انخفاض كبير بوفيات ”الشرقية“ المرورية.. والجامعات تقود مرحلة ”الوعي المستدام“"التنبؤ بالحوادث" مشروع طموح يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويتيح للجهات التدخل الاستباقي
كشف رئيس مجلس الجمعية السعودية للسلامة المرورية، الدكتور عبد الحميد المعجل، عن توجه استراتيجي وجذري لمعالجة تحدي النقل الثقيل، الذي يمثل خطراً كبيراً على السلامة المرورية ويتسبب في اختناقات مرورية، لا سيما في حاضرة الدمام والمناطق القريبة من الموانئ والمناطق الصناعية.


أخبار متعلقة بقيادة أمهات الضحايا.. تأهيل 200 سفيرة للسلامة المرورية بالشرقية50 % انخفاضاً في الحوادث.. تجربة ”الشرقية“ في السلامة المرورية تتحول إلى اتفاقية وطنيةولي عهد البحرين يستقبل رئيس مجلس الشورى ورؤساء المجالس التشريعية الخليجيةوأوضح المعجل في حوار مع "اليوم" أن الحل يتمثل في تفعيل النقل عبر القطارات بالتوازي مع إنشاء "موانئ جافة" تبعد مسافات استراتيجية تصل إلى 70 كيلومترًا عن الموانئ البحرية الرئيسة.
وشدد على أن هذه الخطوة ستُحدث نقلة نوعية في المنظومة اللوجستية، إذ ستضمن نقل البضائع والحاويات من الميناء البحري إلى الميناء الجاف عبر القطارات بنسبة 100%.
وبعد ذلك فقط، تتولى الشاحنات مهمة التوزيع من تلك الموانئ الجافة إلى بقية المناطق، مؤكدًا أن هذا الإجراء سيؤدي إلى "خفض هائل" في كثافة الشاحنات داخل المدن، وتقليل نسب الحوادث المرتبطة بها بشكل ملحوظ.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رئيس "السلامة المرورية": حل جذري للنقل الثقيل.. قطارات وموانئ جافة لإنهاء الخطر بالشرقية
ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية متكاملة للسلامة المرورية بدأت منذ عام 2014، وأثمرت عن نتائج وصفها المعجل بـ "المبهرة".
وأكد أن المنطقة الشرقية حققت انخفاضًا واضحًا ومستمرًا في الحوادث الجسيمة، وهو ما تعكسه الإحصاءات الرسمية، إذ تراجع معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية لكل 100 ألف نسمة من 15.9 في عام 2018 إلى 8.74 في عام 2024.
وأعرب المعجل عن تفاؤله بقدرة المملكة على بلوغ مستهدفات رؤية 2030 فيما يتعلق بخفض الوفيات المرورية خلال العامين المقبلين، مرجعًا هذا النجاح إلى العمل التكاملي بين جميع الجهات المعنية من المرور والأمانة ووزارة النقل والقطاعين الخاص والأكاديمي.. إلى الحوار:نبدأ بالحدث الأخير، دكتور عبد الحميد.. أطلقتم الورشة الثانية لأندية السلامة المرورية في الجامعات.. ما هي الفلسفة الاستراتيجية وراء هذا التركيز المكثف على الشباب والبيئة الجامعية؟الهدف الرئيس هو تفعيل الدور الجامعي في نشر ثقافة السلامة المرورية، نحن في الجمعية السعودية للسلامة المرورية نؤمن بأن الجامعة هي البيئة المثالية لصناعة الوعي الحقيقي والمستدام، لماذا؟ لأنها تتيح لنا الوصول إلى فئة الشباب، وهي الفئة الأكبر استخدامًا للطرق، سواء كسائقين جدد أو مشاة أو ركاب.
فالجامعة ليست مجرد مكان للتعلم، بل هي مصنع لتكوين القناعات وبناء الشخصية ومختبر للسلوك، ومن خلال هذه الأندية، نسعى لتحويل الطالب من مجرد "متلقٍ" للمعلومة التوعوية إلى مبادر وصانع لهذه الثقافة، نريد أندية طلابية فاعلة تنفذ برامج توعوية مبتكرة داخل الحرم الجامعي وخارجه.
وتأتي هذه الورشة الثانية امتدادًا للأولى التي أُقيمت قبل أربع سنوات وشهدت تفاعلاً كبيرًا.
أما النسخة الحالية، فنعتبرها مرحلة تطويرية، إذ لا نؤسس أندية جديدة فحسب، بل نوحد الرؤية ونبني هوية واضحة وموحدة لأندية السلامة المرورية على مستوى المنطقة، مع عرض تجربة نادي جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل كنموذج رائد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حركة النقل البري ذكرتم أن الورشة ركزت على محاور محددة.. ما هي في تقديركم المسببات الجذرية للحوادث التي تعملون على معالجتها؟
ركزنا في هذه النسخة على محورين رئيسين: الحوادث المرورية ومسبباتها، والعمل التطوعي ودوره في تعزيز الوعي.
أما المسببات، فوجدنا خلال النقاش التفاعلي مع الطلاب والطالبات أن ثلاثة أسباب رئيسة تقف وراء أكثر من 70% من الحوادث في المملكة:التشتت الذهني أثناء القيادة: وهو الأخطر، بسبب الاستخدام المتزايد للجوال.الجدال والانفعال داخل المركبة: ما نسميه القيادة العاطفية.عدم ترك مسافة آمنة: وهو سبب مباشر للحوادث المتسلسلة.
ونحن لا نعرض الأسباب فقط، بل نستمع للحلول المقترحة من الطلبة، فمعالجة المشكلة تبدأ من وعي الفرد، والشباب هم الأقدر على إيصال الرسالة بلغة تناسب المجتمع.مرت عشر سنوات على تطبيق استراتيجية السلامة المرورية في المنطقة الشرقية.. كيف تقيمون نتائج هذا العقد؟
النتائج مبهرة، فمنذ تبني لجنة السلامة المرورية هذه الاستراتيجية عام 2014، شهدت المنطقة انخفاضًا كبيرًا ومستمرًا في الحوادث الجسيمة والوفيات والإصابات.
وهذه النتائج ثمرة عمل تكاملي بين المرور والأمانة ووزارة النقل والجهات الحكومية الأخرى، إضافة إلى القطاعين الخاص والأكاديمي، وكانت برامج التوعية والتدريب والتحسينات الهندسية عوامل رئيسة في هذا النجاح.
الأرقام تتحدث: فقد تراجع معدل الوفيات لكل 100 ألف نسمة من 15.9 في 2018 إلى 8.74 في 2024، وأنا متفائل جدًا بأننا سنصل إلى مستهدفات رؤية 2030 خلال العامين المقبلين.لاحظنا توجهًا لاستبدال الإشارات المرورية بالالتفافات (U-turn).. كيف تقيّمون هذه الخطوة هندسيًا ومروريًا؟
هذه التجربة جاءت بعد دراسات ميدانية دقيقة، وبدأ تطبيقها في الرياض قبل نقلها للمنطقة الشرقية، وهدفها هو تقليل نقاط الصدام (Conflict Points) عند التقاطعات، إذ تحتوي الإشارات الضوئية على نقاط تصادم أكثر مقارنة بالالتفافات.
وقد أسهمت التجربة في خفض نسبة وشدة الحوادث في عدة مواقع، لكن ظهرت بعض التحديات المرتبطة بالازدحام في أوقات الذروة نتيجة ضيق بعض الطرق، ما يتطلب تعديلات هندسية إضافية، ومع ذلك، فإن التجربة ناجحة وتخضع للتحسين المستمر.ماذا عن معضلة النقل الثقيل؟ ما الحلول الجذرية المطروحة؟
