أكد النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بمجلس النواب، أن هناك تواصل يجري حاليا بين اللجنة البرلمانية ووزارة الاتصالات بشأن إعداد تعديل تشريعي؛ بشأن قانون تقنية المعلومات، وذلك لتنظيم أنشطة الذكاء الاصطناعي في مصر.

اتصالات النواب

وقال رئيس لجنة الاتصالات في مجلس النواب في تصريحات لـ «الوطن»، إن الفترة الماضية شهدت خطوات جادة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب ضرورة وجود نصوص تشريعية حاكمة ومنظمة للأمر في مصر أسوة ببقية دول العالم، لاسيما وأن كل تطور تكنولوجي يصيب من يستخدمه بشكل صالح، ونافع للمجتمع، ويخطئ من يسعى إلى استخدامه بشكل مضر.

الذكاء الاصطناعي

وأوضح النائب أحمد بدوي، أنه جارٍ التواصل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للوصول إلى صياغة كاملة لمواكبة الجيل الخامس، إما بإعداد تشريع متكامل لتنظيم عمل الذكاء الاصطناعي ودوره في كثير من المجالات أو إدخال تعديلات تشريعية على قانون تقنية المعلومات.

وفي سياق آخر شدد رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب على أن الفترة المقبلة ستشهد أشكالا مختلفة من التدريب حول استخدامات الذكاء الاصطناعي، وذلك بالتعاون بين وزارة الاتصالات المصرية، وكثير من القطاعات.

ويشار إلى أن قانون تقنية المعلومات كان قد صدر في عام 2018، واشتمل على عدد من العقوبات لمواجهة الجرائم الالكترونية، ومن أبرزها الحبس والغرامة لتصل إلى 200 ألف جنيه حال إخفاء أدلة رقمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: النواب اتصالات النواب الذكاء الاصطناعي مجلس النواب الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

ممالك النمل الطريق لفهم الذكاء عند الإنسان!

 

 

 

أ. د. حيدر أحمد اللواتي **

في مقالنا السابق تحدثنا عن مملكة النمل، ذلك العالم الصغير الذي يحمل في طياته أسرارًا عظيمة عن التنظيم والدقة، وكيف أن نظامه الفريد ينبع من تبادل المعلومات مع المحيط؛ فالنملة، رغم صغر حجمها، تعتمد في نشاطها اليومي على ما تلاحظه في محيطها الضيق، وليس لديها أي فكرة عن الصورة الأكبر التي نراها نحن كمراقبين؛ فالتنسيق الرائع الذي يبدو كلوحة مُتقنة لا يُدركه أي فرد من أفراد مملكة النمل بمفرده؛ بل هو نتاج تفاعل بسيط ومستمر بين آلاف النمل الذين يعملون كخلية واحدة متكاملة.

هذا النظام اللامركزي، الذي يُميِّز ممالك النمل، يكشف لنا سرًا مُهمًا حول المرونة والتكيُّف، فبدلًا من انتظار الأوامر من قيادة مركزية، يتصرف كل فرد بناءً على المعلومات التي يحصل عليها من محيطه المباشر، وهذا الأسلوب في التنظيم يسمح لهذه الممالك بالتأقلم مع بيئات مختلفة ومُتغيِّرة بسرعة، دون الحاجة إلى إدارة عُليا معقدة أو مركزية، ففي مواجهة تغيرات البيئة أو ظهور خطر مفاجئ، لا يتعين على النمل الانتظار حتى تصدر القيادة قرارًا؛ بل كل نملة تتصرف تلقائيًا بناءً على ما تلاحظه، إن هذا النظام اللامركزي يُشبه إلى حد بعيد طريقة انتشار الأخبار أو المعلومات في شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة؛ حيث ينتشر الخبر بسرعة ويؤثر على سلوك الأفراد دون الحاجة إلى سلطة مركزية.

علماء الطبيعة والمهندسون بدورهم، استلهموا من هذه الظاهرة دروسًا قيمة، فقد أدركوا أن النُظُم المُعقدة قد تنبني على قواعد بسيطة جدًا: مراقبة المحيط، والتفاعل معه، والتكيف بناءً على ما يُلاحظ.

وهذه العملية البسيطة في جوهرها، قادرة على حل مشكلات مُعقَّدة، حتى في غياب أي قيادة مركزية، وبناءً على هذه الأفكار، ابتكر باحثو جامعة هارفارد فريقًا من الروبوتات البسيطة نسبيًا، التي يمكنها التعاون والعمل الجماعي لأداء مهام معقدة باستخدام 3 قواعد بسيطة، معتمدين على الضوء بدلًا من المواد الكيميائية التقليدية، وقد أظهر هذا النظام مرونة فائقة؛ حيث استمر العمل بكفاءة حتى عندما توقف أحد الروبوتات عن العمل.

لكن، الإبداع الحقيقي لهؤلاء العلماء يكمن في ربط هذه الأفكار بآلية عمل الدماغ البشري، ذلك العضو العجيب الذي ما زال يحتفظ بأسرار لا تُحصى؛ فرغم الفوارق الظاهرة بين مملكة النمل والدماغ، رأى هؤلاء العلماء أن هناك رابطًا مُشتركًا بينهما، فكلاهما يملك نظامًا معقدًا يتكون من وحدات بسيطة تتفاعل مع بعضها لتنتج سلوكًا جماعيًا ذكيًا؛ ففي الدماغ، تتشابك الخلايا العصبية في شبكة مُعقَّدة من الاتصالات السريعة، ولا توجد جهة مركزية تأمر هذه الخلايا كيف تتصرف، وبدلًا من ذلك، تعتمد كل خلية على المعلومات التي تصلها من محيطها، لتقرر بدورها كيف تستجيب.

فعندما يسقط الضوء على شبكية العين، تُرسل الخلايا البصرية المعلومات التي وصلتها من المحيط عبر إشارات كهروكيميائية إلى الخلايا العصبية في الدماغ، والتي تقوم بدورها بإرسال رسائل إلى خلايا أخرى مجاورة؛ مما يخلق تكاملًا مذهلًا للمعلومات ويسمح باتخاذ قرارات فورية ومعقدة، فكل خلية عصبية تتبادل المعلومات مع خلايا أخرى عبر إشارات كهروكيميائية، وعندما تستقبل إشارة من خلية مجاورة، ترد بإرسال إشارات إلى خلايا أخرى مترابطة، وبهذا الشكل، تبدو العملية على المستوى الخلوي بسيطة للغاية، لكن على مستوى الدماغ ككل تتولد أعمال معقدة تفوق الوصف.

إنَّ هذا التشابه بين ممالك النمل والدماغ البشري يفتح أمامنا نافذة لفهم عميق، فقد يكون سر ذكاء الإنسان لا يكمن في تعقيد كل شبكة عصبية على حدة؛ بل في شبكة العلاقات المعقدة بين هذه الخلايا العصبية، التي تخلق ذكاءً جماعيًا يتفوق على مجموع أجزائه.

فهل دراسة الذكاء الجمعي في مُستعمرات النمل وفَهم آلياته هو الذي سيقودنا لفهم الذكاء عند الإنسان؟ وهل سر ذكاء الإنسان يكمُن في مُستعمرات النمل وممالكها؟!

** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يبحث فتح آفاق جديدة للتعاون مع السعودية
  • وزير الاتصالات يبحث مع سفير السعودية لدى مصر فتح آفاق جديدة للتعاون
  • وزير الاتصالات يبحث مع سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
  • ابي خليل وصحناوي قدما اقتراح قانون حول إنشاء الهيئة الوطنية للذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. خبير: التكنولوجيا دائما تعيد تشكيل عالمنا طوال الوقت
  • هل يجوز للذكاء الاصطناعي كتابة الأبحاث العلمية؟ العلماء منقسمون
  • ممالك النمل الطريق لفهم الذكاء عند الإنسان!
  • ميتا تبحث استثمار مليارات الدولارات في شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
  • درونات الذكاء الاصطناعي تحرس أقدام الحجاج.. ثورة تقنية في موسم الحج!