اشتعل الجدل على المنصات السورية، عقب إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، استعادة 2500 وثيقة وصورة وأغراض شخصية خاصة بعميل جهاز "الموساد" إيلي كوهين، خلال عملية سرية في سوريا.

وأوضح الموساد في بيانه، أن استعادة مقتنيات كوهين جاءت بفعل "عملية سرية ومعقدة نفذها جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة التابع للموساد، بالتعاون مع جهاز شريك إستراتيجي"، من دون الكشف عن هوية هذا الشريك أو الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

ومع انتشار خبر استعادة تل أبيب للوثائق والصور الخاصة بالعميل كوهين، بات السؤال الأكثر تداولاً على المنصات: كيف تمكن جهاز الموساد من وضع يده على هذا الأرشيف السري والهام؟.

كيف وضع الكيان يده على الأرشيف؟

— Motaz Shilu (@MotazShilu) May 18, 2025

وردا على هذا التساؤل، بدأ مدونون وناشطون بتحليل السيناريوهات المحتملة لوصول هذه الوثائق إلى الإسرائيليين، حيث أشار بعضهم إلى أن إسرائيل ربما حصلت على هذا الملف منذ سنوات، سواء في عهد حافظ الأسد الذي يتهمونه ببيع الجولان لإسرائيل، أو في عهد وريثه بشار الأسد، لكن تل أبيب أخفت الأمر حفاظاً على سرية عملها.

اعتقد ان هذا الملف حصلت عليه اسرائيل منذ زمن ربما في عهد حافظ الأسد الذي باع لهم الجولان أو في عهد بسار ولكنهم لم يعلنوا عنه حتى لا يكشفوا عميلهم والآن بعد أن تم الإطاحة بعميلهم راحوا يستغلون الملف لتوجيه ضربة للنظام الحالي وإلا فليعلنوا تفاصيل عملية الاسترداد

— واثق بالله (@wasekballah) May 18, 2025

ويذهب هؤلاء إلى أن الإعلان الحالي جاء بعد سقوط "العميل" (في إشارة للرئيس المخلوع بشار الأسد) من داخل النظام، لتوظيف الملف في توجيه ضربة سياسية للنظام الجديد، مطالبين إسرائيل بكشف تفاصيل العملية إذا كانت فعلا حديثة.

إعلان

في المقابل، رأى آخرون أن إسرائيل تحاول تسويق الحدث على أنه إنجاز تاريخي، في حين يحتمل –بحسبهم– أن أحد كبار ضباط المخابرات في نظام الأسد استولى على مقتنيات كوهين وباعها لإسرائيل.

لو افترضنا حسن النية قد يكون أحد مسؤولي بشار المسؤول عن تلك الوثائق استولى عليها وسلمها للاحتلال بمقابل متفق عليه

— Alaa (@Alaa41536436) May 19, 2025

وحصر ناشطون الاحتمالات في سيناريوهات رئيسية عن كيفية حصول إسرائيل على 2500 وثيقة من مقتنيات إيلي كوهين، أبرزها بيعها من نظام بشار الأسد قبل سقوطه، مقابل مكاسب في صفقات سرية.

 

وعلى الجانب الآخر، أشار بعض المغردين إلى أن إسرائيل كانت قد حصلت على هذه الوثائق والصور عام 2018، تزامنا مع إعلانها استعادة ساعة كوهين الشهيرة، لكنها أرادت اليوم إعادة الترويج للموضوع كإنجاز جديد لدولة الاحتلال.

ووصف ناشطون استعادة أرشيف إيلي كوهين بأنه يحمل دلالات رمزية وسياسية كبيرة، مؤكدين أن كوهين لم يكن مجرد عميل استخبارات، بل رمز صهيوني تحتفي به إسرائيل كنموذج للتضحية والعبقرية التجسسية.

وأضافوا أن نتنياهو يسوّق استعادة الأرشيف كعملية معقدة، بينما الواقع قد يكون أكثر بساطة، خاصة في ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها سوريا، وترجيح أن أحد ضباط مخابرات النظام المخلوع قد باع الأرشيف للإسرائيليين.

وتساءل مدونون عن هوية الدولة "الشريكة" التي ساعدت إسرائيل في تهريب الوثائق، مؤكدين أن إيلي كوهين يُعد أخطر اختراق استخباري تعرضت له الدول العربية علنا، وأنه كان على بعد خطوة من الوصول إلى رئاسة الجمهورية السورية، قبل كشفه صدفة.

سوريا صارت مستباحة للموساد

— Jerusalem, Palestine ???????? (@PaliTheJenin) May 18, 2025

ولفتوا إلى واقعة تحدي كوهين للقضاة أثناء محاكمته ومقولته الشهيرة بأن "أنصاره من الضباط السوريين لن يسمحوا بإعدامه"، إضافة إلى المفارقة التاريخية بأن أحد أول قرارات حافظ الأسد بعد انقلابه بفترة قصيرة كان اعتقال اللواء صلاح الدين الضللي، رئيس المحكمة العسكرية التي أصدرت حكم الإعدام على كوهين، وسجنه لسنوات.

إعلان

ولم تعلّق السلطات السورية حتى الآن على الإعلان الإسرائيلي بجلب وثائق كوهين من أرشيف المخابرات السورية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إیلی کوهین فی عهد

إقرأ أيضاً:

من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس اخترق الموساد

تُعد قصة زئيف أفني واحدة من أكثر قصص عالم المخابرات إثارة في تاريخ إسرائيل، ذلك أن الرجل بدأ حياته جاسوسا للاتحاد السوفياتي داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وانتهى به المطاف رائدا في تأسيس منظومة الصحة النفسية داخل الجيش الإسرائيلي.

وفي تقرير مطول، تناول موقع واينت نيوز التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية جانبا من سيرة أفني الذاتية ونشاطه التجسسي لصالح السوفيات، ثم تطوعه بعد العفو عنه للعمل مختصا نفسيا في الجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طالبة من غزة تحرم من السفر إلى بريطانيا لسبب غريبlist 2 of 2كاتبة بريطانية: شباب الغرب أصبحوا يفضلون اليمين المتطرف على الديمقراطيةend of list

تقول الصحيفة إن زئيف أفني عاش معظم سنوات حياته متخفيا وراء أسماء مستعارة وولاءات متضاربة، وظل يحمل سرا عميقا لم يشك أحد من زملائه الأقربين في حقيقته.

رأى زئيف أفني، المولود باسم وولف غولدشتاين، النور لأول مرة في عام 1921 بمدينة ريغا عاصمة لاتفيا، ونشأ في سويسرا داخل أسرة يهودية يسارية النزعة.

وبينما انجذب كثير من يهود جيله نحو الصهيونية، جنح هو نحو الاتجاه المعاكس حيث تبنى الشيوعية فكرا، متأثرا بنشاط شقيقه الأكبر في صفوفها.

وخلال الحرب العالمية الثانية، لفتت مهاراته اللغوية وولاؤه للماركسية أنظار الاستخبارات العسكرية السوفياتية التي جنّدته ودربته على أساليب التجسس وإدارة الهويات السرية.

وبعد انتهاء الحرب، واقتراب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، كلّفته موسكو بمهمة جريئة، وهي التسلل إلى الدولة الجديدة وبناء حياة كاملة داخلها حتى يتمكن لاحقا من نقل أسرارها إلى الاتحاد السوفياتي.

وقد عمد إلى تغيير اسمه إلى زئيف أفني -وهي الترجمة العبرية لاسمه الأصلي "وولف" (ويعني "الذئب")- وهاجر إلى فلسطين مع زوجته وطفله، متقمصا دور المهاجر الصهيوني المثالي.

أُدين أفني بالتجسس وحُكم عليه بالسجن 14 عاما في محاكمة سرية. لكن تحوّله الحقيقي بدأ خلف القضبان، حين قرأ خطاب الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف الذي أدان فيه جرائم سلفه جوزيف ستالين.

وهناك استقر في كيبوتس هزوريع، حيث وفرت له الحياة الجماعية الاشتراكية غطاء أيديولوجيا مريحا.

بيد أن حماسه الشيوعي المفرط قاده إلى ارتكاب ما اعتبرته يديعوت أحرونوت "خطأ قاتلا"، إذ باح لأحد رفاقه بحقيقته كعميل لصالح الاتحاد السوفياتي. فاجتمع أعضاء الكيبوتس وقرّروا طرده، لكنهم امتنعوا عن إبلاغ السلطات، وهو القرار الذي سيدفع ثمنه جهاز الأمن الإسرائيلي.

إعلان

وبعد مغادرته الكيبوتس، انضم أفني إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، مما أتاح له الوصول إلى وثائق دبلوماسية ومعلومات حساسة.

