التمويه الأخضر.. التزام زائف بالاستدامة البيئية
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
يعد التمويه الأخضر أسلوبا تسويقيا يُستخدم للإيهام بأن منتجات أو خدمات أو عمليات مؤسسة ما صديقة للبيئة أكثر من الواقع، أو الالتفاف على مبادرات أو قوانين بيئية ومناخية معتمدة.
ويكون الهدف من هذه الممارسات هو تحسين الصورة العامة وجذب المستهلكين المهتمين بالبيئة، دون بذل جهود حقيقية لتقليل التأثير البيئي السلبي.
وتشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن التمويه الأخضر يقوض الجهود الجماعية للدول والعلامات التجارية المستدامة التي تعمل على الحد من انبعاثات الكربون ومعالجة التهديد المتزايد لتغير المناخ.
ويمثل التمويه الأخضر عقبة كبيرة أمام معالجة تغير المناخ. إذ يروج لحلول زائفة لأزمة المناخ تصرف الانتباه عن اتخاذ إجراءات ملموسة ذات مصداقية وتؤخرها وذلك من خلال تضليل الجمهور للاعتقاد بأن شركة أو كيانا آخر يفعل أكثر مما يفعله لحماية البيئة.
ويتجلى التمويه الأخضر في عدة طرق وأساليب من بينها:
-الادعاء بالعمل على تقليل انبعاثات الشركة الملوثة إلى صافي الصفر في حين لا تكون هناك خطة موثوقة موجودة بالفعل.
التضليل عبر التعبئة والتغليف، مثل استخدام اللون الأخضر أو صور الطبيعة لإيهام المستهلك بالاستدامة.
-تعمّد الغموض أو عدم الدقة بشأن عمليات الشركة أو المواد المستخدمة في المنتجات.
-إطلاق تسميات مضللة عمدا مثل "أخضر" أو "صديق للبيئة" أو "طبيعي"، والتي ليس لها تعريفات موحدة ويمكن أن يساء تفسيرها بسهولة.
-التأكيد على ميزة أو جزئية بيئية واحدة مثل معاد تدويره، مع تجاهل التأثيرات الأخرى.
-الإعلان عن مشاريع بيئية وهمية أو غير ذات تأثير حقيقي للإيهام باحترام البيئة.
-الادعاء بتجنب الممارسات غير القانونية أو غير المطابقة للمواصفات التي لا علاقة لها بالمنتج.
ربط سمات الاستدامة بمنتج معين بمعزل عن أنشطة العلامة التجارية الأخرى ،مثل إنتاج ملابس مصنوعة من مواد معاد تدويرها في مصنع عالي الانبعاثات يلوث الهواء والمجاري المائية القريبة.
– رصد تبرعات للعمل البيئي، بينما يكون النشاط الرئيسي ملوثا للبيئة.
من خلال التسويق الخادع والادعاءات الكاذبة المتعلقة بالاستدامة، يضلل التمويه الأخضر المستهلكين والمستثمرين وعامة الناس، ويقوض الثقة والطموح والعمل اللازمين لإحداث تغيير عالمي وتأمين كوكب مستدام.
إعلانوعلى المستوى الفردي يمكن تجنب التمويه الأخضر بالتحقق من المنتج والشركة المصنعة والشهادات البيئية المعتمدة، بالبحث عن أدلة ملموسة على ممارسات الشركة المستدامة، وقراءة التقارير البيئية الصادرة عن الشركة إن وجدت. أما على المستوى العالمي فتتولى منظمة الأمم المتحدة مراقبة الالتزامات.
فمنذ اعتماد اتفاق باريس في عام 2015، تعهد عدد متزايد من الشركات بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى صافي صفر، وهو المستوى الذي سيتم فيه امتصاص أي انبعاثات متبقية عن طريق الغابات أو المحيطات أو مصارف الكربون" الأخرى.
ومع ذلك، تشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن هذه الادعاءات غالبا ما تستند إلى خطط مشكوك فيها، بما في ذلك التعويض عن الانبعاثات، بدلا من التخفيض الفعلي للانبعاثات. وعلى هذا النحو، تظل شفافية وسلامة هذه الادعاءات منخفضة للغاية ويمكن أن تؤدي إلى الفشل في اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المناخ.
وأنشأت الأمم المتحدة فريق خبراء رفيع المستوى مكلفا بوضع معايير أقوى وأكثر وضوحا بشأن تعهدات الشركات والمؤسسات المالية والمدن والمناطق بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، وتسريع تنفيذها.
ويشمل ذلك تقديم تعهدات موثوقة وخاضعة للمساءلة بشأن صافي الانبعاثات الصفري وشرح بالتفصيل ما يجب مراعاته خلال كل مرحلة من مراحل التقدم نحو تحقيق صافي الانبعاثات الصفري ومعالجة أزمة المناخ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
رواندا تطلق أول خط للحافلات الكهربائية بين المدن
أطلقت وزارة البنية التحتية الرواندية يوم الخميس الماضي أول خط حافلات كهربائية يربط بين العاصمة كيغالي ومدينة موهانغا، مرورا بمنطقتي نيانزا وهوي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود الحكومة لتوسيع استخدام وسائل النقل العامة الصديقة للبيئة.
وقد بدأت شركة "فولكانو إكسبريس" تشغيل هذا الخط الجديد، لتصبح أول شركة نقل عام تعتمد الحافلات الكهربائية بين المدن في رواندا.
وتسلمت الشركة 12 حافلة كهربائية من شركة "باسيغو"، المتخصصة في تصنيع وتوريد الحافلات الكهربائية في البلاد.
تحول طموح نحو النقل النظيفيمثل هذا المشروع جزءًا من خطة رواندا الطموحة لتحويل 20% من أسطول النقل العام إلى مركبات كهربائية بحلول عام 2030. ووفقا للهيئة الرواندية لإدارة البيئة، من المتوقع أن يسهم هذا التحول في تقليص انبعاثات الكربون بنحو 72 ألف طن سنويًا.
وتشير البيانات إلى أن الحافلات مسؤولة عن أكثر من 40% من انبعاثات قطاع النقل في رواندا، مما يجعلها محورًا رئيسيًا في جهود خفض الانبعاثات.
ويقدّر الخبراء أن تنفيذ هذا التحول الكامل في قطاع النقل العام سيتطلب استثمارات تصل إلى 900 مليون دولار.
رؤية مستقبلية واستثمار في البيئةأعرب الرئيس التنفيذي لشركة "فولكانو إكسبريس" إيغيد إغابي، عن تفاؤله بمستقبل النقل الكهربائي في رواندا.
إعلانوأضاف "نأمل أن نحول جميع حافلاتنا إلى كهربائية في المستقبل، دعما لجهود الحكومة في تقليل الانبعاثات الكربونية. هذا التحول سيسهم في تقليل اعتمادنا على الوقود وخفض التكاليف التشغيلية".