وجود الشاحنات بكثافة يشكل خطراً على السلامة وانسيابية الحركة، والحل الجذري هو تفعيل النقل بالقطارات وإنشاء موانئ جافة تبعد 60–70 كيلومترًا عن الموانئ الرئيسة.
الفكرة هي تغيير كامل للمنظومة: تُنقل الحاويات بالقطارات إلى الميناء الجاف بنسبة 100%، ومنه تبدأ الشاحنات التوزيع، وهذا سيقلل الشاحنات داخل المدن بشكل كبير ويخفض الحوادث المرتبطة بها.ماذا عن كرسي أرامكو للسلامة المرورية؟ وما أبرز مخرجاته؟
كرسي أرامكو يركز على الدراسات التنفيذية التي توفر حلولاً قابلة للتطبيق فورًا، بعيدًا عن الدراسات الأكاديمية النظرية، وهو ذراع بحثي واستشاري للمرور والأمانة ووزارة النقل.
وقد أثمرت الشراكة بين جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وأرامكو عن أكثر من 70 دراسة متخصصة، نالت إشادة دولية، وأسهمت في تأسيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية وقسم هندسة النقل والمرور.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ​​​​​​​انخفاض كبير بوفيات ”الشرقية“ المرورية.. والجامعات تقود مرحلة ”الوعي المستدام“هل من أمثلة لهذه الدراسات النوعية؟
نعم، نفذنا حديثًا دراسة الأولى من نوعها عربيًا، شملت 200 حافلة مدرسية، واعتمدت على المراقبة بالفيديو لرصد السلوكيات الخطرة داخل الحافلات، سواء من السائق أو الطلاب.
وهذا النهج الاستباقي يساعد في معالجة المخاطر قبل وقوع الحوادث.وما أبرز تقنيات المستقبل التي تعملون عليها؟نعمل على تطوير نظام متطور لمراقبة يقظة السائق عبر علاماته الحيوية، في حال رصد علامات إرهاق، يصدر النظام تنبيهًا فوريًا، ما يمنع حوادث النوم والإرهاق.
كما نعمل على أنظمة لمراقبة استخدام حزام الأمان داخل المركبات، إضافة إلى تقنيات النمذجة لرصد النقاط السوداء في شبكة الطرق.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ​​​​​​​انخفاض كبير بوفيات ”الشرقية“ المرورية.. والجامعات تقود مرحلة ”الوعي المستدام“وماذا عن مشروع التنبؤ بالحوادث؟هذا مشروع طموح يعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالحوادث الوشيكة من خلال تحليل فيديوهات التقاطعات، فإذا رصد النظام أنماطًا متكررة من الاقتراب الخطِر أو الفرملة المفاجئة، فإنه يتنبأ باحتمالية وقوع حادث، ما يتيح للجهات التدخل الاستباقي.ما هي الخطوة القادمة لأندية السلامة؟ وما رسالتكم لمستخدمي الطريق؟
سننقل التجربة إلى جامعات المنطقة الوسطى ثم الغربية خلال الأشهر المقبلة، بهدف تأسيس شبكة وطنية من أندية السلامة المرورية.
أما رسالتي للمستخدمين: أنتم شركاء في صنع التغيير، والالتزام بالأنظمة ليس مجرد تجنب مخالفة، بل سلوك حضاري يحفظ حياتكم وحياة الآخرين، كونوا سفراء للسلامة في مجتمعكم.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: محمد السليمان الدمام السلامة المرورية المرور المرور السعودي مرور الشرقية الطرق حوادث الطرق الحوادث المرورية حوادث المرور النقل الثقيل النقل لجنة السلامة المرورية للسلامة المروریة السلامة المروریة article img ratio img object position

