إيلون ماسك يحث على توسيع ستارلينك إلى غزة
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
وسط انقطاع الاتصالات الناجم عن الغارات الجوية المكثفة في قطاع غزة، لجأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى إيلون ماسك طلبًا للمساعدة.
وقد تُركت المنطقة، التي تسيطر عليها حماس حاليًا، بدون إنترنت، مما ترك المدنيين يكافحون من أجل التواصل مع العالم الخارجي.
بدأ المستخدمون على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، المعروفة سابقًا باسم تويتر، حملة هاشتاج بعنوان "#starlinkforgaza"، حصدت أكثر من نصف مليون مشاركة.
إيلون ماسك، رجل الأعمال صاحب الرؤية الذي يمتلك كلاً من X (المعروفة سابقًا باسم Twitter) وSpaceX، لم يستجب بعد لهذه الطلبات المتزايدة.
ومع ذلك، تشير التقارير الواردة من قناة الجزيرة إلى أن ملياردير التكنولوجيا يجري بالفعل محادثات مع إسرائيل لتقديم خدمات ستارلينك في المنطقة. Starlink عبارة عن كوكبة إنترنت عبر الأقمار الصناعية تديرها شركة SpaceX الفضائية التابعة لـ Musk.
وقد دفع الوضع اليائس في غزة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التواصل مع ماسك، وتسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى قنوات اتصال موثوقة في المنطقة.
وبينما طلب العديد من المستخدمين من Musk مباشرةً توسيع خدمات Starlink إلى غزة، أعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن التزام الصمت وسط الصراع المستمر.
وردا على تصرفات إسرائيل، أصدرت حماس بيانا، اتهمت فيه إسرائيل بقطع الإنترنت والاتصالات عمدا لتنفيذ “مجازر بشعة”.
كما ألقى البيان باللوم على الاحتلال وواشنطن والعواصم الغربية في دعم هذه الأعمال.
لا تزال غزة تحت القصف العنيف، كما أدى الافتقار إلى الإنترنت والاتصالات إلى عزل سكانها عن بقية العالم.
مع استمرار تدفق الطلبات على خدمات ستارلينك على وسائل التواصل الاجتماعي، يأمل الكثيرون أن يتعرف إيلون ماسك على الوضع الحرج الذي يواجهه سكان غزة ويزودهم بشريان حياة للعالم الخارجي.
يمكن أن تساعد قوة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في سد فجوة الاتصالات وضمان سماع أصوات المتضررين من النزاع.
ما هو ستارلينك؟
Starlink عبارة عن كوكبة إنترنت عبر الأقمار الصناعية تديرها شركة SpaceX الفضائية التابعة لـ Musk.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
الطفيليات الفكرية في عصر التواصل الاجتماعي
عبدالوهاب البلوشي
في عالم تسارعت فيه المعرفة وتكاثرت فيه الأصوات عبر الفضاء الرقمي، برزت ظواهر تهدد أصالة الفكر وعمق الإبداع، من بينها ظاهرة "الطفيليات الفكرية"، التي تنسخ وتكرر وتعيد إنتاج المعرفة دون وعي أو اجتهاد. في هذا المقال، نحاول تقديم قراءة تحليلية لهذه الظاهرة، بين توصيف السلوكيات الفردية وفهم البنى الثقافية والاجتماعية التي تحتضنها، مع محاولة الخروج من دائرة التشخيص الغاضب إلى أفق المعالجة البنيوية الهادفة.
من هو الطفيلي الفكري؟
الطفيلي الفكري لا يُنتج فكرة، ولا يصنع معرفة. يقتات على إعادة تدوير محتوى الآخرين دون وعي حقيقي، يصطنع لنفسه صورة المثقف عبر محاكاة شكلية للخطاب المعرفي، أو عبر مزايدات شعبوية لا تعكس فهمًا ولا تحليلًا.
في منصات التواصل الاجتماعي، تتكاثر هذه الظاهرة مستغلة ديناميكية "الترند" وسهولة الوصول للجمهور، فتنتج حالة من التضليل المعرفي ونشر السطحية، حيث تصبح إعادة التدوير والاقتباس الأجوف أكثر انتشارًا من الفكر النقدي الأصيل.
والطفيليات الفكرية تُحدث آثارًا تتجاوز مجرد انتهاك حقوق فكرية:
• خنق الإبداع الأصيل: حين يشعر المفكر أن جهده يُفرغ من معناه وينسب لغيره، يتراجع أو يختار الصمت.
• ترسيخ الرداءة كمعيار: حيث يصبح الصوت الأعلى هو صوت التكرار، لا التجديد.
• تعزيز الانتهازية الفكرية: بتقديم من يملك مهارات التلاعب والظهور على من يملك عمق الفكرة.
غير أن الاكتفاء بوصف هذه الطفيليات كـ"عدو فكري" قد يحمل تبسيطًا مخلًا للواقع، كما نبه المفكر بيير بورديو، رأس المال الرمزي في المجال الثقافي لا ينتج بالجدارة وحدها؛ بل تُعيد علاقات القوة الاجتماعية إنتاجه. بمعنى أن سطوة السطحية ليست مجرد انحراف فردي؛ بل انعكاس لبنى ثقافية أكبر.
وسائل التواصل: أداة تمكين أم بيئة تشويش؟
الفضاء الرقمي الذي مكّن الفكر الحر من كسر احتكارات النشر، هو ذاته الذي سمح للطفيليات الفكرية بالتمدد. وهنا تتجلى ملاحظة الباحث مانويل كاستلز، بأن شبكات المعرفة أعادت تشكيل معايير الشرعية الثقافية. فلم تعد القيمة تقاس بجودة الفكرة بل بسرعة انتشارها وعدد المشاركات.
ومع ذلك، لا يمكن تحميل الوسيلة وحدها المسؤولية. التحدي الحقيقي يكمن في ضعف البنية النقدية لدى الجمهور، في غياب التعليم النوعي، وفي تراجع مؤسسات الفكر الرصين.
من جلد الظاهرة إلى بناء البديل
ثقافة القص واللصق لا تعبر فقط عن طمع أو انتهازية فردية؛ بل تعكس أزمة أعمق في النظام التعليمي، وفي مهارات التفكير النقدي. وكما أشار ألفين توفلر، أصبح المستهلك الرقمي أيضًا منتجًا للمحتوى، مما يحتم إعادة تعريف العلاقة بين المعلومة ومتلقيها.
الحل إذن ليس في جلد الطفيليات أو السخط على السطحية، بل في بناء منظومات بديلة:
• تعزيز التعليم النقدي، لا التعليم التلقيني.
• دعم منصات النشر الرصين والمبادرات الفكرية المستقلة.
• تشجيع الفكر التحليلي والمبادرة المعرفية لا مجرد التكرار والتلقين.
من المسؤول؟
إذا كانت الطفيليات الفكرية تهدد الإبداع، فالسؤال الأعمق: من أوجد بيئتها؟ من سمح للضجيج أن يطغى على الصوت الحقيقي؟
الإجابة لا تقتصر على إدانة الأفراد، بل تستدعي مراجعة المنظومات: مناهج التعليم، سياسات الإعلام، مؤسسات الثقافة. فالأمم لا تنهض فقط بمحاربة الرداءة، بل ببناء البدائل العميقة والمبدعة.
لقد آن الأوان لأن ننتقل من الانفعال إلى الفعل، ومن توصيف الأزمة إلى معالجتها، ومن السخط العاطفي إلى التجديد المعرفي المدروس.