الكشف عن أسباب إعياء الإنترنت والوقاية منه
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
أميرة خالد
أوضح موقع Real Simple، أن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات أكثر من أي وقت مضى، ربما يتسبب في شعور متزايد بالملل، لا تقتصر آثاره السلبية على مجرد ألم في الرقبة، بل إنه يتسبب في المعاناة من المرض حرفيًا.
ويسبب نشاط الشاشة خاصةً لفترات طويلة، ما يسمى “الإعياء السيبراني” cybersickness، وهي ظاهرة تشبه دوار الحركة التي تؤدي إلى مشاعر حقيقية للغاية من الغثيان وضبابية الدماغ والدوخة والصداع النصفي.
في حين أن “إعياء الإنترنت” كما يطلق عليه أيضاً يصيب بعض الأفراد بشكل أسوأ أو في كثير من الأحيان أكثر من غيرهم وقد يبدو من المستحيل تجنبه في هذا العصر الرقمي المفرط، إلا أن هناك بعض الطرق المفيدة للحد من استخدام الشاشة ومعالجة إحساس الشخص المزعج للغاية بالشعور بدوار البحر في مكتبه.
وأوضح الخبراء أن إعياء الإنترنت يشبه دوار الحركة بعدة طرق، إذ يمكن أن يشعر الشخص بالغثيان وألم في الرأس، وفي بعض الحالات، ربما يشعر الشخص بالدوار أو ضبابية الدماغ.
وقال البروفيسور جيليان إسحاق راسل، المعالج نفسي في بولدر بكولورادو: “يحدث دوار الإنترنت عندما يتلقى الدماغ رسائل مفادها أن الشخص يتحرك – على سبيل المثال، من خلال شاشة وامضة – بينما هو في الواقع ساكن، وتسمى تلك الحالة الصراع الدهليزي البصري.”
ويعتبر الحل الواضح لمرض “دوار الإنترنت” هو تجنب الشاشات، لكنه ربما يكون أمرًا مستحيلا وغير محتمل تنفيذه في مجتمع اليوم. لذا، فإن المفاتيح هي اتخاذ خطوات وقائية ووضع خطة واقعية للحد من وقت استخدام الشاشات حيثما أمكن ذلك.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الصداع النصفي دوار البحر دوار الحركة
إقرأ أيضاً:
مثل البشر.. الزرازير الأفريقية تُكوّن صداقات طويلة الأمد
كشفت دراسة حديثة نشرت يوم 7 مايو/أيار في دورية "نيتشر" أن طيور الزرزور الأفريقي لا تكتفي بمساعدة أقاربها من أجل الحفاظ على الجينات، بل تبني علاقات تعاون طويلة الأمد مع طيور غير مرتبطة بها وراثيا، في سلوك اجتماعي يشبه إلى حد بعيد "الصداقات" التي ينسجها البشر مع غير ذوي القربى.
استندت الدراسة إلى بيانات سجلت على مدى عقدين من الزمن، من عام 2002 حتى 2021، في بيئة السافانا القاسية بشرق أفريقيا.
يقول المؤلف المشرف على الدراسة داستن روبنشتاين أستاذ علم سلوك الحيوان في جامعة كولومبيا الأميركية في تصريحات للجزيرة نت "إن مجتمعات طيور الزرزور لا تقتصر على عائلات مترابطة جينيا، بل تضم مزيجا من الأفراد المرتبطين وغير المرتبطين، يعيشون معا على نحو يشبه المجتمعات البشرية".
ويوضح روبنشتاين أنه لطالما عرف العلماء أن الحيوانات تميل إلى مساعدة أقاربها؛ في سلوك يعرف باسم "اصطفاء القرابة"، لدعم انتشار جيناتهم. لكن السلوك الذي أظهرته طيور الزرزور يشير إلى درجة أعلى من التعقيد الاجتماعي، فهي تساعد طيورا لا تربطها بها صلة قرابة، على نحو منتظم وعلى مدى سنوات، وذلك يدل على وجود نوع من "التبادلية" أو المعاملة بالمثل.
إعلانلكن إثبات أن الحيوانات تساعد غير أقاربها بدافع تبادلي كان مهمة شاقة للعلماء، نظرا لصعوبة جمع بيانات كافية على مدى فترات زمنية طويلة. وقد تغلب فريق روبنشتاين على هذا التحدي، إذ راقبوا آلاف التفاعلات بين مئات الطيور على مدى 40 موسما للتكاثر، وجمعوا بيانات وراثية لكل طائر لدراسة علاقاته الأسرية.
فهم السلوك الاجتماعي لدى الحيواناتوبدمج هذه البيانات السلوكية والوراثية، تمكن الفريق من الإجابة عن أسئلة حاسمة: هل تفضل الطيور مساعدة أقاربها فقط؟ وهل تساعد غير الأقارب حتى في وجود أقارب يمكن مساعدتهم؟ وهل تتكرر هذه المساعدات بين نفس الأزواج من الطيور على مدى الزمن؟
"الإجابة كانت لافتة، فالطيور تفضل أقاربها، لكنها تساعد غير الأقارب أيضا وباستمرار"، وذلك يشير إلى وجود نوع من "الوفاء الاجتماعي" أو "الصداقات" بين بعض الأفراد، كما وصف روبنشتاين الذي أضاف أن "العديد من هذه الطيور تشكل صداقات مع مرور الوقت. وخطوتنا القادمة هي فهم كيف تتشكل هذه العلاقات، ومدى استمراريتها، ولماذا تدوم بعضها بينما تنهار أخرى".
تفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لفهم السلوك الاجتماعي في عالم الحيوان، وتدفع العلماء إلى إعادة النظر في النماذج التقليدية التي تفسر السلوك التعاوني بناء فقط على الروابط الوراثية.
ويعتقد روبنشتاين أن ما رُصد لدى الزرزور ربما يكون منتشرا بين أنواع حيوانية أخرى، لكن لم يوثق بعد بسبب نقص الدراسات الطويلة الأمد.
ويلفت روبنشتاين إلى أن مختبره انشغل بدراسة السلوك الاجتماعي في عدد من الأنواع عبر العالم، من الجمبري في الكاريبي، إلى الدبابير في أفريقيا، والخنافس في آسيا، والفئران والسحليات في أستراليا. ويشير إلى أن هذه الدراسة تضيف حجرا جديدا في هذا الصرح العلمي، مؤكدا أن التعقيد الاجتماعي ليس حكرا على الإنسان، بل ربما يشمل طيفا واسعا من الكائنات.
إعلان