موقع النيلين:
2025-06-27@17:07:58 GMT

حكاية حميدتي ..البعاتي وزفة الموت!

تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT

حكاية حميدتي ..البعاتي وزفة الموت!


البعّاتي وزفة الموت!
بقلم: أويس الجلبي – إعلامي
في عام 2006 كنت أتجول في بعض الأحياء القديمة ببغداد، كانت الحرب الطائفية تستعر ورائحة الموت تعم العاصمة وبقية المدن، في هذا الجو سمعت صوتا لموسيقى شعبية تُعزف عادة في الأعراس، وقد استغربت الأمر لأن الضحى ليس وقتًا مألوفاً لمثل ذلك.

قادني الفضول لتتبع الصوت ولما اقتربت كانت المفاجأة، جنازة محمولة على الأكتاف تتقدمها فرقة العزف الشعبي مؤدية أهازيج الفرح ومعزوفاته الراقصة!.

سألت أحد الأصدقاء عن سر الأمر فقال: إن بعض العائلات في الأحياء القديمة البغدادية إن مات ابنها قبل الزواج أشفقوا على وفاته دون أن يشهد زفافه ولذلك يزفون جنازته كنوع من إمتاعه والوفاء له قبل دفنه!.

حضرتني هذه القصة وأنا أتابع منذ مدة الجدل حول حياة حميدتي، وصولا للتصريح الذي أدلى به أحد السفراء وعبارة #البعاتي التي استخدمها خلال مقابلة مع الجزيرة ثم مقابلة البرير التي عبر فيها عن قناعته بحياة الرجل، وللمفارقة فإن فرضية موت حميدتي يتبناها كثيرون ومنهم شخصيات كبيرة أستغرب سلوكهم هذا الاتجاه.

الشاهد في الأمر أن الحكم على حياة حميدتي وموته غير مرتبط بظهوره في الإعلام من عدمه، بل إن الشخصيات التي يكون لها أثر أمني غالباً ما يصاحب موتها زفة على غرار زفة الجنازة المذكورة أعلاه، وغير بعيد عنا حدث مقتل يفغيني بريغوجين وطبيعة التغطية الإعلامية التي رافقته. فحقيقة هذه الشخصيات أن وجودها الفعلي أو عدمه ليس هو المهم بل المهم هو انفضاض الشركاء والداعمين واتخاذ القرار بإبعاد الشخصية عن مسرح الأحداث، فلا يهمنا الآن هل مات بريغوجين حقيقة أم لا، ولكن المهم هو أن دوره كقائد لفاغنر قد انتهى، وأن فاغنر نفسها تجري الإجراءات لتحييدها عن المشهد في مواقع كثيرة لتحل محلها جهات أخرى.
مثال آخر للتقريب هو بن لادن – مع الفارق بينه وبين حميدتي- فعلى الرغم من التقارير الكثيرة التي كانت تتحدث عن وفاته بالمرض، أو أنه لم يعد قادراً على قيادة تنظيمه لفترة طويلة، إلا أن خطاب أوباما في مايو 2011 وحديثه عن قتل الرجل بعملية عسكرية في باكستان وما صاحبه لاحقا من توقف الإعلام الأمريكي عن مناقشة دور بن لادن هو الذي مثل نهاية قصة الرجل.
إذن بالنسبة لحميدتي يبقى الرجل حيًّا حُكمياً ما دام الرعاة الإقليميون يتعاملون مع وجوده كحقيقة ويستقبلون ممثليه، أما موته فلابد أن تتم له زفة معتبرة يُسدل فيها الستار على الرجل. وما سوى ذلك فكل ما يُقال تهويمات وأمانٍ يُخدَّر بها الناس، في الوقت الذي ينبغي عليهم أن يتهيؤوا لأشكال أخرى، فماذا لو أُعلنت وفاة حميدتي الشخص مع بقاء حميدتي المتمرد كمنظومة يقودها أي أحد من الناس ويفاوض ليفرض أجندة معينة!.

ربما يرى البعض بأن شخصية حميدتي القبلية هي الفاصلة في موضوع الدعم السريع، والصحيح أن الفاصل هو المال الذي كان يوزعه حميدتي، فلو توفر شخص آخر يتمتع بنفس المقدرات المالية حين ذلك يكفي جميع مقاتلي الدعم السريع وواجهاته السياسية أن يقرؤوا الفاتحة على المرحوم ثم يواصلوا مع الراعي الجديد.

ملاحظة لغير السودانيين: البعاتي هو الشخص الذي يعود من الموت وأقرب توصيف معروف له في الأفلام هو الزومبي!

