دبي في 2 نوفمبر/ وام/ أطلق المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء مبادرة لبناء قدرات موظفيه في مجالات البرمجة وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، من خلال منصة تدريب رقمية توفر دورات وورش عمل تفاعلية، بالشراكة مع منصة "داتا كامب" العالمية المتخصصة في التدريب وبناء القدرات في مجالات علوم البيانات والذكاء الاصطناعي.


جاء إطلاق مبادرة تنمية القدرات “Grow at FCSC” التي تتواصل حتى نهاية شهر نوفمبر الحالي، ضمن مبادرات المركز في يوم الإمارات للبرمجة "الإمارات تبرمج 2023"، الذي اعتمده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، مناسبة وطنية سنوية للاحتفاء بمجتمع المبرمجين في الدولة في 29 أكتوبر من كل عام.
وأكد سعادة محمد أهلي المدير التنفيذي لقسم الإحصاء وعلوم البيانات في المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، حرص المركز على بناء قدرات فريق العمل على أسس مستدامة، تضمن مواكبتهم أبرز التطورات التكنولوجية في مجالات علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والحلول التكنولوجية المتقدمة، بما يعزز إمكاناتهم وقدراتهم على الاستفادة من هذه الحلول وتوظيفها في تحقيق أفضل النتائج.
وقال محمد أهلي إنه تم تطوير المنصة على أيدي متخصصين في مجالات التعلم والتدريب وذكاء الأعمال المؤسسي علوم البيانات، مشيراً إلى أن مبادرة تنمية القدرات “Grow at FCSC” تمثل مخيما تدريبياً افتراضياً لعلوم البيانات يمكن الوصول إليه من خلال المشاركة في الندوات عبر الإنترنت، لتعزيز مستويات التعلم، ومواكبة مستجدات ذكاء الأعمال المؤسسي وعلوم البيانات والاستفادة منها.
ويتبنى البرنامج التدريبي نموذجاً فريداً يجمع بين الدورات وورش العمل والمسابقات والهاكاثونات، يمكن المنتسبين من اكتساب المهارات والخبرات المطلوبة لمواكبة التقدم التكنولوجي المتسارع في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، ويحصل المنتسبون إلى البرنامج على شهادات خبرة في المسارات التي يستكملونها بنجاح والتي تشمل هندسة البيانات، وتحليل الأعمال، والاحصاءات والنمذجة المتقدمة، ومهارات تعلم الالة، وإعداد التقارير وأساسيات البرمجة، ومعالجة البيانات وتحليلها.
كما تتناول ورش العمل المجالات المرتبطة بحلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وتعرف المشاركين بأبرز التطورات والحلول المبتكرة المرتكزة عليها، وتشركهم بتجارب تفاعلية لتمكينه من اكتساب المهارات المتقدمة في استخدام الجداول وأدوات الترميز، بالاستفادة من أدوات وحلول التكنولوجيا المتقدمة.
يذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وجه باعتماد 29 أكتوبر من كل عام، يوماً للبرمجة يحمل شعار "الإمارات تبرمج"، للارتقاء بقدرات أصحاب المواهب والعقول الرائدة وتأهيلهم في مجالات البرمجة واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
ويترجم تخصيص يوم للبرمجة جهود حكومة الإمارات في استكمال مسيرة التطوير والتحول الرقمي الشامل، ويدعم جهود البرنامج الوطني للمبرمجين لمساعدة أصحاب المواهب على إتقان لغة البرمجة والتفوق فيها، وتحفيزهم ليكونوا مستعدين للتعامل مع متطلبات المستقبل بكفاءة عالية.

دينا عمر

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: علوم البیانات والذکاء الاصطناعی فی مجالات

إقرأ أيضاً:

عبر اتحاد الفيزياء والذكاء الاصطناعي.. علماء يرون الأجسام الخفية في الأماكن المعتمة

في خطوة قد تغيّر مستقبل التصوير الطبي وفحص المواد، تمكن فريق بحث من تطوير تقنية جديدة تتيح الكشف الدقيق عن الأجسام والأنسجة داخل بيئات شديدة التعقيد والإعتام، مثل الأنسجة الحيوية الكثيفة أو المواد الصلبة غير الشفافة، حيث تفشل الطرق التقليدية في الرؤية فيها.

تُظهر الدراسة، التي نشرت أخيرا في دورية "نيتشر فيزكس" تمكّن التقنية الجديدة من النفاذ عبر ما يمكن تسميته "الضباب الصوتي".

يقول ألكسندر أوبري، مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والباحث المراسل في الدراسة من معهد لانجفان الفرنسي، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: "العقبة التي نتغلب عليها هنا هي الضباب الكثيف الناتج عن ظواهر الانتشار متعدد الموجات".

شكل فني لكرات معدنية مدفونة في خرزات زجاجية صغيرة على اليسار، وفي الوسط صورة بالموجات فوق الصوتية التقليدية، وعلى اليمين، يظهر تمكن التقنية الجديدة من تحديد مواقع الكرات المعدنية بدقة (آرثر لو بير – جامعة فيينا التقنية )بصمة الهدف

عندما تمر موجة فوق صوتية أو ضوئية داخل وسط غير متجانس، كنسيج عضلي أو مادة حُبيبية، فإنها لا تسلك مسارا واحدا؛ بل تتشتت مئات المرات في اتجاهات عشوائية، ما يؤدي إلى طمس الصورة بالكامل، وتُعرف هذه الظاهرة بـ"الانتشار المتعدد".

يشرح أوبري جوهر التقنية الجديدة: "بدلا من محاولة إزالة أثر الاضطراب أو تصحيحه، كما تفعل الطرق التقليدية، نبحث نحن عن الأنماط الثابتة التي تظل قائمة رغم كل هذا التشتت. فكل جسم له بصمة مميزة في طريقة تفاعله مع الموجات، وهذه البصمة تبقى قابلة للاكتشاف حتى وسط الفوضى".

قامت الفكرة على تكوين ما يسمى بـ"بصمة الهدف"، وهي توقيع فريد من الموجات يمثل كيفية انعكاس الموجات عن الجسم في ظروف مثالية، أي في الفراغ أو في وسط بسيط. بعد ذلك، تبحث الخوارزمية عن هذا النمط داخل البيانات المبعثرة والمعقدة التي تُسجّل أثناء التصوير في الوسط الحقيقي.

إعلان

المميز في تلك الطريقة الجديدة أنها لا تحاول تصحيح الفوضى، بل تستخدمها. يستفيد الباحثون من كل الانعكاسات والارتدادات الداخلية التي كانت تعتبر سابقًا مجرد ضوضاء. هذه الارتدادات تحمل بصمة الهدف، وكلما كان الوسط أكثر تعقيدًا، كانت البصمة أكثر تفردًا.

نفذ الباحثون تجاربهم على كرات معدنية واستكشفوا موضعها (شياوبينغ جيا-جامعة فيينا التقنية)من مختبر الفيزياء إلى غرف العمليات

لا تتوقف أهمية هذه التقنية عند الجانب الفيزيائي، بل تمتد إلى التطبيقات الطبية المباشرة. ففي إحدى تجارب الفريق، استخدم الباحثون الطريقة الجديدة لاكتشاف علامة طبية تُزرع في أنسجة الثدي لمتابعة موقع الورم بعد الخزعة، وهي غالبًا ما تكون غير مرئية في التصوير بالموجات فوق الصوتية التقليدي بسبب التشتت العالي في الأنسجة.

يقول أوبري: "إلى جانب تسهيل اكتشاف علامات الأورام المستخدمة في متابعة سرطان الثدي، يمكن تطبيق طريقتنا مباشرة في مجال الطب التدخلي لمراقبة موقع الإبر أو القساطر داخل الجسم. هذه الأدوات يصعب رصدها بالموجات فوق الصوتية لأن صداها المباشر لا يُلتقط دائمًا بالمجس، لكننا نستطيع تحديد موقعها بدقة كبيرة من توقيعها الموجي المعقد".

هذا التقدم يعني أن الأطباء سيتمكنون قريبًا من مراقبة أدواتهم داخل الجسم أثناء الجراحة أو العلاج دون الحاجة إلى تقنيات إشعاعية ضارة أو أجهزة تصوير مكلفة مثل الرنين المغناطيسي. كما أن واحدة من أكثر النتائج المذهلة في الدراسة كانت قدرة الطريقة الجديدة على رسم البنية الداخلية لعضلة بشرية حية، إذ تمكن الفريق من رسم بنية عضلة الساق، وكشف اتجاه الألياف بدقة عالية.

يقول أوبري: "قد يعمل رسم خريطة ألياف العضلات كأداة قوية لمتابعة التغيرات البنيوية الناتجة عن التليف أو التنكس الدهني في أمراض العضلات والأعصاب. كما أن مراقبة ألياف القلب تساعد في رصد الاضطرابات المبكرة في بنية العضلة القلبية، مثل اعتلالات عضلة القلب أو التليف".

ويضيف: "يمكن أن تساعد هذه التقنية في متابعة تعافي العضلات بعد الإصابات، أو حتى تقييم فعالية برامج إعادة التأهيل".

