الكيّ بالخيار الثالث آخر دواء
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
لم يكن ينقص اللبنانيين سوى ما تناهى إلى مسامعهم عن خلافات بين أعضاء مجموعة الدول الخمس الموكل إليهم إيجاد حلّ للأزمة الرئاسية. فما بين اللبنانيين من خلافات يفيض ويزيد، وليسوا في حاجة إلى من يصبّ الزيت على نار هذه الخلافات. فما فيهم مكفيهم.
عندما سمع أحد السياسيين، الذي بُحّ صوته وهو يدعو إلى "لبننة" الاستحقاق الرئاسي، لأن مشاكل الخارج "يا محلا مشاكلنا"، استحضرته أغنية السيدة فيروز في مسرحية "الشخص"، التي تقول فيها: "جينا لحلال القصص تنحل قصتنا ولقينا في عندو قصة يا ما احلا قصتنا.
وحدهم أبطال هذه المسرحية الممجوجة لم يتغيرّوا، وإن اضطروا من وقت لآخر على تغيير ملابسهم بما تفرضه عليهم "الحبكة" الاخراجية لكي لا يتسلل الضجر إلى المشاهدين، وإن قلّ عددهم. ومنذ تاريخ بدء الفراغ الرئاسي، الذي يبدو أن اللبنانيين اعتادوا عليه، وبدأوا يكّيفون أوضاعهم الحياتية على أساس أن الحياة مستمرّة بوجود رئيس للجمهورية أو بغيابه، خصوصًا أن بعض الخبثاء يغمزون من قناة التشبيه بين النمطية التي يعيشها اللبنانيون اليوم، وبين تلك التي عاشوها في السنوات الثلاث الأخيرة من عهد الرئيس عون، فيصلوا إلى استنتاج طبيعي ومفاده أن الفرق بين اليوم والأمس كبير جدًّا، على رغم تراكم الأزمات وتوالدها. والمشهدية السياسية التي تختصر آخر التطورات على الخطّ الرئاسي تتمثّل بآخر محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حوار يسعى إليه الرئيس نبيه بري، وهو الذي لا يريد أن يكون هذا الحوار صوريًا، أو "بمن حضر"، لأن هكذا حوارات لن تقدّم ولن تؤخرّ، بل على الأرجح تعقدّ الأمور أكثر مما هي معقّدة، على أن تبقى المراهنة الظرفية على التحرك الذي يقوم به الموفد القطري، الذي يحمل معه، وفق آخر المعطيات، مبادرة حلّ عملية تقوم على أساس تخيير المسؤولين اللبنانيين بين اسمين لا ثالث لهما. وإذا لم يكن التجاوب اللبناني بشقّه المعارض لفكرة "العسكرة السياسية"، فإن المبادرة القطرية قد تكون آخر المبادرات الخارجية، على أن يبقى على اللبنانيين أن يقّلعوا شوكهم الرئاسي بأيديهم العارية. وفي هذا السياق، وبالتوازي مع تحرّك الرئيس بري، فإن مجموعة واسعة من النواب السنّة تسعى، وبالتحديد بعد الاجتماع، الذي عقد في منزل السفير السعودي وليد البخاري في حضور الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، إلى عدم الانجرار نحو الانقسام القائم حول المرشحين الرئاسيين على رغم أن ثمة عددًا من النواب لا يزالون يميلون لترشيح رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، ولو عاطفياً، في مقابل عدد آخر يصبون أصواتهم لمصلحة المرشح الذي تتوافق عليه قوى المعارضة.
ومعلوم أن هذه المجموعة كانت تفضّل، ولفترة طويلة، عدم الكشف عن حقيقة موقفها، حتى ولو نحت المعركة منحىً من المواجهة الفعلية بين المحورين، واختارت البقاء في الموقع الوسطي الذي يُبعد عنها الحرج، لكن اليوم يبدو أن هذه المجموعة قررت التقدم خطوة إلى الإمام، عبر تأييد الدعوة إلى الحوار التي يزمع الرئيس بري توجيهها قريبًا، بالتزامن مع بروز بعض الأصوات داخلها التي ترى إمكانية الذهاب إلى التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون كمرشح ثالث، بعد تراجع حظوظ سليمان فرنجية وجهاد أزعور، ولو ظاهريًا.
ووفق مصادر هذه المجموعة فإن الاتجاه الطاغي هو في البقاء في المنطقة الوسطى، في انتظار بلورة ما سينتج عن المشاورات، التي يقوم بها الموفد القطري، والتي ترجح التوصل إلى ترسيخ فكرة الخيار الثالث.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عاجل- هيئة الدواء المصرية تسحب دواء «Tussinor» من الأسواق
أعلنت هيئة الدواء المصرية عن سحب تشغيلات محددة من دواء شهير يُستخدم كـ«طارد للبلغم» من الأسواق المحلية، وذلك بعد ثبوت عدم مطابقة هذه التشغيلات للمواصفات الفنية المعتمدة، وفقًا لتحاليل أجريت بمعامل الهيئة.
يأتي القرار في إطار حرص الهيئة على سلامة المواطنين وضمان جودة المستحضرات الدوائية المتداولة بالسوق المصري.
متحدث الوزراء: مدينة الدواء ستجذب التكنولوجيا الأمريكية وتستهدف أسواقًا عالمية هيئة الدواء المصرية توضح: 3 عادات صحية للوقاية من جرثومة المعدة تفاصيل قرار السحبأكدت الهيئة، في بيان رسمي نُشر عبر موقعها الإلكتروني، أن القرار يشمل دواء Tussinor syrup الذي يستخدم لتحسين وظائف الجهاز التنفسي وطرد البلغم، موضحة أن التشغيلات التي تم سحبها تحمل الأرقام:
2028623M
2028923M
وأشارت الهيئة إلى أن السحب لا يشمل كافة تشغيلات الدواء، بل يقتصر فقط على التشغيلات المشار إليها أعلاه، والتي تبيّن من خلال الفحص المعملي أنها غير مطابقة للمواصفات الفنية المعتمدة.
هدف السحب وتحذير هام للمستخدمينوأوضحت هيئة الدواء أن هذا الإجراء يأتي في إطار مسؤولياتها الرقابية الهادفة إلى حماية الصحة العامة وضمان أمان وفاعلية الأدوية في السوق، مشددة على أن السلامة الدوائية للمواطنين تمثل أولوية قصوى في عملها.
وفي ضوء قرار السحب، دعت الهيئة المرضى الذين يستخدمون دواء Tussinor syrup إلى ضرورة فحص رقم التشغيلة المدون على عبوة الدواء، ومقارنته بالأرقام المعلنة في قرار السحب.
وفي حال تبين أن عبوة الدواء تنتمي إلى إحدى التشغيلات المسحوبة، توصي الهيئة بالآتي:
التوقف الفوري عن استخدام الدواء.التواصل مع الطبيب أو الصيدلي المختص للحصول على بديل دوائي مناسب وآمن.عدم إيقاف استخدام الدواء بشكل مفاجئ دون استشارة طبية، خاصة إذا كان المريض في منتصف خطة علاجية مستمرة.تعليمات للصيدليات والمراكز الطبيةكما طالبت الهيئة جميع الصيدليات والمراكز الطبية المنتشرة في أنحاء الجمهورية بضرورة سحب التشغيلات المتأثرة فورًا من السوق، وإعادة الكميات إلى الشركات الموردة المختصة.
وأكدت الهيئة على أهمية التعاون بين الجهات الطبية والدوائية في التعامل مع مثل هذه الحالات، مشيرة إلى ضرورة الإبلاغ عن أي مضاعفات صحية أو آثار جانبية ناتجة عن استخدام هذا المستحضر، عبر القنوات الرسمية المتاحة لديها.
إجراءات رقابية مشددةيأتي هذا القرار في سياق الإجراءات الرقابية الدورية الصارمة التي تتبعها هيئة الدواء المصرية لضمان جودة الأدوية ومأمونيتها قبل وأثناء وبعد طرحها بالأسواق، وذلك حفاظًا على صحة المواطن المصري وثقته في المنظومة الدوائية الوطنية.