جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@05:50:03 GMT

غزة والقيمة المضافة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

غزة والقيمة المضافة

هند الحمدانية

يقولُ الإمامُ الشافعي: "وإني لمشتاقٌ إلى أرضِ غزة // وإن خانني بعدَ التفرقِ كتماني".

ليس بغريبٍ على أرض غزة هذا الشوق فهي "بنت الأجيال المُنصرمة كلها ورفيقة العصور الفائتة" كما قال عنها المؤرخ الفلسطيني عارف العارف، وكما وصفها المستشرق الأمريكي ريتشارد غوتهيل بأنها "نقطة التقاء للقوافل ومركز توزيع البضائع وهمزة الوصل بين العديد من البلدان".

وكما نعلم جميعًا أن غزة كانت ذات قيمة متفردة عبر التاريخ من حيث الحضارة والتجارة والموقع والأهمية الإستراتيجية.

وحقيقة كان حريًا بنا إبان هذه الحرب الظالمة التي يتآمر فيها كل طواغيت العصر أمام مرأى العالم أجمع على هذا القطاع الصغير الصامد أن نلقي الضوء على القيمة المضافة لمدينة غزة محليًا وإقليميًا وعالميًا.

إنَّ غزة هاشم (مثلما يُطلَقُ عليها نسبةً لجد النبي صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف الذي دُفن فيها) لها قيمتها التاريخية العريقة على مر العصور مثلما أسلفنا، ولكن في هذا المقال نجزل الحديث عن القيمة المضافة والميزة التنافسية للمنتج الغزاوي، والذي يشمل كل أبناء غزة شبابًا وبناتًا نساءً ورجالًا أطفال وأجنةً.

الغزاويون والمكان والثمن المدفوع والدعاية والإعلان، هذا المزيج من أعمدة التسويق أضاف قيمة عميقة ومتصاعدة لن ينساها العالم أبداً.

يمتاز المنتج الغزاوي بعنصر الإيمان الصادق والنية الخالصة، فهو على مر سنوات طويلة تكبد الألم، واستحمل الأذى وصبر على البلاء، وكافح في سبيل البقاء، كان يتطهر كل يوم من الذنوب، نشأ وسط التهجير، وذاق العزة منذ أن كان طفلًا صغيرًا، فقرر أن يختار المصير: إما العزة والنصر وإما الشهادة وهي الفوز الكبير.

أما المرأة الغزاوية فهي المركز الاستراتيجي، حيث تمثل كل مصادر الخوف لدى العدو الصهيوني، فهي المصنع الذي لا يمكن تعطيله، وهي المهد الرباني الذي لا ينضب معينه، تنتج الغزاويين جيلاً بعد جيل أكثر جودة وأكثر جرأة وشجاعة وأشد ذكاءً وأمر لحمًا وأكفأ على نيل الشهادة.

الثمن المدفوع في غزة ينافس كل أسواق العالم، فغزة تقدم تجربة فريدة للمستهلك، وخدمة جهاد يشهد لها الخبراء العسكريون إنها الأكثر حنكة ودهاء، وتحفها أيضًا أسرارٌ عظيمة، ربما كانت نياشين من رب العالمين، وآلاف من الجنود مُنزَلين لا يُحصى لهم عدد وهم لأهل غزة خيرُ مَدد.

أما بالنسبة للدعاية والإعلان فهي أهم أداة تسويقية تربط بين المنتج الغزاوي والمستهلك في السوق العربي والعالمي، والتي تهدف إلى تحفيز المستهلك (المتفرج من كل أنحاء العالم) على استيعاب السلوك وتَبَيُن هوية المنتج الغزاوي واكتشاف الحقيقة، ولا شيء يضاهي الدعاية التي استخدمتها المؤسسة الغزاوية مثل الإعلانات النصية الحديثة والرقمية، والواقعية المصورة والمنقولة مباشرة من المربعات السكنية، والوسائط المتعددة والتي تفاعلت مع العملاء من قلب المستشفيات مثل المعمداني ومجمع الشفاء وغيرها، وأيضا محتوى الفيديو المؤثر لطوابير الجثث ومقابر جماعية وعمليات جراحية على الهواء "لايف" وبتر لبعض الأجزاء وَشُح الأدوية، والقصف المتواصل بشتى الأنواع من الذخائر والصواريخ والقنابل الفسفورية، أي أن غزة فَعَلَت الألوان في إعلاناتها، فأصبح الليل فيها أحمر. أبيض. برتقالي. مما يشد المتلقي، ويجذب انتباه الغافل، وأضف إلى ذلك الإعلانات التفاعلية مثل نشر إصدارات عن نوعية المعركة أو إعلان استطلاع يوجز معدل نبض الشارع العالمي، ويتحسس العجز المتراكم في القلب العربي.

لغزة ميزة تنافسية ستحافظ على وجودها حية في عقل كل عملاء العالم، وحققت أرباحاً طائلة حيث أوصلتها لأقطار جديدة لم تكن تعرف أن هناك غزة محاصرة، لم تكن تعرف أن هناك مقاومة، لم تكن تعرف أن هناك أنفاقًا معمرة يشعر فيها الغزاوي بأهمية الوقت والاتجاهات ودنو النُصرة.