وفي خمسينيات القرن الماضي، خدم في سفارات إسرائيل في بروكسل وأثينا وبلغراد، حيث بدأ بإرسال تقارير سرية إلى موسكو تتعلق بالصفقات العسكرية والعلاقات مع الحكومات الأوروبية. لم يكن دافعه ماديا، بل أيديولوجيا صرفا نابعا من إيمانه بالشيوعية وعدائه لما رآه دولة رأسمالية متحالفة مع الغرب.

وتشير تقارير لاحقة إلى أنه شارك في "عملية ديموقليس"، وهي حملة نفذها الموساد في أغسطس/آب 1962 لإحباط مشروع العلماء الألمان الذين عملوا على تطوير صواريخ لمصر الناصرية.

لكن أفني، الذي رأى في مصر حليفا للاتحاد السوفياتي، يُعتقد أنه تلاعب ببعض تفاصيل العملية، مما أدى إلى فشلها في مراحلها الأولى.

وفي عام 1956، انكشف أمره بفضل رئيس الموساد آنذاك، إيسر هارئيل. وخلال لقاء اعتيادي بين أفني وهارئيل في تل أبيب، التقط الأخير إشارة غامضة في حديثه.

فابتكر خطة نفسية وصفت بالجريئة، حيث استدعاه لاحقا إلى مكان معزول خارج تل أبيب، وهناك أقنعه بأن الموساد يمتلك أدلة قاطعة على تجسسه.

لم تكن هناك أدلة، لكن نبرة هارئيل وثقته زلزلتا أعماق أفني. وبعد ساعات من الضغط النفسي، انهار واعترف بكل شيء، ليسأله في النهاية مذهولا: "كيف عرفتم؟" فرد هارئيل بابتسامة هادئة: "لم نكن نعلم، أنت من أخبرنا".

أُدين أفني بالتجسس وحُكم عليه بالسجن 14 عاما في محاكمة سرية. لكن تحوّله الحقيقي بدأ خلف القضبان، حين قرأ خطاب الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف الذي أدان فيه جرائم سلفه جوزيف ستالين.

وفي تلك اللحظة، تزعزعت قناعاته الشيوعية، وزاد انهياره النفسي بعد زيارة شقيقه الشيوعي الذي وبّخه قائلا: "بعد ألفي عام نحصل على دولة، وأول ما تفعله هو محاولة تدميرها؟".

في السجن، وجد أفني خلاصه في علم النفس. درس بجد، وحصل على شهادة جامعية، وبدأ يرى في العلاج النفسي وسيلة "للتكفير عن ذنوبه".

وبعد 10 سنوات نال عفوا رئاسيا، ليخرج إلى مجتمع تغيّر كثيرا، لكنه قرر أن يكرّس ما تبقى من حياته لخدمة من حاول يوما "خيانتهم"، على حد تعبير يديعوت أحرونوت.

وخلال حرب أكتوبر عام 1973، تطوّع أفني للعمل مختصا نفسيا ميدانيا في جبهة سيناء، حيث قدّم الدعم لجنود يعانون من الصدمة والهلع وفقدان الرفاق. وساهم فيما بعد في تأسيس قسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي.

نشر أفني لاحقا مذكراته بعنوان "الراية الكاذبة"، والتي كتبها بالاشتراك مع محققه السابق يهودا براغ، كاشفا فيها عن رحلته من عالم الجاسوسية إلى الطب النفسي. وعاش بقية حياته بهدوء حتى وفاته عام 2007، "تاركا وراءه إرثا مثيرا للجدل".

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: إسرائيل تعتقد أن حماس تستطيع استعادة جثث 15 إلى 20 رهينة
  • هل تسعى ميتا لمحو أرشيف جرائم الاحتلال الإسرائيلي من الذاكرة الرقمية؟
  • مغردون: الجماهير طردت إسرائيل من المونديال بإيطاليا رغم صفارة الحكم
  • مغردون: هل شاهد بشار الأسد موكب الرئيس الشرع بشوارع موسكو؟
  • مفاجأة مدوية من دمشق إلى موسكو: الشرع في روسيا و يطالب بتسليم بشار الأسد لمحاكمته!
  • بعد استعادة رفات أربعة أسرى.. إسرائيل تتراجع عن قرار إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني
  • أرشيف الصحفي صلاح الجعفراوي على الإنترنت يختفي بعد استشهاده في غزة
  • إيطاليا تواجه إسرائيل وسط توتر أمني.. "يوم المخاطر" يربك استعدادات الأزوري
  • من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس اخترق الموساد
  • تقارير عبرية: دمشق تدرس تسليم رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين