موقع النيلين:
2025-11-16@10:36:48 GMT

(الأستاذة كوريا)

تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT

رغم صدق المقولة السودانية القديمة التي تقول احذر ثلاثة ( بونية الشاذ، ولسان العاهرة، وشلوت الترزي) إلا أنها للأسف كانت أحد الأسباب التي جعلت السودانيين يلتزمون الصمت أمام تصرفات الشواذ والعاهرات و هذا الصمت الطويل منح هذه الفئات مساحات كبيرة للتمادي، حتى أصبحت تستخدم السب والقذف كسلاح اساسي ضد كل من يجرؤ على انتقادها أو رفض سلوكها.

وللاسف بعد أن كانت هذه الفئات تعيش داخل دوائر مغلقة بإستحياء أصبحت اليوم حاضرة في كل المجتمعات بـكل( قوة عين ) بفضل تصالح المجتمع معها و تغاضيه عنها حتى بلغ الأمر أن يُطلق بعض الناس لقب الأستاذة على أشهر مومس في تاريخ السودان.

المفارقة أن هذه الشخصية القذرة نفسها، عندما اشتهرت بمقطع فيديو معروف، كنت الشخص الوحيد الذي دافع عنها، وقلت حينها إنها ليست سوى ضحية من ضحايا المجتمع و سياسة الدولة وما زلت عند موقفي حتى الآن فقد كانت طفولتها قاسية ومؤلمة حيث نشأت في بيت أسرة فقيرة متعففة، وكان والدها يعمل طوال النهار ليؤمّن قوت اليوم لهم ثم يعود ليلاً ليتشاجر مع زوجته تحت تأثير الخمر وتنتهي الليلة دائماً بالضرب والصراخ.

هذه البيئة القاسية دفعت ضحيتنا لقضاء معظم وقتها عند الجيران حيث وجدت هناك شيئًا من الاهتمام والحنان الذي افتقدته في منزلها لكن تلك كانت بداية المأساة إذ بدأت تتعرض للتحرش من أبناء الجيران فكبرت وهي تحمل في داخلها تشوهًا مبكرًا في فهم العلاقات والحدود ومع بلوغها وقعت في ايدى بعض رجال الشرطة المنحرفين ليتم استخدامها و إستهلاكها و استغلالها اسواء إستغلال حتى وقعت في شبكة دعارة لاحد القوادين المشهورين لتبدأ رحلتها الدولية الأولى بالسفر إلى إحدى دول الخليج لتمكث هناك أيامًا معدودة ثم تعود متخفية وراء ستار (التجارة) ومع مرور الوقت استقر بها المقام هناك حتى أصبحت تملك الرخصة الدولية لمهنتها القذرة.

عقب عودتها إلى الخرطوم بعد انتشار الفيديو الشهير، التقطتها عقلية أمنية قصيرة النظر و قامت بتسويقها لاستخدامها في تنفيذ أهداف قذرة، مقابل حذف مقاطعها المنتشرة وتنظيف سجلها القذر وبعد سقوط النظام وتبدل الوجوه الأمنية، ورثت جهات أخرى هذه الشبكات و رجحت مصالحها عليها حتى صار منزلها في الخارج ملتقى للنشطاء والسياسيين، وللأسف، لبعض العسكريين أيضًا و امتد نفوذ علاقاتها إلى مستوى مستشار أمني لرئيس إفريقي.
قصة هذه المومس واحدة من أكثر القصص إثارة وغرابة منذ ميلادها مرورًا بنشأتها وتحولاتها حتى ما آلت إليه اليوم من مكانة وهي تستحق أن تُروى كقصة متكاملة تحت عنوان (الأستاذة كوريا) بادق التفاصيل المثيرة وليس في ذلك إساءة أو تشهير لا سمح الله، بل محاولة جادة للإصلاح وحماية المجتمع من الانحدار فالأدب والدراما، حين يوضعان في الإطار الصحيح، يتحولان إلى أدوات توعية مجتمعية فعالة وكاملة.