تدهشك غزة حيث طالت قيمتها المضافة علم الفقه، وسُنت لأهلها فتاوٍ جديدة عندما تساءلوا: كيف يصلي من يكون تحت الأنقاض؟ وإذا خرج من تحت الأنقاض معافىً فهل يعيد صلاته؟ هل الخوف تحت القصف عذر للجمع بين الصلاتين؟ هل الله يمنح الشهادة لمن يحب فقط أم يمنحها للمقصرين أيضًا؟

لله درك يا غزة الحرة! قيمتك المضافة كانت الحرية التي عبرت من أنفاق غزة إلى قلب كل عربي كان قيد الأسر، قيمتك المضافة كانت الإرادة والصبر تحت عبارة "الحمد لله يا رب" التي عبرت سماوات الله إلى الدنيا كلها، فأثارت حيرة المُتفرجين من أين يأتي الغزاويون بهذا الصمود؟ ومن أين استمدوا القوة؟، فكانت الإجابة: الإيمان بالله والقرآن، فلله درك يا غزة ولحماسك النصر والعزة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل كانت مناديل أم كوكايين؟ شائعات تثير ضجة حول ماكرون وميرتس في "قطار كييف"

أثارت شائعات على الإنترنت جدلاً حول قادة أوروبيين بارزين، لكن باريس وبرلين سارعتا إلى تفنيد الادعاءات واتهام جهات معادية للديمقراطية بمحاولة زعزعة الوحدة الأوروبية والتشكيك في تماسك المجتمعات. اعلان

وفي ردّ مباشر على تكهنات انتشرت على الإنترنت، نفت كل من الحكومة الألمانية والفرنسية بشكل قاطع الشائعات التي تزعم أن المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تناولا الكوكايين أثناء سفرهما على متن قطار إلى العاصمة الأوكرانية كييف.

وقد أشار بيان صادر عن الحكومة الألمانية إلى أنّ "جهات عديدة تحاول حاليًا التأثير على الرأي العام من خلال حملات تضليل إعلامي منظمة"، مضيفًا أن "أعداء ديمقراطيتنا يسعون بشكل ممنهج إلى إضعاف وحدة أوروبا وتماسك مجتمعاتنا".

وفي السياق ذاته، أكّد المكتب الرئاسي الفرنسي مساء الأحد عبر منصة "إكس" أن باريس على علم بالحملة المتداولة على الإنترنت، معتبرًا إياها جزءًا من محاولات مستمرة لبث الشكوك وزعزعة الثقة بين المواطنين الأوروبيين.

يُشار إلى أن زيارة ميرتس وماكرون إلى كييف جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، برفقة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث التقوا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إطار دعم مشترك لكييف في مواجهة التحديات الأمنية.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، نشر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات تليغرام الروسية شائعات تزعم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يُخفي كيسًا من المسحوق الأبيض في يده، وأن المستشار الألماني المعين حديثًا فريدريش ميرتس كان يحمل ملعقة كوكايين.

وفي رد مباشر على هذه المزاعم، أكد كل من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني عبر تغريدات على منصة إكس أن المناديل الورقية الظاهرة على الطاولة كانت مخصصة لنفخ الأنف في حال الإصابة بنزلات البرد.

Relatedفي اتصال مع عباس... ماكرون يدعو لإصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماسنتنياهو لماكرون: "نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا للإرهاب الإيراني"إسرائيل تلغي تأشيرات 27 نائبا فرنسيًا على خلفية تصريحات ماكرون حول الدولة الفلسطينية

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى التي تتهم فيها دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي جهات أجنبية بنشر معلومات مضللة تهدف إلى زعزعة استقرار الأنظمة الديمقراطية.

وبدوره، نفى قصر الإليزيه عبر حسابه الرسمي على منصة إكس الشائعات المتداولة، مشيراً إلى أن "عندما تثير وحدة أوروبا انزعاج البعض، تتصاعد حملات التضليل لدرجة تحويل مناديل عادية إلى مزاعم بتعاطي مخدرات. هذه الأكاذيب ينشرها أعداء فرنسا من الداخل والخارج، ويجب أن نبقى يقظين في وجه محاولات التلاعب".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • النمر: العشاء المتأخر قد يرهق قلبك حتى لو كانت السعرات محسوبة
  • كانت المعركة، معركة الخوي، كسر عظم بحق، ولكنه عظم المليشيا
  • بعد حظر الفساتين العارية.. كيف كانت إطلالات نجمات حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي؟
  • الغذاء والدواء الأمريكية تجيز استخدام 3 ملوّنات طعام طبيعية
  • كيف كانت علاقة بن لادن بالجماعات الجهادية خلال تواجده في السودان؟
  • هل كانت مناديل أم كوكايين؟ شائعات تثير ضجة حول ماكرون وميرتس في "قطار كييف"
  • كانت بتلعب.. سقوط طفلة من بلكونة الطابق الثاني في أوسيم
  • مجلة أمريكية: الحملة ضد الحوثيين كانت طريقاً مسدوداً بلا مكاسب
  • لقاء يستعرض مسابقة القيمة المحلية ودورها في تمكين الابتكار بمحافظة ظفار
  • بين الـ2016 والـ2025.. هكذا كانت نسب الاقتراع في انتخابات الشمال