في هذا الوقت من العام.

ووجه درويش نداء خلال حديثه لـ"عربي21" مطالبا الجهات المختصة بضرورة التحرك سريعا لإغاثة المتضررين وتوفير الإيواء والملابس الشتوية لهم ولأطفالهم خصوصا مع اشتداد برودة الطقس.


وفي منطقة مواصي خانيونس، جنوب القطاع رصد مراسل "عربي21" غرق مخيمات إيواء بأكملها بسبب الأمطار الغزيرة، وتهالك الخيام المصنوعة من النايلون والقماش، بينما لم تسلم المنازل والمدارس المدمرة جزئيا من الغرق، حيث تسربت المياه من فتحات الجدران والأسقف ونزلت على النازحين داخلها في مشهد يعكس أوضاعا إنسانية صعبة وغير مسبوقة.



أزمة متفاقمة
وقالت "حكومة غزة"، الجمعة، إن المأساة الإنسانية التي يعيشها نحو 1.5 مليون نازح في القطاع تفاقمت بعد أن أغرقت الأمطار خيامهم البالية، وسط ظروف جوية صعبة.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، أن غزة تحتاج إلى "ما لا يقل عن 250 ألف خيمة و100 ألف كرفان كمأوى مؤقت لحين إعادة الإعمار، خاصة مع دخول فصل الشتاء واهتراء الخيام وانهيار المنازل الآيلة للسقوط التي يضطر المواطنون للمكوث فيها هرباً من غرق الخيام بمياه الأمطار أو اقتلاعها بفعل الرياح".

وشدد المكتب الحكومي على أن "الصمت الدولي أمام مماطلة إسرائيل في السماح بدخول المساعدات لم يعد مقبولًا"، محملا الجميع "مسؤولية ما ستؤول إليه أوضاع النازحين الذين باتوا في العراء".


وطالب البيان، الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع الهيئات المعنية "بالتحرك السريع لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية التي يحتاجها قطاع غزة، ورفع الصوت عاليا رفضًا لمماطلة الاحتلال وتسويفه في تنفيذ التزاماته".

ويعيش النازحون واقعا مأساويا بسبب انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.

ويتخذ معظم هؤلاء النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، فيما قدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93 بالمئة، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو: مأساة إنسانية في غزة.. الأمطار تحوّل خيام النازحين إلى برك من الماء
  • بلدية غزة: خيام النازحين تحولت إلى مصب لسيول الأمطار
  • مشاهد تكشف معاناة النازحين في غزة مع الأمطار الغزيرة (فيديو)
  • هيئة دعم فلسطين: مياه الأمطار غمرت خيام النازحين في غزة
  • خيام النازحين في غزة تئن تحت الأمطار الغزيرة.. عربي21 ترصد المأساة (شاهد)
  • مياه الأمطار تغرق مئات خيام النازحين في غزة
  • منخفض جوي يغرق خيام النازحين بمياه الأمطار والصرف الصحي
  • غرق خيام النازحين في غزة تغرق بسبب الأمطار.. والدفاع المدني يحذر من كارثة وشيكة
  • تحذيرات من تداعيات كارثية.. الأمطار تغرق خيام النازحين في غزة