صحيفة سعودية: إيران تعيد شهلائي إلى صنعاء لاحتواء تصدع الحوثيين
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
قالت صحيفة الشرق الأوسط إن إيران دفعت خلال الأسابيع الأخيرة بثقلها العسكري والأمني لدعم مليشيا الحوثي في صنعاء، في محاولة لإعادة ترميم نفوذها وتعويض خسائرها في لبنان وسوريا، عقب التطورات الإقليمية المتسارعة والضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع شديدة الحساسية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية رفيعة في صنعاء وعدن قولها إن طهران أعادت القائد البارز في «الحرس الثوري» الإيراني عبد الرضا شهلائي إلى اليمن بعد عام من مغادرته، بهدف الإشراف المباشر على إعادة بناء المنظومة الأمنية والعسكرية للمليشيا، وتجاوز آثار الضربات التي أدت إلى مقتل رئيس حكومتها وتسعة وزراء ورئيس أركان قواتها وعدد من القادة.
وحسب المصادر فإن الضربات الإسرائيلية أظهرت انكشافاً أمنياً غير مسبوق داخل الجماعة، مسّ صورتها أمام مناصريها بعد سنوات من الادعاء بقدرتها على إفشال أي اختراق. هذا الانكشاف ترافق مع صراع داخلي متصاعد بين أجنحة المليشيا على السلطة والمال، وسط احتقان شعبي نتيجة اتساع رقعة الفقر.
وأكدت أن فشل عناصر «الحرس الثوري» المتواجدين في اليمن في التعامل مع الاختراقات دفع طهران إلى «تسريع إجراءات الدعم» وإعادة مسك الملف الأمني بقبضة مباشرة عبر شهلائي.
كما تم الدفع بخطة لتطهير أجهزة المخابرات التابعة للمليشيا بذريعة وجود «اختراقات عالمية»، وتولّى تنفيذها علي حسين الحوثي بدعم من يوسف المداني، ما أدى إلى تفجّر صراع حاد مع القيادي عبد الله الرزامي الذي يحتفظ بقوة عسكرية ضخمة في جنوب صنعاء ويُوصف بأنه «دولة داخل الدولة الحوثية».
في المقابل، يشهد جناح وزير داخلية المليشيا، عبد الكريم الحوثي، حالة من الغياب منذ أغسطس الماضي، في ظل اتهامات متبادلة داخل أجهزة الأمن والمخابرات بشأن مسؤولية الاختراقات التي أدت إلى مقتل قيادات بارزة، بينها حادثة استهداف أحد المخابئ التي كان يستخدمها عبد الملك الحوثي في صعدة.
وتشير منصة «ديفينس» إلى أن قرار إعادة شهلائي جاء لسدّ «الفراغ الاستراتيجي» الذي خلّفه مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، الذي كان يعدّ المرشد الأبرز لعبد الملك الحوثي وصاحب التأثير الأكبر على قراراته.
وتقول المصادر إن الحوثي فقد بغياب نصر الله مرجعيته الأساسية، وإن خطابه الأخير في بيروت عكس تعطشه لدور إقليمي يفتقر لأدواته وخبرته.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن إيران الحوثي صنعاء
إقرأ أيضاً:
«السنيورة»: ليس حزب الله وحده المسؤول عن الأزمة التي تعيشها لبنان اليوم
أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن تحميل جهة واحدة مسؤولية الأزمة التي تعيشها لبنان اليوم هو أمر غير واقعي، لافتا إلى أن «تغوّل» حزب الله في المشهد اللبناني ليس بمفرده السبب الرئيس في ما يعيشه لبنان اليوم، وأن هناك قوى داخلية أخرى ساهمت في الأزمة.
وأوضح السنيورة خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج «الجلسة سرية»، على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ما وصل إليه لبنان هو نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، من بينها سعي حزب الله إلى بسط سلطته على البلاد، مضيفا: «يمكن تشبيه لبنان بفيلا يسيطر حزب الله على أسوارها وحدودها، ويدير النظام القائم فيها، بينما تسكن داخلها أحزاب وفئات مختلفة، الحزب ينسّق مع هذه القوى ويوزّع المكاسب والمصالح بينها، لكن الجميع يُقرّ بسلطته التي حلّت محلّ سلطة النظام السوري في الماضي».
وأضاف السنيورة أن حزب الله أصبح الجهة التي تتحكم بتوزيع المكاسب والمغانم والعقوبات داخل لبنان، مشيراً إلى أن وجود الحزب المسلح كان مبرَّراً حتى عام 2000 في إطار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1978 وتكرّس عام 1982، قبل أن يكتمل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، مضيفا: «حتى في تلك الفترة، لم أكن مقتنعاً بتلك التبريرات، لكن الظروف حينها فرضت واقعاً معيناً».
وأشار السنيورة إلى أن اتفاق الطائف عام 1989 نصّ صراحةً على إنهاء كل القوى المسلحة خارج إطار الدولة، غير أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي حينها حال دون تطبيق ذلك بشكل كامل، قائلا: «بعد الانسحاب، احتكر حزب الله العمل المقاوم وألغى أي محاولات أخرى، وأصبحت مرجعيته واضحة — إيرانية بالكامل، هذا ليس اتهاماً مني، بل أمر أعلنه حسن نصر الله بنفسه في أكثر من مناسبة، وهكذا، بات النفوذ الإيراني هو الذي يفرض وجوده وسلطته على لبنان».
اقرأ أيضاًالصحة اللبنانية: استشهاد مواطن في غارة إسرائيلية بصيدا جنوب البلاد
رئيس مجلس النواب اللبناني: «لا حرب ولا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل»
استشهاد لبناني في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان