كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": العين على بيان «الخماسية» وما سيحمله الموفد القطري الذي سبق وباشر العمل على انضاج حظوظ قائد الجيش، وتقول المعلومات إنّ مساره سيتواصل في الإتجاه عينه، وسيكون أكثر تشدداً هذه المرة، خاصة أنّ جهوده ستكون مدعومة علناً من اللجنة الخماسية. وتؤكد المصادر الديبلوماسية السالفة الذكر أنّ إعلان لودريان انتفاء حظوظ فرنجية وأزعور يعزز حظوظ قائد الجيش الذي تعمل لأجله قطر.

فإذا كان الموفد الفرنسي قال بصريح العبارة إنّ ترشيحَي فرنجية وأزعور باتا خارج المعادلة، وما دام المرشح الثالث هو قائد الجيش فحكماً سيكون اسمه قيد التداول، لكن للثنائي وجهة نظر تقول إنّ كل من أيّد فرنجية لم يتحدث عن خيار ثالث، وإنّ «حزب الله» لا يزال على موقفه من فرنجية، كما رئيس المجلس النيابي رغم علمهما بتعثّر حظوظه وظروف ترشيحه المعقدة، لكن الرهان لا يزال في الجزء المتعلق بالداخل على الحوار مع «التيار الوطني الحر» الذي باشر، وعلى هامش بحثه معه في اللامركزية الادارية والصندوق الإئتماني، البحث في الموضوع الرئاسي بشكله الموسع.معضلة الحوار طويلة وشاقة. فإن اتفق عليه سيحصل خلاف على أولوية البحث أو على اسم المرشح ومواصفاته بسبب غياب القواسم المشتركة حول عناوين الملف الرئاسي بين النواب، في وقت آثرت المملكة السعودية النأي بنفسها عن الملف الرئاسي في لبنان فجمعت النواب السنة تحت خيمتها في حضور مفتي الجمهورية لتكون هذه الخطوة بمثابة رسالة حول دورها وموقعها في عملية اختيار الرئيس والتفاهم عليه.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

‏بعد زيارة ترامب.. هل ترسم خارطة اليمن من خارج حدوده؟

لا شك أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة حظيت باهتمام كبير، ليس فقط لأنها أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي الجديد، بل بسبب الزمان والمكان والسياقات التي جاءت فيها، وما حملته من إشارات، خصوصًا في ما يتعلق بالعلاقة الأمريكية الخليجية، والملفات الكبرى في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني، والحرب في غزة، والموقف من سوريا.

 

‏إلا أن السؤال الذي فرض نفسه، ولو من موقع الغياب، خاصة مع لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي هو: أين اليمن من كل هذا؟

 

‏اليمن المعترف به دوليا لم يُذكر، لم يحضر، رغم كونه ساحة مشتعلة منذ قرابة عقد، وحربًا لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات. لم تُسجل أي مشاركة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، لا عبر مجلس القيادة الرئاسي، ولا من خلال أي شخصية تمثل الشرعية، رغم أن بعض المقربين من الحكومة كانوا يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن الزيارة، ويراهنون على أنها قد تفتح نافذة جديدة للشرعية في المشهد الإقليمي والدولي.

 

‏بل إن المفاجأة الأكبر التي سبقت زيارة ترامب تمثلت في الاتفاق غير المعلن بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الحوثي، والذي رعته سلطنة عمان، وجرى التفاهم حول وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين.

 

‏هذا الاتفاق أعاد ترتيب المشهد بطريقة مختلفة تمامًا. فأن تتفاوض واشنطن مع الحوثيين، بشكل مباشر أو غير مباشر، بينما تغيب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فذلك يحمل دلالات على تحوّل المعادلات والنظرة إلى الأطراف الفاعلة.

 

‏ربما الموقف اللافت الوحيد هو ما حدث خلال كلمة أمير الكويت، عندما نبهه ولي العهد السعودي بشأن توصيفه لجماعة الحوثي. هذا التنبيه كان تعبيرًا عن قلق سعودي من أن تُمنح الجماعة صفة الدولة أو الطرف المعني باليمن.