بطلة القصة كما قلت ضحية مجتمع وسياسات فاسدة أنتجت أمثالها عبر التاريخ، لكن المؤسف، بل الفاضح جدًا، أن يُطلق عليها البعض لقب (الأستاذة) وأن تجد من بين الشيوخ من يرفع شأنها بينما تلتزم الدولة الصمت أمام تمدد نفوذها وعلاقاتها المتشعبة داخل أوساط الضباط وقادة المؤسسة العسكرية في ذات الوقت الذي تعمل فيه الدولة على فرض هيبتها، و بما أن الدولة منشغلة بمعركة الميدان اصبح واجباً علينا خوض معركة هيبة الدولة على هذا الفضاء الإسفيري.

ارجو جاداً من القراء ألا يجتهدوا في البحث عن الشخصيات الحقيقية المستترة وراء أحداث القصة حتى لا نعرض بعض الناس لأذى نفسي و يجن جنون البعض، فالهدف ليس مطاردة أو تحطيم الضحايا امثال (الأستاذة كوريا) بل كشف من يقف خلفها و يقودها كالضان للمسلخ فالمجموعات والأذرع التي تستغلها لصالح اهدافهم القذرة هم الجناة و التركيز يجب أن يكون على الجناة والمستغلين، وليس على من دفعتهم الظروف و الجهل إلى هذا المصير.
نزار العقيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الحادثة كانت مروعة..شقيق أحمد سعد يطمئن جمهوره على حالته الصحية

حرص الدكتور سامح سعد، شقيق الفنان أحمد سعد على طمأنة جمهوره بعد تعرضه لحادث سير في طريق العين السخنة.

وكتب سامح سعد على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك: “اشكر كل من تواصل معي او حاول التواصل ليطمئن علي شقيقي احمد سعد، الحادثة كانت مريعة لكن الحمد لله احمد سيكون بخير بفضل الله وكرمه . دعواتكم”.

وتعرض الفنان أحمد سعد لحادث سير على طريق العين السخنة خلال الساعات الماضية، ما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة.

وقالت زوجته علياء بسيوني ، أن أحمد سعد كان يقود سيارته بشكل طبيعي دون أي سرعة زائدة بعد إحياء حفل زفاف أمس بالقاهرة، وتم نقله حاليًا إلى أحد المستشفيات ويتواجد معه شقيقه عمرو سعد.

الحالة الصحية لـ أحمد سعد

وأكدت زوجة أحمد سعد أن الفنان سيغادر المستشفى بعد الاطمئنان على حالته الصحية.

طباعة شارك الدكتور سامح سعد سعد فيسبوك طريق العين السخنة علياء بسيوني عمرو سعد

مقالات مشابهة

  • الحادثة كانت مروعة..شقيق أحمد سعد يطمئن جمهوره على حالته الصحية
  • العلامة عبدالله: المجتمع المدني ليس بديلا عن الدولة
  • فقط في صعيد مصر… ذوو الهمم يقودون التنمية والتصنيع الزراعي وتنمية المجتمع المحلي
  • عاجل| مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الفظائع بالفاشر هي أخطر الجرائم التي كانت متوقعة
  • نانسي عجرم: أول حفلة غنائية لي كانت في مصر.. فيديو
  • رئيس الدولة يكرم 10 شخصيات بـ”جائزة أبوظبي” في الذكرى الـ20 لانطلاقها تزامنا مع عام المجتمع
  • رئيس الدولة يهنئ المكرمين بجائزة أبوظبي 2025
  • رئيس الدولة يكرِّم عشر شخصيات بـ «جائزة أبوظبي» في الذكرى العشرين لانطلاقها تزامناً مع عام المجتمع
  • حلاسة: “ألعاب التضامن الإسلامية كانت قوية وسعيد بالميدالية البرونزية”