لبنان ٢٤:
2025-05-27@17:07:14 GMT

هل تختلف حسابات حزب الله عن حساباتحماسالفلسطينية؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

هل تختلف حسابات حزب الله عن حساباتحماسالفلسطينية؟

أمام هول ما يحصل في الداخل الفلسطيني، وما يمكن أن تؤول إليه التطورات المتسارعة، عسكريًا وسياسيًا، تبدو المشاكل السياسية التي يعاني منها لبنان صغيرة. وقياسًا إلى هذه التطورات، التي يمكن أن تعيد رسم خارطة المنطقة من جديد، لم تعد الأولويات اللبنانية متقدمة على غيرها من الأولويات، وإن كانت من حيث المبدأ تعني الكثير للبنانيين، الذين يهمهم أن يكون بلدهم من بين البلدان، التي ينعم أهلها بالاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي، من دون أن يعني ذلك أنهم غير معنيين بما يحصل من تطورات على الساحة الفلسطينية، خصوصًا أن لها ارتباطات مباشرة بالساحة اللبنانية، أقّله بالنسبة إلى اعتبار أن إسرائيل هي عدوة لبنان والعرب، وأن مخططاتها في الجنوب لم تعد مجرد تكهنات، بل هي اليوم أكثر واقعية من أي وقت مضى.

 
فموقف لبنان الرسمي من إسرائيل معروف، ولا يختلف لبنانيان على اعتبارها محتلة وغاصبة للأرض وللحقوق. إلا أن هذا الواقع لا يعني أن ثمة اجماعًا لبنانيًا على تحويل الساحة اللبنانية جسر عبور لمخططات خارجية. فاللبنانيون يتضامنون مع انتفاضة فلسطين إلى أقصى حدود التضامن، وهم يؤيدون ويدعمون ما قامت به المقاومة الفلسطينية من بطولات لم تشهد الساحة الفلسطينية مثيلًا لها. ولكنهم يختلفون في بينهم حول مسألة جوهرية، وهي أن إمكانات لبنان وظروفه لا تسمح له بتكرار تجربة الـ 2006، مع ما تركته من مآسٍ وويلات على مختلف الأصعدة. 
فلبنان، في رأي البعض، ليس أفضل حال من كثير من الدول العربية، وهو على استعداد لأن يحذو حذوها في أي قرار قد تتخذه لمساندة الفلسطينيين في مقاومتهم غير المسبوقة، وفي مدّهم بكل الوسائل لتمكينهم من الصمود. ولكن وضع لبنان، في نظر "القوى الممانعة" يختلف عن غيره من الدول العربية، من حيث الحدود المشتركة بينه وبين فلسطين المحتلة، فضلًا عن أن المقاومة في الجنوب تعمل منذ فترة طويلة على "توحيد ساحات المواجهة مع العدو". وانطلاقًا من هذ القناعة لدى فئة واسعة من اللبنانيين كان الهجوم المحدود بالصواريخ على مواقع في منطقة مزارع شبعا المحتلة، وهي موقع الرادار وموقع زبدين وموقع رويسات العلم.  
فـ "حزب الله" أراد بهذه الخطوة أن يوصل رسائل للإسرائيليين أولًا، ولقيادة "حماس" ثانيًا. أراد أن يقول في رسائله للإسرائيلي إنه موجود ومستعدّ لكل الاحتمالات. أما "حماس" فهي تعرف موقف الحزب، الذي يمدّها بكل وسائل الدعم اللوجستي والميداني، ولكنها تعرف أكثر أن ليس في قدرته أن يفعل أكثر مما فعل ضد مواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة، لأنه لا يريد أن يعطي العدو ذريعة لتنفيذ ما يتمناه، وهو إعادة لبنان إلى "العصر الحجري"، وإن كانت "حماس" تريد أكثر من ذلك، لأنها تعتقد أن "طوفان الأقصى" إن لم يشمل باقي الساحات، وبالأخص الساحة اللبنانية، يبقى مفعوله محصورًا في مكانه، على رغم أهميته وموقعه الاستراتيجي في المعادلات القائمة، التي اهتزّت بفعل الضربات الموجعة، التي تلقتها إسرائيل. 
أمّا ردّ العدو على الهجوم الذي نفذّه "حزب الله" على مواقعه فجاء أيضًا محدودًا. وهذا يدل، كما يراه بعض الخبراء في الشأن العسكري، أن لا نيّة لدى الطرفين بتوسيع نطاق التوتر، إلاّ إذا كان المقصود توريط لبنان بما لا قدرة له عليه، خصوصًا أن إمكاناته المعروفة هي أكثر من متواضعة. 
فللتضامن مع ما يقوم به المقاومون الفلسطينيون أوجه كثيرة. ويمكن أن يكون التعبير عن هذا التضامن بوسائل مختلفة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا التضامن بفتح جبهة الجنوب. وهذا ما يدركه "حزب الله" جيدًا. وهو يعرف كيف يختار المكان والزمان المناسبين لأي عمل قد يقدم عليه. هذا ما فعله في السابق. وهذا ما سيفعله اليوم. هو لن يعطي العدو ذريعة لشنّ حرب واسعة ضد لبنان كله، وليس ضد الجنوب فقط. فله حسابات لبنانية تختلف عن حسابات "حماس"الفلسطينية، وإن كانا معًا في معركة واحدة، قلبًا وقالبًا.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يتوغل لمئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن قوات الجيش توغلت مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية.

وذكر تقرير للإذاعة، أن القوات تقدمت باتجاه منطقة قرية ميس الجبل، فيما لم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على هذه الأنباء.

والأحد، أكد أمين عام "حزب الله"، نعيم قاسم، التزام الحزب والدولة اللبنانية بشكل كامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين بيروت وتل أبيب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مقابل ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 3300 خرق له.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أمين عام الحزب بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، نشر الحزب نصّها عبر موقعه على منصة "تلغرام".

وقال قاسم: "نحن والدولة التزمنا بالكامل باتفاق وقف النار غير المباشر بين الدولة والعدو مقابل 3300 خرق للعدو الإسرائيلي، ونحن مستمرون بتلقي هذا العدوان".

ولفت إلى أن "نشأة المقاومة كانت طبيعة جدا مع شعب أبّي لا يقبل الذل ولا الاحتلال ولا أنْ يكون مستسلما للعدو الإسرائيلي"، مذكّرا بأن "المقاومة بدأت تنمو في الستينات والسبعينات وبرز الإمام السيد موسى الصدر كإمام للمقاومة وإنشائه حركة المحرومين".

وتابع قوله: "في عام 1978 صدر قرار 425 يدعو "إسرائيل" إلى أنْ تنسحب من الأراضي اللبنانية وأنشأت ما سُمّي وقتها "دولة لبنان الحر" برعايتها ورئاسة الرائد سعد الحر، وهي كانت خطوة أولى لاقتطاع جزء من لبنان وإقامة المستوطنات في لبنان".



وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، توصلت الاحتلال وحزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية كما سحبت إسرائيل معظم قواتها من لبنان بعد شهور من التمركز هناك، إلا أن الحكومة اللبنانية تعتبر استمرار وجود القوات الإسرائيلية في خمسة مواقع استراتيجية خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم الهدنة، تواصل القوات الجوية الإسرائيلية شنّ هجمات شبه يومية على أهداف داخل الأراضي اللبنانية. ووفقا للاتفاق، كان من المفترض أن ينسحب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومترا شمال الحدود الوطنية. وتتهم إسرائيل الجماعة بانتهاك هذا البند بشكل متكرر.

مقالات مشابهة

  • حزب الله أكثر ارتياحاً لعون من سلام: رعد من بعبدا : مساحة التفاهم واسعة
  • جيش الاحتلال يتوغل لمئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية
  • ذكرى التحرير..راية الشهيد القائد نصر الله ستبقى مرفوعة حتى زوال الاحتلال
  • آخر خبر عن الليرة اللبنانية والدولار.. ماذا كشف؟
  • أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • أحزاب اللقاء المشترك: انتصار المقاومة اللبنانية على العدو علامة فارقة في تاريخ الأمة
  • سياسي أنصار الله: انتصار المقاومة اللبنانية في 2000 أعاد للأمة الثقة وغيّر معادلات الصراع
  • امين عام حزب الله : اليمن هزم امريكا والحرب لم تنته بعد
  • الصندوق العقاري يودع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر مايو
  • “الصندوق العقاري” يودع أكثر من مليار ريالٍ في حسابات مستفيدي “سكني” لشهر مايو