مراقبة ألياف القلب تساعد على رصد الاضطرابات المبكرة في بنية العضلة القلبية (شترستوك)للذكاء الاصطناعي دور

أظهر الفريق البحثي أن طريقة "البصمة" قادرة على استخراج معلومات كمية دقيقة عن الخصائص الفيزيائية للوسط، مثل الضغط أو الصلابة، وذلك من تحليل طريقة استجابة الهدف للموجات.

فبحسب أوبري، استخدم الفريق الفقاعات الميكروية الصغيرة التي تحقن أحيانا في الجسم أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية لتوضيح الصورة. هذه الفقاعات تتفاعل مع الموجات بطريقة تختلف حسب ضغط الدم حولها.

وباستخدام "طريقة البصمة"، استطاع الباحثون تحليل هذا التفاعل بدقة كبيرة، بحيث تمكنوا من تقدير ضغط الدم مباشرة من الصورة الصوتية، مما يعني أنه يمكن يومًا ما استخدام التقنية للتنبؤ بمخاطر الجلطات أو السكتات الدماغية بطريقة آمنة وسريعة وبدون أي تدخل جراحي.

قد يبدو للوهلة الأولى أن إنشاء بصمة لكل هدف يتطلب معرفة كاملة ومسبقة بشكل الجسم وحجمه ومادته، لكن أوبري يؤكد أن الطريقة مرنة للغاية، ويضيف: "لسنا بحاجة بالضرورة إلى معرفة الشكل أو المادة مسبقًا. ما نحتاجه هو أداة حسابية فعالة، تحليلية أو رقمية، قادرة على تحويل مصفوفة البصمة لأي نوع من الأجسام. ثم نبحث عن مجموعة المعلمات التي تُعطي أعلى توافق بين البصمة والبيانات المُقاسة. ومع التطور السريع في أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكننا الآن إجراء مثل هذه العمليات بسرعة وكفاءة مذهلتين".

إعلان

هذه النقطة جوهرية لأنها تعني أن التقنية لا تقتصر على الأهداف المعروفة مسبقًا، بل يمكنها اكتشاف أجسام غير متوقعة أو معقدة الشكل داخل الأنسجة أو المواد الصناعية.

في حين أن التجارب ركّزت على التصوير بالموجات فوق الصوتية، يؤكد أوبري أن المفهوم "عامل البصمة" أكثر مرونة، ويشرح: "يمكن أن يكون للطريقة استخدامات مهمة جدًا في المجالات العسكرية، حيث تحتاج إلى رصد أهداف معقدة مثل الألغام أو الطائرات المسيّرة في بيئات مليئة بالضوضاء. كما أنها مفيدة جدًا في اختبار المواد في الصناعات النووية أو الجوية، حيث تُمثل اكتشاف العيوب في البنى المعقدة تحديًا مستمرًا منذ عقود".

هذا الاتساع في نطاق الاستخدام يفتح الباب أمام تطبيقات إضافية في الاتصالات اللاسلكية والاستشعار عن بُعد وحتى الفيزياء البيئية، حيث يمكن تتبع الأجسام تحت الماء أو داخل التربة أو الصخور الكثيفة.

إن عامل البصمة ليس مجرد خوارزمية تصوير، بل هو مفهوم فيزيائي شامل يمكن تطبيقه في أي مجال تُستخدم فيه الموجات لاستكشاف المجهول. من الطب إلى الصناعة إلى الاتصالات، سنتمكن من الرؤية بوضوح داخل العوالم التي كانت حتى اليوم غارقة في الضباب.

مقالات مشابهة

  • «الاتحادي للتنافسية والإحصاء»: 9.4 مليون.. القوى العاملة في الإمارات 2024
  • عبر اتحاد الفيزياء والذكاء الاصطناعي.. علماء يرون الأجسام الخفية في الأماكن المعتمة
  • «السواحه» يجتمع برئيسة شركة AMD لتعزيز الشراكة في الحوسبة والذكاء الاصطناعي
  • المركز الروسي بالإسكندرية يناقش دور الفن والذكاء الاصطناعي في الدبلوماسية
  • "إنستغرام" تزيد الضوابط على حسابات المراهقين والذكاء الاصطناعي
  • عبد اللطيف: المعلم صانع المستقبل والذكاء الاصطناعي قوة تحول في التعليم المصري
  • د. ثروت إمبابي يكتب: الزراعة المصرية بين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي
  • نقابة الإعلاميين تناقش تطوير الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي 
  • محمد بن راشد يفتتح «جيتكس جلوبال 2025» ويطّلع على أحدث حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • «دبي الرقمية» تعرض في «جيتكس» مبادراتها الرائدة بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي