موقع 24:
2025-05-19@23:19:51 GMT

تحليل: القرن الأفريقي يواجه مستقبلاً محفوفاً بالمخاطر

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

تحليل: القرن الأفريقي يواجه مستقبلاً محفوفاً بالمخاطر

حذر الكاتب الصحفي دانييل هايلي، المتخصص في مجال الجيوسياسة في شرق إفريقيا، من أن حالة عدم الاستقرار في السودان وإثيوبيا تهدد بتفكيك منطقة القرن الإفريقي، ما يدفعها إلى مزيد من الاضطرابات، وينذر بتداعيات كارثية على منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، لا سيما في ظل تصاعد لوتيرة الهجرة غير النظامية.

القرن الإفريقي يتأرجح على حافة عدم الاستقرار منذ أمدٍ بعيد


وقال هايلي، يعمل حالياً ضابطاً في الجيش الأمريكي في مجال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، في مقال بموقع مجلة "ناشونال إنترست"، إن المنطقة عانت من صراعات عديدة، بينها الحرب الأهلية الصومالية وحرب الاستقلال الإريترية وحرب استقلال جنوب السودان والنزاعات المتقطعة بين إريتريا وإثيوبيا، والاضطرابات الداخلية المستمرة في السودان وإثيوبيا.


ولا تزال إريتريا الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تشهد حرباً أهلية، وذلك بفضل القبضة الحديدية للرئيس أسياس أفورقي، الذي حكم لأكثر من 3 عقود. وبرز القرن الإفريقي بوصفه منطقة جذب لانعدام الأمان والاستقرار، إذ يعاني السودان وإثيوبيا حالياً اضطرابات مدنية جسيمة. أسد السودان

ورأى الكاتب أن احتمال التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار بطريق المفاوضات وإلى مسار لمفاوضات السلام في السودان ضئيل. فقد أمسى الصراع بين طرفين فاعلين، وهما الجنرال عبد الفتاح برهان والجنرال محمد حمدان دقلو المشهور باسم "حميدتي"، لعبةً محصلتها "صفرية".
وفي إطار السعي إلى السلام والاستقرار والأمن، يقول الكاتب: "يجب على أسدٍ نوبي مهيمن أن يحكم الخرطوم بقبضة من حديد، طارحاً أي أجندات لسياسات مثالية جانباً. وإذا استمر الصراع، فقد يكون مسار السودان مماثلاً لمسار ليبيا، فينضم بذلك إلى البلدان الإفريقية المضطربة، مثل الصومال وليبيا وتشاد والكونغو.

 

 

A rollercoaster of political instability in #Ethiopia ???????? and #Sudan ???????? threatens to fracture the Horn of #Africa (#HoA), pushing the Region into further turmoil.

Via @TheNatlInteresthttps://t.co/bW9NLyBaUE

— IYOBA /???? ???????? ???????? (@iyoba4u) September 25, 2023


وأشار الكاتب إلى أن الانقلابات العسكرية في السودان معتادة شأنها شأن الانتخابات الديمقراطية في الغرب، إذ شهدت الدولة 35 انقلاباً عسكريّاً منذ حصولها على الاستقلال عام 1956. وحافظَ عمر البشير، أنجح ديكتاتور سوداني، على قبضته على السلطة لما يقرب من 3 عقود، إذ تفوق في فن القيادة الاستبدادية.

البشير والتلاعب بالمشهد السياسي

ووفق الكاتب، تلاعب البشير بالمشهد السياسي باستمالة الأجهزة الأمنية وممارسة القمع الوحشي والاستغلال الإستراتيجيّ لمؤسستين متعارضتين، ألا وهما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. تأسست قوات الدعم السريع بمعرفة قطاع المخابرات السوداني عام 2013 بغية معاملة سكان منطقة دارفور بوحشيةٍ وإخضاعهم. ورغم افتقار حميدتي للتدريب العسكري الرسمي، فقد سطع نجمه قائداً لأقوى قوة شبه عسكرية في السودان.
وأضاف: "لا يحتفظ الحكام المستبدون الأذكياء كالبشير بالسلطة لما يقرب من 3 عقود دون أن يتحلوا بفطنة سياسية وعكسرية. فقد شكَّلَ عمداً قوات الدعم السريع ليتحصَّنَ بها ضد التهديدات المحتملة من القوات المسلحة السودانية".

 

✒️The Horn of Africa has long been synonymous with instability and insecurity. including the Somali???????? Civil War, the Eritrean???????? War of Independence, the South Sudan???????? War of Independence, and intermittent disputes between Eritrea and Ethiopia????????.

????????❤️https://t.co/w6bfQmYqzw

— AbduL SofE (@abdulsofe1) September 26, 2023




ميليشيات عرقية ومستقبل غامض لإثيوبيا


وقال الكاتب: يبدو أن الصراع العرقي والإقليمي المستمر في إثيوبيا، بين رئيس الوزراء أبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي وجماعتي الأورومو والأمهرة العرقيتين، انتهى رسميّاً على الورق بالتوقيع على اتفاقية نيروبي الواهية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
ورغم ذلك، فقد أخفقت التسوية في تحقيق الاستقرار. إن الصراع العرقي والإقليمي المستمر بين الأمهرة والأورومو والتيغرانيين وحركة الشباب المنبعثة من جديد، ينذر بتفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في إثيوبيا.
وفي حين أن أبي أحمد استطاع الحيلولة دون انقسام إثيوبيا عن طريق وقف الأعمال العدائية مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، لا تزال الكراهية العرقية تغلي في الصدور.
وأفضت مفاوضات السلام الفاشلة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير الأورومو إلى تفاقم الأوضاع، لا سيما بالنظر إلى العدد الكبير لسكان الأورومو الذين يشكلون 36% من سكان الدولة.
وفي الوقت ذاته، تصارع إدارة أبي أحمد ميليشيا الأمهرة. والجدير بالذكر أن الأمهرة هي ثاني أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، إذ تضم 24.1% من السكان.
وعانى الصومال الأمرين دون حكومة مركزية لمدة 3 عقود، إذ شنت حركة الشباب الإرهابية تمرداً أثار قلقاً كبيراً لكل من الصومال وإثيوبيا، إذ يشترك البلدان في حدود طولها 1024 ميلاً (1647.9 كم).


القرن الأفريقي.. مسارات محفوفة بالمخاطر


وحذر الكاتب من أن القرن الإفريقي يتأرجح على حافة عدم الاستقرار منذ أمدٍ بعيد. وإذا استسلم السودان وإثيوبيا لهذا المصير، فستواجه المنطقة مستقبلاً قاتماً على مدى عقود. والانهيار المحتمل لهاتين الدولتين اللتين يتجاوز عدد سكانهما إجمالاً 170 مليون نسمة، يحمل في طياته تبعات وخيمة ستطال الممر الاقتصادي الدوليّ على طول البحر الأحمر، مما سيؤثر على الشرق الأوسط وأوروبا، ويُكثِّف أزمات الهجرة في شرق وشمال إفريقيا.




المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان السودان وإثیوبیا القرن الإفریقی عدم الاستقرار فی السودان

إقرأ أيضاً:

خالد عمر يوسف يكتب: زيارة ترامب للسعودية وقطر والإمارات نقطة تحول

زيارة ترامب للسعودية وقطر والإمارات نقطة تحول

خالد عمر يوسف

مثلت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية وقطر والإمارات نقطة تحول رئيسية في معادلات الإقليم الاقتصادية والسياسية والأمنية، مدشنة عهداً جديداً يعلي من راية السلم وإنهاء النزاعات، ويستبدل ذلك بمعادلة جديدة قائمة على تبادل المنافع الاقتصادية والتركيز على مستقبل مزدهر ومتطور يعود بالفائدة على المنطقة وشعوبها.

تقع السعودية والإمارات وقطر في إقليم ملتهب تحيط به النزاعات منذ عقود عديدة شهدت تحولات مهولة. يقود هذه البلدان جيل جديد من القادة الذين مزجوا ما بين الحكمة التقليدية الموروثة من أسرهم الحاكمة، وما بين الفهم العميق للمشهد الجيوسياسي ومتطلبات التطور والتحديث اللازمة لنقل بلدانهم للمواكبة مع عصر سريع في تغييراته، وكيفية تكييف أوضاعهم الداخلية وموارد بلدانهم بشكل يستوعب المعادلات الاقتصادية والأمنية والسياسية من حولهم، لذا فإن نموذج الشراكات التي أسستها هذه الزيارة مع الولايات المتحدة الأمريكية، سيكون له أثر عميق على التحولات التي ستحدث مستقبلاً في الإقليم، تستبدل لغة النزاعات بلغة التعاون والتكامل والازدهار وهو ما سيعود بالخير على شعوب المنطقة بأسرها.

كم كنا نتمنى أن يكون سوداننا الحبيب في وضع غير الذي يعيشه اليوم ليحصد ثمرات هذا التحول عبر التكامل والتعاون البناء، ولكن في ذات الوقت الذي كان جيراننا يحتفون فيه بالوصول للفضاء والاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، أظلمت سماء بلادنا بلغة الموت والخراب و”البل” فبئس الطالب والمطلوب.

حبا الله السودان بكل مقومات النمو والتطور وافتقر شيئاً رئيسياً هو الحكم الرشيد الذي يوحد البلاد وأهلها ويضع مصلحة الشعب فوق مصالح القادة، كما ابتلي بحكم نظام شمولي إرهابي دام لثلاثة عقود، قسم البلاد وزرع كل عوامل الضعف في تكوينها وحين رغب الشعب في التغيير، فجر في وجهه كل التناقضات التي خلقها داخلياً وخارجياً، رغبة في التشبث بسلطة لا هدف منها سوى مصالح ضيقة تتناقض جوهرياً مع كل مقومات النماء والتطور.

يمكننا كسودانيين أن نخرج بلادنا من هذه الهوة العميقة التي سقطت فيها. يمكننا استبدال الصراع بالتعاون، والحرب بالبناء، والنزاع بالحوار.

يمكننا أن نشيد دولة عظيمة تحول تعددها لقوة، وموقعها لجسر للتعاون، ومواردها لثراء لشعبها وتكامل مع محيطها، نزود عن بلادنا سوياً من كل خطر خارجي ونمتنع عن أن نكون مصدر تهديد سلبي لأي جهة من حولنا.

هذا كله ممكن ليس بعد عقود بل اليوم والآن، متى ما حكمنا صوت الحكمة والعقل، ووعينا الدرس الرئيسي وهو أن الأوطان لا تبنى بالحروب والتطرف بل بالحكم الرشيد والتعقل، الذي ينهض على قاعدة التراضي الشعبي لا الهيمنة القسرية.

الوسومالإمارات الرئيس الأمريكي السعودية السودان خالد عمر يوسف دونالد ترامب قطر

مقالات مشابهة

  • تضامن واسع مع الكاتب "المياحي" عقب أول جلسة محاكمة علنية في جزائية صنعاء
  • الرئيس تبون يستقبل الكاتب والروائي ياسمينة خضرا
  • “سلوشنز” السعودية توقّع عقودًا مع “إس تي سي” بـ173.8 مليون دولار
  • السودان يواجه «أسوأ مستويات» انعدام الأمن الغذائي
  • مصدر إسرائيلي: وضع "حزب الله" السياسي هو الأصعب منذ عقود
  • مصدر إسرائيلي: وضع "حزب الله" السياسي هو الأصعب منذ عقود
  • تحليل.. قطر تعمل كأمم متحدة مصغرة.. وترامب يتمنى أن تكون أمريكا أشبه بالخليج
  • البارزاني “يتوقع” أن يشهد العراق مستقبلاً أفضل
  • خالد عمر يوسف يكتب: زيارة ترامب للسعودية وقطر والإمارات نقطة تحول
  • اجتماع ثلاثي بين رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأبو الغيط وجوتيرش بشأن السودان