الاقتصاد والانتخابات والنزوح.. دور مصري محوري يعود للواجهة بعد حرب غزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
استضافت مصر، السبت، قمة دولية بشأن التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، في خطوة وصفت بأنها تسلط الضوء على الدور المصري في المنطقة.
وأشار تقرير لوكالة "بلومبرغ"، الأحد، إلى أن الدور الذي تلعبه مصر في الوقت الحالي "ربما يجلب لها دعما غربيا، قد يساعدها في أزمتها الاقتصادية الكبيرة"، إلا أن التقرير قال إن "القيادة المصرية ربما تفضل البقاء في الأزمة الاقتصادية على قبول نزوح فلسطيني إلى سيناء".
وتمتلك مصر علاقات طويلة الأمد مع إسرائيل، حيث كانت أول دولة عربية تعقد اتفاق سلام معها، بجانب حدودها مع قطاع غزة، وكونها المنفذ البري الوحيد لسكان القطاع المحاصر منذ أكثر من 16 عاما، مما يجعل دورها محوري في الأزمة الحالية.
وشن مسلحو حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة) في السابع من أكتوبر، هجوما على مناطق وبلدات إسرائيلية في غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، أغلبهم من المدنيين، بالإضافة إلى خطف حوالي 200 رهينة ونقلهم إلى غزة.
وردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على القطاع الفلسطيني المحاصر، مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 4300 شخص، أغلبهم من المدنيين.
خطة النزوحيواجه أكثر من 2 مليون شخص في قطاع غزة أزمة إنسانية، في ظل قطع إسرائيل الكهرباء والمياه والوقود عن القطاع، ومطالبتها السكان بالنزوح جنوبا، قائلة إن ذلك "للحفاظ على حياتهم" في ظل الضربات التي يوجهها الجيش الإسرائيلي ضد مواقع لحماس.
وأشار تقرير "بلومبرغ" إلى أن "مصادر مطلعة أوضحت أن الحكومة الإسرائيلية تحدثت مع عدة دول من أجل نزوح الفلسطينيين بشكل مؤقت من قطاع غزة إلى سيناء، ليمكثوا في مخيمات بتمويل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة".
ولم يتضح ما إذا كانت إسرائيل قد عرضت الفكرة على مصر بشكل مباشر، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعلن بشكل واضح رفضه لمثل هذا الأمر، معتبرا أنه "تصفية للقضية الفلسطينية" و"إنهاء لمسألة إقامة الدولة الفلسطينية".
كما أشار السيسي في لقاء مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، إلى أنه "إذا كانت إسرائيل تريد بالفعل نقل الفلسطينيين إلى مكان بشكل مؤقت وإعادتهم مجددا إلى غزة، فهناك صحراء النقب"، مشددا على أن "فكرة التهجير القسري مرفوضة، ولو حدثت في غزة فستحدث تباعا في الضفة الغربية ويتم نقل سكانها إلى الأردن".
"كبيرة على أن تفشل"وقالت مديرة برنامج مصر بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، ميريت مبروك، إن "الجانب الإسرائيلي والأميركي كان يأمل في أن تقبل مصر دعما اقتصاديا في وقت تعاني فيه من أزمة في الاقتصاد، لتسمح لسكان غزة بالقدوم إلى أراضيها".
وأضافت: "القليل فقط من المصريين قد يقبلون بتلك الفكرة، وبالتالي مثل هذه الإغراءات ربما تصبح في النهاية عبئًا سياسيًا، خصوصا في عام الانتخابات".
وتشهد مصر انتخابات رئاسية في ديسمبر المقبل، يتنافس فيها الرئيس الحالي السيسي، مع 3 مرشحين آخرين.
وفيما يرى اقتصاديون ومستثمرون ومصرفيون تحدثت معهم بلومبرغ، أن "مصر من المرجح أنها ستحصل على بعض الدعم الاقتصادي، مهما كان موقفها من مسألة سكان غزة".
وأشاروا إلى أن "الأزمة الحالية ذكّرت اللاعبين الدوليين بفكرة أن مصر كبيرة جدا على أن تفشل، وذلك في ظل الأوضاع المتوترة وغير المستقرة في جيرانها من ليبيا إلى السودان وحاليا غزة".
سيناريو تحرير الكويت؟توصلت مصر لاتفاق مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر، ولا تزال في محادثات من أجل تعزيز برنامج الإنقاذ ليصل إلى 5 مليارات دولار وليس 3 مليارات فقط، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة على المفاوضات لبلومبرغ.
وقال المدير التنفيذي لمعهد واشنطن، روبرت ساتلوف، إن الحرب الدائرة حاليا "سلطت الضوء على أهمية الدور الذي لعبته مصر داخل وحول قطاع غزة".
وحول مسألة استقبال نازحين من غزة، أوضح ساتلوف أنه "على الرغم من قدرة مصر على ذلك، فإن التبعات السياسية الداخلية قد تكون ضخمة".
وصرح لبلومبرغ: "تعتبر القيادة السياسية هذا الأمر بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وتفضل مواجهة أزمات مالية على القبول بعدد من اللاجئين".
يذكر أن مشاركة مصر في حرب تحرير الكويت عام 1991، صاحبه إسقاط نصف ديونها لدى الولايات المتحدة، التي بلغ حجمها آنذاك نحو 20.2 مليار دولار.
لكن بحسب "بلومبرغ"، فإن "تكرار مثل هذا السيناريو سيكون صعبا، نظرا لكونه مختلفا عن الوضع الحالي، حيث تعرضت الكويت آنذاك لغزو من العراق بقيادة صدام حسين".
وبحسب مبروك، فإنه "على الرغم من أن المشاركة لم تحظ بدعم كبير في الأوساط العسكرية، فإنه لم يكن من الصعب الترويج لذلك مقابل تخفيف عبء الديون".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
"الأمم المتحدة" تطالب بوقف الهجمات على المدنيين في السودان
أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن نحو 20 ألف شخص فروا من السودان إلى تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، هربا من أعمال العنف في غرب دارفور، معربة عن قلقها إزاء "عمليات النزوح الجماعية هذه بوتيرة مثيرة للقلق".
وقال ماجات غيس، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تشاد، خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف "وصل نحو 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصدومين، إلى تشاد خلال الأسبوعين الماضيين فقط".
أخبار متعلقة قتل ونشاط استيطاني.. الاحتلال يواصل جرائمه الممنهجة بحق الفلسطينيينمقتل 4 أشخاص في الغارات الإسرائيلية على اليمنوأكد أن "هذا التدفق ناجم عن تصاعد أعمال العنف في منطقة شمال دارفور في السودان، وخصوصا في الفاشر وضواحيها، مما تسبب في نزوح جماعي بوتيرة مثيرة للقلق".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دخان يتصاعد من مستودع وقود بعد غارة جوية على بورتسودان- أ ف بالحرب في السودانوأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة فيما تعاني بعض المناطق المجاعة، وسط "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم بحسب الأمم المتحدة.
في الأسابيع الأخيرة، اشتدت حدة المعارك للسيطرة على الفاشر، آخر مدينة كبيرة في دارفور غير خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع التي تسعى إلى تعويض خسارة الخرطوم الشهر الماضي.
وطالب جيس بـ"وقف الهجمات على المدنيين في السودان وتوفير المرور الآمن للفارين من أجل انقاذ حياتهم".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تصاعد الدخان بعد غارة جوية بطائرة مسيرة على ميناء بورتسودان- أ ف ب أزمة اللاجئين في تشادوتعجز تشاد، وهي من أفقر دول العالم، عن تقديم المساعدة بمفردها لأكثر من 794 ألف لاجئ سوداني فروا إلى أراضيها.
وقال إن "الموارد الإنسانية في البلاد لا تزال محدودة للغاية، في حين تستمر الاحتياجات للمياه والمأوى والصحة والتعليم والحماية في الارتفاع".
وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها تحتاج إلى 409 ملايين دولار للاستجابة لأزمة اللاجئين في تشاد هذا العام، ولكنها لم تحصل من المانحين سوى على 20% من هذا المبلغ.