إقرأ أيضاً:

وزير الطيران المدني يشارك في الاجتماع الوزاري للمفوضية الأفريقية على هامش مؤتمر الإيكاو- 2025 ICAN

شارك الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، في الاجتماع الوزاري للمفوضية الأفريقية للطيران المدني (AFCAC)، الذي عُقد بمدينة بونتا كانا بجمهورية الدومينيكان، على هامش مؤتمر منظمة الطيران المدني الدولي (ICAN 2025)، بمشاركة السيدة أديفونكي أدييمي الأمين العام للمفوضية، وعدد من وزراء النقل والطيران ورؤساء هيئات وسلطات الطيران المدني بالدول الأفريقية.

ويأتي الاجتماع بالتزامن مع الذكرى السادسة والعشرين لاعتماد قرار ياموسوكرو (YD)، الذي نظمته مفوضية الطيران المدني الأفريقية تحت شعار: "توسيع الخطوط الجوية داخل إفريقيا - جني ثمار السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي (SAATM)"، بهدف تعزيز التكامل الجوي بين الدول الأفريقية ودعم تنفيذ السوق الموحدة للنقل الجوي، أحد أبرز مشاريع الاتحاد الافريقى لتحقيق الربط الاقتصادي بين دول القارة السمراء.

كما تم عقد حلقة حوار وزاري رفيع المستوى حول اليات ربط وتطوير الخطوط الجوية الأفريقية ودورها في دعم الاتصال الجوي والنمو المستدام، بمشاركة ممثلين عن منظمة الإيكاو، وشركات الطيران، والمطارات، والمؤسسات التمويلية وشركاء التنمية.

وناقش الوزراء وممثلو الدول أولويات تطوير قطاع الطيران بالقارة، وتسهيل حركه تنقل الأفراد والبضائع وتوحيد السياسات الإقليمية، بما يعزز التكامل القاري والنمو المستدام لصناعة النقل الجوي.

وفي هذا السياق أكد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني أن اتفاقية ياموسوكرو تمثل حجر الأساس لتحقيق السوق الأفريقية الموحدة للنقل الجوي، مشيرًا إلى أنها من أهم أدوات التكامل الاقتصادي، لما توفره من فرص لزيادة الحركة الجوية، وتنشيط حركه الركاب والبضائع بما ينعكس على التجاره و السياحة، وجذب الاستثمارات.

وأوضح الحفني أن تحرير النقل الجوي وتطبيق مبدأ السماء الموحدة يتطلب معالجة التحديات التنظيمية والفنية وتطوير البنية التحتية، مع تعزيز التعاون بين سلطات وشركات الطيران الوطنية لضمان منافسة عادلة وتنمية مستدامة للقطاع.

وأضاف وزير الطيران المدني أن مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بتفعيل اتفاقية ياموسوكرو ودعم جهود المفوضية الأفريقية للطيران المدني في تنفيذ مبادرة السوق الموحدة للنقل الجوي، مؤكدًا أن تبني سياسات موحدة بين الدول الأعضاء تعد عوامل حاسمة لتطوير منظومة الطيران بالقارة.

مشيرا إلى أن تحقيق الربط الجوي بين العواصم الأفريقية يشكل نقطة تحول في مسار التنمية الشاملة، مع اهميه ضمان معايير السلامه الدوليه والإقليمية مشددًا على أن مصر ستظل شريكًا فاعلًا في دعم الجهود الأفريقية لتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 في مجال الطيران المدني.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للنقل يؤكد أهمية تكاتف الجهود للحد من حوادث السير
  • بوغالي: ترسيخ ثقافة السلامة المرورية مسؤولية جماعية
  • مصر للطيران تستضيف اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للنقل الجوي بالقاهرة في مارس
  • 4 أخطاء لا تقع فيها.. نصائح السلامة المرورية عند الإشارات الضوئية
  • الداخلية تطلق حملة توعوية لتعزيز ثقافة السلامة المرورية لدى محبي رياضة السيارات والدراجات
  • عاجل: حجز وغرامات.. ضبط 1383 مخالفًا لممارستهم نقل الركاب دون ترخيص
  • خلال أسبوع.. ضبط 1383 مخالفًا لممارستهم نشاط نقل الركاب دون ترخيص
  • هيئة النقل” تضبط خلال أسبوع 1383 مخالفًا لممارستهم نشاط نقل الركاب دون ترخيص
  • وزير الطيران المدني يشارك في الاجتماع الوزاري للمفوضية الأفريقية على هامش مؤتمر الإيكاو- 2025 ICAN