في كل يوم يظهر الفرق الشاسع بين " فلاديمير بوتين" رجل روسيا القوى الذى يتسم خطابه بالشفافية والوضوح، ونظيره الأمريكى "دونالد ترامب" الذى اعتاد على أن يزايد ويبالغ ويراوغ ويعيش مع ما يروجه من أكاذيب وادعاءات يتهم فيها روسيا بمحاولات التوسع والاستيلاء على أراضى الغير، والسعي نحو إقامة الامبراطورية. وكلها تهم باطلة لجأ اليها الغرب المريض ـــ الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ــ بعد أن خلط الأوراق وقلب المعايير حيث إن روسيا براء من هذه الاتهامات.
الغرب بقيادة الولايات المتحدة هو الذي يسعى نحو التوسع والاستيلاء على أراضي الغير، ويمعن في إقحام نفسه في الشأن الداخلي للدول. ولعل ما يحدث حاليا في الساحة الدولية يعد خير شاهد على تورط الغرب في سياسات عقيمة هدفها الرئيسى هو التربص بالدول عبر سيناريوهات عبثية نسجها الغرب على غرار إنتاجه للجماعات الإرهابية وزرعها في المنطقة، ودعمها بكل السبل من أجل إشاعة الفوضى ليظفر في النهاية بالغنيمة.على حين جاء أداء الرئيس "فلاديمير بوتين" بمثابة رسالة جادة ضد سياسة الولايات المتحدة الساعية إلى فرض هيمنتها على العالم بأسره وتقسيمه والانفراد بقرارات نسجتها بعيدا عن الشرعية. وهكذا ظهرت الولايات المتحدة كشر مستطير يحرك روافد الإرهاب في دول العالم. ولم يكن هذا غريبا حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية هى التى صنعت من قبل تنظيم القاعدة كى يكون أداة ضد الاتحاد السوفييتي.
كان " بوتين" على حق عندما قال بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي كانت وراء ما يسمى بتنظيم " داعش"، فهي المسؤولة عن ظهوره وتسليح وتمويل عناصره لينتشر فى مسرح عمليات واسع يمتد من شمال ووسط سوريا إلى وسط العراق. فما كان لهذا التنظيم أن ينتشر وتصبح له السطوة والهيمنة إلا إذا كانت وراءه قوة كبرى محركة كالولايات المتحدة التي تملك القدرة على التخطيط له و إمداده بمعلومات استخباراتية مكنته من إحراز تقدم على الأرض. الأمر الذى أكد أن الولايات الأمريكية غير جادة في محاربة الإرهاب رغم قيادتها للتحالف الدولي الذي يضم ستين دولة بدعوى القضاء على داعش.
لجأت أمريكا إلى الخداع واتخذت الحرب على " داعش" ستارا تخفى وراءه أهدافا تسعى إلى تحقيقها في المنطقة يتصدرها إضعاف الدول العربية والإسلامية، واستنفاد قدراتها العسكرية، فكان أن اتخذت من " داعش" وسيلة لتحقيق ما سعت إليه منذ مارس 2011 ألا وهو إسقاط النظام السورى وتفتيت الدولة توطئة لتقسيمها. ولهذا كان الرئيس "بوتين" على حق في تصويره الولايات المتحدة الأمريكية كدولة مسكونة بغريزة الهيمنة على العالم، ومن ثم نشطت لتنفيذ ذلك عبر استخدام القوة والضغط الاقتصادي والدعائى ونسف القانون، والتخلص من الأنظمة التي لا ترضى عنها. ومضت في تبني استراتيجية ترتكز على تقسيم دول المنطقة ليصب ذلك في مصلحة إسرائيل، أوثق حلفائها. إنها الولايات المتحدة الأمريكية التى خيل إليها أنها سيدة العالم بلا منازع. وهو وضع يتيح لها فعل كل ما تريد فعله لتحقيق مصالحها دون مراعاة لأى قوانين أو أعراف. ويأتى ذلك بعد أن غدا ديدنها انتهاك الشرعية الدولية علنا دون حساب أو عقاب أو مساءلة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
رغم انتهاء الإغلاق الحكومي.. ما تداعياته الاقتصادية على الولايات المتحدة؟
ويعد سوق الوظائف الأكثر تأثرا بالإغلاق، فضلا عن توقعات بانخفاض النمو الاقتصادي الإجمالي بأكثر من نقطة مئوية.
Published On 14/11/202514/11/2025|آخر تحديث: 12:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:45 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