بقلم: أويس الجلبي – إعلامي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

قراءة في خطاب حميدتي

في تسجل مكتوب عليه مباشر في قناة الجزيرة قدم حميدتي خطابا اعتذاريا استجدائيا . اعتذر لمصر بصورة مبطنة عن اتهامه لها بالمشاركة في ضرب جنوده في المرة السابقة و التي تحدث فيها بتشنج واضح ، الا انه في هذه المرة قال ان مشكلته مع مصر يمكن حلها بالتفاوض و الحوار، دون أن يذكر طبيعة المشكلة او يلمح لها . أيضا حاول طمأنتها من وجوده في المثلث ، و لمح بأن وجوده سيقلل التهريب و تجارة المخدرات فإن لم يفيد مصر لا يضرها …
و في تلميحات لعزمه احتلال الولاية الشمالية بث تطمينات للأهالي بأنه لا يستصحب الشفشافة معه في هذه المرة ، و في ارتباك واضح قال بأنهم لا يعرفون هؤلاء الشفشافة …
إدعاءاته المتناقضة المتكررة ظهرت مرة أخرى في أنه يريد السلام و الحوار كما يقول ، و في نفس الوقت يريد احتلال الولاية الشمالية و يطمئن أهلها بأنهم لن يشفشفوهم . و هذا يناقض ما ظل يكرره في اللقاء بأن الحرب مفروضة عليه ، لم يحدد من الذي فرضها لكنه ظل يلمح و يهضرب بالكيزان، و لم يوضح لنا كيف يفرض عليه الكيزان احتلال الولايات الشمالية التي يلمح باحتلالها قريبا !.
خطابه لم يكن تصالحيا مع مصر فقط لكن حتى مع الحركات المسلحة التي ذكرها في حديث عابر بأنهم سيتقبلونها وقتما تنحاز اليهم .

واصل أكاذيبه و تناقضاته في ان الجيش ظل يستعد لهذه الحرب طيلة أربعة سنوات و في نفس اللحظة يقول بأن الجيش و جميع معاونيه لا يساوون سرية في تلميح لقلة العدد و ضعف الامكانيات . و ينسى ان السودانيين شهود على استعداداته التي استمرت منذ سقوط البشير
رسائل لجنوده بأنهم سيدفعون المرتبات المؤجلة بما في ذلك دفع رواتب الشهداء ، الا انه عاد وقال بأنهم سيبدأوون في حصر الشهداء – لا أدري هل سيحصرون الشفشافة الذين نفقوا، ام انه لا يعرفهم كما يدعي ! .

في حديثه عن دولته الجديدة أشار إلى الموارد التي تذخر بها من بترول و صمغ و ذهب و سياحة في جبل مرة ، و في لحظة اندفاع أراد أن يقول بأنهم سيوقفون انسياب البترول الا انه تراجع و تحدث عن جنوب السودان ، في إشارة بأن عقله الباطن تذكر بأن الجزء الأكبر هو بترول الجنوب و يمر بالمصفى ثم بورتسودان ، لذا حول الحديث إلى انهم سيحتلون البحار كل البحار …
حميدتي كان يبعث برسائل لتوطيد دولته الجديدة إلى الجيران و الإقليم . و لم يغفل كعادته عن ذكر الكيزان المجارمة و البرهان و زمرته و غيرهم ممن يرى انهم يحدون من طموحه و يضعون له حدا ملموسا من العراقيل التي نقلته من الرجل الثاني داخل القصر الى هارب في الفيافي يظهر بين الفينة و الأخرى …

رداءة المونتاج و الإخراج توحي بأن من يقومون بتصوير و إخراج هذه اللقاءات عبارة عن هواة غير متخصصون .

سالم الامين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كيف احتلت الجامعات المصرية مراكز عالمية | حكاية تطور التعليم العالي بعد 30 يونيو
  • إرث حسيني تتوارثه الأجيال.. مشاعل النار تسرد حكاية عزاء الكوفة التاريخي (صور)
  • “صد الكارثة بجسده”| حكاية مهندس تحول إلى “بطل” واقعة تفجير كنيسة دمشق.. ماذا فعل؟
  • صعب يخلف وتعبان دائما الأبرز.. تأثير نقص حمض الفوليك على صحة الرجل
  • مستشار حميدتي.. مستعدون للحوار مع الحكومة إذا توفرت الجدية
  • قراءة في خطاب حميدتي
  • شاهد بالفيديو.. نشطاء يثبتون استخدام إعلام المليشيا لتقنية الذكاء الإصطناعي في مقطع “حميدتي” الأخير الذي قيل أنه من دارفور ويكشفون عن الخطأ الساذج في الفيديو
  • حكاية موت يتكرر في غزة: أشرف شبات وعماد عبد الجواد 
  • أمين الإفتاء يكشف أعظم حقوق الزوجة على الرجل
  • مشهد قاسٍ في شارع تركي يشعل الغضب