 

‏الغياب اليمني، سياسياً ودبلوماسياً، عن زيارة بهذا الحجم وفي لحظة بهذا المعنى، يفتح أبواباً واسعة للتأمل والتساؤل:

أول هذه الأسئلة: لماذا تم تجاهل الملف اليمني؟ ولماذا لم يُخصص له أي حيز في اللقاءات أو في أجندة المشاورات؟ ولماذا لم يرد حتى عرض رمزي لهذا الملف الذي طالما تكرّرت الإشارة إليه في سياق محاربة النفوذ الإيراني؟

‏ أليس الحوثيون حلفاء طهران كما يتحدث الجميع؟ فلماذا يتم التفاوض معهم وتهدئة جبهتهم في الوقت الذي تُصعّد فيه أمريكا خطابها تجاه إيران في ملفات أخرى؟

 

‏السؤال الثاني: هل أصبح الملف اليمني رهينة لتطورات خارجه؟ بمعنى آخر، هل ما يحدث في اليمن مرتبط بما يجري في غزة أو أو في طهران؟ هل يُستخدم اليمن كورقة مساومة في ملفات أخرى، ويتم ضبط إيقاع الحرب والسلام فيه تبعًا لحسابات بعيدة عن مصلحة اليمنيين أنفسهم؟

 

‏السؤال الثالث: ماذا عن وعود الحسم التي تحدث عنها مسؤولو الشرعية؟

 

‏منذ أسابيع والحكومة اليمنية المقيمة في الرياض وبعض قياداتها تتحدث عن قرب الحسم، عن عمليات برية وشيكة، عن مرحلة جديدة تُعيد ترتيب المشهد العسكري. لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، بل العكس، فقد جاء الاتفاق الأمريكي الحوثي ليعيد التساؤل حول صدقية ما يقال!

 

‏السؤال الرابع: أين أصبحت الحكومة اليمنية نفسها؟ هل ما تزال طرفًا معترفًا به على مستوى الفاعلين الإقليميين والدوليين؟ أم أنها تحوّلت إلى مجرد تمثيل شكلي؟

 

‏في المقابل، هل أن جماعة الحوثي، رغم كل ما يُقال عنها، استطاعت أن تفرض نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه، حتى من قبل واشنطن؟

 

‏زيارة ترامب، باتفاقها المسبق مع الحوثيين، وتهميش مجلس القيادة الرئاسي، وإشاراتها المركزة على ملفات أخرى وبالأخص سوريا، تشير إلى مرحلة جديدة عنوانها: “إعادة توزيع الأدوار”، أو ربما “إعادة تعريف الأولويات”. في هذه المرحلة، لا يبدو أن هناك مكانًا مضمونًا لليمن إلا من زاوية ما يريده الآخرون.

 

‏وإذا كان اليمن قد خرج فعلاً من خارطة الأولويات الدولية، أو أُعيد تموضعه في سياق مصالح تتجاوز حدوده، فإن هذا يعني أن المسار الحالي ليس مسار سلام ولا مسار حرب، بل مسار تجميد طويل، وتحييد متعمد، بانتظار ما ستؤول إليه ملفات أخرى.

 

‏لكن السؤال الأهم الذي لا يمكن تجاوزه: هل ما زالت هناك فرصة لليمنيين أن يكونوا جزءاً من المعادلة، أم أن اللعبة الكبرى قد رُسمت دونهم، وبدأ تنفيذها من خلف ظهورهم؟


مقالات مشابهة

  • محلل سياسى: مصر عضو فاعل ضمن المجموعة الخماسية العربية الدولية
  • قائد الجيش استقبل سليمان
  • الخارجية السورية تتحرك لمعالجة أوضاع السوريين في سجن رومية اللبناني
  • مغردون: كيف وضع الموساد يده على أرشيف الجاسوس كوهين؟
  • بعد فوزه بمنصب نقيب الأطباء في طرابلس والشمال.. فرنجية يبارك للمقدسي
  • قائد الجيش: المسّ بالأمن ممنوع!
  • واشنطن تتحرك لرفع العقوبات عن دمشق.. مسؤولون يؤكدون بدء المراجعات الفنية
  • ‏بعد زيارة ترامب.. هل ترسم خارطة اليمن من خارج حدوده؟
  • القادة العرب يؤكدون الدعم الثابت لمجلس القيادة الرئاسي والحفاظ على اليمن وسيادته ووحدته
  • قائد الجيش عرض مع الصمد وبارود وقنصل أوغندا الأوضاع